أخد أرون شمعة متواجدة بالطاولة وأحرق الرسالة تحت أنظار الجميع الذين بدأت أجسادهم في الإرتجاف بينما بدى من الواضح أن عيونهم سرحت في تخيل مستقبل الحرب منذ هذه اللحضة



" لقد سمعتم كلمات ملك الجن , لقد تحققنا بالفعل من موت الكاردنال والنبوؤة والتي تم المصادقة على صحتها من طرف الجواسيس , وإذا كان ذلك يعني شيئا فسيكون استهدافنا من طرف جميع إمبراطوريات العالم في المستقبل القريب " رغم تأثر الجميع بالأخبار وانتشار الخوف في محيط القاعة بين أفراد العائلة , ضل أرون ثابت في مكانه مع صدر مرتفع دون خوف أو توتر فيما استمر في شرح حالة الإمبراطورية رغم كل الضغوط التي يملكها كونه رب العائلة

" لاأستطيع استنتاج أي نوايا خفية حاليا من اتخادنا كعدو من طرف الجن ولكن إذا كانت هناك أي نوايا حقا فستكون على المدى البعيد عبر توحيد العالم تحت علم الجن والتضحية بنا , لذلك حتى لو حاولنا الدفاع عن أنفسنا ديبلوماسيا سيظل موت الكادنال وظهور النبوؤة مثل الشوكة داخل حلقنا , لذلك أريد إبلاغكم بآخر أوامر المبراطور لوريس "


تنهد أرون بعد أن توقف للحضات ليستجمع أنفاسه بينما عم الهدوء في القاعة مترقبين سماع أوامر الملك : " نحن سوف ندخل في حرب حتى الموت ضد العالم "

" ونظرا أنه سيكون مدة تجهيز جيش التحالف بطيئا والتي قدرها القادة بالفعل بنحو 3 شهور , فسوف نتحرك بشكل أسرع بعد أن يتم تجنيد كل مواطنينا الذي لهم القدرة على القتال , كما يؤسفني إخباركم أنها ستشمل النساء غير المتزوجات والأطفال من سن 10 ,وأقصد هنا الجميع من عائلة الإمبراطور إلى آخر متسول داخل حدود أراضينا "

نظر أرون نحو إبنه بشكل عميق , لكن لم يستطع جان أن يرى من خلالها في حال إذا كانت تحمل الخوف أو الغضب اتجاهه ليحولهم أرون بعيدا مجددا متنهدا : " الوقت سيكون عامل مهم للنجاح من أجل صد العدو "

فجأة وضع أرون يده على يمين صدره وتحدث بنبرة حادة كقادة الجيش : " والآن بإسم الإمبراطور سوف يتم تجنيد عائلة كييزا والأشخاص المعنيون بالأمر هم كالتالي ... "

" أرون كييزا "

" مارلو كييزا "

" دونور كييزا "

" دوغلاس كييزا "

" ميريا كييزا "

" إلونيا كييزا "

" وكل خدم قصر كييزا من اليوم أنتم جنود كتيبة الجيش الأحمر تحت قيادتي "

" كل من سيتبقى بالقصر هم زوجتي وطفلي وزوجة وأطفال دونور وهذا يبدو سببا كافيا بالنسبة للعائلة لأخدها مقعد الخلافة مؤقتا , كما سوف تأتي كتيبة من الجيش الأحمر بعد قليل وسوف آخدها لتجنيد أهالي القرى , أما بالنسبة لكم فأقصى ماوفرته لكم هو أسبوع قبل الإلتحاق بنا , استغلوا وقتكم جيدا داخل القصر فنحن لانعلم إذا سيكون هذا لقاءنا الأخير "

" فلتبارككم الآلهت ولتأخدوا استراحتكم ... " عاد أرون لمقعده بينما تجلى على ملامحه بعض من التعب والإرهاق

لم يتحرك أي من الحضور وظلو جالسين وكأن الزمن توقف عندهم , ليتحرك الجد ويتكلم بهدوء :" نحن ممتنين من أجل الأسبوع , فلتباركك الألهة إبني "

فجأة وقفت إلونيا من بين الجميع تصرخ في وجه أرون بينما جسدها يرتجف من الخوف وكأنها سوف تسقط في أي لحضة بينما بدى على وجهها الوهن والعجز : " مستحيل ... إن هذا مستحيل كيف لنا أن نواجه العالم ؟ هذا جنون ... من الواضح أن هذا غباء , إنهم يستهدفونا بشكل واضح كيف لهذا الشيطان لم يتحرك منذ زمن ؟ ولما لاينتظروا منه الظهور ومواجهته دون إدخالنا في حرب لافائدة منها "

رد أرون بنظره بائسة ونبرة خافثة بعد رؤية حالة أخته : " كلنا طرحنا نفس أسئلتك أختي الصغيرة لكن كما أخبرتك أن ضمن تفسير النبوؤة , بعد أن تقع نجوم الثريا وسط السماء سيصبح الشيطان خالد ولن يستطيعو قتله لذلك يأملون بذبحه الآن بينما هو متخفي ... "

قاطعه دوغلاس فجأة لكن أخد يتحدث بهدوء مقارنة مع إيلونيا بينما ضل يخفي عيونه عن عائلته ناظرا نحو الأسفل خوفا من أن يرو من خلالها توتره وخوفه : " إن مقاومتنا اليائسة فقط ستؤخر إبادتنا , يمكنك التفكير بكونها مسألة وقت فقط لذبحنا " تنهد بشكل خفيف فيما وجهه تسلل منه علامات اليأس والتوتر وتابع " حتى في أحلك أيام حياتي لن أستطيع تخيل مثل هذا المستقبل الغريب لشعبنا "

حل الهدوء مجددا ولكن كان من الواضح أن أجسادهم ترتعش من الخوف باستثناء جان بينما كانت راشيل تقاوم ذرف الدموع لكن ليس خوفا على حياتها ولكن خوفا على عائلتها


قاطع الصمت صوت أقدام جان الذي تحرك نحو الباب ليخرج ويستجم بعض الهواء



" ليو لازلت أريد التحدث معك بمفردنا أتمنى منك البقاء لبعض الوقت لو سمحت " تحدث أرون بوجه بارد وجاد


أومأ جان وعاد لمقعده بينما تحرك الآخرون نحو الباب وأنظارهم مظلمة مليئة بالتعب واليأس والألم وكأنها لعجزة مترقبة الموت في أي لحظة , ليظل بالقاعة فقط راشيل وليو وأرون .


كسر أرون الصمت و أخد خريطة ما من جيبه ومشي نحو راشيل ممسكا بيديها بشدة بينما يحدق في عينيها مباشرة بعيون تحمل بعض الأمل كما غير نبرته لشخصه أرون زوجها اللطيف , وليس أرون الحازم رب عائلة الكيزر لأنه يعلم أن زوجته رقيقة القلب ولن تتحمل ملامح الحزن على وجهه : " إسمعيني جيدا وتذكري كل ما أقوله , إذا تم تذمير آخر جدار دفاع للإمبراطورية , لاتتردي في الرحيل عن القصر , إستعيني بهذه الخريطة وخدي معك كل من تبقى بالقصر , وبعد ذلك توجهي نحو البحر الشمالي عبر الغابة , وهناك سوف تجدين قارب ملاحة لشخص يدعى جورج الذي سيأخدكم إلى جزيرة صغيرة مخفية بمحيط الشمال مُخَزَّنا بها مؤونة تكفيكم لشهور كما يمكنكم الصيد والإقتتات على فاكهة الأشجار المتواجدة هناك ."


سحب يديه من يديها بسرعة وحولهم ليمسك بوجنتيها البيضاء كالثلج والتي تحولت لحمراء بعد أن بدأت رايتشل تذرف الدموع مجددا وتابع بكلمات غير رتيبة وكأنه صَعُب عليه التحدث مع زوجته :" رايتشل ... تذكري كل ماقلته لك جيدا .. أرجوك ... أنا أعرف جيدا فيما تفكرين ولكننا نحن نملك شخص جديد في حياتنا , أعلم إنك متهورة بشأن مساعدة الناس وستأخدين المخاطرة من أجلهم , لقد أحببت ذلك فيك حقا , لقد كنتي حقا كالملاك بالنسبة لي , أنا أعرف ذلك جيدا " تحولت عيون أرون للحمراء تقاوم ذرع الذموع بينما يحول نظره بين رايتشل وجان وكأنه يرى أغلى كنوز الدنيا في حياته , فيما ضل جان باردا يراقب بعيون ثابتة والديه لا يفهم هذه المشاعر المتضاربة الصادرة منهم كونه لم يختبرها أبدا في حياته السابقة لأنه قضاها يتيما بين دار الأيتام والشارع لا غير , ولكنه ما لم يكن يعلم هو أن والديه يحملون شعورا وكأن قلوبهم تقطع لآلاف المرات وتعاد تجديدها لتقطع مجددا , كل ذلك خوفا على حياة إبنهم وليس خوفا على أنفسهم


بعد رؤية ذموع رايتشل تلألأت عيون أرون الصفراء وتذكر شيئا ما حتى يستطيع أن يحسن من حالتها ويتابع مع بسمة مشرقة : " أتذكرين عندما كان ليو لا يزال في بطنك ؟ لقد أخبرتني أنكما ستذهبان سرا بمفردكما لجزيرة والدك وستجعليني أبحث عنكما أليس كذلك ؟ , يبدو أنه قد حان الوقت لفعل ذلك ولكن فقط عليك تغيير الوجهة هاها لذلك أرجوك رايتشل عليك أن تأخدي إبني لهذا المكان وتحميه ... وسوف أجدكما .. "


" مستحيل ... مستحيل ... " أصدرت رايتشل صوتا باكيا رافضة لفكرة فراقها مع أرون بينما عيونها لم تتوقف عن دفق الدموع كالطفلة الصغيرة


غير أرون فجأة نبرته للبرود وابتعد قليلا عن رايشتل لأنه وجد أن لافائدة له من إقناعها إلا عبر الأوامر مباشرة : " رايتشل إياكي أن تنتظريني إذا هزمنا "


" ... إياكي أن تلاحقيني "

" .... إياكي أن تضعي حياتك أو حياة طفلي على المحك من أجل مساعدة شخص ما "

" إياكي وأن تفرطي بإبني خلال هذا الوضع المميت "

" هذا أمرا مني رايتشل , عليك الذهاب لذلك المكان كما أخبرتك " جمع أرون شتات نفسه ووقف مباشرة أمام إليزابيث مع عيون باردة ولكن تتغلغل منها بعض الحزن البئيس :" أنا لا أستطيع الموت بسلام إذا كنتما في خطر , أريد حماية الإمبراطورية لكن لا أستطيع حمايتها بقلب مفطور خائف من أذيتكما "


" سلاااي " صوت صفع تردد في القاعة الرئيسية للقاعة وفي آذان جان وأرون ما جعلهم يتفاجؤون ويحولون نظرهم نحو رايتشل


بعد أن صفعت رايتشل زوجها انفجرت بالبكاء أكثر وأكثر لم تستطيع التفوه بعبارة كاملة دون التأوه والتنهد " لماذا ... لماذا أرون ؟ "

" لماذا تخبرني أنك ستموت ؟ "

" إذا كنت تعرفني حقا , فإنك تعلم أنني لا أستطيع تحمل ذلك ؟ أنا .... أنا ..... لا .. أستطيع العيش بدونك "

" كيف ... يمكن لك أن تخبرني بذلك ؟ "

" ألا تفكر بمشاعري ؟ "


قاطعها أرون ودى عليه الإرتجاف قليلا لكن رغم ذلك ضل ثابتا لكن نبرته مترددة :" هذا ليس عدلا رايتشل ... أنا أيضا تمنيت البقاء معك لفترة أطول, لطالما أردت ذلك , لطالما أردت أن أضل بجانبكما ... ولكن من الواضح أن هذا العالم ليس موجودا لتحقيق الأمنيات "

"رايتش ... لن أسامحك إذا لم تقومي بما أخبرتك " ابتعد أرون عن راشيل التي سقطت على ركبتيها بعجز بينما أرونأخد يد جان متجهان نحو المخرج ِ


جان الذي ظل صامتا طوال الحوار كان يقلب عينيه بين الحديقة وأبيه ويفكر في ماذا يريده أباه منه ,

" ليو " عاد أرون يحدق في إبنه مع ابتسامة مشرقة وعيون حمراء لكن مليئة بالكثير من المشاعر الأبوية العفيفة بدل الغضب أو الحزن

" نعم أأ..بي " لاحظ جان ذلك أيضا ولكن تعقد لسانه أكثر بعد رؤية هذه الإبتسامة الصادقةمن طرف أبيه

" إنني أدرك أنك مختلف عن باقي الأطفال وتفهم طريقة تفكير البالغين ... كنت دائما تبتعد عنا أنا وراشيل وتختبئ عندما نبحث عنك , لاأعرف السبب ولكن لاأستطيع الضغط عليك , فبعد كلشئ أنت إبني ... "

" ومع ذلك آسف أشعر أني لم أكن والدا جيدا لك "

" أتمنى منك يوما ما أن تسامحني على هذا "

" لاأعلم إذا ستتذكر كلامي بهذا السن لكن لطالما أردت إخبارك عن إحساس غريب يراودني بشأنك يرسل لي إشارات وكأني أمام شخص في أي لحضه سيقلب العالم رأسا عن عقب " بسط أرون يده نحو نور الشمس متأملا في السماء الجميلة وتابع : " لا أعلم إذا كان دلك إحساس الأب أو شيئا آخر لكني حقاا مؤمن به "

" لذلك ليو أود اليوم ... طلب معروفا منك " حول أرون نظره نحو إبنه واستمر : " ... أرجوك كن بجانب أمك لأنها سوف تحتاجك كثيرا خلال فترة غيابي , لا تتهاون في فعل ذلك لأني سوف أضل دائما أشاهدك من بعيد , لهذا لا تخدلني أيها الرجل الصغير لأني أعول عليك كثيرا "

نزل أرون على ركبتيه وحضن إبنه بشدة نحو صدره ليذرف أخيرا الدموع ولكن كانت دمعة واحدة فقط تلألأت كالجواهر تحت نور الشمس على خد أرون : " كنت آمل أن يوما ما عندما تكبر سوف نحتسي الجعة وأخبرك بالكثير عن قصصي وندخل للقصر سكارى بينما أمك توبخنا... لكن لابأس كل مايهم الآن هو أن تكون بخير وتعيش بسعادة بجانب أمك ... إحرص على فعل ذلك أيها الرجل الصغير "

وقف أرون وأزال الغمد بسيفه من خصره ومنحه لجان بابتسامة فخورة : " إنها هدية تتناقل بين أجيال العائلة وقد جاء الوقت لتأخده ... إحتفض به جيدا إنه قوي ومتين و تستطيع تدوير المانا داخله "

أحنى جان رأسه بشدة وأخده : " شكرا لك والدي ... " كان يريد جان القول الكثير لكن تعقد لسانه ولم يستطع البوح بما في قلبه , لقد لاحضه أرون أيضا ولكن لم يضغك عليه من أجل التكلم بل طلب منه الذهاب .


إلتفت جان ليرحل , ويظل بعد ذلك أرون وحيدا بالحديقة ثم انهار فجأة ساقطا يتمتم بصوت خافت يسخر من نفسه : " لقد اكتفى بوالدي شكرا ههه "

"هذا الطفل بارد لدرجه...حتى أنا لا أستطيع مواكبته في ذلك "

عاد المشهد لجان يتجه نحو الحديقة لكن اهتز فجأة بسبب تردد صوت النظام في عقله



دينغ


" سيف نَيْزكي "


[ val 14 ]


التأثير : القوة 5+ الرشاقة 5+


" تزداد حدة السيف بعد ضخ المانا به "


" بيع : 500 نقاط المتجر "


رفع جان حاجبيه متفاجئا ليسمع مجددا صوت النظام

دينغ

"سوف يتم إدراج إحصائيات النظام والمهارات للمضيف بعد5 ثواني "

بدأت تنبثق عروق بجبين جان وكان كل جسده يلسعه ولقد فهم بالفعل مايحدث كانت قوته وفهمه لمهارات النظام ترتفع بفضل النظام

دينغ


الحالة


جان أوريا ( العمر : 5 سنوات 3 أشهر )


[ Level 3 ]


القوة : 25 الرشاقة : 25 الذكاء : 15


السحر :15 المانا :20 الحظ : 10


نقاط المتجر : 0


نقاط الخبرة : 100000/0


المهارات :


بركات إيرنستا


صقيع الجليد


فن سيف قاطع السماء


التهام السماء


الشبح


كف التنين


الأسلحة :


قفاز العرش (val 10)


سيف نيزكي (val 14)


المخزون :

بطاقة روليت أسطورية حصرية

بطاقة روليت ذهبية






--------------------------------------------------------------------------

أتمنى تخلي رأيك أو انتقاداتك للرواية


رأيك يهمني عشان أطور أسلوب كتابتي وكذلك أسلوبي في السرد القصصي








2020/11/30 · 869 مشاهدة · 2023 كلمة
Hicham-Aous
نادي الروايات - 2024