25 - الفصل الخامس و العشرون-"عودة من الهاوية"

الفصل الخامس والعشرون: عودة من الهاوية

صاح كامو نوروتوشي وهو يتراجع نصف خطوة: "مستحيل!"

ارتجّت الكلمات في صدره أكثر من الهواء حوله، عينه لا تصدق المشهد أمامها. وقف غوجو قينتوكي، جسده مغطى بالجروح القديمة التي لم تُشفَ بالكامل، لكن... لم يكن يجب أن يكون واقفًا أصلًا!

"الإصابات التي أصبته لم يفترض أن تشفى في أقل من يوم! ماذا فعلت؟ مستحيل... لا يمكن... تقنية ملعونة عكسية؟ لا... مستحيل! لست بمستوى يسمح لك باستخدامها، حتى مستعملي الجوجوتسو من الدرجة الأولى لا يتقنونها!"

لكن قينتوكي لم يُجِب.

فقط... ضحك.

ضحكة خفيفة... متقطعة... ثم تصاعدت حتى بدت وكأنها صدى الجنون.

كانت عيناه الأرجوانيتان السداسيتان ترتجفان، ولكن ليست بالخوف... بل بالحياة، بالحُمّى، بما يشبه الانتشاء.

[فلاش باك — قبل خمس ساعات، في الغابة المهجورة]

كان جسده مرميًا بلا حراك، الدم ينساب من فمه وأنفه، وعينيه لا ترى سوى الضباب. أطرافه فقدت الإحساس، وعموده الفقري مهشم.

تمتم بكلمات بالكاد تُسمع:

"من اليوم فصاعدًا... سأجعل العالم يعاني..."

وفجأة، جاء صوت النظام ساخرًا:

ــ [جميل... ولكن إن أردت جعل العالم يعاني، عليك النجاة أولًا.]

ضحك داخله رغم الألم. سخرية النظام بدت مرّة... لكنها صحيحة.

وفجأة، لحظة من الإدراك.

ربما بسبب موهبة "الازدهار في القتال"، أو ضغط الموت، أو تراكم المعارك التي خاضها... شيء داخله انفجر.

فهم جديد انفتح كعينٍ ثالثة لا تُرى.

ــ [ابدأ بإعادة ترتيب العظام... استخدم الجاذبية للتحكم بالزوايا... أعتمد على الأعين الستة لتحديد الوضع بدقة...]

لم يتردد.

بدأ العمل، وهو على شفا الموت.

ركّز الجاذبية داخل جسده، ضغط على المفاصل والكسور، استند على توجيهات النظام، ومرئيات الأعين الستة.

طقطقات عظيمة حدثت داخل جسده. الألم كان لا يُوصف.

أوقف النزيف بجاذبية مضادة، ضغط الأوعية، سد الثغرات، أبقى نفسه مستقرًا بالقوة.

ولو لم تكن الأعين الستة تقلل استهلاك الطاقة الملعونة... لانهار منذ أول دقيقة.

ثم شعر بشيء غريب... شيء لم يشعر به من قبل.

إحساس يشبه ولادة نارٍ جديدة من رمادٍ سالب.

طاقة ملعونة موجبة... بدأت تتكوّن.

وكأنّه يدمج سالبًا مع سالب ليُنتج موجبًا.

العملية بدت مستحيلة، لكن بعناده، وبالعيون السته التي ترى، والموهبة الأزدهار في القتال، تمكّن من استخراج أثر ضعيف من الطاقة الموجبة.

ضعيف لدرجة مثيرة للشفقة.

لكنه حقيقي.

لم يستطع علاج نفسه تمامًا، لكنه فعّل تجديدًا أسرع لعظامه وجروحه.

بمعدل عشرة أضعاف من الشفاء الطبيعي.

وكان هذا كافيًا ليُعيده إلى الساحة.

[عودة إلى الحاضر]

ضحك قينتوكي، وكانت ضحكته مشوبة بالجنون.

"لم أكن أستطيع فعل ذلك قبل المسابقة... لكنني تطورت."

ارتجف الهواء من حوله، جاذبيته بدأت تتسلل من الأرض إلى الأجساد.

قال كامو نوروتوشي وهو يستعد:

"استعدوا! مهما كانت قوته الآن، لا يزال مُنهكًا!"

لكن كلمات كامو كانت لإقناع نفسه أكثر مما هي تعليمات.

كان يعلم... أن هذا القينتوكي لم يعد كما كان.

بدأ القتال.

كامو أطلق دفعة من الدم على شكل رؤوس رماح طائرة، لكن الجاذبية انحرفت بها في منتصف الطريق، وأسقطتها.

قفز سورا للأمام، سيفه في وضعية هجومية، محاولًا اختراق الحقل الثقالي حول قينتوكي.

لكنه أُسقط أرضًا قبل أن يقترب حتى لخمسة أمتار.

"الجاذبية مضاعفة هنا!" صرخ وهو ينهض بصعوبة.

إنوماكي توجي حاول استخدام أمر صوتي لكسر التوازن، لكن صوته لم يصل الى احد فإن قينتوكي لم يرخي دفاعه ضده لقد قام بحمايه طبلته و عقلة بالطاقه الملعونة طوال الوقت.

أما ميكامارو... فلم يشارك.

جسده لم يعد قادرًا.

تلقّى شحنة من الجاذبية أسقطته أرضًا حين حاول التقدّم، وانهار جزء من ذراعه الميكانيكية المتبقية.

سقط.

خارج المعركة.

كامو ضغط على أسنانه.

"ليس لدي وقت!" همس لنفسه.

جذب كل ما تبقى من دمه المخزون، شكّله حول ذراعيه كأنياب دم متصلبة، وهجم.

لكن قينتوكي، الذي لم يُشفَ بالكامل بعد، كان قد فهم شيئًا مهمًا خلال سقوطه.

لا حاجة للسرعة المطلقة.

فهم الآن كيف يُبطئ خصومه بدلاً من مجاراتهم.

ركّز الجاذبية أمامه، فسُحب كامو وكأنه غاص في بحر من الرمل الثقيل.

في لحظة واحدة، سقطت أنياب الدم، وركع كامو على ركبتيه.

"لا أنا لايمكنني ان أخسر هنى !!" صرخ وهو يحاول النهوض.

ضربه قينتوكي بكفّ مغطى بالجاذبية، أرسل جسده يتدحرج عدة أمتار.

سورا قفز ليغطي زميله، وتلقى الضربة التالية.

ضربته لم تكن مميتة، لكنها كانت قاضية.

سقط.

توجّهت أنظار الجميع نحو إنوماكي توجي.

لكن الصمت أجاب بدلًا عنه.

كان عاجزًا، لايهم مامدى قوة تقنيته مالم تؤثر على خصمه فهي عديمة الفائده تماماً.

أومأ قينتوكي برأسه.

لم يقل كلمة.

لكنه بدا وكأنه يقول: "لقد فُتِح الطريق."

لكن الأعين الستة لدى قينتوكي أخبرته بشيء مهم...

جسده... لم يتعافَ بعد بالكامل.

ما يزال الداخل ينزف.

ما يزال العظم هشًا.

لكن الطاقة الموجبة الصغيرة ما تزال تعمل.

يكفيه أن يقف.

يكفيه أن لا يسقط.

واستمر واقفًا.

كامو، وهو يحاول الوقوف من على الأرض، همس:

"لقد... لم يشفَ بالكامل بعد..."

عندها، أدرك الجميع الحقيقة.

ما حدث كان خارقًا، نعم.

لكن ليس معجزة.

كان مجرد... بداية.

وكل من في تلك الساحة، علم أن هذه ليست النهاية.

بل هي جولة أخرى من الجنون... في مسابقة لم تعد تُشبه شيئًا مألوفًا.

2025/06/22 · 28 مشاهدة · 756 كلمة
نادي الروايات - 2025