"فهمت."

أجبت بهدوء، وأومأت برأسي.

لم يكن ذلك مفاجئًا.

كنت قد بدأت أتساءل بالفعل عما إذا كنت سأضطر لمرافقته إلى العاصمة بنفسي.

إذا أراد إيدن المغادرة، فلا سبيل لإيقافه.

بالنظر إلى مهاراته القتالية -التي رأيتها بنفسي- وحقيقة أنه قد يكون لديه جسد مضاد للفيروس، فأنا لم أكن بحاجة إلى التدخل والتصرف كحامية له.

علاوة على ذلك، كان إيدن قد اختبر بالفعل مدى خطورة الوحوش.

يبدو أنه اكتشف نقاط ضعفها وكيفية التعامل معها، لذا لم أكن قلقة بشكل مفرط.

"لماذا توافقين بهذه السهولة؟"

كان صوت إيدن يبدو مرتبكًا.

رفعت عيني إليه بلا تعبير.

ماذا كان يتوقع مني أن أقول؟

قرأ إيدن تعبيري وضحك بصوت عالٍ.

ثم اقترب مني خطوة.

وتراجعت على الفور.

ارتفع أحد حاجبيه بانزعاج، ومال رأسه إلى الجانب، وتحدث قائلاً:

"لقد قلتِ إنكِ ستحمينني."

تذكرت ما قلته له قبل مغادرتنا إلى برونيل — عندما كنا على السطح.

"لا تفكر أبدًا في التضحية بنفسك لأجل القيام بأمر لا تعرف هل هو ناجح أم لا، فأنا سأحمي السيد أيدن"

(محادثة كانت بالفصل ٣٥)

صحيح.

لقد قلت ذلك فعلاً.

"لكنك أنت من قال للتو إنك ستغادر، وأنا كنت أحترم قرارك فقط."

توقف إيدن.

ثم أغلق فمه دون كلمة، بدا غير راضٍ بعض الشيء.

"ومع ذلك... هل أنت متأكد أنه بإمكانك المغادرة؟"

أشرت إلى البوابة، حيث كانت الوحوش لا تزال تضرب بلا هوادة.

نظر إيدن أيضًا إلى البوابة المغلقة بإحكام وصمت.

مهما نظر إلى الأمر، الخروج لن يكون سهلاً.

"ربما يتجمعون لأنهم يشمون رائحة البشر."

تمتم إيدن.

وأومأت موافقةً.

"هذا ممكن تمامًا."

بصراحة، لم أكن أعرف.

كيف يمكنني أن أعرف ما يدور في عقول تلك الوحوش؟

كان من المفترض أن البوابة الحجرية السميكة والجدران تمنعها من إدراك وجودنا بالداخل.

في الأصل، كنت أخطط للأعتناء بـنوكس والتوجه إلى الغابة لجمع المزيد من الصخور للمنجنيق كلما سنحت لي الفرصة.

لكن مع وجود الوحوش تتسكع خارج البوابة طوال اليوم، أصبح الخروج مستحيلاً.

بمعنى آخر، أصبح تشتيت انتباههم بالمنجنيق أكثر صعوبة بكثير.

'لهذا السبب علقت تلك الأجراس.'

بالأمس، حاولت أنا وإيدن قرع الأجراس لاستدراج الوحوش بعيدًا مرة أخرى.

لكن ذلك لم ينجح كما كان من قبل.

'كان يجب أن أعلق المزيد منها.'

لم أستطع إلا أن أشعر بالندم، رغم أنني كنت أعلم أنه لم يكن هناك وقت كافٍ.

"عندما يقل عددهم قليلاً، سيتعين علينا إيجاد طريقة للخروج، حتى ذلك الحين، هل من الجيد أن أبقى هنا؟"

سألني إيدن.

أومأت دون تردد.

في ذلك الوقت، كنا لا نزال نعتقد أن الوحوش ستفقد الاهتمام في النهاية وتتفرق.

بعد انتهاء الحديث مع إيدن، رفعت عيني إلى السماء.

كان المساء يقترب بالفعل.

"أعتقد أنه علي الذهاب لتحضير العشاء."

'آه، لماذا يجب على البشر أن يأكلوا؟'

أطلقت تنهيدة وأمسكت بسلة البيض بالقرب من حظيرة الدجاج.

الآن وقد استيقظ نوكس بعد يومين، فكرت أن الوقت قد حان لتحضير وجبة لائقة.

طهي وجبة لائقة -وليس مجرد شيء يصنع فقط للعيش*- كان، على نحو مفارق، أحد أهم الأشياء للبقاء.

(تقصد انه لازم لما تطبخ تطبخ طبخة مضبوطة، مو بس ترمي اي شيء بالقدر وتقول انها طبخت)

كان ذلك وسيلة للحفاظ على شعور الإنسانية.

كنت أعرف مدى أهمية التفاصيل الصغيرة مثل هذه للصحة العقلية في المواقف الصعبة.

كان هذا هو السبب نفسه الذي جعلني أجهز بيتي السعيد بأثاث عالي الجودة ومستلزمات النجاة.

مهما صعبت الأمور، أردت الحفاظ على شبه حياة طبيعية هنا.

وبصراحة، بعد تناول حساء الطماطم ليومين متتاليين، لم أعد أطيق حتى النظر إلى الطماطم.

"هل تحتاجين إلى مساعدة؟"

سأل إيدن وهو يمسك الباب ليفتحه لي.

ما الذي يحدث معه؟

لماذا يتصرف بلطف فجأة؟

هل شعر بالذنب لأنه سيبقى في قصري بعد أن أعلن أنه سيغادر؟

دون تردد، ناولته سلة البيض التي كنت أحملها.

"شكرًا."

أمسك إيدن السلة بصمت وتبعني من الخلف.

عندما وصلنا إلى المطبخ، وضعت الفحم في الموقد وأشعلت النار، وضعت مقلاة على الشعلة، وبمجرد أن سخنت، أضفت شرائح اللحم المقدد.

تصاعد صوت اللحم المقدد وهو يذوب دهنه، كسرت بعض البيض في المقلاة على الفور، مقلية إياه إلى الكمال.

'دائمًا كنت أشتهي تناول البيض مع اللحم المقدد.'

لحم مقدد مقرمش وبيض مقلي غني بالصفار السائل —هذه الوجبة البسيطة التي تبدو دائمًا شهية في الأفلام المتحركة.

(اعتقد كلنا عرفنا اي فيلم تقصد، للي ما عرف هي تقصد فيلم هاول)

جذبت الرائحة نوكس في النهاية إلى المطبخ.

وضعت مقلاة جديدة على الشعلة الأخرى، أضفت قطعة من الزبدة، وتركتها تذوب.

بمجرد أن بدأت الزبدة تتفقع، وضعت شرائح الخبز في المقلاة، مشوية بعناية.

على المنضدة، قطعت بعض الجبن إلى قطع صغيرة الحجم ورتبتها على طبق.

عندما أصبح الطعام جاهزًا، أشرت لإيدن بنظرة، فحمل الأطباق بسرعة إلى قاعة الطعام.

عند رؤية ذلك، أدرك نوكس دوره بسرعة وبدأ في ترتيب الطاولة بالأدوات.

"هذه أول مرة أقوم فيها بشيء مثل هذا، ألست جيدًا في ذلك؟"

سمعت صوت نوكس الناعم موجهًا إلى إيدن.

بالطبع، سخر إيدن على الفور، لكن نوكس لم يبدُ أنه يهتم.

لم يشتكِ أي منهما.

كان ذلك غير متوقع.

كنت أعتقد أن النبلاء سيصرون على أن يتم خدمتهم بشكل لائق، حتى وهم يكادون الموت، فالنبلاء هم نبلاء، بعد كل شيء.

كنت قد قررت بالفعل أن أعلمهم تحمل مسؤولياتهم بأنفسهم أثناء العيش هنا.

لكن رؤيتهم يساعدون دون الحاجة إلى إخبارهم كانت مريحة.

رتبّت الخبز المشوي، واللحم المقدد، والبيض المقلي بعناية على طبق كبير.

ثم، في المقلاة التي طهيت فيها اللحم المقدد، قمت بقلي بعض الطماطم والفطر.

بمجرد أن أصبحا ذهبيين، رششتهما بالريحان لإضافة نكهة إضافية.

نقلت الخضروات إلى طبق، أضفت بعض الخضار الورقية، ووضعت كل شيء على المنضدة.

جاء إيدن ونوكس لنقل الأطباق المتبقية.

في هذه الأثناء، صببت الماء من الجرة وأحضرت زجاجة نبيذ من المخزن.

أضاءت عينا نوكس لحظة رؤيته النبيذ.

"كما هو متوقع، للآنسة شيري ذوق رفيع."

في جرايدون، كان الناس يميلون إلى التفاعل هكذا طالما كان هناك نبيذ على الطاولة.

الجميع يحبّ الكحول.

لم يبدُ إيدن مهتمًا بشكل خاص بالنبيذ، لكن عندما صببت له كأسًا، شكرني مع ذلك.

بعد صب المشروبات، جلست في رأس طاولة الطعام.

جلس إيدن على يميني، وجلس نوكس على يساري.

لم أكن أعرف كيف انتهى ترتيب الجلوس هكذا.

وفقًا لنوكس، كان إيدن هو من رتب المقاعد.

نظر نوكس إلى الطعام الموضوع أمامه وبدا متأثرًا حقًا.

بابتسامة ناعمة، نظر إليّ وقال:

"لم أكن أعتقد أنني سأتمكن من الاستمتاع بطعام مثل هذا مرة أخرى، وأن يتم تقديمه من قبل الآنسة شيري في مكان مثل هذا — إنه أمر مفاجئ."

"تناول وجبة لائقة أمر مهم،" أجبت.

"يساعدنا على نسيان الواقع القاسي بالخارج للحظة... ويذكرنا أيضًا أننا لا نزال بشرًا قادرين على استخدام أدوات الحضارة."

عند إجابتي، حدق بيٍ نوكس باهتمام كبير.

مستندًا بذقنه على أصابعه المتشابكة، سأل:

"آنسة شيري، لدي سؤال."

توقفت وشوكتي بيدي ونظرت إليه، مومئة له ليتابع.

"أنا معجب بهذه الوجبة الفاخرة، لكن ما يفاجئني أكثر هو مدى مهارتكِ في التعامل مع أمور مثل هذه."

كان نوكس حذقًا.

على الرغم من ابتسامته اللطيفة، كان هناك ثعبان يتربص خلف تلك العينين.

التعامل معه يعني أنني لا يمكنني أن أترك حذري أبدًا.

"كيف أنتِ جيدة جدًا في المهام التي تتولاها الخادمات عادةً؟، والآن بعد أن أفكر في الأمر، ألم تأخذي قرضًا بقيمة مليون عملة ذهبية قبل انهيار العالم؟، هل يمكن أن تكون ظروف عائلة سينكلير لم تكن جيدة كما يعتقد الناس؟، أو ربما لم تتربَ الآنسة شيري بقدر من الرقة كما تبدو...؟"

"..."

بعد كل هذا الحديث، كان استنتاجه بعيدًا عن الصواب تمامًا.

أسحب وصفي له بأنه حذق.

2025/03/30 · 35 مشاهدة · 1143 كلمة
فاسيليا
نادي الروايات - 2025