13 - الفصل الثالث عشر-"مسابقة العشائر-حقد لم ينطفئ"

الفصل الثالث عشر – “مسابقة العشائر — حقد لم ينطفئ”

في قاعة العرش داخل مقر عشيرة الزينين، كان الهواء ثقيلاً برائحة الخمر والتقاليد.

جلس ناوبيتو زينين، رئيس العشيرة، متربعًا على وسادة كبيرة، وقد سكب لنفسه جرعة أخرى من شرابه المفضل. كان وجهه المتغضّن يكتسي بظل من الضجر، وفي عينيه الرماديتين نظرة تائهة… نظرة رجل شهد الكثير ولم يعجبه معظم ما رآه.

ــ “تبًا… مرّ عقدٌ آخر بهذه السرعة؟” تمتم بصوت خافت

في تلك اللحظة، فُتح باب القاعة ودخل زينين ناويا ، في الحادية والعشرين من عمره، بخطى واثقة ونظرة لا تخلو من الضيق.

ــ “استدعيتني؟”

لم يرفع ناوبيتو عينيه، فقط أشار له بالجلوس. ناويا بقي واقفاً، ذراعيه متشابكتين.

ــ “ما الأمر؟ لا تخبرني أنك ستجعلني أشارك في مهرجان الأطفال ذاك.”

ناوبيتو ضحك، ضحكة قصيرة مبللة بالخمر.

ــ “كفاك غروراً. لم أستدعك لتشارك… بل لترافق.”

ــ “أرافق؟”

ــ “أنت الأفضل لدينا حالياً. يجب أن نُظهر أننا لا نزال نملك من يستحق النظر. لا أريد رؤية أعين العشائر الأخرى تحدق فينا كما لو أننا سرنا حفاةً إلى الحرب.”

ناويا أدار وجهه بتأفف:

ــ “أنا لست مربية أطفال.”

ــ “ولست الخيار المثالي، لكنك ما تبقّى.”

صمت لحظة، ثم أضاف:

ــ “المسابقة هذه المرة ستُقام في عشيرة غوجو . بعد أن حطّم غوجو ساتورو كل شيء في المسابقة الماضية، حان وقت استعادة الهيبة.”

تجمد وجه ناويا.

ــ “تتحدث عن تلك السنة؟”

قبل عشر سنوات

في أحدى العشائر ثلاث الكبرى تحديداً عشيرة الكامو

في الساحة المركزية لعشيرة الكامو، وقف غوجو ساتورو بعمر الثالثة عشرة، يبتسم بثقة متغطرسة، وخصومه من كل العشائر يحيطون به.

أرضية القتال امتلأت بجثث اللعنات وممثلي العشائر الآخرين… ولم تكن هناك خدشة واحدة على جسده.

زينين ناويا ، آنذاك طفل في الحادية عشرة، زحف بجروح متعددة، عاجزًا عن النهوض.

ــ “لقد… سحقنا.”

ثم، وسط الصمت، سُمعت ضحكة غوجو المزعجة تتردد في أرجاء الساحة:

ــ “هل انتهت اللعبة؟… ظننتكم سوف تثابرون اكثر.”

عاد المشهد إلى الحاضر، حيث قبض ناويا على يده بقوة.

ــ “هذه المرة… لن تكون كما كانت.”

ناوبيتو رفع الكأس وابتسم ابتسامة كحالة سكر دائم:

ــ “لهذا السبب… سترافقهم. وسنُرسل زينين سورا أيضاً. دعنا نرى إن كان الولد عديم التقنية سيحصل على اعتراف من هذا العالم.”

في مقر عشيرة الكامو

اجتمع رئيس العشيرة مع مجموعة من الشيوخ، وجوههم متجهمة.

ــ “العار… لا يُمحى إلا بالنار.”

أحد الشيوخ تمتم:

ــ “المسابقة الأخيرة أُقيمت في أراضينا، ومع ذلك، خرجنا منها كأضحوكة.”

شيخ آخر غمغم بازدراء:

ــ “غوجو داس قوانيننا بأقدامه. جعل من أبنائنا نكاتاً متحركة.”

رئيس العشيرة صمت لحظة، ثم قال:

ــ “نحتاج لممثل.”

شيخ ثالث اعترض:

ــ “ماذا عن نوريتوشي؟

لا يمكن قبول ابن محظية… إنها عاهرة، لا مكان لها بين دماء العشيرة.”

لكن الرد جاء حاسماً:

ــ “هو الوحيد الذي ورث تقنية التلاعب بالدم من بين الجيل الجديد.”

أُسكت الجميع.

وبعد لحظة، صدر القرار:

ــ “ليُستدعى كامو نوريتوشي .”

في غرفة بسيطة، وقف الفتى ذو الشعر الداكن والعيون المغلقة، أمام زعيم العشيرة.

ــ “إن فزت بالمسابقة، ستعود والدتك للعشيرة.”

نوريتوشي ركع فوراً.

ــ “سأفوز… ولو كلّفني ذلك حياتي.”

نظر رئيس العشيرة إليه للحظة، ثم أدار ظهره دون أن يقول شيئًا.

2025/06/11 · 35 مشاهدة · 494 كلمة
نادي الروايات - 2025