"أمي ...أقصد رايتشل تبدو حقا قوية مقارنة بسنها , وبالنسبة لعلامات الإستفهام التي تخص بمهاراتها , لا أعلم مايقصده النظام بالتحديد , ولكن إذا كان تخميني صحيح بأن النظام يشبه تكنولوجيا الألعاب من عالمي , فقد تعني علامات الإستفهام أن مستواها أقوى حتى من أستطيع رؤيته ؟؟ "


"لا أعلم ولا أستطيع الجزم بما أستنتجه , رغم أني لا زلت لا أستطيع تقبل واقع السحر بالعالم ولكن لايبدو على النظام أنه كاذب ... وإذ كان ذلك يعني شيئا فسيكون مدى جهلي بهدا العالم ... كما أظن أنه علي التحرك سريعا لفهم ما يجري هنا .. "


تساءل فجأة عن إذا كان يملك أب ؟ :" أين هذا الأب ؟ " ليظهر فجأة من العدم رجل يبتسم بجانب أمه والذي كان طويل القامة مقارنة مع رايتشل , فيما كان يملك هو الآخر ملامح وسيمة وذلك راجع لشعره الفضي الجميل و عيونه الصفراء الفاتنة , مع هالة فريدة من النّبل والوقار , لكن أكثر ما أثار استغراب جان هي ملابسه الرتيبة من الحرير والكتان مع ألوان فاقعة مماثلة لملابس النبلاء الأوروبيين من القرون الوسطى بعالمه السابق , قد يكون أول انطباع لك عنه هو رجل قوي وسيم ذو سلطة ونفود .


" يبدو قويا أيفترض أن يكون الأب ؟ ... النظام مستوى هذا الرجل؟ "

دينغ


الحالة


" أرون كيزر (26سنة) "


المستوى : ؟؟؟


القوة : 90 الرشاقة : 85 الذكاء : 16


السحر :200 المانا : 3400 الحظ : 2


المهارات : ؟؟؟ -؟؟؟-؟؟؟ ..


أسلحة: سيف نيزكي ( val 14 ) - درع لاكتون (val 4) - خاتم التخزين (val 2).


" إنه أقوى حتى من والدتي ... ولكن بما أن النظام أضهر مستواه لابد أنه أحد أقربائي ؟؟"

قاطع الرجل تفكير جان بينما كانت ملامحه السخرية نوعا ما نحو راشيل وتابع بنبرة ساخرة وفخورة : " اوووه ابني حقا وسيم ... ولكن رايتشل ألا يشبهني أكثر من اللازم ؟"


ابتسمت الأم أيضا ولكن ملامحها كانت تبوح بالغيرة من كلماته :" ههههه حسنا إنه حقا يشبهك ولكنه يملك أعين والدته , أليس كذلك ليو ؟؟ "


فتح الأب عينيه وكذلك جان في صدمة : " ماذا ؟ لقد قمتي بإختيار الإسم سلفا ؟؟"


حوّلت رايتشل نظرها لزوجها وكأنها تتهكم على اعتراضه لينظر الأب بعيدا محرجا من مواجهة عيون زوجته...

" ها ها ليو كيزر إنه ... إنه إسم جميل ... ها ها زوجتي بارعة في اختيار الأسماء ... ها ها أسمعت ذلك ليو ؟ ..."


ضحكت رايتشل من ردة فعل زوجها بينما حملت جان لصدر زوجها : " أمسك به قليلا , دعني أجلب لك معطفك لقد تذكرت أنك كنت على وشك الخروج لل..."


قاطعها أرون مع ابتسامة رفيعة وهو ينظر لجان ثم حول نظرته مجددا لزوجته: " لاداعي لذلك ... لقد طلبت ذلك من الخادمة بالفعل ".


تجاهلت رايتشل كلمات زوجها وخرجت من الغرفة مسرعة , ليحول الزوج نظره نحو ابنه مستسلما ثم تنهد بابتسامة مشرقة : " أيها الصغير إن أمك مرعبه بحق , لكنها حبها لك أكثر رعبا . "

" صدقني , سوف تتأكد من كلامي عندما تكبر "

" لكن لتكن على علم أيها الشقي الصغير !! لقد أصبحت بمثابة منافس أكثر من كونك إبني ... لقد سرقت وقت والدتك الثمين مني "

ظل أرون يداعب جان ثم همس فجأة بصوت خافت :" ... ولكن ليو لأكون صريحا أريد الإستمتاع بوقتي مع الماما في الليل قدم لي خدمة ولاتبكي أرجوك ..."


أعاد أرون ابنه إلى سريره الصغير مع تعبير راض وسعيد فيما كان جان مصدوما من سرعة الأحداث التي تمر أمامه لكن سخر من نفسه في النهاية وتنهد بداخله :" هذا الوغد ألا يرى إنه يتكلم مع طفل رضيع ألا يجب عليه .... "

قوطع مسار أفكار جان بركلة من راتشل نحو خصيتي زوجها ...

" أيها المنحرف عن ماذا تتكلم أمام طفلنا ؟ "

سقط الأب طريحا على الأرضية يتلوى من الألم " ااه ... رايتشل لماذا هناك ؟ اااه ... أتنوين خصيي ؟؟ "

" كف عن التظاهر ... اِنهض بسرعه لقد جلبت معطفك " رمقته بنظرات استصغار ثم أبعدت عينيها عن النظر إليه

نهض الزوج مستسلما واضعا معطفه ثم حوّل نظره لزوجته بترقب

" ماذا ؟" .

" ألا أستحق قبلة صغيرة قبل أن أذهب ؟ " الزوج تحدث بعيون مليئة بالترقب كالطفل الصغير

"... كم عمرك يا أرون ؟ " تنهدت راتشيل واضعة يدها على رأسها بينما الزوج كان لايزال ينتظر تلبية طلبه مثل الكلب الذي ينتظر العضمة من مالكه

" حسنا .. حسنا "

اِستسلمت راتشيل لطلب زوجها لتقبله بسرعه وتتركه لكن قبل أن يغادر حوّل نظره لإبنه مجددا وغمز له : " أيها الصغير لاتنسى ما أخبرتك ... عن الليلة "

تنهدت رايتشل بابتسامة تقطر بالإزدراء : " فقط اذهب ولاتتأخر عن مهامك "

كل مااستطاع جان فعله هو الضحك في نفسه على هذا الثنائي , لكن بأعماق قلبه كان فقط يتطلع متى يستطيع المشي ويكتشف هذه العائلة وهذا العالم الغريب الذي ذكره النظام كَوْنَه يعتمد على السحر..

تذكر جان شيئا ما وتطلع نحو النظام : " أيها النظام , لقد أضفت نقاطا لإحصائياتي , أليس هذا يعني أني أقوى مقارنة بالأطفال , ألا أستطيع المضي بالمشي من اليوم ؟ .

دينغ


" لايستطيع المضيف الإستفاذة من الإحصائيات حاليا"


دينغ


" لايستطيع المضيف استعمال أي من المهارات "


دينغ


" لايستطيع المضيف استخدام أي من الأسلحة "


دينغ


" النظام يحمي جسد المضيف لأنه في مرحلة النمو أي ضغط من المهارات أو الإحصائيات سوف تسبب في تشوه خلقي حاد للمضيف أو الموت "


كل ما استطاع جان فعله هو العبوس من الكلمات المتشائمة للنظام


"النظام ألا أستطيع معرفة العمر الذي سيسمح لي فيه باستخدام احصائياتي ؟ "

دينغ


" سيتم إدراج الإحصائيات والمهارات بعد أن يصبح للمضيف القدرة الجسدية على الركض بسرعة 10km/h والقفز لعلو 50 cm "


استرخى جان قليلا بعد سماع الإجابة , فبالنسبة له فقط مسألة وقت ليستطيع المشي ثم الركض والقفز , ولقد خمن سلفا سبب وضع هذه الشروط بعد ذكر حماية جسد المضيف, نظرا لأن جسد الطفل لايستطيع المشي إلا بعد أن تستطيع عضلاته تحمل كتلة الجسم ثم تتناسق مع الباحة الحركية للدماغ بشكل تام .

" سأستطيع استغلال النظام على الأقل بعد 5 سنوات ولابد لي في هذه المدة دراسة العالم الخارجي وكيف يعمل السحر أيضا .."

أغمض جان عينيه بيتما كان من الواضح أن تفكير الشخص البالغ لايناسب دماغ طفل صغير , ليدخل في نوم عميق بحضور أمه التي تراقبه بتعبير مليئ بالحب والدفئ ....

" ليو "

" ليو "

" ليو "

تحت سماء حمراء تنفث رائحة الدماء الكريهة , كان المشهد جحيميا جدا , لا طير يطير ولا ودابة تسير , لكن بمكان مرتفع بعيد , تواجد رجل طويل ذو شعر فضي طويل وعيون زرقاء مظلمة تكتسيها الحزن و التعب الشديد , حاملا لسيفين في كلا يديه في حين يقاوم السقوط ... يَنْظر نحو الأعلى ثم ينظر نحو الأسفل لكن أينما وجّه نظره لايسعه رؤية سوى جبال من الجثث البشرية المتناثرة وأراضي حمراء قاحلة ..

حوَّل الرجل نظره نحو قدميه ليجد زوجين ممسكين بيدي بعضهما لكن مذبوحان بطريقة بشعة , سبّب هذا المشهد المروع إلى ارتجاف الرجل بمكانه في صدمة بينما يهمس بصوت خافت بالكاد يمكن سماعه وهو ينظر نحو الزوجين ..

" رايتشل ... ؟ "

" أرون ... ؟ "

" من ... ؟ "

" أمي "

" ليو "

" ليو "

فتح ليو عينيه تحت ظل شجرة تفاح وسط حديقة خلابة خلف القصر , ليجد نفسه بجانب أمه ووجهها قريب من وجهه ,


تحولت بسرعه وجنتي جان للأحمر كالطماطم الناضجة بفصل الخريف ثم قفز مبتعدا :" أمي .....لما أنت هنا ؟ "

" همم لقد كنت نائما للتو لكن كنت تناديني خلال حلمك لذلك أيقضتك " تحدثت رايتشل بتعبير عابس لكن حتى في عبوسها ظلت جميلة .. لا بل في غاية الجمال .

" اه حقا ... أنا لا أتذكر حقا متى قمت بذلك ؟ لكن قد يكون حلما لذلك لا تهتمي و ... "

استمر جان بالحديث كالأبله ويبتعد خطوة بخطوة لكن قبل أن ينهي كلامه أمسكته رايتشل ووضعت يديها الناعمتين على خدوده وبدت كأنها سوف تذرف الدموع في أي لحضة وبدأت في التحدث بصعوبة : " ليو ... لماذا تتجنبني ياصغيري ؟ ... أقمت بأي شيئ خاطئ اتجاهك ؟ "

"... أعدك أني لن أقوم بشيئ يزعجك فقط أخبرني مالذي يجعلك تتجنب والدتك ؟ " بدأت رايتشل بالفعل بالبكاء حيث لم تستطع كبح مشاعرها الواهنة في صدرها

" صدقني ليو ... إنه من المؤلم أن أراك بعيدا عني ليو الصغير ؟ أشعر وكأنك تخفي شيئ بقلبك وتتحمله بمفردك و يجعلك تتجنبي باستمرار ... حتى أني حاولت إعطاءك مساحة لكن أجد نفسي فقط أبتعد عنك أكثر فأكثر ... ليس وحدي بل أباك أيضا و كل أفراد قصر الكيزر "

" أرجوك لا تلومني على إزعاجك أنا فقط ... أريد أن أكون دائما بجانبك ليو الصغير , ألا تريد أن تظل دائما بجانبي ؟ "

جان الذي كان ينظر للأسفل بوجه يحمل ملامح معقدة غير قادر على النظر مباشرة نحو عيون والدته , لقد كانت مجرد ثواني بالنسبة للعالم لكن ساعات طويلة بالنسبة لجان الذي يبدو مرتابا ومترددا داخل ظلام ذهنه وهو ينظر نحو يديه " هذا ... أنا فقط لاأستطيع التعود على ذلك "

"لقد مرت خمس سنوات سريعا بجانب والدتي , لقد غيرت الكثير بالنسبة لي , إنها تشعرك بالأمن والسلام , لكن مهما عشت من سنوات معها أجد نفسي عالقا بذكريات حياتي السابقة ... أنا حقا لم أعد أريد أن أكون سببا في حزن هذه المرأة , إنها مخلوق لطيف جدا ورقيق القلب ... لكنها في نفس الوقت غير مؤهلة لمواجهة الحياة , إنها فقط هشة وسريعة البكاء "

" و مع ذلك فقد جلَبت نشوة غريبة لحياتي خلال هذه الفترة الصغيرة , لقد أخبرتني مرات عديدة أنها لا تريد أن تفارقني ولن تدع شيئا يفرقها عني سوى الموت , بل أخبرتني أنها تفضل الموت على أن تراني أتأذى , كل مره أكون فيها طريح الفراش تظل جالسة بجانبي بدون طعام ولا نوم .. في كل مره ... وكل مره ... "

" كل مرة ... أشعر بأشياء جديدة عني والتي مهما خُيِّل أنه سيحدث في حياتي السابقة كنت متأكدا أني سأكون منيعا في مواجهة هذه المشاعر , لكني اليوم أنا حقا أشعر بالذنب وأشعر بالإحترام والتقدير لرايتشل "

" حتى سفك دماء الملايين من الأرواح البريئة من حياتي السابقة لم يحرك شيئا بداخلي لكني اليوم أمام هذه المرأة أشعر وكأني أفقد نفسي ... ونفسي تتوق إلى فعل ذلك.. "

جاء فجأة صوت من العدم داخل عقل جان يتحدث بصوت مرح وطفولي

" أنا مؤمن بأن أمي ستجلب لك المزيد من السلام الذي كنت تبحث عنه , لذلك لابأس في أن تعطي لحياتك فرصة جديدة بجانبها ... كما أنك تدرك ذلك بالفعل "

تفاجأ جان غير مدرك لِما يحدث , فيما يبحث عن مصدر الصوت داخل عقله

" من أنت ؟ "

ظهر ضل من العدم ذو شعر فضي مع عيون زرقاء كبيرة بابتسامة ودودة ووجه بشوش كان ذلك نفس شكل ليو الصغير بعمر الخمس سنوات

" هاها أظن بأنه لا بأس بالإجابة على سؤالك ... حسنا كما يبدو ... أنا أنت وأنت أنا ... أليس ذلك واضحا ؟ " ضحك ليو الظل ضحكة مكتومة واضعا أحد يديه على فمه واُليَد الأخرى تشير لنفسه ولجان , كما كانت طريقة كلامه وإبراز مشاعره الودودة مخالفة تماما عن طريقة كلام وملامح جان في جسد ليو .

جان الذي كان مصدوما لوهلة استعاد ملامحه الباردة مجددا وسخر بازدراء في نفسه بسبب أنه أصبح يتحدث مع صورة متخيلة من دماغه وتحدث بنبره بائسة :" وما أدراك أنت بي أو برايتشل ؟ "

" اوه حقا ؟ .. قبل كل شيئ سوف أكون ممتنا لك إذا تجنبت ذكر إسمها وناديتها بأمي " ظهرت تفاحة بين يدي ليو وتحدث بابتسامة عريضة جعلت منه كالأمير الوسيم للقصص المصورة

"... " جان ضل صامتا

"حسنا حسنا بالنسبة لسؤالك "

" صدقني إنك لاتجيد اختيار الأسئلة بحق "

" ... "

" إنك بارد جدا همف .. ولكي نعود لسؤالك حسنا لأكون سريعا , لن أكذب في كونك شخص تافه و كاذب وأيضا أنك ... " توقف ليو عن الكلام مع ابتسامة ودودة وهو ينظر لجان الذي أصبح وجهه شاحب

" همم أمِنَ الجيد بالنسبة لك أن أكمل حديثي ؟ "

" فقط تابع هراءك ... " تحدث جان دون النظر إلى ليو الظل

" هاهاها ها ها ها... احا ها ..."

" ِ.. لابأس فأنا أدرك أن أمي كنز ثمين بالنسبة لك ولكن أكثر مايثير استغرابي هو أنك لا تريد الإعتراف بذلك ليو ؟؟ " تابع ليو بنبرة ودودة تحمل بعض السخرية

" أيجب أن أخبرك بماذا تشعر اتجاهها أيضا ؟ كيف أنك خائف من أن تؤذيها ... "

" أو ... كيف ستكون مستعدا للقتل بدم بارد إذا تسبب شخصا ما في أذيتها ؟

" أو كيف تنوي قتلي بعد أن ناديتها أمي ؟ "

"أليس كذلك ليو ؟ " كان وجه جان متهجم من كلام ليو الذي كان ينوي متابعة التهكم ...


لكن فجأة ظهر صوت آخر بالغ وخشن من العدم قاطَع كلمات ليو الصغير


" و لماذا سأهتم بشأن زوج سخيف ينظر للحياة كرواية مستهلكة للأبطال منتظرين نهاية سعيدة ؟؟"

ظهر شكل جان من حياته السابقة من العدم بوجه بارد وعيون مظلمة لاتستطيع الرؤية من خلالها أو كشف شعورها ...






--------------------------------------------------------------------------


2020/11/30 · 997 مشاهدة · 2096 كلمة
Hicham-Aous
نادي الروايات - 2024