الفصل السادس – “خُطى تحت الظلال”
مرّ الزمن بهدوء قاتل، وبثقل لا يشعر به إلا من عاشه بتكرار.
بلغ غوجو قينتوكي عامه الرابع، وما زال يحمل داخله وعي شابٍ فقد كل شيء في عالم آخر.
تحت وطأة التدريبات اليومية، بدأ جسده الصغير يتشكّل تدريجيًا ليكون أداة قادرة على النجاة….
⸻
في احد ساحات التدريب
أصبح المكان مألوفا : الرائحة المعدنية ضوء الشمس المتقطع صوت الأحجار تحت قدميه وحتى صيحات مدربه غوجو تاكرو.
ــ “أنت لا تزال بطيئًا! لا تتوقف عن التوازن حتى تنساه!”
ــ “اجعل ساقيك تعرفان كيف تتحركان حتى وإن كنت نائمًا!”
كان التدريب جسديًا بامتياز، باستخدام أوزان معدنية، وأسطح غير مستقرة للمشي، وسقوط متكرر من ارتفاعات منخفضة لتعلّم ردود الفعل.
"التكرار يقتل الملل أو هكذا كنت أعتقد."
"لكن التطور البسيط يشعل في داخلي شيئاً لذيذاً الشعور بأنني أصبح أقوى"
تاكرو لم يكن قاسيًا فحسب. بل دقيقًا.
ورغم أن قينتوكي لم يكن يُظهر إعجابًا مباشرًا به، لكنه كان يعلم أن ذلك الرجل، الذي لا يستطيع تجاوز “ذروة الرتبة شبه الأولى”، يمتلك خبرة عظيمة في القتال، وصبرًا نادرًا.
"لا يمتلك موهبة لكنه يملك شيئاً آخر وضوح في الحدود ."
"وربما هذا ما أحتاجه حالياً."
⸻
في الأسبوع الأول من التدريب الجديد، واجه قينتوكي أول لعنة من الدرجة الرابعة.
كانت أشبه بكومة متعرجة من اللحم الأسود، تصدر صوتًا أشبه بالنحيب، وتتحرك بتخبّط.
تردد قليلا في البداية لكن جسده تحرك كما تدرب. ضربة سريعة التفاف تفادي وركلة في الجذع تبخرت اللعنة بعد عدة دقائق من القتال المحتدم.
-"لا تقاتل بعينيك فقط."قال تاكرو بصرامة.
-"دع طاقتك تدلك, استشعر الكراهية اللعنات لا تختبئ من المشاعر."
"سخيف و لكنه حقيقي."
بعد أسابيع من التقدم، واجه لعنة أقوى بقليل، وصفها المدرب بأنها “شبه ثالثة”.
كانت ذات بنية عظمية حادة، ورائحة نفاذة تثير الغثيان.
أصابته في الكتف أولًا، لكنه ثبّت نفسه، واستغلّ لحظة اختلال توازنها ليركل ركبتها ويطلق دفقة مركّزة من طاقته الملعونة.
اختفت، لكنه بقي ينظر إلى البقعة التي كانت فيها.
"هذه ليست مجرد كائنات قبيحة هذه كراهية مجسدة."
"وكلما قاتلتها فهمت أكثر ان تعيش هنا ."
⸻
جلس قينتوكي وحده، ينظر إلى السماء.
جسده يشعر بالألم لكن ذهنه مشغول بما بعد.
"أنا أتحسن ببطء نعم ولاكن لايزال لدي وقت حتى الأحداث الرئيسية."
"لا أريد ان أكون شخصية جانبية تموت خلال مذبحة ريومن سوكونا ."
"لذلك سأتابع ."