الفصل الخامس عشر – “قلب العاصفة…بداية ؟”
في ساحة واسعة داخل مقر عشيرة غوجو، وقف الممثلون والمرافقون عن العشائر الكبرى الأربعة ينتظرون. التململ كان واضحًا، ليس فقط في حركاتهم بل في أنفاسهم. تأخر الانتقال إلى ساحة المسابقة، ولم يظهر بعد أي من ممثلي عشيرة الغوجو.
زينين ناويا، بعمره الحادي والعشرين، أسند ظهره إلى أحد الأعمدة، عابس الوجه، ينظر نحو الأفق بملل قاتل. بجانبه، وقف زينين سورا، ابن الرابعة عشرة، بجسده المشدود وقبضته الملفوفة حول سيفه بثبات لا يهتز.
كامو نوروتوشي، بعينين مغمضتين كعادته، حافظ على وقوفه الهادئ، لكن عضلات ذراعيه كانت مشدودة. بجانبه، كامو ميتشيو، شيخ العشيرة العجوز، بدا أكثر توترًا مما يسمح به كبرياؤه.
في الطرف الآخر، جلس إينوماكي توجي القليل الكلام، ساكنًا، لا يظهر سوى عينيه الحادتين فوق الوشاح الذي يغطي فمه. خلفه وقف إينوماكي تاكاشي، شيخ العشيرة، يرمق الجميع بنظرة حذرة.
أما موتا كوكيتشي، فكان جالسًا داخل هيكل ميكامارو الخاص به، يحرك أصابعه على لوحٍ رقمي مدمج، يراقب تدفق الطاقة الملعونة داخل الساحة. الموتا ياسوهيرو، مرافقه، لم ينطق بكلمة منذ لحظة وصوله.
وفي المقدمة، جلست يوكي تسوكومو، ساق فوق ساق، تراقب الجميع من طرف ظلال خوذتها المرفوعة. حضورها وحده كافٍ لإضفاء توتر صامت على الأجواء، إذ لا يُستهان بواحدة من ثلاث رتب خاصة فقط في هذا العصر. تلميذها، تودو أوي، لم يكن بعيدًا. وقف ببنية صخرية، ذراعاه متصالبتان، وعيناه تلمعان بحماس غير طبيعي.
لكن الجميع تساءل عن أمر واحد فقط: “أين غوجو ساتورو؟”
⸻
ظهر رجل في الثلاثينات من العمر، شعره مائل للفضي، وعيناه تحملان هدوءًا لا يخلو من الحزم. كان غوجو تاكرو، أحد أبرز مقاتلي عشيرة الغوجو، والمسؤول عن الإشراف على المسابقة.
ــ “أعلم أن الانتظار طال…” قال بنبرة هادئة، “…لكن سأقوم الآن بشرح قواعد المسابقة، وقيادتكم إلى الموقع بنفسي.”
كان من المفترض أن يقوم غوجو ساتورو بذلك، لكن غيابه المفاجئ ألقى عبئًا جديدًا على تاكرو. ورغم هدوئه الظاهر، كان يغلي من الداخل.
“لا بأس…” فكّر في نفسه. “لن أسمح أن يُفسد غيابه انطباع عشيرتنا.”
ثم تابع بصوت واضح:
ــ “سيتم نقل الجميع إلى جزيرة مملوكة لعشيرة غوجو، خضعت لتطهير مسبق من اللعنات العشوائية، وتم تجهيزها لتكون أرض المسابقة.”
نظر حوله قبل أن يتابع:
ــ “في الجزيرة، توجد لعنات من الرتبة الرابعة، شبه الثالثة، الثالثة، وشبه الثانية. بالإضافة إلى لعنة واحدة من الرتبة الثانية.”
صمت لحظة، ثم قال:
ــ “الفائز في هذه المسابقة يُحدَّد بثلاث طرق:
1. طرد لعنة الرتبة الثانية = فوز مباشر.
2. إذا لم تُطرد، يتم احتساب الفائز بناءً على النقاط:
• لعنة من الرتبة الرابعة = 1 نقطة
• لعنة من شبه الثالثة = 5 نقاط
• لعنة من الرتبة الثالثة = 10 نقاط
• لعنة من شبه الثانية = 20 نقطة
3. البقاء: إذا بقي مستعمل جوجوتسو واحد قادر على القتال، يُعدّ فائزًا.”
رفع أحد المشاركين يده – كان زينين سورا.
ــ “هل يُسمح بمهاجمة بعضنا البعض؟”
أجاب تاكرو بنبرة جادة:
ــ “يُسمح بكل شيء عدا القتل أو التسبب بشلل دائم. هذه مسابقة بقاء، لكننا لسنا متوحشين.”
همهمة خافتة انتشرت بين الحضور.
⸻
داخل تفكير كامو نوروتوشي، كانت العاصفة قد بدأت:
“ثلاث طرق للفوز… لكن كل منها يحمل مخاطره. طرد لعنة الرتبة الثانية؟ غير مضمون. حتى لو اتحد اثنان ضدها، قد يفشلان.”
“جمع النقاط؟ سأحتاج إلى طرد أكبر عدد من اللعنات، وفي الوقت ذاته، الحذر من الآخرين… لكن إن طرد أحدهم اللعنة من الرتبة الثانية؟ تذهب جهودي هباءً.”
“الخيار الأخير… استهداف المنافسين. لكن أمام ذلك الضخم – تودو – الذي تنبع منه هالة تنذر بالخطر؟ سأُهزم على الأغلب.”
“التحالف؟ ممكن. لكنه سيف ذو حدّين. كيف أثق بمنافس؟ سيطعنني في ظهري إن سنحت له الفرصة.
(…إذن لا خيار. سأستخدم اسم عائلتي. كامو… لا يمكنهم خيانتي بسهولة إن دخلنا تحت راية الكامو.)
ضغط قبضته، ثم فتح عينيه ببطء. “سأفوز. لأجل أمي… وسأعيدها إلى العشيرة.”
⸻
في شقة بسيطة، كان فوشيغورو ميغومي وشقيقته غير الشقيقة تسوميكي يتناولان الإفطار. اللحظة كانت هادئة… حتى فتح الباب فجأة.
ــ “صباح الخير!” قالها غوجو ساتورو وهو يدخل بثقة، يرافقه فتى بشعر أبيض وأعين أرجوانية سداسية – غوجو قينتوكي.
تجمدت تسوميكي في مكانها، بينما رفع ميغومي حاجبه:
ــ “…أنت؟”
قال ساتورو:
ــ “آسف للمفاجأة، لكننا تأخرنا. هيا بنا.”
وقف ميغومي:
ــ “إلى أين؟”
ــ “مسابقة قتالية للعشائر. يُشارك فيها من هم بين 10 و15 عامًا. جائزتها أداة ملعونة من الرتبة الأولى من اختيارك.”
اتسعت عينا ميغومي:
ــ “ومتى قررت هذا؟”
ــ “قبل قليل.”
ــ “وأنا؟ لم تسألني حتى!”
ضحك قينتوكي بصوت خافت:
ــ “عليك أن تعتاد هذا… صدقني، إنه لا يستشير أحدًا.”
نظر إليه ميغومي بحدّة، لكن لم يكن هناك وقت للجدال.
قال ساتورو:
ــ “سنكمل النقاش لاحقًا. الآن… تمسّكوا.”
ثم أمسكهما معًا… واختفوا في لمح البصر نحو ساحة المسابقة.
وكانت النهاية… مجرد بداية لما سيأتي
⸻
وهكذا، كانت جميع قطع الشطرنج قد وُضعت على الطاولة.
في جزيرة مجهّزة باللعنات، وتحت أنظار العشائر الكبرى، سيبدأ الصراع.
صراعٌ ليس فقط على الفوز…
بل على الاعتراف، والكرامة، وربما… الحياة نفسها