حسنًا، لم يكن ذلك الرجل مجرد المعنِّف المنزلي فقط، لقد ذكر إيدن أنه كان لديه إدانة سابقة بالقتل.

ربما كان تركه محبوسًا في الزنزانة هو في الواقع إظهار للرحمة، إذا خرج، فقد يواجه نهاية أكثر بشاعة.

كان الرجل يتلمس الأرض، محاولًا الوصول إلى المفتاح الذي سقط خارج القضبان، بدا أنه سيتمكن من الإمساك به بمجرد بذل القليل من الجهد الإضافي.

"لنذهب، لا تضيعي وقتكِ."

صوت إيدن أعادني إلى الواقع.

سندت نوكس بينما كنا نمر بجانب الزنزانة ونستمر في السير.

خلفنا، سمعت صوت صرير قضبان السجن وهي تفتح، خرج الرجل — ولكن ليس في الاتجاه الذي أتينا منه، بدلًا من ذلك، توجه نحو مركز الشرطة، حيث كانت الوحوش.

"إذا تم اختراق ذلك الباب، ألن يكون هذا المكان أيضًا في خطر؟"

سألت وأنا أعبر عن قلقي، وتصلب تعبير إيدن.

"نحن بحاجة إلى التحرك بشكل أسرع."

واصلت السير، أساعد نوكس، عندما شعرت فجأة بارتجاج طفيف في الأرض تحت قدمي، ما هذا؟

ترددت، لكن نوكس وإيدن واصلوا التحرك بصمت، ولم يتركوا لي فرصة لطرح الأسئلة، كنا بحاجة إلى الخروج من هنا بأسرع ما يمكن.

أجبرت نفسي على الاستمرار في السير، بعد قليل، وصلنا أخيرًا إلى طريق مسدود.

هناك، كانت فجوة دائرية في الأرض، كبيرة بما يكفي لشخص ليزحف من خلالها.

ركع إيدن بجانب الفجوة ونظر إلى الداخل.

"لم يتم استخدامها منذ وقت طويل، تبدو مغبرة."

حدقت به بعدم تصديق، بدت وكأنها مزلقة -مثل تلك التي تراها في حديقة مائية- مصممة لإلقاء الجثث خارجًا.

"هل من المفترض أن ندخل هناك؟"

"نعم، إنها متصلة بحفرة عميقة، مثل بئر، كانت تستخدم للتخلص من الجثث."

"الجثث...؟، هذا أمر بربري، هل كان الناس يستخدمون هذا حقًا؟"

نظر نوكس إلى إيدن، غير مصدق، ومرر إيدن أصابعه على الأرض الغبرة للمزلقة وعبر عن قلقه.

"في الواقع، لم يتم استخدام السجن تحت الأرض هذا حتى وصلت أنا لهنا، فهذا السجن تم بناؤه كشكلية، فما الذي تحتاجه قرية ريفية مثل هذه من سجن تحت الأرض؟"

صحيح، لقد ذكر هذا من قبل عندما كنا نخطط في بيتي السعيد.

لقد تم التخلي عن السجن — حتى ظهر إيدن في برونيل، وقبض على ذلك المعنِّف المنزلي الذي لديه سجل قتل، ولم يكن لديه خيار سوى استخدامه، كما هو متوقع من إيدن.

"لكن تم استخدامه على الأقل مرة واحدة، أليس كذلك؟"

سألت، وأومأ إيدن برأسه.

"إنهم لا يقيمون جنازات للمجرمين، عندما يموت السجناء، وكانوا بحاجة إلى مكان للتخلص من الجثث، كانوا يحفرون حفرًا عميقة مثل الآبار ويحرقون الجثث بداخلها."

إذن، بشكل أساسي، الانزلاق في هذه المزلقة الشبيهة بحديقة مائية سيقذف بنا إلى بئر يشبه محرقة الجثث.

"إذا كانت بهذا العمق، كيف سنصعد مرة أخرى؟"

"هناك سلم يتصل بالسطح، فسابقًا كان يجب على شخص ما أن ينزل لإشعال النار وتنظيف البئر."

ابتلعت ريقي بتوتر وحدقت في الفجوة المظلمة.

سماع أنها لم تُستخدم منذ وقت طويل جعلها تبدو أكثر إثارة للرعب، شعرت وكأنها المكان المثالي لفيلم رعب.

ثم تحدث نوكس.

"هل تعلم؟، نوكس كورنيل رودبورشر الوريث المباشر لعائلة الماركيز رودبورشر وطبيب نابغ وواعد للغاية."

مستندًا بذراعيه، كان يستمع إلى شرح إيدن بتعبير مسترخٍ سابقًا — فقط ليتحدث ويشير إلى نفسه بصيغة الغائب فجأة، ما خطبه؟

"إذا كانت هذه المزلقة غير مستخدمة لهذه المدة، فليست هناك طريقة ليعرف لانكستر ما ينتظرنا في الأسفل، ماذا لو حدث لنا شيء؟، عندها العالم سيخسر موهبة لا تصدق."

بقدر ما بدا الأمر سخيفًا، لقد كان محقًا، وأومأت موافقة.

"هذا صحيح، أنا أيضًا وريثة عائلة سينكلير — نجمة المجتمع الراقي، سيصاب معجبيني باليأس إذا حدث لي شيء."

المعجبون المعارضون هم في النهاية معجبون أيضًا، أليس كذلك؟، ليس الأمر أنني متأكدة إذا كان أي منهم لا يزال على قيد الحياة، ومع ذلك، جاريته بكلامه، وأنا أفكر في أنني يجب أن أبقي على علاقة جيدة مع نوكس، بعد كل شيء، لقد كنت أرغب في تجنيده كطبيب مقيم في بيتي السعيد.

أطلق نوكس ابتسامة مشرقة.

"آنسة سينكلير، من الجميل أن أراكِ تتحدثين بمنطق لمرة واحدة، النبلاء أمثالنا لديهم واجب حماية سمعتنا."

"كنت أظن أنك تتحدث هراءً في البداية، ولكن ربما كنت محقًا، فالمكانة الاجتماعية مهمة حقًا."

بينما تبادلنا أنا ونوكس التعليقات، تقدم إيدن نحو الفجوة متولياً القيادة.

"حسنًا، يمكنكما البقاء هنا إذن."

"…"

فركت وجهي بإحباط، مهما فعلنا لن نتجنب هذه الفوضى.

"تبًا، حسنًا، سيد إيدن، اذهب أولاً، ثم رودبورشر، سأكون أنا الأخيرة، سيد نوكس، سأرمي لك الحقيبة وتأكد من أنها آمنة عندما تصل إلى الأسفل."

جلس إيدن على حافة الفجوة وأومأ، عند سماع ترتيب النزول، اعترض نوكس على الفور.

"من الخطير أن تكون الآنسة الأخيرة، يجب أن أكون أنا الأخير—"

"هل تريدني أن أحملك مرة أخرى؟"

"…سأذهب وراء لانكستر."

أطلق نوكس ابتسامة سريعة واصطف بهدوء خلف إيدن.

بدون تردد، انزلق إيدن في الفجوة.

بعد لحظة، سمعت الصوت الخافت عندما هبط في الأسفل.

الفجوة… كانت أعمق مما توقعت.

تبادلنا أنا ونوكس نظرات، تلوّى وجهه إلى تعبير مكفهر بينما جلس على مضض على حافة الفجوة، ثم، بنظرة درامية، قابل نظري.

"أراكِ على الجانب الآخر."

وبذلك، اختفى نوكس في الفجوة، بعد ثواني، سمعت صوت هبوطه.

"سأرمي الحقيبة إلى الأسفل!"

صحت في المزلقة وألقيت الحقيبة أولاً، ثم استعددت على الحافة، آخذة نفسًا عميقًا.

"سألتقطكِ، آنسة سينكلير، لا تقلقي."

حادثني إيدن من الاسفل، كنت قد ترددت لثانية واحدة فقط، وكان بالفعل يستعجلني.

"حسنًا، أنا قادمة!"

صحت وأنا أرد عليه وانزلقت بداخل الفجوة، شعرت حقًا وكأنها مزلقة مائية، وسرعان ما رأيت الضوء في النهاية.

هبطت على شيء صلب وناعم في نفس الوقت، انتظر — هل هبطت على شخص ما؟

نظرت لأرى وجه إيدن، الذي ظهر كظل ضد سماء الغروب، إذن كان قد التقطني بالفعل قبل أن أقع.

فوق إيدن، كانت بقعة مستديرة من السماء محاطة بجدران البئر تنظر إلينا، شعرت حقًا وكأننا ضفادع في قاع بئر، نحدق في العالم.

الوهج الأحمر لغروب الشمس جعل المشهد يبدو غريبًا ومسالمًا — وكأن كل ما حدث حتى الآن لم يكن سوى حلم سيء.

لم أصدق أنني أقف في محرقة جثث وأفكر في أفكار شعرية.

"هل أنتِ بخير؟"

صوت إيدن أعادني إلى الواقع، فقط عندها أدركت أنني ما زلت بين ذراعيه، متأخرة بشكل محرج، هرعت للابتعاد.

متكئًا على الحائط، نظر نوكس إلينا وتحدث.

"أود حقًا الخروج من هنا، لانكستر، إلى أين يؤدي هذا؟"

رفع إيدن الحقيبة الموضوعه على كتفه قبل أن يجيب.

"إنه متصل بالتلة خلف قرية برونيل، مباشرة خلف البيت السعيد الخاص بسينكلير."

عند سماع ذلك، تخيلت التلة.

التلة خلف بيتي السعيد لم تكن عالية جدًا، وكانت ذات منحدرات لطيفة، كانت كبيرة بما يكفي لتوفر غطاء من الوحوش، وكان من السهل العثور على الطعام أو الصيد هناك.

"إذن نحن خارج القرية؟، هذه أخبار جيدة."

أطلق نوكس تنهدًا مرتاحًا، بدا وكأنه شعر براحة حقيقية، تقدمت نحوه وأمسكت الحقيبة من يديه، بعد كل شيء، كان لا يزال مصابًا.

"سأحملها."

"أنا على علم تام بقوتكِ، آنسة سينكلير، لكن لا يزال من واجب الرجل أن — آه."

حاول نوكس الرفض وأصر على حمل الحقيبة بنفسه، لكن ألمًا حادًا في فخذه قطعه في منتصف كلامه.

ربتت على كتفه.

"أنا قوية، فقط استند علي."

نظر نوكس إليّ بتعبير لم أستطع تفسيره تمامًا، إيدن أيضًا كان لديه نظرة غريبة في عينيه، تجاهلت كليهما وتقدمت نحو السلم.

"هذه المرة، سأصعد أولاً."

أومأ الرجلان بصمت، بدأت في التسلق.

"احذري، آنسة سينكلير، خطوة بخطوة."

نوكس، الذي كان دائمًا الرجل المهذب، كان يراقب ظهري بينما كنت أتسلق.

أخلاقه المتأصلة جعلتني أشعر وكأنني آنسة نبيلة حقيقية لمرة واحدة.

لم يمر وقت طويل، وقد بدأت أرى الأرض فوقنا، بدت وكأنها مدخل إلى الغابة.

يا إلهي، لقد كنت مرهقة.

بمجرد أن نعود إلى بيتي السعيد، أول شيء أريد فعله هو الانهيار على سريري والنوم.

2025/03/30 · 22 مشاهدة · 1174 كلمة
فاسيليا
نادي الروايات - 2025