الفصل الثامن – “إرشادات أولى”
لم تمضِ ثوانٍ على اختفاء الواجهة الحمراء حتى عادت مجددًا، وكأنها تذكرت شيئًا مهمًا جدًا في اللحظة الأخيرة.
[ جارٍ تحديث خطة التدريب بناءً على المعطيات الحالية… ]
[ تحليل العمر، التكوين الجسدي، ومستوى التقنية الملعونة قيد التثبيت… ]
[ تم إنشاء برنامج مخصص. ]
قينتوكي نظر إلى السماء، ثم إلى النافذة التي ظهرت أمامه، وتمتم:
ــ “حسناً… يبدو أنني عالق معك.”
[ الجملة الدقيقة هي: “محظوظ بالحصول على دعم شامل من نظام ذكي”. ]
ــ “سأحتفظ بجملتي، شكرًا.”
[ ملاحظة أولى: يُمنع استخدام تقنية الجاذبية حالياً. ]
[ السبب: النقش العصبي غير مكتمل. إجبار التقنية في هذه المرحلة قد يؤدي إلى خلل دائم في مسارات الطاقة. ]
قينتوكي جلس على الأرض، وأسند ذراعيه إلى ركبتيه:
ــ “أملك قوة لا أستطيع لمسها… تماماً مثل قطعة حلوى خلف زجاج المتجر.”
[ على الأقل الزجاج لا ينفجر في وجهك. ]
[ ملاحظة ثانية: الجسد في مرحلة نمو. الضغط الزائد قد يؤدي إلى إعاقة النمو الجسدي والطاقي. ]
أطلق تنهيدة خفيفة:
ــ “نعم نعم… جسدي لا يزال صغيراً. لكن عندما أُجبر على الجري عشرة أدوار حول الساحة، أنسى هذا تمامًا.”
ظهرت أمامه واجهة جديدة، بأربعة أهداف واضحة:
[ الأهداف الحالية: ]
1. تحسين التوازن الجسدي في الحركة والسكون.
2. تسريع ردات الفعل تحت الضغط.
3. رفع دقة التحكم بالطاقة الملعونة.
4. تطوير التركيز الذهني دون إرهاق.
[ ملاحظة: الأعين الستة تساهم في تسريع التطور… لكنها لا تعني أنك أصبحت عبقريًا بعد. ]
قينتوكي نهض ببطء، وبدأ بتحريك طاقته عبر يده. خيوط من الطاقة الملعونة ظهرت، تمايلت بخفة لكنها لم تستقر.
ــ “هذا يشبه محاولة التقاط دخان… بملعقة.”
بدأ يتحرك ببطء، دون استخدام الأوزان، يركّز على كل خطوة، كل توازن، كل نقطة ارتكاز. تمرين بسيط، ممل، لكنه مهم.
ــ “تدريب مثل هذا لا يُشعرك بأنك تزداد قوة… لكنه الأساس، أليس كذلك؟”
[ التدريب الحقيقي ليس دائمًا مثيرًا. أغلبه تكرار… وصبر. تمامًا كغسل الصحون. ]
قينتوكي رفع حاجبه:
ــ “هل تقرأ أفكاري؟ كنت سأقول الجملة نفسها.”
[ مستواك في السخرية ما يزال تحت التطوير… تمامًا كتحكمك في الطاقة. ]
ابتسم البطل ابتسامة صغيرة، ثم ركز مجددًا. تحرّك مرة أخرى، ببطء، بانضباط، مستعيدًا توازنه بعد كل حركة.
ــ “إذا كان الطريق إلى القمة يبدأ من هنا… فلا بأس.”
ثم أردف، وهو يضبط وقفته من جديد:
ــ “لكن لا تتوقعوا مني أن أصفّق فرحاً وأنا أتعثر كل خمس دقائق.”
[ سنصفق نحن بالنيابة عنك… عندما تتوقف عن السقوط. ]
في لحظة صمت قصيرة، ظهرت ابتسامة على وجه قينتوكي، لكنها لم تكن من أجل السخرية… بل بسبب شيء بسيط:
الإحساس بأنه، ولو ببطء، يتحرّك إلى الأمام