تغيرت تعابير الأطفال إلى الرعب مجددا لكن تدخلت الفتاة الشقراء مجددا لتتحدث : " سيدي الصغير , شعرك الفضي وشكل سيفك ... لابد أنك من عائلة كييزر النبيلة , أليس كذلك ؟ " تفاجأ الأطفال متذكرين الشعر الفضي لعائلة كييزر ليسترخوا ويريحوا أجسادهم من التعب ويعود ضوء الأمل في أعينهم مترقبين من جان معاملتهم باستحسان
حدّق جان نحوهم بازدراء وحوّل نظره نحو الفتاة الشقراء بتعبير غير مبالي : " هل علي الثناء عليك لكشفك هويتي ؟ "
أعاد نظره نحو الأطفال بينما أشار بسيفه نحو رقبة الفتاة الشقرء :" حسنا إن كان كذلك , فيؤسفني إخباركم أنها وضعت شفرة أخرى على رقابكم "
سقطت قلوب الأطفال متفاجئين من رد جان بينما ضلت الفتاة الشقراء هادئة رغم تهديد جان وتابعت الكلام بثبات : " سيدي الصغير , نحن بعثة طلابية من أكاديمية ستارفورد للسحر أرسلنا للإنظمام إلى الجيش الأحمر وبالتحديد لكتيبة رب عائلتكم النبيلة 'الكيزر' وأقصد القائد النبيل " أرون كيزر " لأجل كسب خبرة من الجنود الفرسان والسحرة والعودة باستطلاعات كتابية من أجل اختبارات آخر السنة لاغير , فنحن لا نملك أي حقد أو نوايا عدائية اتجاهك أو اتجاه عائلتك , لذلك أتوسل إليك أن تدعنا نذهب "
رفع جان حاجبيه بينما حملت ملامحه علامات التفكير والتخمين :" لابد أن هناك شيئ خاطئ , هل يمكن أنهم أرسلوهم للكتيبة دون أن يدركوا عن الحرب القادمة ؟ "
تحدث أخيرا نحو الفتاة وهو يتأمل في الضوء المعكوس من سيفه وكأنه يلمح لموتها في حال كذبت : " هل يشتمل نظامكم التعليمي كل سنة بعثات طلابية من هذا النوع ؟ "
حركت الفتاة الشقراء رأسها بالإيجاب : " لا سيدي الصغير , إنها المرة الأولى التي يتم فيها إرسالنا على شكل بعثات للإنظمام إلى الجيش والعودة للجامعة على شكل اختبارات تطبيقية "
" حقا !! وهل كل البعثات تتراوح أعمار طلابهم بين 10 وما فوق ؟ " مع النبرة الغير المبالية لجان , كان الأطفال مغلقين أعينهم ويتلون الصلوات من أجل إنقاد أرواحهم
" يبدو أنك على دراية بذلك سيدي الصغير , مثلما أدليت لقد أرسلوا كل من بلغ سن العاشرة وما فوق على شكل بعثة للجيش بينما ظل أطفال بين سبع و تسع سنوات بالمؤسسة يدرسون السحر , وقد ذكر المدير أنه تم وضع هذا المنهج مؤخرا لزيادة التجربة الفعلية للسحر بالنسبة للطلاب واكتساب الخبرة أيضا . "
رفع جان حاجبيه مجددا وفكر في شيئ ما : " غريب للتو أخبرنا والدي عن الحرب , فكيف للأشخاص الذين أرسلو هؤلاء الطلاب أن يعلموا بشأن الحرب قبل العائلات النبيلة بل والتحرك بهذه السرعة , هل يمكن أن يكون والدي أخفى هذا الشيئ عنا منذ زمن ... لاأعلم ... "
حول جان نظره مجددا نحو الأطفال بتعبير مليئ بالشفقة : "و لكن مما لاشك منه أنه تم الكذب على هؤلاء الأطفال من طرف أصحاب القرار , لقد استبعدت احتمالية كذبها بسبب ردة فعل الأطفال الذين معها , فقط بمواجهة مجموعة من قطاع الطرق وقد تم انهيارهم للحضيض , أما إذا علموا بما هو قادم لاأعلم إذا كانوا سيستطيعوا المشي , همف لقد أرسلوهم للحرب دون علم لهم عما سيحدث ... مثيرين للشفقة "
تنهد جان ولاحظ العصي القصيرة بيد الفتاة الشقراء :" أرني العصي ... أخبريني ماهذا الشيئ ؟ " أمسك جان العصى وبدأ في فحصها ولكن بدت عادية كغصن رقيق لشجرة البلوط أو التفاح , لكن قبل أن ترد الفتاة وتوضح ماهية العصى تردد صوت النظام في آذان جان
دينغ
قطعة سحرية [val 1 ]
" تأثير "
"توجيه المانا لنقطة مركزَة"
" بيع "
[نقاط متجر +500]
" 500 نقطة متجر ؟ بدأ يظهر بعض الحض الجيد أخيرا . " أظهر جان ابتسامة مخيفة ما جعل الأطفال متوترين يرتجفون بمكانهم
تكلمت الفتاة الشقراء مجددا ولم تتخلى عن نبرة الإحترام لجان : " إن هذه العصي خاصة بالمبتدئين بالأكاديمية , كما تعلم فنحن لازلنا طلاب ولا نستطيع تركيز المانا والتصويب لذلك نستعين بها , كما تم منحها لنا لأول مرة بعد الإعلان عن المنهج الجديد الخاص بالبعثات لأنه كان من المحظور استخدامها سابقا خارج المؤسسة " تفاجئ جان قليلا ولام نفسه ولام عمره الصغير الذي منعه من الذهاب خارج القصر لاكتشاف أرجاء القارة
" لكن هل يأملون تجنيد هؤلاء الأطفال عبر هذه العصي ؟ "اكتسى وجهه علامات التفكير بينما عيناه تحدقان بباقي العصي التي يحملها الأطفال : " حسنا سوف تعطوني كل هذه العصي الآن "
" أأ .. سيدي الصغير أرجوك في حال فقدنا قطعنا السحرية ستطردنا الأكاديمية " مالت ملامح الفتاة الشقراء قليلا لكن لم تستطع فعل شيئ سوى المشاهدة , كل مادار في عقلها هو أن القوة هي التي تخول لك التحدث في هذا العالم , لا مجال لضعفاء مثلها بالمقاومة
تجاهل جان كلامها وضل يأخد العصي من الأطفال بدون مقاومة ويتفحصها عبر النظام ثم توقف للحضة وعاد للفتاة الشقراء " جيد , اا لقد تذكرت شيئا ما وأريد معرفته .."
" كيف اكتشفتم وجودي عندما كنت متخفيا ؟ "
" اا سيدي الصغير , إن هذا ... كما تعلم بالنسبة لكل الكائنات الحية في حال استخدمت المانا داخل حدود نطاق السحرة , فيمكن للسحرة الشعور بهم مباشرة .... هذا شيئ بديهي "
أخد سيفه ووجّهه نحو حلقها : " هاه حقا ؟ سوف أكون ممتنا بشرح أكثر دقة لهذا الجاهل "
, " ااا سيدي الصغير ... أنا لاأعرف كيف أستطيع شرح ذلك, لكن كل ماأعرفه أن المانا بداخل جسدنا مثل الروح لذلك حتى في غياب المادة الفيزيائية للجسد يظل بإمكاني الشعور بك ومعرفة مكانك بفضل المانا وذلك في حال استخدامها بالطبع ,قد يشبه الأمر تجول مصباح في الظلام ... ولكن رغم ذلك فلايزال يتواجد بالعالم من يستطيع إخفاء المانا وبذلك يستطيعون إخفاء أجسادهم بعباءات السحر أو سحر الإختفاء نفسه , وأغلبهم يكونون من فئة المغتالين في قارتنا "
تمتم جان في صمت : " عباءات السحر , لقد رأيت مثل هذا الشيئ سابقا لكن لاأذكر أين ؟ "
وتحدث مجددا بنبرة حادة :" قلتي هناك من يستطيع إخفاء نفسه مع المانا دون الحاجة للعباءة ؟ "
" بالتأكيد ولكن فقط السحرة والفرسان من صنف الشمس الذهبية وما فوق " توترت الفتاة الشقراء وأخدت تسرع في الإجابات
" ماذا ؟ ماالذي تقصدينه بالشمس الذهبية؟ " أصبح وجه جان دون ملامح
" ااعفوا سيدي الصغير , اا لاتعلم أيضا بالتصنيف ؟ "
ضغط هذه المرة بسيفه نحو حلقها ما جعل الدم الدافئ يتدفق على حافة السكين : " فقط تكلمي بسرعه ... "
" ااا حاضر سيدي الصغير , هذا التصنيف يخص قارتنا فقط لأن كل قارة لها تصنيف خاص بها , وبالنسبة لنا فهناك 4 فئات كبرى والتي بدورها منقسمة لسبع أخرى , وأقصد هنا بالفئات الكبرى القمر والشمس والنجم والسماء أما الفئات الصغرى مرتبطة بالألوان وهي الأسود , الرمادي , الأبيض , الذهبي , البرتقالي , الأحمر وأخيرا القرمزي , لقد ذكرت لك التصنيفات من الأضعف إلى الأقوى سيدي , أما بالنسبة لتصنيفات القارات الأخرى لا أعلم عنها شيئا . "
عبس جان من الإجابة الطويلة ولعن مجددا في صمت :" تسك ...لقد أمضيت خمس سنوات ولازلت جاهلا بالكثير عن هذا العالم ؟"
فكر في شيئ ما وسأل مجددا :" وبالمناسبة أنتم من أي فئة ؟ "
" نحن كلنا ضمن مستوى القمر لكن لم نتجاوز فئة القمر الأبيض بعد "
نظر جان نحو سيفه وحوّل نبرته للهدوء " هممم حسنا , والآن بعد أن انتهينا من هذه الدردشة الطويلة يجب التفكير بكيفية قتل... "
سمع فجأة صوت أقدام بل كثير من الأقدام لم تكن لبشر بل صوت أقدم الأحصنة ,, ثم حول جان نظره باتجاه الغابة وأعادها نحو الطلاب وتكلم بهدوء : " أتعلمون من هؤلاء ؟ هل هم بجانبكم ؟
تكلمت هذه المرة الفتاة الشقراء لكن بصوت خافث و خائف لأنها سمعت جان يقول كلمة قتل : " أنا لا لا لا أعلم "
فجأة صرخ أحد الأطفال بأقصى ما يملكه بسبب الخوف المسيطر على جسده : " كتيبة الجيش الأحمر " تفاجأ جان من الصراخ ليحول عينيه الباردتين نحو الطفل الذي أصدر الصوت مظهرة نية قتل شنيعة , والتي أخافت الطفل جاعلة منه متصلبا كالتمثال مطبقا فمه بيديه
تنهد جان داخله ونظر نحو مصدر صوت الأقدام : "كتيبة الجيش الأحمر ؟ فقط في هذا الوقت اللعين "
" همفف كان علي قتلهم فيما مضى وأترك الفتاة لاستخراج المعلومات , ولكن في حال قتلتهم الآن سيسبب ذلك ضوضاء وستجلب لي أنظار هذا العدد الغفير من الجنود , ليسوا أي جنود عاديين بل جنود كتيبة والدي , كما لن تفيدني مهارة الشبح لذلك ستكون مسألة وقت حتى يتعقبوني , تسك... لقد أصبحت أرتكب الكثير من الأخطاء في هذه الحياة , في النهاية سأضطر لتغيير خطة القتل .. "
غرس جان سيفه بالأرض بينما ينظر نحو السماء وظل صامتا ويحل بذلك الهدوء للحضات في المنطقة ثم تحدث بنبرة باردة : " إسمعوني جيدا , لم أقم بأذيتكم ويجب أن تفعلو المثل ,سوف أذهب بسلام وفي حال تحدث شخصا ما عني فلن يحصل لي شيئ في النهاية , فكل من مات كانوا مجموعة من قطاع طرق مفلسين ولكن بالمقابل لن أنسى ما ستفعلون لأنه مباشرة سوف أبحث عنكم وألاحقكم , وأقصد بذلك أنكم حتى لو كنتم في قاع الجحيم سأجدكم ثم سأعطي حياتي بكل سرور لأراكم جميعا تموتون مِيتَتًا مروعة في حال حدوث ما أفكر فيه , لذلك فكروا جيدا قبل أن تتفوهوا بشيئ . " حمل جان سيفه وأعاده للغمد ثم قفز جان نحو الغابة وابتعد
بعد تهديد جان ارتعشت أجساد الأطفال خائفين , متمنين أن ينسوا أنهم رأو وجهه أو قابلوه يوما ما , كما سقطت الفتاة الشقراء مغمى عليها بعد رحيله
" بوني بوني ماالذي حدث لك ؟ " ركضت فتاة من البعثة نحو الفتاة الشقراء لتحاول إيقاضها
تدخل شاب بجانبها وحمل بوني بين أحضانه :" لابأس , لازالت تتنفس لقد فقدت وعيها فحسب , ولكن إذا كان علينا لوم أحد ما عن ذلك , فعلينا لوم ضعفنا . لقد ضغطت على نفسها كثيرا حتى تبقى بموقف يسعها فيه التحدث تحت تهديد ذلك المجنون "
" كلنا علينا أن نكون ممتنين لها لولاها لمتنا دون أن ندرك ماحدث , كما علينا أن ننسى ذلك الطفل المجنون فأنا لا أستطيع تخيل ماقد يفعل بنا إذا كشفنا وجهه للعدالة " بلع بصمت ونظره باتجاه الطريق الذي ذهب منه جان بينما أومأو جميع الأطفال لبعضهم بالموافقة خائفين من رؤية وجه جان مجددا
قاطعهم ظهور فيلق من الجنود الخيالة مع دروع ورِقَاع من صفائح معدنية مطليا بلون قرمزي داكن وقماش داخلي مخيطا من عدد غير محدود من طبقات الذهب , كانت طويلة للغاية لدرجة أن ذيل القماش ينسدل على قائمتي الحصان الخلفيتين عندما يمتطونه , كما كان من الواضح أن الدروع ثقيلة لدرجة أنه يكاد لا يتحركون عندما ينطلقون بأحصنتهم , وقد ثُبِّتت هذه الدروع بزوج من المشابك المصنوعة على شكل لبوئتين صغيرتين جاثمتين على أكتافهم كأنهما تستعدان للوثوب , بينما استقر زوجهما الأسد الذكر ذو اللبدة الهائلة وسط الدرع وهو يزأر , بينما اختلفت واقيات العنق والساقين لكونها مرصعة بزخارف ذهبية كحال الأقراص الفولاذية المثبتة لقفازاتهم والتي نقشت عليها أشكال شموس ذهبية متفجرة , وصقل الفولاذ القرمزي للدروع بمنتهى العناية حتى أنه توهج كالنار في نور الشمس المشرقة , مع رالخودة تحمل رباط أحمر طويل , وراية الإمبراطورية تلوح بالأفق ترسم شعور الحماسة للحرب في عقل من شاهدها , كما اختتم جمال تجهيزات ودروع الجنود , التنسيق والتنضيم للخيالة الذين يأخدون شكل صفوف عديدة لكن منسجمة بشكل مثالي , لقد كان أولائك كتيبة الجيش الأحمر الخاصة بأب جان متوجهين نحو قصر الكيزر.
تخلى الطفل الذي يحمل بوني عن الخوف من عينيه وصرخ نحو الجنود " أيها الجيش ... أيها الجيش نحن هنا طلاب أكادمية ستارفورد , أرجوكم ساعدونا لقد قاتلنا مجموعة من قطاع الطرق وأصبنا, كما فقدت هذه الفتاة وعيها .. أرجوكم ساعدونا . "
ليتوقف الجنود محاولين مساعدة الأطفال ويأخدو بوني من أيدي الشاب لكن فجأة لاحظوا في الخلف كومة من الجثث المقطعة , ثم حولوا أنظارهم مجددا نحو الأطفال
" من المسؤول عن فعل ذلك ؟ "
" أنا سيدي " تدخل الشاب مجددا بنظرة واثقة
" أنت ؟ فعلت ذلك ؟ "
" إنهم مجموعة من المجرمين سيدي لقد اضطررنا لقتالهم دفاعا عن أنفسنا , ولقد استطعنا صدهم "
حول الشاب نظره نحو الجثث وتابع بنبرة حازمة :"وقد حاولنا استخراج أي معلومات عن الشخص الذي أرسلهم لنهبنا واغتيالنا ولكن كما ترى بدون فائدة . "
" حقا !"
رفع الفارس يده نحو الجنود وصرخ :" أيها الجنود إدفنوا الجثث ودوِّنو شهادة الأطفال وأرسلوها للسلطة القضائية لأقرب مدينة من هذا المكان "
ثم أعاد نظره نحو الأطفال :" أما بالنسبة لكم , لقد قلتم أنكم من أكاديمية السحر , يعني أنكم البعثة الطلابية التي أرسلت لكتيبتنا "
" نعم سيدي " تحدث جميع الأطفال في انسجام تام
" جيد , الآن أيها الجنود خدوهم للقادة من فئة السحر بالكتيبة لأخدهم كتلاميذ وتدريبهم على المعارك الواقعية . "
" هاه ؟ ماذا ؟ " لم يفهم الأطفال ماكان يقصد الفارس ليتم أخدهم من طرف الجنود نحو داخل الكتيبة بدون مقاومة
-------------------------------------------------------------------------
صورة مقربة للجيش بالأسفل
--------------------------------------------------------------------------
أتمنى تخلي رأيك أو انتقاداتك للرواية
رأيك يهمني عشان أطور أسلوب كتابتي وكذلك أسلوبي في السرد القصصي