عقدت ذراعيّ وأجبت بنبرة حازمة، رافضة التراجع.

"إذن، ألا ينبغي لك، سيد رودبورشر ، أن تشارك معلوماتك أولاً؟، بناءً على جودة وكمية ما تكشف عنه، سأقدم معلومات مقابل ذلك، ففي النهاية، في أوقات مثل هذه، من يملك المزيد من المعلومات يمتلك الأفضلية."

بدا نوكس مندهشًا حقًا من إجابتي، وكأنه لم يتوقع مني أن أرد بهذه الطريقة، ثم، وكأنني وجهت له ضربة قوية، انفجر ضاحكًا.

"آه، شيري، لا يمكن الاستهانة بكِ حقًا."

بالطبع لا، أي شخص يستهين بي بعد أن شاهد قوتي سيكون في ورطة كبيرة.

لكن مع ذلك... هل كان إيدن يعرف كل هذا؟

على الأقل، كان لدي أنا ونوكس قطع من لغز هذا العالم المدمر — قطع نحتفظ بها عن بعضنا البعض.

"هل سمعتِ عن أسطورة ويستمور الحضرية؟"

"...لا؟، أي أسطورة؟"

"لقد أثارت ضجة كبيرة في الأخبار العام الماضي، ألا تقرئين الصحف، شيري؟"

السبب الوحيد الذي جعلني أقرأ الصحف بعد انتقالي إلى برونيل كان للتحقق من علامات اقتراب نهاية العالم، قبل ذلك—

"أنا لست مهتمة ما لم يكن المقال عني."

تنهد نوكس وشرح بصبر أسطورة ويستمور الحضرية.

"في العام الماضي، كانت هناك تقارير عن صرخات وأصوات عواء تشبه الحيوانات تصدر من قصر في ويستمور كل ليلة، لكن عندما فتشت الشرطة المكان، لم يجدوا شيئًا، ومع ذلك، ظل المارة بالقرب من القصر ليلاً يزعمون أنهم يسمعون الأصوات باستمرار، في النهاية، وبدون شهود أو أدلة، تم رفض الأمر على أنها مجرد أسطورة حضرية."

لا أدلة — هذا كافٍ لجعلها أسطورة حضرية، لكنها بدت مشبوهة بالتأكيد.

"هل يمكن أن تكون أصوات العويلة تلك من الوحوش؟"

"أنا لا أعرف، لكن السبب الذي يجعلني أذكر هذا هو أنه تم اكتشاف كمية كبيرة من أعشاب ألبينوس في ذلك القصر في ويستمور."

تم العثور على أعشاب ألبينوس هناك أيضًا؟، هل كان ذلك التفصيل موجودًا حتى في الرواية؟

كنت متأكدة أن رواية <الحبّ في عالم مدمر> ذكرت فقط القصر في شارع نوتيوم ٦١.

"كانت هناك أعشاب ألبينوس في شارع نوتيوم ٦١ أيضًا، كلا القصرين مرتبطان بالوحوش، لذا لا يمكننا القول إن الأعشاب والوحوش غير مرتبطين، أليس كذلك؟"

كان عليّ أن أعترف، بدا ذلك الجزء غريبًا بالنسبة لي أيضًا، لم تشرح الرواية أبدًا لماذا كان لدى القصر في شارع نوتيوم ٦١ أعشاب ألبينوس في المقام الأول.

"ربما يكون تفشي هذا الفيروس مرتبطًا بتلك الأعشاب بطريقة ما."

"أعتقد ذلك أيضًا، هل كان هناك شيء غير عادي في القصر في شارع نوتيوم ٦١؟، أنتِ كنتِ الشاهدة الوحيدة عندما وقع الحادث، شيري."

"لم يكن لدي وقت للتفتيش، فلقد قفز وحش عليّ في اللحظة التي دخلت فيها."

كنت أعتقد أن أعشاب ألبينوس كانت مجرد نوع من اللقاح — لكن هل يمكن أن تكون مرتبطة بأصل الفيروس نفسه؟

تنهدت، واضعة أصابعي على صدغيّ، جعلني الحديث مع نوكس أفكر كثيرًا، والآن شعرت وكأن رأسي يحترق، كانت جبهتي ساخنة.

ومع ذلك، أخبرته عن الرجل الذي رأيته ذلك اليوم.

"لم أكن الشاهدة الوحيدة، كان هناك رجل آخر."

"آه، إذا كنتِ تتحدثين عن الرجل الذي هرب ذلك اليوم، بحثت عنه أيضًا، لكن أثره ضاع."

"لقد قال إنه كان أخ المستأجرة في قصر شارع نوتيوم ٦١، لقد ادعى أن أخته لم تتواصل معه منذ أيام، فجاء للاطمئنان عليها."

"بحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى ذلك القصر، كان الوحش مقيدًا بالفعل في غرفة، وقال إن أخته لم ترد منذ أيام، فجاء — ووجد ذلك الشيء..."

هذا بالضبط ما أخبرني به الرجل.

"سيكون من الجيد لو استطعنا تفتيش القصرين في نوتيوم وويستمور مرة أخرى."

تمتمت، وأومأ نوكس موافقًا.

"لا يمكنني أن أتفق أكثر."

لكن كلانا عرف الحقيقة.

مع العالم هكذا ونحن عالقون في قرية ريفية بعيدة عن العاصمة، لم يكن هناك طريقة للتحقيق في تلك الأماكن الآن.

ساد صمت ثقيل بيننا.

بعد أن نظر إلى السماء، نهض نوكس ومد يده إليّ.

"هل ننزل؟"

أومأت وأمسكت يده.

عندما حاولت الوقوف، ضربني الدوار فجأة مرة أخرى، شعرت ان جسدي ثقيلًا كخرقة مشبعة بالماء — وكأن شيئًا ما يسحبني من الأسفل.

"شيري؟"

مال جسدي إلى جانب واحد، واجتاحت الحرارة وجهي.

"شيري!، هل أنتِ بخير؟"

أمسكني نوكس، وجهه ملتوٍ بالقلق.

كان ذلك آخر شيء رأيته قبل أن أفقد الوعي.

* * *

جلس إيدن على الكرسي بجانب سرير شيري، يراقبها بهدوء وهي نائمة، على الجانب الآخر، جلس نوكس في كرسي آخر، يراقب حالتها بعناية.

"يبدو أنه مجرد إرهاق، ربما من العمل الزائد، لا يبدو أنها ترتاح بشكل صحيح."

"العمل الزائد..."

كانت شيري مصابة بالحمى، حتى في نومها، كان حاجباها مقطبين، وكانت تطلق همهمات مؤلمة وكأنها تعاني من كوابيس.

نقر إيدن بلسانه وهز رأسه وهو يتأمل وجهها.

"إنها لا تعتني بنفسها، فهي تفرط في تقدير قوتها."

بدا أن نوكس يوافق، على الأقل جزئيًا.

كانت شيري دائمًا قوية، منذ اللحظة التي التقيا بها حتى الآن، لم تكن هناك لحظة واحدة لم تظهر فيها قوتها.

"ربما هي مرهقة تمامًا، لا بد أن الضغط قد أصابها دفعة واحدة."

وضع نوكس يده على جبهتها مرة أخرى للتحقق من حرارتها، ثم عصر قطعة قماش من حوض الماء الذي أحضره ووضعها بلطف على جبهتها.

"في الوقت الحالي، يجب أن ندعها ترتاح فقط."

نظر كل من إيدن ونوكس إليها بتعبيرات قلقة قبل أن يغادرا الغرفة بهدوء.

* * *

كان إيدن مصممًا على مغادرة البيت السعيد اليوم.

حتى انهارت شيري فجأة.

الآن، جلس على حافة سريره، يحدق في الحقيبة التي جهزها وتركها على مكتبه منذ أيام.

كانت لا تزال هناك، لم تمس، الحقيبة -وكل شيء بداخلها- كانت قد أعدتها شيري.

"هذه رشوة،" قالت عندما أعطته إياها.

"من المؤكد أن هناك ناجين أكثر في العاصمة، قد تلتقي حتى بشخص يعمل على علاج للفيروس، فقط لا تنساني أو بيتي السعيد هذا عندما يحدث ذلك."

لنكن صادقين، كان إيدن يشك في وجود ناجين في العاصمة، فهم لم يروا أي ناجين هنا، في هذه القرية النائية، أم عن فكرة تطوير علاج للفيروس؟، بدا ذلك كتفكير طوباوي*.

(طوباوي تعني مثالي أو خيالي أو غير واقعي على حسب السياق، وهنا تعني تفكير خيالي أو غير واقعي)

نهض إيدن، كانت الشمس قد غربت بالفعل، لكنه لم يغادر — وشيري لم تستيقظ بعد.

لم يغادر نوكس غرفته، إلا للتحقق من حالة شيري من حين لآخر.

مشى إيدن ببطء في الممر نحو غرفة شيري.

كانت لا تزال نائمة، ساكنة وهادئة وكأنها قد لا تستيقظ أبدًا.

أزاح خصلات شعرها الرطبة التي التصقت بخديها، ثم ضغط بخفة على خدها بأصابعه، كان جلدها ناعمًا — مستديرًا وأملسًا، وكأنه لا يزال يحمل آثار دهون الطفولة، كان... لطيفًا بشكل غير متوقع.

جلس إيدن مرة أخرى على الكرسي بجانب سريرها وواصل مراقبتها.

في البداية، بدت وكأنها تنام بسلام، لكنها بدأت بعد ذلك بالتأوه والتلوي مرة أخرى، كانت يداها ترتجفان وتتحسسان وكأنها تبحث عن شيء.

دون تفكير، مد إيدن يده وأمسك بيدها.

في اللحظة التي فعل ذلك فيها، توقفت حركاتها المضطربة، استقر تنفسها، وبدت هادئة مرة أخرى.

انفرجت شفتاها قليلاً، وتمتمت بشيء تحت أنفاسها، صوتها كان بالكاد مسموع.

وقبل ان يتلاشى اقترب إيدن أكثر.

"...لا..."

كان صوتها خافتًا، يكاد يبتلعه صمت الغرفة، كررت الكلمات مرارًا وتكرارًا حتى تمكن إيدن أخيرًا من فهمها.

"...لا... تتركوني... وراءكم..."

انزلقت دمعة من زاوية عينها.

تجمد إيدن للحظة، متفاجئًا، لم يكن يتوقع أن يرى شيري ‐التي كانت دائمًا قوية وعنيدة- تبدو بهذا الضعف.

"إنها لا تزال مجرد فتاة،" تمتم "لا أحد يستطيع أن يبقى عاقلاً في موقف مثل هذا."

"أنت من قلق بشأن صحتها العقلية، والآن تتراجع بالفعل؟، بصراحة، أنا قلق عليها قليلاً أيضًا، ماذا لو كانت تتظاهر فقط بأنها بخير؟"

(بالفصل ٥٤ قال إيدن هذا الكلام لنوكس)

ربما كان ذلك هو الأمر، ربما كانت تتظاهر، أو ربما... ربما لم تكن بخير، لكنها لم تدرك ذلك بنفسها حتى.

تدحرجت دمعة أخرى على خد شيري، ومد إيدن يده ومسحها.

ثم سقطت أخرى.

مسح تلك الدمعة أيضًا.

كرر الحركة مرارًا وتكرارًا حتى توقفت دموعها أخيرًا.

لم يكن إيدن متأكدًا لماذا كان يفعل ذلك.

ربما كان يجب أن يتركها تبكي فقط.

لكن لسبب ما، لم يستطع.

واصل مسح دموعها حتى عاد نوكس للتحقق منها مرة أخرى.

2025/03/30 · 25 مشاهدة · 1230 كلمة
فاسيليا
نادي الروايات - 2025