أمَلتُ رأسي، أنظر إلى الرجلين قبل أن أجيب إيمي.
"أنا ليس لدي حبيب، إذا كنتِ تعرفين أي شخص جيد، فلا تترددي في تقديمي إليه."
ألقت إيمي نظرة ذات مغزى قبل أن تتفحص نوكس وإيدن بنظراتها.
"يبدو أن عليكما بذل جهد أكبر."
قالتها ببساطة لدرجة أنني كدت أن لا أنتبه.
أردتُ أن أرد عليها بحدة، لكنني كنت مشغولة بربط أعشاب ألبينوس برؤوس السهام، فاكتفيت بالصمت.
"هذا يجب أن يكفي، أليس كذلك؟"
تمتمتُ، فاقتربت إيمي بسرعة لتفحص عملي.
"يجب أن تضيفي المزيد، ينبغي أن تكون الكمية أكبر بكثير من التي عالقة بين تلك البوابات."
كانت لها وجهة نظر، الهدف من نثر أعشاب ألبينوس كان جذب انتباه الوحوش، إذا لم تكن رائحة هذا السهم أقوى من الأعشاب عند البوابة، فلن ينجح الأمر.
قررتُ الوثوق بحكم إيمي -وادعائها أن الأعشاب تنمو بسرعة- فاستخدمتُ تقريبًا كل ما تبقى لدي من أعشاب ألبينوس، وربطتها على سهمين.
ثم اقتربت من نوكس وإيمي، اللذين كانا يكافحان لإزالة عمود من البوابة الحجرية، وبحركة سريعة واحدة، سحبته بقوة.
كان هذا النوع من العمل يتطلب عادةً مجموعة من العمال، لذا لم يكن مفاجئًا أن تحدق إيمي بي بعيون متسعة.
تجاهلتها وحملت السهم الأول في النشاب وصوبت نحو البوابة.
تم إزالة العمود، لم يتبقَ سوى فتح البوابة.
"استعدوا."
استعد نوكس وإيمي أمام الأبواب الحجرية الثقيلة، يتهيآن لدفعها، وقف إيدن بالقرب، يحشو مسدسه ويصوب بجانبي.
"واحد... اثنان..."
وضعتُ إصبعي على الزناد وأعطيت الأمر الأخير.
"ثلاثة!، افتحوها!"
صرّت البوابة الضخمة وهي تفتح ببطء.
انفتح جانب نوكس بسهولة، لكن إيمي أنّت وكافحت مع بابها، بالكاد تحركه، تدخل إيدن أخيرًا لمساعدتها، ومعًا، أجبروا الباب على الانفتاح.
وهناك كانوا — الوحوش التي كانت تضغط بأجسادها البشعة على البوابة.
كــوروك؟
غــرررر—
راااغ—
ثلاثة منهم، كل واحد يبدو مختلفًا تمامًا عن الآخر.
الوحش الذي على اليسار كان قصيرًا ومتينًا بذيل طويل وسميك وذو أطراف قصيرة — كأنه نوع من الديناصورات.
الوحش الذي في المنتصف بدا كخلد عملاق، لكنه كان برأسين.
والوحش الذي على اليمين يشبه إنسانًا، لكن رقبته كانت طويلة بشكل مقلق، وله عين واحدة فقط.
كان الثلاثة مقززين بالتساوي.
ضغطتُ على الزناد.
طار السهم المحمل بأعشاب ألبينوس في الهواء، ثم هبط في الغابة خلف الوحوش.
استدار العديد منهم على الفور وركضوا نحو الرائحة.
لكن الثلاثة الواقفين أمامنا مباشرة لم يتحركوا، بدلاً من ذلك، كشروا عن أسنانهم وانقضوا — مباشرة نحو إيدن وإيمي.
بانغ!، بانغ!
أطلق إيدن مسدسه، فأسقط واحدًا على الفور، لكن الصوت جذب انتباه الوحوش في الغابة.
سحقًا.
"إيدن، أستخدم سيفك!"
أعاد إيدن مسدسه إلى جرابه وسحب سيفه دون تردد، وقطع الوحشين وهما ينقضان نحو نوكس وإيمي، قاتلاً إياهما بضربة واحدة.
في الوقت نفسه، أطلقت سهمًا آخر على الوحش الشبيه بالخلد الذي كان يقترب من خلف إيدن، أصاب السهم رأسه مباشرة، لكن إيمي صرخت فجأة.
"لا، انتظري!، كان عليكِ إطلاق السهم بعيدًا!، إذا قتلتيه هنا—"
لم أنتظر لأسمع الباقي، فلقد أسقطت النشاب، وأمسكت فأسي، واندفعت.
قبل أن يموت الوحش الشبيه بالخلد، لوحت الفأس بكل قوتي.
وأرسل الاصطدام جسده طائرًا، قبل ان يهبط بعيدًا في الغابة.
استدارت الوحوش القريبة على الفور، مُنجذبة إلى رائحة أعشاب ألبينوس العالقة برأسه.
اغتنم نوكس وإيمي الفرصة، واندفعا لجمع الأعشاب المتبقية المنتشرة بالقرب من البوابة، بينما أغلق إيدن البوابة بقوة.
"واو، لقد خططتِ لكل شيء حقًا، أنتِ مذهلة — لا، أنتِ الأفضل على الإطلاق!"
ضمت إيمي يديها معًا وابتسمت لي، عيناها تتألقان عمليًا.
بالطبع، لم تكن لدي الطاقة للرد، تخلت ساقاي عني، وانهرت على الأرض.
"الآنسة شيري، ما الخطب؟"
"آنسة سينكلير، هل أنتِ بخير؟"
هرع إيدن ونوكس نحوي.
"تخلت ساقاي عني بعد كل ذلك التوتر، أحتاج فقط إلى الراحة—"
قبل أن أكمل جملتي، تحركت مجال رؤيتي إلى الأعلى.
كان إيدن قد حملني على طريقة العروس، وثبتت نظرة نوكس المذهولة علينا على الفور.
للحظة، فكرت في دفع إيدن والنزول، لكن بعد التفكير، كان حمله لي... مريحًا حقًا، فقررت البقاء وتركته يحملني.
في هذه الأثناء، دارت إيمي حولنا بنظرة شقية في عينيها.
"إذن حبيبكِ هو هذا الرجل العجوز المتشدد، ها؟"
"كفى، أيتها الصغيرة، وأنت — رودبورشر، اتبعني، فهم بحاجة إلى علاج."
أشار إيدن لنوكس ليتبعه، بصراحة، بدت حالة إيمي أسوأ من حالتي.
فهي كانت مغطاة بالجروح والخدوش حتى قبل أن تدخل، والدماء ملطخة عليها.
نوكس، من ناحية أخرى، بدا غير متأثر تمامًا وهو يمتص مصاصته، بناءً على سهولة مشيته، لا بد أن جرح ساقه قد شفي بالفعل.
"السيد رودبورشر، هل ساقك بخير؟"
أشرت إلى الضمادة الملفوفة حول فخذه، أومأ نوكس، وهو يعرج قليلاً ويتبعنا.
"أنا بخير، أنا فقط أنتظر حتى يلتئم الجلد تمامًا، لكني سأكون أكثر قلقًا بشأن الآنسة وارتون."
"أنا بخير أيضًا، هذه الخدوش لا تؤلمني حتى."
أجابت إيمي، التي كانت تتبعنا، بثقة، وكانت قد وضعت يديها خلف رأسها وتمشي متعمدة متبخترة.
"الآن وأنا أفكر في الأمر، كانت المخاطرة بحياتي للوصول إلى هنا تستحق تمامًا، شرطي، طبيب، وآنسة قوية خارقة — وفوق ذلك، قصر كالحصن!"
مهلا، هل أزعجني أنني الوحيدة التي لديها لقب غريب؟، لا، لم يكن هذا خيالي.
حدقت في إيمي للحظة قبل أن أهز رأسي، مذكرة نفسي بعمرها.
"فقط تصرفي بأدب، أيتها الصغيرة، كوني شاكرة أنكِ لستِ مقيدة."
حذرها إيدن بحدة.
وبشكل مثير للدهشة، لم تعارض إيمي، فقط أومأت واستمرت في المشي.
عندما أعطيتها نظرة مشككة، خفضت صوتها وقالت بهدوء:
"أعلم أنني تصرفت بغرور سابقًا، آسفة على ذلك، الانطباعات الأولى مهمة كما تعلمين، لذا كان عليّ أن أبدو قوية، لكنني لستُ ناكرة للجميل، وأنا أقدر كل شيء، وسأحاول الانسجام معكم."
"لا تكلفي نفسكِ عناء المحاولة، فنحن سنظل نستجوبكِ."
رفضها إيدن ببرود، أخرجت إيمي لسانها له على الفور.
لم تمر دقيقة حتى بعد أن ادعت أنها ستتصرف بأدب.
وهو يشاهد الموقف، ابتسم نوكس.
"يبدو أنكما تتشاركان العمر العقلي نفسه."
ثم، في اللحظة التي قال فيها ذلك، أغلق إيدن الباب الأمامي للقصر في وجه نوكس.
سمعت نوكس يتذمر خلفنا وهو يفتح الباب مرة أخرى ويدخل.
فهمتُ لماذا أصر إيدن على استجواب إيمي.
بصراحة، كان من المشبوه أن تتمكن فتاة صغيرة مثلها من القتال عبر تلك الحشود من الوحوش والوصول إلى هنا.
كنا بحاجة إلى معرفة سبب مجيئها — وما إذا كانت تخفي شيئًا.
ليس فقط من أجل إيمي، بل من أجل نجاتنا نحن أيضًا.
كان هناك أيضًا مشكلة عاجلة أخرى — أعشاب ألبينوس.
حتى لو كانت تعمل كلقاح، فإن رائحتها كانت بوضوح تثير الوحوش، تركها في الحديقة المفتوحة كان يسبب المشاكل، الاحتفاظ بها داخل القصر كان بنفس الخطورة.
'ما لم نجد كهفًا لنزرعها فيه، لن ينجح هذا...'
قبل أن أدرك، كان إيدن قد حملني حتى بهو بيتي السعيد، عندها فقط نزلت أخيرًا.
'ربما يجب أن أنادي إيدن في المرة القادمة التي أحتاج فيها إلى التحرك حول القصر ليحملني.'
عبرت تلك الفكرة السخيفة ذهني وأنا أطلب من إيدن ونوكس أن يأخذا إيمي إلى غرفة المعيشة، فسيكون من الأسهل معالجة جروحها هناك بدلاً من قاعة الولائم.
ثم توجهت إلى غرفة التخزين في الطابق الثاني لأحضر مستلزمات طبية وسلمتهم لنوكس، لم تكن كثيرًا، لكنه أفضل ما استطعت تجميعه.
"هل أنت متأكد أنك ستكون بخير؟، يمكنني التعامل مع الإسعافات الأولية، ويجب أن تستريح، سيد رودبورشر."
كان نوكس ثمينًا جدًا بالنسبة لنا لنخاطر بإجهاده أكثر من اللازم.
لكنه ابتسم فقط، لا يزال يمتص مصاصته، متصرفًا وكأن الأمر لا شيء.