الفصل السادس عشر – “انكشاف الغطاء”

بعد أن انتهى غوجو تاكرو من شرح قواعد المسابقة، خيم صمت ثقيل على ساحة عشيرة غوجو.

المشاركون والمرافقون كانوا غارقين في أفكارهم. كل منهم يحلل الاحتمالات، يستعرض خططًا محتملة في عقله، أو ببساطة يتأمل في حجم التحدي القادم.

لكن تاكرو لم يكن يملك رفاهية الوقت.

ــ “انتهى وقت التفكير،” قال بصوت حازم. “سنتحرك الآن إلى موقع المسابقة.”

كانت منصة التحليق الخاصة قد فُتحت خلف الجدار الشرقي من الساحة، حيث ينتظر منطاد ضخم، مطوّر ، ومصمّم لنقل المشاركين إلى جزيرة المسابقة. كانت العشائر مجهّزة بقسم خاص بها داخل المنطاد، يفصلهم عن الآخرين تجنبًا لأي احتكاك قبل الموعد

ــ “ستستغرق الرحلة إلى الجزيرة ست ساعات،” تابع تاكرو، “ولكل عشيرة أو مشارك قسمه الخاص داخل المنطاد. هذه فترة استعدادكم الأخيرة… استغلوها جيدًا.”

بدأت الوفود تتحرك ببطء نحو المنطاد. لكن قبل أن يخطوا أولى خطواتهم…

انشق الهواء بصوت خافت.

ووصلت موجة طاقة ناعمة، لكنها ثقيلة، عبرت المكان كأنها همسة من السماء.

التفت الجميع.

وفي مدخل الساحة، ظهر الثلاثي… متأخرين.

غوجو ساتورو، بطوله المميز وابتسامته التي لا يعرف لها أحد توقيتًا مناسبًا.

إلى جانبه، فتى بشعر أبيض مشعث، وعينين أرجوانيتين سداسية تشعان بغموض غريب.

وغوجو قينتوكي… ظهر أخيرًا.

وخلفهما، فتى آخر، بتعبير ساخط… فوشيغورو ميغومي.

صمت. نظرات. تردد في الأنفاس.

شيخ عشيرة الكامو، ميتشيو، حدّق في أعين قينتوكي مطولًا، ثم همس لنفسه:

ــ “أعين سداسية… أخرى؟”

توتّر الشيخ إينوماكي بدوره. أما شيخ الموتا، ياسوهيرو، فعبس.

تبادل شيوخ العشائر نظرات سريعة. لم يُذكَر هذا الفتى في أي تقرير. لم يُرَ في أي بعثة. لم يُسجّل ظهوره في الأكاديمية أو في أي حدث سابق.

وريث آخر… للأعين الست؟

كم عمق بحر عشيرة الغوجو؟ وكم من الأسرار ما زالوا يُخفونها؟

بين المشاركين، توترت الأجواء. معظمهم تجمدوا لثوانٍ، ثم بدأوا باستشعار الهالة المنبعثة من قينتوكي.

كانت طاقته مستقرة… لكنها ثقيلة. مدفونة تحت سطح هادئ، لكنها حاضرة. موجات غير مرئية، تضرب الحواس بخفة ولكن بوضوح.

زينين سورا حدّق فيه، وعقد حاجبيه.

إينوماكي توجي أبقى عينيه عليه أكثر من باقي القادمين.

كامو نوروتوشي فتح عينيه ببطء، وهو يقيّم الوضع الجديد.

لكن واحدًا فقط… ابتسم.

تودو أوي.

ــ “هذا ممتاز!” تمتم لنفسه، والشرر يتطاير من عينيه. “المعركة لن تكون مملة بعد الآن.”

تاكرو، الذي كان قد بدأ يشعر بارتياح زائف، تجمد في مكانه.

رأى ساتورو يلوّح بيده كأن الأمر لا يستحق حتى شرحًا، وفي اليد الأخرى… كيس ورقي.

ــ “أحضرت موتشي للجميع!” قال مبتهجًا.

انخفض جفن تاكرو الأيسر ببطء، وكأن عضلة وجهه خانته.

ــ “أحضرت… ماذا؟”

ــ “موتشي، من المتجر الجديد الذي افتتحوه الأسبوع الماضي،” قال وهو يخرج قطعة ويأكلها. “تأخرت قليلاً… أعلم. لكن كنت سأشعر بالذنب إن لم أُحضِر شيئًا.”

اقترب منه تاكرو، وهمس وهو يشد على أسنانه:

ــ “كنت المفترض أن تقود التجمع… أن تشرح القواعد… أن تتصرف كقائد!”

ابتسم ساتورو:

ــ “لكنّك كنت رائعًا، أليس كذلك؟”

تنهّد تاكرو، وأشار بيده للجميع بالصعود إلى المنطاد.

ــ “لننطلق قبل أن يُقرر أحدهم توزيع حلوى إضافية.”

بدأ المشاركون بالصعود واحدًا تلو الآخر.

كل عشيرة، أو فرد مشارك، كانت له مقصورته الخاصة داخل سلّة المنطاد. مصنوعة من الخشب المصقول، تتسع لشخصين، وتحتوي على مقعد، صندوق أدوات، ونافذة صغيرة.

المرافقون ظلوا في الجزء الأوسط من السلة، حيث جلس الشيوخ وطاقم الدعم.

أما تودو، فقد اختار الجلوس قرب النافذة، يحدّق نحو السماء وهو يتمتم:

ــ “أي نوع من الخصوم ستمنحني إياك، أيتها الجزيرة؟”

غوجو قينتوكي دخل مقصورته بهدوء، وجلس يحدق من النافذة، عيناه لا تكفّ عن التحليل.

جلس بجانبه ميغومي، متكتمًا كعادته، لكنه لم يتوقف عن التحديق في ساتورو عبر المقصورة المقابلة، الذي كان يُخرج قطعة موتشي تلو الأخرى.

ــ “أنت حقًا… تملك توقيتًا سيئًا،” تمتم ميغومي.

أجاب قينتوكي بابتسامة خفيفة:

ــ “بل توقيتٌ مثالي… لو كنت من عشيرة الغوجو.”

ثم نظر من نافذته إلى الأفق البعيد، حيث الجزيرة تنتظر.

وهكذا… بدأ المنطاد بالارتفاع، ببطء أولًا، ثم بثبات نحو الأعالي.

وفي داخله… كانت القلوب تستعد، والعقول تخطط، بينما الصمت يحوم بين الغيوم.

2025/06/14 · 42 مشاهدة · 617 كلمة
نادي الروايات - 2025