4 - الفصل الرابع - "دروس في الدم و العظام"

الفصل الرابع – “دروسٌ في الدم والعظام”

مرّ أكثر من شهر على انتقال غوجو

قينتوكي إلى قاعة التدريب الجانبية التابعة لعشيرته.

كان قد بلغ عامه الثالث، ومع كل صباحٍ جديد، بدا وكأن جسده يعتاد تدريجًا على هذا العالم، مدفوعًا بوعيٍ لا يليق بطفلٍ في مثل سنّه.

لكن في أعماقه… لم يتغيّر الكثير.

ما زالت ذاكرته تحتفظ بصورٍ لا تمحى من عالمه السابق، حيث الموت، والحرب، والندم.

وها هو الآن، يتأمّل، ويقارن، ويسأل نفسه بصمت:

"هل كان هاذا حقا خلاصاً لا لايهم ماذا يكون بالكيف سأتصرف الأن"

في مقر عشيرة غوجو

في احد ساحات التدريب

أمام قينتوكي وقف رجل طويل القامة، في أواخر العشرينيات من عمره، مشدود الملامح، ذو نظرات ثابتة ووقار جليّ.

كان ذلك هو غوجو

تاكرو، أحد أفراد العشيرة، ومعلم تدريبه الشخصي.

قال بصوت منخفض:

ــ “قبل أن تُتقن قبضتك، ينبغي أن تُتقن فهمك. لا يمكن للجسد أن يتقدم حيث يعجز العقل.”

بدأ الشرح عن أساسيات عالم الجوجوتسو، وعن العشائر الثلاث الكبرى، قائلاً:

اولن سوف تتعرف على عشيرتنا

عشيرة غوجو و إرثها (اللانهائية) و (العيون الست)

ــ “نحن سلالة ‘اللانهائية’ وتقنيتنا تعتمد على المفاهيم. الرياضيات، الفيزياء، التجريد."

ــ “والعيون الست: هي عدسة تُمكّننا من رؤية تدفق الطاقة وتحسين الكفاءة."

قينتوكي استمع بانتباه، لكن داخله تململ قليل:

"اعرف معظم هاذي الأمور مسبقاً لكن لابأس تأكيد المعلومات لا يضر."

عشيرة كامو – إرث الدم

التقنية الموروثة :

“التلاعب بالدم” – استخدام الدم كوسيط للطاقة الملعونة، لصنع أسلحة، أو تعزيز الجسم، أو شن هجمات مباشرة.

التركيز :

السيطرة – تحكم دقيق لا يرحم، جسد وروح كآلة واحدة.

عشيرة زينين – إرث الظلال

التقنية الموروثة :

“الظلال العشرة” – تُستدعى وحوش من عالم الظلال، وتتطلب تضحية، تدريب، وتحكم مذهل.

اللعنة الموروثة "العقد السماوي"

– يولد البعض منهم دون طاقة ملعونة، ويحوّلون كل طاقتهم إلى قوة جسدية خارقة، ما يسمح لهم برؤية اللعنات رغم عدم امتلاكهم الطاقة الملعونة.

ثم أضاف بنبرة تأمّل:

ــ “منذ زمن بعيد، واجه أحد أسلافنا من حاملي ’العيون الست‘ واللانهائية ، سلفًا من عشيرة زينين، امتلك الظلال العشرة وامتلك كلاهما قدرات عظيمة لكنهما ماتا في ذلك القتال.”

قينتوكي فكّر:

"العداوة قديمة ولاكن لا أملك رفاهية التورط في صراعات أجيال"

سوف اشرح الأن عن أكاديمية الجوجوستو

ــ “في عمر السادسة عشرة، يُسمح للموهوبين خارج العشائر بدخول الأكاديمية، حيث يتلقّون التدريب على التحكم بالطاقة الملعونة، واستخدام تقنياتهم بأمان وكفاءة و المعرفه عن اللعنات.”

"أشعر بالملل من المعلومات النظرية لكن رؤية الأمور كما هي في هذا العالم تجعلني أتفهم قيمة كل معلومة"

أنهى تاكرو الشرح، وتقدم نحو قينتوكي:

ــ “الآن يبدأ الجهد الحقيقي.”

ثُبّتت على جسد الطفل أوزان خفيفة على معصميه وكاحليه، وأخرى على صدره، مع تدريبات توازن على أخشاب مرتفعة.

بدأ بالمشي البسيط ثم بالسقوط الآمن، وبعدها تدريبات على القتال اليدوي الأساسي.

في كل خطوة، كان يشعر بالألم، بحرارة في عضلاته، برجفة في قدميه الصغيرة.

"لم أتخيل أن تكون تدريبات الأطفال بهذه الصعوبة"

لكن شيئًا ما داخله كان ينبض:

"رغم التعب هناك شيء ممتع في الشعور بالتطور"

في نهاية اليوم، جلس قينتوكي متعبًا، يتأمل سقف القاعة.

اقترب تاكرو منه وقال:

ــ “كيف تشعر بعد يومك الأول؟”

نظر إليه قينتوكي وقال بصوت منخفض:

ــ “متعب… لكن أشعر أنني أقرب لشيءٍ ما.”

تاكرو ابتسم، ثم نهض:

ــ “هذا جيد. القرب الحقيقي يبدأ من الداخل.”

هكذا مضت أولى خطوات قينتوكي في طريق الجوجوتسو، لا بالسيف، ولا بالعين، بل بالركبة التي تسقط، والذراع التي ترتجف، والرغبة الصامتة في أن يصبح أفضل

2025/06/04 · 72 مشاهدة · 543 كلمة
نادي الروايات - 2025