بالسابق كانوا منهمكين في النميمة حول الغريبة الشابة الجميلة، بينما كانت سيدة البيت المهجور تعمل بلا كلل على ترميم ممتلكاتها وتتحرك بجد ونشاط.
في هذه القرية الهادئة، كانت بلا شك موضوعًا رائعًا للحديث والتكهنات.
أن ينشروا شتى أنواع الشائعات الخبيثة، ثم يخططوا الآن بلا خجل لطلب مساعدتها، كان ذلك عارًا محضًا ومذلة لا تُطاق.
جلست إيمي، متقاطعة الساقين، ومصاصة في فمها، وتحدثت بنبرة لاذعة:
"واو، كم أنتم صاخبون!، لم لا تخرجوا بأنفسكم بدلاً من الاكتفاء بالكلام؟"
عمّ الغرفة صمت غريب ومقلق.
بينما تردد القرويون، يتبادلون نظرات متشككة، نقرت إيمي بلسانها في ازدراء، وتعبيرها ينضح بالاحتقار.
"أنتِ - أيتها الوقحة الصغيرة!، كيف تجرئين على التحدث هكذا بينما الكبار يتناقشون...!"
ضرب جاكسون، صاحب متجر الأسلحة، إيمي على رأسها، كانت الضربة قوية لدرجة أن المصاصة في فمها طارت وتدحرجت على الأرضية.
"آه!، ما خطبك بحق خالق الجحيم؟!، أمي لم تضربني قط، فمن أعطاك الحق؟!"
"أيتها الصغيرة الوقحة —!"
"كفى!، ما الذي تعتقد أنك تفعله بضرب طفلة؟"
تدخل فيكتور، طباخ النزل، ليوقف جاكسون، حدقت إيمي في جاكسون بعيون متوهجة بالتحدي، نظرتها الحادة كأنها تقطعه إربًا.
أثارت نظرتها غضب جاكسون مجددًا، لكن هذه المرة تدخل الآخرون ليمنعوه.
منزعجة، تراجعت إيمي خطوة إلى الوراء، ودفعت شعرها القصير المقصوص بدقة خلف أذنيها وفكرت:
'لهذا بالضبط أكره العجائز.'
بمجرد أن بدا أن جاكسون هدأ، استأنف القرويون نقاشهم.
"لم لا نستولي على قصرها فحسب؟"
"نستولي على قصرها؟، أليست هي مالكته؟، وهي نبيلة على كل حال."
"الطبيب والشرطي، نبلاء، لكن سيدة القصر ليست نبيلة، أليس كذلك؟"
كان تصريحًا ينبع من الجهل، غير مدرك أن مكانة شيري سينكلير تفوق بكثير معظم النبلاء.
"هذا صحيح، أليس كذلك؟، أعتقد أننا قادرون على التعامل معها."
"نعم، أنها تبدو شابة جدًا، لا ينبغي أن يكون التغلب عليها صعبًا."
أطلقت إيمي ضحكة صغيرة مليئة بالاستنكار، لقد رأوا جميعًا سيدة البيت المهجور تقضي على وحش بفأسها، ومع ذلك كانوا لا يزالون يتحدثون هكذا.
"على أقل تقدير، سيكون ذلك أفضل من البقاء هنا."
"قال عامل الإصلاح الذي زار مكانها إنه مُعد كملجأ حربي."
"نعم، وقد اشترت كمية هائلة من المؤن."
"الآن وقد ذكرت ذلك، لقد سمعت أنها أفرغت مخزون القرية تقريبًا."
تحدثوا كما لو أنها سرقت المؤن، رغم أنها دفعت ثمن كل شيء.
"إذا أردنا البقاء على قيد الحياة، يجب أن نستولي على ذلك القصر."
خططوا لأخذ منزل سيدة البيت المهجور دون تردد.
'لم لا يخطر ببالهم طلب المساعدة؟، هل لأنها امرأة شابة؟، بجدية، هؤلاء العجائز...'
اشمأزت إيمي من حديثهم، فقامت والتقطت سكين مطبخ كان قد سقط على الأرض، ثم صعدت الدرج إلى الطابق الثاني.
كان الآخرون غارقين في نقاشهم لدرجة أن أحدًا لم ينتبه لها.
وغادرت إيمي النزل.
كانت نشالة بارعة وعالمة أعشاب ماهرة، لكن لم يكن أي من ذلك مفيدًا في هذا الوضع المشؤوم.
'مع ذلك، هؤلاء العجائز ميؤوس منهم.'
كانت سيدة البيت المهجور أفضل منهم بمئة — بل بألف مرة، إذا كان ذلك يعني البقاء على قيد الحياة، كانت إيمي مستعدة للركوع عند قدميها، لم تكن لتمانع حتى أن تصبح خادمتها إذا كان ذلك سيبقيها حية.
'على أقل تقدير، لن ينتهي بي الحال مثل هؤلاء العجائز.'
أمسكت إيمي السكين بقوة، وانطلقت نحو القصر المهجور، وعزيمتها صلبة كالفولاذ.
* * *
لم يكن إيدن يظهر أي نية للمغادرة.
كنا مستلقين على حصيرة تحت ظل مظلة الحديقة، نستمتع بالنسيم العليل.
على الرغم من أن جرح فخذ نوكس يكاد يتشافى، إلا أنه كان لا يزال يتجنب مغادرة القصر قدر الإمكان لتجنب إجهاد نفسه.
التفت نحو إيدن.
"مهلا، ألم تقل إنك ستذهب للبحث عن أختك؟"
"أنا أنوي البقاء حتى تتعافى الآنسة شيري."
"لا بد أن أورورا في أمان إذا كان ثيودور قد أخذها، لا شك في ذلك."
تمتم إيدن بشيء تحت أنفاسه، لكن صوته كان هادئًا جدًا لدرجة أنني لم أتمكن من تمييز الكلمات.
في الحقيقة، لم يكن على إيدن أن يقلق بشأن أورورا، فهي كانت بطلة رواية <الحبّ في عالم مدمر>، وكما هو متوقع، كان الأمير المتوج ثيودور سيخاطر بحياته لحمايتها.
"أنا بخير الآن، كما تعلم."
"لا، لستِ كذلك."
"مهلا، لقد قلت إنني بخير!، كيف ستعرف نفسي أفضل مني؟"
جلس إيدن فجأة، مرتبك من ردي الحاد، وجلست انا الأخرى بسرعة.
"أنتِ تميلين إلى المبالغة في تقدير قوتكِ، لأنكِ قوية لا يعني أن لديكِ قدرة التحمل."
لم يكن مخطئًا، بينما كنت أمتلك القوة الجسدية، لم يكن تحملي عظيمًا بالضرورة.
"إذا لم أكن هنا ماذا سيحدث؟، من سيبقي هذه الآنسة الشابة المتهورة تحت السيطرة؟"
عبس إيدن وكأنه لا يطيقني حقًا، طريقته في الحديث جعلتني أشعر وكأنني فتاة ساذجة وغير ناضجة.
أعني، نوكس موجود هنا أيضًا، فلماذا يتصرف هكذا؟، هل يراني كبديلة لأورورا؟، هل كل الرجال الذين لديهم أخوات صغيرات هكذا؟
كطفلة وحيدة في حياتي السابقة وهذه، لن أعرف ذلك أبدًا.
بوم!
فجأة، دوى صوت تحطم عالٍ من بوابة القصر الأمامية.
أمسكت على الفور بالفأس الذي تركته بالقرب مني، سحب إيدن مسدسه من جرابه واستدار نحو البوابة بتعبير متوتر.
"ما هذا؟، وحش؟"
قبل أن أكمل جملتي، جاء صوت زئير من خارج البوابة، أكثر من صوت واحد.
تبادلت نظرة حذرة مع إيدن.
"لماذا يتصرفون هكذا فجأة؟"
كانت المخلوقات خارج البوابة تشم المنطقة.
"ما الذي يحدث؟"
فجأة، بدأت الوحوش خارج البوابة تصرخ من الألم، تلاها أصوات ثقيلة لشيء يُضرب.
"من فضلكم!، افتحوا الباب!، أنا أعلم أنكم هناك!"
ثم، رن صوت من وراء البوابة، كان صوت فتاة صغيرة.
"إيدن، هل يمكنك الصعود إلى برج المراقبة ومساعدتي؟، تحقق من بالخارج وأعطني إشارة إذا كان من الآمن فتح البوابة."
تردد إيدن، واضح أنه يريد الاعتراض، لكن بعد لحظة تفكير، تنهد وأومأ، ثم ركض إلى داخل القصر.
كان بإمكاني إعطاء الإشارة وترك إيدن يفتح البوابة، لكنني لم أكن قادرة على الهجمات بعيدة المدى، ولن أكن سأتمكن من حمايته.
كان من الوضع أفضل هكذا — إيدن يحميني من بعيد بينما أتعامل أنا مع القتال القريب.
اقتربت ببطء من البوابة، والفأس في يدي، استمرت أصوات الضربات العنيفة خارج البوابة.
"أرجوكم!، افتحوا!، ساعدوني!"
كان صوت الفتاة مليئًا باليأس، لكن بقدر ما أردت مساعدتها، لم أستطع تحمل فتح البوابة بتهور، إذا كانت مصابة، سيكون ذلك كارثي.
أدرت ظهري للبوابة، في تلك اللحظة، ظهر إيدن في برج المراقبة على السطح.
رأيته يرفع منظاره ويفحص المنطقة قبل أن يشير — يد تشكل مسدسًا يطلق النار، تليها حركة للأعلى، إشارة هجوم.
بدا الأمر آمنًا بما يكفي لفتح البوابة.
فككت القفل واستقبلني مشهد صادم.
لم تكن الفتاة تتجاوز الخامسة عشرة، كان وجهها شابًا وبريئًا، لكنها كانت تقف فوق كومة من الوحوش، تطعنها بسكين مطبخ.
تحركت بسرعة وخفة لدرجة أنها بدت كسنجاب طائر تقريبًا.
هرعت إلى الأمام، حاملة الفأس في يدي.
ركلت وحشًا يهجم عليها في صدره مباشرة، ولوحت فأسي على مخلوق آخر يندفع.
سقطت الفتاة بخفة على الأرض، محدقة بي بدهشة.
"ادخلي بسرعة!"
عند صراخي، انطلقت الفتاة عبر البوابة المفتوحة، وأختبئت خلفها، لوحت فأسي لأصد الوحوش المتبقية، ثم أغلقت البوابة بقوة.
زأرت الوحوش خارج البوابة من الإحباط، وسمعنا تجمعها حول القصر.
كان الأمر تمامًا كما حدث عندما ذهبنا إلى المدينة لإعادة نوكس، بالكاد تمكنا من تحويل انتباههم إلى القرية، ليعودوا ويتجمعوا هنا مرة أخرى.
كنا محاصرين داخل القصر مرة أخرى.
'هل قادت هذه الفتاة الوحوش إلى هنا؟'
التفت لأنظر إلى الفتاة، التي كانت قد انهارت على الأرض، تلهث بشدة.
كانت صغيرة جدًا، ومع ذلك جاءت إلى هنا بلا شيء سوى سكين مطبخ، كان ذلك مذهلاً.
كان جسدها مغطى بالخدوش ومبللاً بالدماء — ليس من العضات، بل من طعنها للوحوش.
"لا تقتربي منها كثيرًا، آنسة شيري."
لم أنتبه حتى لإيدن وهو يهرع من برج المراقبة حتى وقف فجأة بيني وبين الفتاة.