كان نوكس قد قال الشيء نفسه من قبل، لكنني كنت لا أزال متفاجئة بما يكفي لأسأل إيمي مرة أخرى للتأكيد.

"نعم، لقد قلت لكِ بالفعل — أنا عشّابة."

صحيح، لقد ذكرت ذلك سابقًا.

لكن ربما طغى تأثير كونها نشالة على ذلك في ذاكرتي.

على أي حال، نظرت إلى إيمي مجددًا، الآن لدينا خبيرين في أعشاب ألبينوس — نوكس وإيمي.

إذا كانت أعشاب ألبينوس يمكن أن تنمو بسرعة، فستُحل المشكلة، مع إنها قالت إنها صعبة الزراعة، لكن مع وجود خبيرين متاحين، ما الذي يدعو للقلق؟

بعد لحظة طويلة من التفكير، أومأت برأسي.

"سأحضر النشاب."

توجهت مباشرة إلى داخل القصر لأحضر النشاب.

أثناء نزولي من مستودع الأسلحة في الطابق الثاني حاملةً إياه، صادفت نوكس.

"سمعت الكثير من الضوضاء، ما الذي يحدث؟"

فرك نوكس مؤخرة رقبته وخرج إلى وسط بهو الطابق الأول، ينظر إليّ بفضول.

درست تعبير وجهه.

"كيف حال ساقك؟"

"بفضلكِ، أنا بخير، يا سينكلير."

غمز لي وابتسم ابتسامة ماكرة، بناءً على أسلوبه المغازل، بدا أنه حقًا بخير.

"إذن، هل يمكنك مساعدتي؟"

في موقف مثل هذا، كانت أي يد إضافية لا تُقدر بثمن.

أومأ نوكس، وهو يبدو مرتبكًا قليلاً، فأخذته معي وتوجهت مباشرة إلى الحديقة.

كنت بحاجة إلى التعامل مع الوحوش بسرعة، ومعالجة إيمي، وزراعة بذور ألبينوس جديدة، وإدارة بقية المحاصيل.

هناك الكثير لفعله، الكثير جدًا.

* * *

في قرية برونيل، في غرفة الطابق الثاني في النزل، تجمع القرويون معًا، ينظرون بحذر من النافذة.

"هل تعتقدون أن إيمي بخير؟، إنها مجرد طفلة..."

"طفلة؟، إنها أقوى من أي واحد منا."

ردت إيما، صاحبة متجر الملابس، وتبعها فيكتور، رئيس طهاة النزل.

تصاعدت همهمات التردد بصوت أعلى مع إضافة المزيد من القرويين آراءهم.

"ألا يجب أن نتوجه إلى ذلك القصر المهجور على التل؟"

"نحتاج إلى التوقف عن الحديث عن ذلك والمغادرة فحسب."

"صحيح، فلنأخذ ذلك القصر لأنفسنا."

نظر فيكتور نحو سقف القصر المسنن الظاهر فوق التل خارج النافذة.

قد يشعر الآخرون بالأمان أكثر في القصر، لكن على عكسهم، لم يكن لدى فيكتور نية لأخذه بالقوة، إذا كان هناك حل آخر، فكان يفضل التوسل إلى مالكة القصر لتأويهم.

'يجب أن أتوسل سيدة القصر.'

كان الوصول إلى هناك الأولوية، الإقناع يمكن أن يأتي لاحقًا.

على أقل تقدير، كان ذلك أفضل من البقاء محاصرين في هذا الفخ المميت في النزل، في قلب القرية مباشرة.

سحب فيكتور لفافة سكاكين من جيب مئزره.

كانت إيمي قد أخذت واحدة من سكاكينه سابقًا، لكن لا يزال لديه ثلاثة أخرى.

تيبس القرويون قليلاً عندما سحب فيكتور شفراته.

"سلحوا أنفسكم."

حفزت كلماته القرويين المترددين على التحرك، بدأوا واحدًا تلو الآخر في جمع أي أسلحة يمكنهم العثور عليها، سلم فيكتور واحدة من سكاكينه إلى إيما.

كان فيكتور وإيما صديقين منذ الطفولة — لأكثر من أربعين عامًا.

في شبابهما، اقترحت إيما عليه الزواج والعيش معًا، لكن فيكتور، غير متأكد من قدرته على الإعالة، رفضها.

انهار حلمه بأن يصبح طاهيًا مشهورًا في العاصمة عندما لم يوظفه أي مطعم، ولم يكن لديه مال.

في النهاية، تزوجت إيما من عامل بريد من القرية المجاورة، الذي كان شجاعًا بما يكفي ليعترف بمشاعره تجاهها.

لكن زوجها انتحر بعد خمس سنوات فقط، غارقًا في ديون القمار التي خرجت عن السيطرة، ووقعت تلك الديون على كتفي إيما.

تجنبها القرويون، إذ كان جامعو الديون يضايقونها باستمرار في منزلها ومتجرها.

عندما سمع فيكتور الخبر، عاد مسرعًا إلى برونيل، رافضًا عرضًا واعدًا من مطعم شهير في العاصمة.

منذ ذلك الحين، عمل كرئيس طهاة قاعة طعام النزل، يحمي إيما من جامعي الديون الذين جاءوا لإثارة المشاكل.

"هل تعتقد أننا سننجو؟"

إيما، التي لا تزال رشيقة وأنيقة رغم السنين، أمسكت السكين الذي سلمها إياها بنظرة قلقة.

أومأ فيكتور بثبات.

"سننجو."

مستحضرًا الشجاعة التي لم يجدها قبل عشرين عامًا، أمسك يد إيما بقوة وتحدث بثقة.

'هذه المرة، سأحميكِ.'

مع هذا العهد، فتح باب غرفة النزل.

* * *

كان هاريسون وهوسيل وفانيلا مختبئين داخل كشك التذاكر في محطة قطار كينت.

"كيف يمكنك أن تكون متأكدًا أن شيري سينكلير لا تزال على قيد الحياة؟"

فك هوسيل غلاف حلوى من جيبه وهو يسأل، رفعت فانيلا، التي كانت تتكئ بلا مبالاة على ظهر الكشك، رأسها.

"إذا كانت في بيتها السعيد، فهي بالتأكيد قد نجت."

"بيتها... ماذا؟، ما هذا الأسم؟"

عبس هوسيل بعدم تصديق، وهزت فانيلا كتفيها وأجابت.

"بيتها السعيد، هكذا سمت شيري سينكلير القصر المهجور."

أطلق هوسيل ضحكة جافة، بيتها السعيد؟، هل يمكن أن يكون هناك اسم أقل ملاءمة لعالم قد انهار بالفعل؟

"يبدو هذا كشيء قد تفعله."

تحدث هاريسون، الذي كان يستمع بهدوء، أخيرًا، التفت هوسيل وفانيلا لينظرا إليه.

"أعتقد أنه اسم مثالي، ألا يبدو أن ذلك البيت يمكن أن يكون أمل هذا العالم؟"

لم يتمكن هوسيل ولا فانيلا من الرد على ذلك.

فلقد تردد صراخ مخيف من خارج كشك التذاكر، مما ملأ الغرفة بالتوتر على الفور.

كان هدفهم الوصول إلى بيت شيري السعيد.

فكر هوسيل أن هاريسون لم يكن مخطئًا تمامًا، مما سمعه هو وفانيلا، كان بيتها السعيد عمليًا حصنًا.

والآن، بالنسبة لهم الثلاثة الذين يتنقلون في هذا الجحيم، بدا بيت شيري السعيد كالأمل نفسه — فرصة، مهما كانت ضئيلة، للأمان.

"نحن على وشك الوصول إلى برونيل، تحملوا قليلاً فقط."

حشا هوسيل طلقات جديدة في مخزن بندقيته نصف الآلية وحضّر طلقة وهو يتحدث، فحصت فانيلا مخزن بندقيتها وأومأت بحدة.

"ما نوع تلك البندقية؟"

ضيّق هوسيل عينيه على سلاح فانيلا، بينما كانت معظم البنادق المستخدمة للصيد -بنادق أو بنادق صيد- تبدو متشابهة، كان تصميم بندقيتها مختلفًا قليلاً.

أجابت فانيلا ببرود على سؤاله.

"بندقية وينشستر ذات الرافعة."

"ماذا؟، إنها نفس بندقيتنا."

"لقد عدلتها."

"هذا غير قانوني."

"امتلاك الأسلحة بحد ذاته غير قانوني."

همم انها محقة، أومأ هوسيل موافقًا على منطقها.

في هذه الأثناء، قيّم هاريسون حركة الوحوش خارج كشك التذاكر، بعد نظرة طويلة ومتأنية، أعطى الإشارة أخيرًا.

"لنتحرك."

* * *

"تبدين في حالة سيئة للغاية، مهلا، الآنسة الصغيرة*، هل عضكِ وحش؟"

(نوكس ما قال آنسة شابة بل قال آنسة صغيرة)

فحص نوكس إيمي بعيون حادة وحذرة وهو يسألها، بالنظر إلى الخدوش التي تغطي جسدها والملابس المشبعة بالدماء، لم يكن شكه غير معقول.

"أنا لم أُعض."

أجابت إيمي بلا مبالاة، وهي تسحب مصاصة من جيب سترتها الممزقة وتضعها في فمها، وهو يراقبها، مد نوكس يده فجأة.

"إذن، ماذا عن مشاركتي بحلوى واحدة، أيتها الآنسة الصغيرة؟، وبالمقابل سأعالج جروحكِ."

"توقف عن تسميتي 'بالآنسة الصغيرة'."

ردت إيمي بنبرة مليئة بتمرد المراهقين، وابتسم نوكس فقط، غير متأثر.

"ما اسمكِ؟"

"إيمي، إيمي وارتون."

"حسنًا إذن، آنسة وارتون، أنا حقًا بحاجة إلى تلك المصاصة."

تصرف نوكس وكأنه سيموت بدون واحدة، متوسلاً عمليًا.

على الرغم من أن لديه مخزونًا من علب السجائر التي نهبها من متجر صغير، قرر فجأة الإقلاع عن التدخين، وأنا أشاهده يعاني من أعراض الانسحاب، لم أستطع إلا أن أهز رأسي.

إيمي، التي شعرت بالإطراء من لقب ' الآنسة وارتون'، ألقت له ليست واحدة بل اثنتين، وفتح نوكس واحدة، وضعها في فمه، وأطلق تنهيدة راضية.

وأنا أشاهدهم، تساءلت للحظة عما إذا كان هناك شيء في تلك المصاصات — نوع من العقار الذي لا أعرفه.

على أي حال، كانت خطة تنظيف أعشاب ألبينوس المنسكبة بالقرب من البوابة الأمامية كالتالي:

بمجرد أن يفتح نوكس وإيمي البوابة، سأطلق سهامًا مغطاة بأعشاب ألبينوس على مجموعة الوحوش بالخارج، سيُنهي إيدن المتخلفين بالرصاص.

هذا يعني أن إيدن لم يكن لديه خيار سوى فك أصفاد إيمي.

مدت إيمي معصميها، محدقة في نوكس طوال الوقت بينما كان إيدن يزيل الأصفاد.

نوكس، الذي كان يفرك مؤخرة رقبته وكأنه منهك بالفعل، لاحظ نظرتها ورفع حاجبًا.

"لماذا تنظرين إليّ هكذا، آنستي؟"

أظهر ابتسامته الساحرة المعتادة، فأضاءت عينا إيمي.

"أنت حقًا رجل نبيل — على عكس شخص معين."

"الغريب الحقيقي هنا هو الرجل الذي ينادي صغيرة متمردة 'آنستي'،" رد إيدن بنبرة منزعجة وهو يضع الأصفاد في جيبه.

للحظة، ذكرتني تصرفات إيمي بنفسي قبل نهاية العالم، كان إيدن عابسًا كعادته، ونوكس -الذي جُر فجأة إلى هذا- هز كتفيه ورفع يديه في استسلام ساخر.

درست إيمي الرجلين وكأنها تقيمهما قبل أن تنظر إليّ.

"أختي الجميلة، إذن أيهما؟"

(نسيت اذكر ، ترا إيمي تنادي شيري أوني بس ما حبيتها وقلت أكتبها أختي)

"ها؟، ماذا تعنين؟"

أجبت دون أن أرفع عينيّ، مركزة على ربط أعشاب ألبينوس برؤوس سهامي، ابتسمت إيمي — ابتسامة شقية ومشاكسة وهي تجسد تمامًا شخصية مراهقة متمردة.

"من هو حبيبكِ؟"

"كح!"

اختنق إيدن في منتصف أنفاسه، وتعثر نوكس، وكاد يلوي ساقه المصابة.

ما الذي أصابهما بحق خالق الجحيم؟

2025/03/30 · 21 مشاهدة · 1291 كلمة
فاسيليا
نادي الروايات - 2025