الفصل الثامن والعشرون – الوميض الأخير

وسط الغابة التي غمرها الضباب والرماد، ومع ارتفاع توتر الأحداث إلى ذروته، وقف غوجو قينتوكي عاجزًا للحظة. أنفاسه ثقيلة، جسده مرهق، وذهنه غارق في احتمال واحد فقط… الخسارة . لكن عقله لم يستسلم. بل اشتعل.

بدأت خلايا دماغه تحترق، لا بفعل الحرارة، بل بفعل التفكير المحموم. وكأن كل شيء في كيانه يصرخ للنجاة، للانتصار، لأي بصيص أمل. وبين هذه الشرارات الذهنية، لمعت في ذهنه صورة… مشهد قديم، من ما قبل المسابقة.

كان غوجو ساتورو يحمله، يضغط المكان بخفة لينتقل به. وقتها، بدا الأمر مستحيلًا، وحتى الآن ما يزال كذلك.

لكن ليس لقينتوكي اليوم أن يرضى بالمستحيل

[نظام: احتمالية النجاح في ضغط مكاني جزئي بسرعة قتال: 6.72٪.

خطر الفشل: تفكك جسدي كامل.

تنويه: حتى في حالة النجاح، لن تحمل الضربة قوة كافية لطرد اللعنة.]

ولكن حتى مع علمه بذلك، لم يتراجع.

لقد تعب . انهك . من الفشل، من التردد، من السقوط المتكرر. لقد مات مرة من قبل — والآن، يفضل الموت مجددًا على أن يفشل وهو حي.

“أفضل أن أموت… على أن أُفشل مجددًا.”

كانت خلاياه تحترق، موهبة “الازدهار في القتال” التي نمت داخله بدأت تتفعل بأقصى درجاتها، وشيء ما بداخله انفجر… إرادة، رغبة، جنون اللحظة.

الضغط المكاني… بدأ.

تشوّه الهواء حوله كأنه يُطوى، جسده اهتز، الجلد تمزق، العظام صرخت، لكن…

في لحظة، اختفى.

وظهر.

أمام اللعنة.

أصيب الجميع بالذهول. حتى تودو أوي، الذي كان يقاتله قبل لحظة، تجمد في مكانه.

وفي اللحظة التالية، تدفقت الطاقة الملعونة من يد قينتوكي بشكل لا يمكن وصفه. تفجرت كالسيل، وتحولت إلى لون أسود نقي.

"كوكسِن!"

الوميض الأسود.

[نظام: نجاح غير مُتوقع. ارتباط موجي كامل بين الجسد والروح والطاقة الملعونة.]

ضرب اللعنة.

الوميض اخترق جسدها، تشوّه الضباب، تراجع الهالة… لكن اللعنة لم تُطرد. جسدها اهتز بقوة، لكنها ظلت على قيد الحياة… بالكاد.

وحين همّ قينتوكي بمتابعة الهجوم، ثم...

انفجرت الدماء من أنفه، أذنيه، فمه، عينيه… من كل فتحة في جسده. ركبتاه سقطتا أرضًا، يده المرتجفة لم تعد تستجيب، وعيه يتبخر ببطء.

“حتى لو نجحت… ضغط المكان له عواقبه.”

"فقط شخص مثل غوجو ساتورو يستطيع استخدامة بدون أثار جانبية."

**

في الجهة المقابلة، كان تودو أوي يتراجع خطوة، يحدق حيث كان قينتوكي يقف… ولم يعد.

رفع رأسه ببطء ليرى قينتوكي أمام اللعنة. نظرته تشتعل، جسده ينزف، لكن… فعلها.

“ما هذا الوحش؟”

قالها تودو وهو يبتسم، كأنما وجد أخيرًا من يُشبعه قتالًا.

كامو نوروتوشي وإنوماكي توجي وزينين سورا كانوا قد توقفوا بدورهم. المشهد أربكهم. قينتوكي… استخدم انتقالًا مكانيًا، ووميضًا أسود، وكاد يطرد اللعنة من ضربة واحدة.

لكن جسده كان يُحتضر.

“إنه… ينزف… من كل مكان…” تمتم سورا، بينما عضّ كامو على شفته بقوة.

“لقد… تجاوز كل الحدود…”

**

في داخل عقل قينتوكي، وبينما كان جسده يرتعش، سمع صوتًا… همسًا لا يخطئه.

ــ “هل ستستمر في الفشل؟ كما فشلت في حمايتنا؟”

جمد الدم في عروقه.

ذلك الصوت… والدته.

فجأة، توالت الصور في ذهنه:

وجه والدته حين فشل في الدفاع عنها.

لحظات السقوط، الخوف، الخذلان.

“الم تقطع وعدًا؟ حتى لو متّ… ستفوز.”

مرت صورٌ كالشظايا في عقله… لحظات ضعفه، هروبه، صرخات والده، دموع أمه، موتهم…

“لن أفشل… لا مجددًا.”

“حتى لو مت… حتى لو احترق جسدي…”

“سأفوز.”

فتح عينيه، وصرخ بأعلى ما يستطيع.

“آآآآآه!!!”

صرخة كانت كافية لإعادة تدفق الدم إلى وجهه، لو لم يكن ينزف.

**

في تلك اللحظة، تودو همّ باستخدام “بوغي ووقي” للانتقال إليه، لكنه…

في لحظة حاسمة، أزال الحماية عن أذنيه وعقله… بلا وعي

ــ “توقف!”

جاء صوت إنوماكي توجي

لكن الكارثة لم تكن هنا فقط.

أصبح إنوماكي هو الورقة الرابحة… والخاسرة في ذات الوقت

كان إنوماكي توجي يستعد للكلام الملعون. قال بنبرة ضعيفة:

ــ “انف…”

ثم بصق الدم.

سقط على ركبتيه، وجهه شاحب. وصل إلى الحد الأقصى من قدرته.

سورا أراد التقدم، لكن كان الأبعد.

صرخة.

صرخ قينتوكي بأعلى صوته، ارتجّت لها الأشجار.

وارتفعت طاقته فجأة.

نزيفه اشتد، لكنه لم يسقط.

“لقد عاد.”

جميع المشاركين شعروا بشيء غريب…

شيء يشبه… الخوف

رفع يده ليهاجم مجددًا.

لكنه توقف.

وفي تلك اللحظة… ظهر هجوم أحمر كالسهم، اخترق جسد اللعنة.

الدم الثاقب.

كامو نوروتوشي… أطلق آخر ما بقي له.

**

فلاش باك : قبل ثواني

في لحظة سابقة، وبينما كان يراقب قينتوكي ينهض في يأس،.

"وبسبب ضعفه الجسدي استطاعت تقنية الملعونة الخاصة باللعنه من التأثير عليه."

سمع صوتًا بداخله.

“نوروتوشي… هل ستتركني مجددًا؟”

صوت أمه.

“ألست من أقسم أن يفوز… حتى لو مات؟”

أغمض عينيه.

ثم فتحها، ووجهه لا يظهر عليه سوى قرار واحد.

إما الفوز… أو الموت.

أطلق الدم الثاقب بكل قوته.

**

الحاضر

اللعنة تاهت، ثم تبعثرت… طُردت.

في اللحظة التي رأى فيها قينتوكي ذلك، انفجر شي بداخله يدعى اليأس كأن العالم بحد ذاته يضحك و يخبره ان الفاشل سيبقى فاشل في حياته السابقة أو الحالية…

ثم سقط فاقدًا للوعي.

لا أحد يعلم، أن كان بسبب الإرهاق… أم لأن عزيمته قد استُهلكت بالكامل.

ولاكن لم يكن العالم فقط من يضحك كيان من خارج العالم استمتع بالمنظر الحالي اكثر من اي شخص أخر

النظام:

[هاهاهاهاهاهاها]

[لن تنضج حتى يهدم أمام عينيك كل ماعملت من أجلة]

[لأن من رحم المعاناة يولد الأقوياء!!]

**

(ملاحضه من المؤلف)

أعطوني رأيكم في الفصل واتمنى انه أعجبكم وشكراً 🙏

2025/07/03 · 16 مشاهدة · 806 كلمة
نادي الروايات - 2025