17 - نَايْتْ وُوتْشْ / night watch


فيه خريطة بالأسفل !!

--------------------------------------------------------------------------


" ألم تسمعني جيدا , لقد أخبرتك إنني إبنة الملك وأخته " بدت نبرة إليزابيث توحي أنها لا تستحمل متابعة الكلام مع جان

" نعم لقد سمعتك , لما تعيدين إخباري ؟ " لم يهتم جان بأمر إليزابيث بقدر ما يهمه ما تريد أن تفعل في ضل هذا الوضع المجنون المقبل على الحرب

" تسك ممل ... لايهم ... حسنا أريد منك التعوان معي في استدراج أحد أبناء الملك لمكان بعيد عن الحراس خلال حفل زفاف إبنته ... بجزيرة لاماسيا , وبالنسبة للآن أريد منك إيجاد طريقة لكسب صداقة أحد الأبناء حتى تستطيع استدراجه لاحقا .. " حمل وجهها تعبير جاد وكأن كل حياتها معتمدة على ما سيفعل جان الذي لا يزال يكتسي وجهه علامات غير مبالاة

" همم لكن لما عليك فعل ذلك ؟ بالنظر إلى حالتك فلا يبدو أن الملك أو أحد أبناءه قد قام بإيذاءك سابقا " تابع جان مع نبرته المستفزة لإليزابيث والغير مباليية بينما يتحقق بنظراته من جسدها من الأعلى إلى الأسفل

عضت إليزابيث شفتها السفلى وأومأت برأسها إيجابا ثم التفتت نحو العرش مخفيتا وجهها عن جان : " إنك لا تفهم شيئا , سأحرص على أن أشاهدهم يقاسون بقدر ماقاسيت وبعدها بإمكاني أن أخلصهم من ألمهم بنفسي بصفتي إبنتهم"

" لحضه ماالذي تقصدينه بأنك قاسيتي ؟ " رفع جان حاجبيه ولكن لم يغير من ملامحه الباردة

" .. لا أعلم ماحدث قبل ولادتي , لكن أعلم كيف أن الملك كلف أحد قادة ' نَايْتْ وُوتْشْ ' للجدار الشمالي بأخدي وقتلي بمكان خارج العاصمة وأنا لازلت رضيعة ... همف.. لكن من حسن حظي أن الرجل الذي كُلِّفَ بذلك , امتلك حِس من الرحمة والشفقة نحوي ليتراجع في آخر الثواني وينقد حياتي , لكن في المقابل أخدني لعائلة همجية وراء الجدار الجليدي "

"جدار ؟ ' نايت ووتش ' ؟ " هذه المرة حقا مالت ملامح جان وتساءل عن ما تتحدث عنه هذه المرأة

" لا بأس من الطبيعي أنك لاتعرف شيئا عن ذلك , فهو سر الإمبراطورية على مواطينيها وعلى العالم كذلك , هل تملك أي خريطة معك الآن ؟ "


اعتلى وجه جان علامات الإستغراب وأخرج خريطة ليريها لإليزابيث : " نعم ... إنها هنا "

مسكت إليزابيث الخريطة ومزقتها أمامه مباشرة مع تعبير مليئ بالسخرية


عبس جان وتألم بصمت لأن الخريطة مكلفة في هذا العالم :" لماذا .. قمت بذلك ؟ "

" هاها لاداعي للقلق في نهاية المطاف فهي مجرد خريطة مزيفة , والآن سوف أريك الخريطة الحقيقية لإمبراطورية الشمال " أخرجت إليزابيث الخريطة ولوحت بها نحو جان

أمسكها جان مع بعض من التوتر و ضل ينظر نحو عيون إليزابيث التي كانت تقطر بالإزدراء نحوه

" أسرع بفتحها ... إنها خريطة من 'نايت ووتش' الذين يحرسون الجدار الجليدي " ضلت تشير نحو الخريطة بنبرة ساخرة

فتح جان الخريطة ولم تمر سوى ثواني ليكتسي ملامح الذهول والصدمة على وجهه مما رآه

" هذه الخريطة يستحيل أن تكون حقيقية ؟ "


" لقد أخبرتك سابقا بأن هذه الخريطة من حراس ' نايت ووتش' ويعني ذلك أنها حقيقية " تابعت إليزابيث التأكيد بأن الخريطة حقيقية


" ولكن لماذا لم يستطع أحد من المواطنين كشف الخريطة المزيفة وملاحضة هذه المنطقة الضخمة ؟ " كان جان لا يزال في حالة ذهول

" حسنا كل ذلك بسبب تلك المنطقة الحمراء , يمكن رؤية منطقة حمراء بالخريطة صحيح ؟ "

" نعم إنها متواجدة على ساحل مقاطعة ' آل ستارك ' " لاحض جان بالفعل المنطقة الحمراء بالخريطة وضل يخمن بالفعل ما قد تكون

" فكما ترى تلك المنطقة عبارة عن ممر جليدي و التي بفضلها يمر نايت ووتش نحو السور الجليدى الممثل بالخط الأزرق , ولكن مايعيب تلك المنطقة أنه لايمكنك المرور منها إلا خلال فصلي الخريف والشتاء بسبب كون هذه الفصول باردة جدا وتعرف تساقط الثلج وتكَوٌُن الجليد وبالتالي استمرار تلك المنطقة الحمراء كنقطة وصل بين الإمبراطورية والجدار , بينما فصلي الربيع والصيف ينصهر الجليد في تلك المنطقة وتغمرها المياه ليختفي الطريق أو الجسر نحو الجدار وكأنها لم تكن متواجدة يوما , لاأعرف إن كنت تعلم بشأن حضر التجول حول تلك المنطقة في مقاطعة ' آل ستارك' في النصف الثاني من السنة لكنهم يقومون بذلك بسبب تلك المنطقة الحمراء على الخريطة تحديدا , بالتأكيد حتى لايكتشف المواطنون أمر القارة الصغيرة "

بلع جان وهو ينظر بعيون متوترة نحو المنطقة الحمراء وتفوه بنبرة خافتة وحذرة :" ماالذي يحرسه نايت ووتش هناك ؟ "

" إنهم مسؤولون عن حضر الهمجيين من التسلل عبر الجدار والدخول إلى الإمبراطورية " تفوهت بدهن مشتت وكأنها تتذكر شيئا ما

حاول جان السيطرة على ملامحه وتابع بنبرة جدية بينما يشير نحو القارة الصغيرة : " من المستحيل أن يتركو تلك البقعة فارغة فقط بسبب بعض الهمجيين , مالذي يوجد هناك حقا إليزابيث ؟ "

تنهدت إليزابيث بشكل عميق بينما ضلت ترمق جان بنظرة غير واثقة لكن رغم ذلك تابعت الحديث : " كل ما أعلمه ... أن جميع القبائل الهمجية هي مجرد تحالف عائلات بسيطة تعتمد على تعزيز المانا للصيد من أجل قوت عيشها والتي تكاد تصل أعدادهم إلى 800 ألف فرد وكلهم يعيشون بجانب السور متجنبين التوغل داخل القارة المجهولة , لقد حذرني بشأنها والدي أيضا , كما منعني من الخروج في الليل طوال سنوات حياتي هناك , و كنا نمكث بمنزلنا خلال فصل الشتاء ليلا ونهارا لكن ليس خوفا من البرد القارس بل خوفا مما سيجلبه الضلام ... حتى أنا لا أعلم بشأن مايخيف الهمج و 'النايت ووتش , لقد كان لدي فضول بشأن القارة الجديدة والسور الجليدي العضيم , لكن لم أجد الإجابات التي أريد لأنني لم أملك الجرأة الكافية للذهاب بمفردي عميقا نحو داخل القارة "

ربت جان على رأسه بعد سماعه قصة الهمج واكتسى وجهه علامات التفكير والتوتر " هل من الممكن أن والدي على علم بشأن هذا ؟... تسك "

حول نظره مجددا نحو إليزابيث : " لقد أخبرتني أن الهمج لايستطيعون المرور عبر السور , إذن كيف قمتي بذلك ؟ "

" نعم من المستحيل القيام بذلك , إنه جدار جليدي عملاق , حتى بالنسبة للوحوش أكثر رعبا في العالم ستكتفي بالمشاهدة بدل محاولة تسلقه أو نبشه , لا أستطيع الجزم إذا كان ذلك بفضل الحض أو بفضل القدر لكني تجاوزت الجدار بعد أن قابلت شخصا كان على شفير الموت بسبب جروحه الخطيرة , وقد صادف أنه كان جزءا من بعثة استكشافية من الإمبراطورية نحو وراء الجدار لذلك أخدته إلى منزل والدي حتى نستطيع إنقاده , ولكن كنت محضوضة بما فيه الكفاية لأنه كان الشخص الذي أنقدني عندما كنت رضيعة , وبعد أن استطاع معرفتي عبر الندبة على يدي , روى لي قصتي وقصة محاولة الملك لاغتياله حتى يتستر عن ولادتي بشكل تام , وبعد أن تم علاجه أخدني بجانبه وساعدني في التسلل عن أنظار النايت ووتش في السور "

" حقا ! إذن هذا ما يفسر لحاقك بإبناء الملك ... إذن هل أخبرك عن سبب جروحه أو ما يوجد بوراء الجدار ؟ "

" لا ... لقد أخبرنا أنه فقد ذاكرته على نحو غريب وأقصد بذلك أنه لم يستطع تذكر ما رآه أو تذكر المسؤول عن إصاباته "

كمش جان الخريطة بينما توهجت عينيه الزرقاوتين بنور خافت :" حقا ؟ ولكن الآن هل علي أن أتفائل أو أتشائم بشأن هذه الخريطة ؟ "


الخريطة الجديدة



2020/11/18 · 618 مشاهدة · 1134 كلمة
Hicham-Aous
نادي الروايات - 2024