وضعت الحقيبة على الأرض، وأمسكت بالفأس، وبدأت بسرعة في مسح المنطقة بعيناي.
كان الغابة المظلمة صامتة بشكل مخيف، لكن القرية خلفنا كانت لا تزال تتردد فيها أصوات الوحوش.
بعد التأكد من أن المكان آمن، ناديت الآخرين.
"تعالوا إلى الأعلى!"
عند أمري، تسلق نوكس السلم أولاً، ثم تبعه إيدن.
"هل ساقك بخير؟"
التفت إلى نوكس، الذي بدا مرهقًا بشكل واضح، كان منحنياً على الأرض، لكنه أومأ برأسه.
"أستطيع تحملها."
"إذن يجب أن نتحرك بسرعة."
مد إيدن يده، ونظر نوكس إليه للحظة قبل أن يقبل المساعدة بهدوء ليقف.
كما قال إيدن، كانت الغابة خلف مركز الشرطة متصلة بالتلة خلف بيتي السعيد.
كنا بحاجة لتسلق المنحدر والدخول من الجزء الخلفي للمنزل.
كان الغروب قد حل عندما كنا تحت الأرض، ولكن بحلول الوقت الذي خرجنا فيه، كان الليل قد ساد بالفعل.
الظلام تسلل بسرعة بمجرد غروب الشمس، أخرجت الفانوس من الحقيبة وأشعلته مرة أخرى.
'سينفذ الكبريت بهذا المعدل.'
كنت قد خزنت كمية تكفي لسنتين في القصر، ولكن حتى ذلك قد لا يكون كافيًا.
ربما يجب أن أتدرب على إشعال النار بدون كبريت، كما يفعلون في برامج النجاة، لقد اشتريت الكثير من الكتب عن النجاة في البرية، بعد كل شيء، انا لست واثقة من أنني أستطيع إشعال النار بالعصي والحجارة.
"هل سنتجه إلى قصركِ الآن، آنسة سينكلير؟"
سأل نوكس، فأومأت برأسي، لم نتمكن من التواصل مع أحد، لذا كان العودة إلى القصر الخيار الوحيد المتاح.
لقد كنت أتوقع أن لا يرد أحد على أتصالاتنا، لكن إيدن على الأرجح لم يكن كذلك، فلقد أصبح أكثر صمتًا بشكل ملحوظ.
"هيا بنا."
دعمت نوكس مرة أخرى، وخطونا إلى داخل الغابة.
لحسن الحظ، لم تكن هناك وحوش في الغابة بعد، يبدو أن تلك المخلوقات لم تبتعد كثيرًا عن القرية، ربما لأن هناك أشخاصًا ما زالوا موجودين هناك.
لكن في النهاية، مع نفاد المؤن*، ستبدأ في الانتشار.
(البشر)
تحركنا عبر الغابة المظلمة الصامتة.
ولم يتحدث أحد.
سمحت تلك اللحظة القصيرة من الهدوء بترسيخ التوتر السابق، وعادت مشاعر القلق لتتسلل إلى ذهني.
تذكرت الأحداث التي وقعت في مركز الشرطة.
"لا فائدة، لقد حاولت الأتصال عشرات المرات، لا أحد يجيب، الأمر نفسه ينطبق على العاصمة."
"حتى لو كانت العاصمة سليمة، لا يمكن أن يأتي أي قطار هنا، فلا أحد سيأتي إلى قرية نائية مثل برونيل."
هكذا قال هانز.
بالتفكير في الأمر، بدأ مزاج إيدن يتجه نحو القتامة منذ تلك اللحظة تقريبًا.
كيف كان الوضع في العاصمة؟
كسر نوكس الصمت.
"ربما تكون المشكلة فقط في خطوط الهاتف."
"نعم، هذا ممكن."
وافق إيدن، لكنه لم يبد مقتنعًا حتى بكلماته هو نفسه، أصبح تعبيره أكثر شكًا، ثم عاد إلى صمته.
ملأ صوت خطواتنا المنتظمة الفراغ.
كان إيدن، على وجه الخصوص، يشع بجو من الكآبة.
بصراحة، لو كانت لدي أخت صغيرة مثل أورورا -وهي أخت أحبها- لربما كنت سأفقد صوابي من القلق أيضًا.
لكن في حالتي...
'هاريسون سيكون بخير.'
كان لدي هذا النوع من الثقة، هاريسون كان من النوع الذي يتفوق في كل ما يقوم به.
"ما زال هذا يبدو كـكابوس، كابوس سيء حقًا."
بدت ملامح نوكس شاحبة ومرهقة، وتنهد بينما كان إيدن يدعمه.
"ربما من الأفضل أن نصدق أنه مجرد حلم."
تمتم إيدن رداً عليه، ولكنني لم أقل شيئًا.
"بعد أن كنا محاصرين في تلك القرية الموبوءة، مختبئين من تلك الأشياء، اكتشفت شيئًا، لابد أن هذا فيروسًا معديًا، فإذا عضك أحدهم، ستصاب بالعدوى، ثم بعد فترة، سيبدأ جسدك في التحول إلى واحد منهم."
تحدث نوكس فجأة.
لا بد أنه راقب الوحوش عن كثب خلال الأيام التي قضاها معزولًا في المدينة.
كنت أنا وإيدن نعرف معظم ما قاله بالفعل، لذا لم يكن ذلك مفاجئًا.
لكن ما كان مثيرًا للاهتمام هو ما قاله بعد ذلك.
"لا يبدو أن هذه الفوضى بدأت في برونيل،" قال نوكس. "لقد رأيت أول مصاب هنا—حارس الإسطبل، بدأت حالته تصبح غريبة بعد عودته مباشرة من العاصمة."
إذن، كان نوكس قد شاهد أول شخص مصاب في برونيل، توقف ليأخذ نفسًا، ربما بسبب الألم في ساقه، ثم استمر.
"إذا كان عليّ أن أخمن، فمن المحتمل أن تكون البداية الأولى للعدوى قد حدثت في العاصمة، أو على الأقل، في مكان قريب منها."
احتمالية أن تكون العدوى الأولى قد حدثت في العاصمة...
قد لا تكون بعيدة، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن الخيميائيين والماركيز كاي كانوا هناك.
ومع ذلك، كانت مجرد تكهنات—لا شيء مؤكد.
حتى لو كان الخيميائيين قد أجروا تجارب غير أخلاقية، ما زلنا لا نعرف بالضبط ما هي تلك التجارب أو ما كانت أهدافهم.
كسر إيدن الصمت أخيرًا.
"إذا بدأ الأمر في العاصمة... فبحلول الآن، يجب أن تكون العاصمة..."
"على الأرجح في حالة أسوأ من برونيل،" رد نوكس.
أطلق إيدن أنينًا منخفضًا متحسر، نظر إليه نوكس وهو يتكئ علينا للدعم.
"أختك في العاصمة، أليس كذلك؟، يبدو أن صديقنا هنا لن ينام قريبًا."
"لا تقلق بشأن أختي، أقلق على عائلتك."
"عائلتي؟"
أطلق نوكس ضحكة خفيفة.
"سيكونون بخير، نحن شركاء أعمال أكثر من كوننا عائلة، فنحن لسنا مترابطين مثل عائلة لانكستر."
"عائلة لانكستر ليست مختلفة عن عائلتك."
كان صوت إيدن خافتًا.
نظر إليه نوكس بفضول، متفاجئًا بوضوح.
على الرغم من معرفتهما ببعضهما لسنوات، يبدو أن نوكس لم يكن يعرف الكثير عن وضع عائلة إيدن.
ولم يبدُ أن إيدن يهتم بحياة نوكس الشخصية أيضًا.
تذكرت شيئًا قاله إيدن سابقًا—أنه كان يعتقد ذات مرة أن والده رجل شريف.
"كان والدي رجلاً صالحًا، على الأقل، هكذا كنت أعتقد قبل خمس سنوات."
"هو لم يلطخ يديه مباشرة، لكنه كان متورطًا في كل أنواع الجرائم والصفقات غير القانونية."
"ألهذا أصبحت شرطي؟"
"سمِّه هروبًا إن شئت."
"لا، هذا يُسمى ضميرًا، على الأقل لم تتجاهله، على عكسي."
"أنا لست بالنزاهة التي تعتقدها، أنا لم تكن لدي الشجاعة لإسقاطه بنفسي، كل ما فعلته هو المغادرة ومحاولة التكفير في مكان آخر."
من نبرته، بدا أن نوكس لم يكن يعرف حقًا تفاصيل قصة إيدن.
وهذا يعني أنني قد أكون الوحيدة التي تعرفها.
كان شعورًا غريبًا—كأننا شاركنا شيئًا أعمق، حتى لو لم يكن إيدن نفسه يرى الأمر بهذه الطريقة على الأرجح.
نظرت إلى الرجلين وكسرت الصمت.
"حسنًا، على الأقل كلاكما لديه والدان لا يزالان على قيد الحياة، حتى لو لم تعرفا أين هما، لا يزال هناك أمل أنهما موجودان هناك."
التفت كلاهما لينظرا إلي.
للحظة قصيرة، رأيت تعاطفًا يومض في عينيهما، تجاهلت ذلك وأضفت:
"لقد كنت وحدي لفترة طويلة، استخدما ذلك كعزاء لكما."
تمتم نوكس تحت أنفاسه.
"بصراحة، لا يهمني ما يحدث للأشخاص الذين أسميهم عائلتي، إذا كان عليّ أن أتحول إلى أحد تلك الوحوش، لفضلت أن أموت كإنسان."
"للمرة الأولى، أتفق معك."
دعم إيدن كلامه بشكل مفاجئ.
ابن عائلة رودبورشر الشاب، الذي نشأ في رفاهية، لم يكن لديه أي تعلق بأقاربه.
لماذا؟
ليس الأمر وكأنني مهتمة بما يكفي لأتطفل على مواضيع حساسة.
بحلول ذلك الوقت، كنا قد تسلقنا بما يكفي لنرى بيتي السعيد من بعيد.
"ها هو ذا،" قلت.
اقترب إيدن ونوكس من خلفي.
"يبدو أن معظم الوحوش قد اختفت، استخدام المنجنيق كان قرارًا ذكيًا،" قال إيدن.
نوكس، الذي كان يحدق في القصر، التفت إلي فجأة.
"ذلك المنجنيق—هل كان ذلك ما كان العمال يركبونه على السطح في ذلك اليوم؟، ما الذي جعلكِ تقررين بناء شيء كهذا؟"
نظر إلي نوكس وكأنه يريد حقًا أن يعرف.
ها قد أتى سؤال محرج آخر.
"لنتحدث عن ذلك بعد أن ندخل."
تركت ذراع نوكس ومددت يدي لأمسك بفأسي المربوط على ظهري.
لم يكن هناك الكثير منهم، لكن بعض الوحوش كانت لا تزال تتسكع بالقرب من القصر.