24 - الفصل الرابع و العشرون-" من سيبقى اخيراً"

الفصل الرابع والعشرون: من سيبقى اخيراً

مرّت خمس ساعات.

خمسة ساعاتٍ من الهدوء المشوب بالحذر، في قلب جزيرة لا ترحم.

جلس زينين سورا قرب جدول ماء صغير وسط الأشجار، بعد أن قام بتضميد جراحه وتنظيف الكدمات التي غطت جسده. بفضل كونه مستخدم جوجوتسو قوي، بدأت طاقته الملعونة تُسرّع عملية التعافي تلقائيًا. لم يختف الألم تمامًا، لكنه الآن يشعر أنه استعاد 60% من حالته القتالية على الأقل.

وقف ببطء، يلتقط سيفه، وشق طريقه نحو موقع المجموعة.

لم يكن الجميع محظوظين مثله.

عندما وصل، كان إنوماكي توجي قد نهض أيضًا، يجرب صوته بصوت خافت، يتلفّظ بكلمات طعامه المعتادة "تونا... سوشي... كاتسو أوبوني". كان وجهه شاحبًا، لكن بدا وكأن الأحبال الصوتية بدأت تتجدد تدريجيًا.

ــ "عاد صوتك؟" سأل سورا وهو يقترب.

أومأ توجي برأسه، ثم أشار بيده: "سلمون."

أما ميكامارو، فكان جالسًا على صخرة كبيرة، نصف جسده الحديدي متهالك. ذراعه اليمنى محترقة بالكامل، والدوائر السحرية على كتفه تومض بشكل متقطع.

ــ "لا يمكنني متابعة القتال طويل الأمد على هذا الشكل." قال بصوت ميكانيكي مشوّش.

ــ "هل يمكنك إصلاح نفسك؟"

هز رأسه: "أحتاج لقطع غير موجودة هنا. جسدي الحالي لا يحتمل قتالًا طويل جديد."

أما كامو نوروتوشي، فكان واقفًا خلفهم بصمت، يضغط على يده اليسرى، ووجهه مغطى بالعرق. لم يكن مصابًا بجروح ظاهرة، لكن عينيه المليئتين بالإرهاق قالت كل شيء.

ــ "خسرت أكثر من خمسين بالمئة من احتياطي الدم الذي خزّنته قبل المسابقة." قال بصوت منخفض. "يمكنني القتال، لكن ليس طويلًا."

نظر الأربعة لبعضهم.

التحالف الذي شكّلوه مؤقتًا ما زال قائمًا، لكن لم يكن أحدهم يثق بالآخر.

كان من الواضح للجميع: سقوط غوجو قينتوكي أصابهم بالذهول، أما تودو أوي، فقد أصيب هو الآخر، وكاد يُخرج من المسابقة لولا استخدامه المفاجئ للوميض الأسود.

لو لم يكن تودو قد تطوّر في آخر لحظة، لانهار التحالف بالكامل.

وبعد عدة لحظات من الصمت، قال كامو بصوت ثابت:

ــ "أظن أن علينا إنهاء ما بدأناه. أقوى منافس قد سقط، وتودو لا يمكننا الوثوق به. إن بقي هكذا، قد يُنهي المسابقة وحده."

سورا نظر إليه: "ماذا تقترح؟"

ــ "نبحث عن لعنة الرتبة الثانية... نهزمها قبل أي مفاجأة جديدة."

سرت موجة من التوتر بين المجموعة.

لقد فهموا جميعًا ما يعنيه ذلك.

تلك اللحظة التي يُهزم فيها العدو الأخير... ستكون بداية النهاية.

التحالف سيتفكك. وسيبدأ العد التنازلي لاختيار الفائز الوحيد.

...

في تلك اللحظة، بدأوا التوغل في أعماق الجزيرة.

مشطوا الغابة، يتتبعون الآثار، يبحثون عن أي علامة تدل على وجود اللعنة الأقوى في المسابقة.

...

في مكان آخر من الجزيرة…

تحت ظلال كثيفة لأشجار قديمة، وعلى الأرض المكسوة بالرماد، كان تودو أوي مستلقيًا، ظهره إلى جذع شجرة، ويده تضغط على كتفه المصاب.

أنفاسه ثقيلة.

لكنه كان يضحك.

ضحكة قصيرة… مليئة بالتحدي.

أغمض عينيه، يتذكّر ضربة الوميض الأسود.

ذلك الشعور الغريب…

ليس فقط الألم أو القوة.

بل شيء أعمق.

كأنه تذوّق للمرة الأولى طعم “الطاقة الملعونة”.

ــ “هكذا إذاً… هذا هو طعم التطور.”

همس لنفسه، وعيناه تتلألآن.

ثم رفع يده، يضغط على الأرض.

كانت الجاذبية من حوله مختلفة، كما لو أن الهواء بات أثقل.

ــ “غوجو قينتوكي… لم تُهزم بعد، أليس كذلك؟”

شعر به.

شيء بداخله يخبره أن قينتوكي سيعود.

لماذا؟

لا يدري.

لكن قلبه يرتجف…

ليس من الخوف، بل من الحماس.

ــ “اللقاء القادم… سيكون النهاية.”

تنهّد، ثم نهض ببطء.

ــ “لكن قبل ذلك… عليّ أن أكون مستعدًا.”

في عمق الجزيرة، وبين الأشجار القديمة الملتوية، توقفت

خطوات كامو، سورا، توجي، وميكامارو. كانوا قد عثروا على آثار طاقة ملعونة كثيفة... علامات وجود اللعنة من الرتبة الثانية.

لكن قبل أن يتقدم أحد، اجتاحت الجزيرة موجة طاقة هائلة. رجفة اخترقت أبدانهم، جعلت سورا يحدّق إلى الخلف، بينما هتف نوروتوشي بقلق: ــ ما هذا...؟

وعند التفاتهم، ظهر شبح من خلف الضباب. لم يكن مجرد ظل... كانت تلك الأعين الستة. الأعين التي لا يمكن لأحد نسيانها. الروح التي لا ينبغي أن تنهض مجددًا...

غوجو قينتوكي، بوجهه الشاحب وجسده المُنهك، وقف وسط الحطام، يحدق إليهم بثبات. في عينيه لم يكن هناك غضب... بل بتحدي. وكل من رآه، أدرك أن المعركة النهائية قد بدأت.

2025/06/21 · 36 مشاهدة · 626 كلمة
نادي الروايات - 2025