# الفصل السادس:
الأرض لا تهتز. بل كاي هو من يهتز. من الداخل. كأنّ وعيه تمزق على آلة دوّارة لا تعرف التوقف. ضحكة ليلى لا تزال ترنّ في رأسه، لا كصوت، بل كأثر جانبي لعقار لم يتعافَ منه بعد.
السيرك؟ لم يعد مكانًا. بل شريطًا يعيد عرض ذاته آلاف المرّات — مع كل رمشة عين، مع كل شهقة، مع كل فكرة تشكّ في وجودها.
أمامه باب. قديم. متهالك. محفور عليه شيء أشبه بعين... أو ثقب يحدق فيه. لا يتذكره. لكنه يعرفه. الخشب بارد، لكن يده ترتجف وكأنها تلمس جمجمته هو.
ليلى تراقبه. من مسافة لا تُقاس بالأمتار. ابتسامتها لا تقول شيئًا، لكنها تجعل الهواء أكثر ثِقلاً. "اقترب، كاي. كلما اقتربت، كلما ابتلعتك الحقيقة."
الصوت الميكانيكي يعود. لكن هذه المرة، لا يعلن المحطة القادمة — بل يشهق بها: **"محطة المرايا..."** كأن الصوت ذاته يخاف.
كاي يتذكر. لا مشهدًا، بل شعورًا. كلمات بايك سا-هيون، الرجل الذي جعل الحقيقة أداة قتل: **"المرآة لا تكذب. لكنها لا تقول الحقيقة أيضًا. فقط تعيد تدويرك."**
انفتح الباب.
الغرفة خلفه كانت مضيئة... أكثر من اللازم. الضوء أبيض لدرجة أنه يبدو وكأنه يصرخ. مرايا. آلافها. بكل شكل، كل انحناءة. كل واحدة منها لا تعكسه — بل تشرّحه.
في كل مرآة... نسخة من كاي. لكنهم ليسوا هو. بعضهم يبتسم. بعضهم يبكي. بعضهم... ينظر إليه بكرهٍ نقي.
ليلى دخلت أولًا. "لا تلمس الزجاج، كاي. بعض الانعكاسات تعض."
كاي يخطو. كل خطوة صدى. كل صدى فكرة. كل فكرة خيانة.
ثم توقّف.
مرآة كبيرة. انعكاسه فيها... ليس بشريًا تمامًا. كأنه يرتدي جلده كقناع. كأنه مهرّج، لكنه لا يُضحك أحدًا. وليلى كانت بجانبه، في الانعكاس. أقرب مما تحتمله المرايا.
"ماذا ترى؟" سألت، دون أن تنظر إليه.
كاي همس: "أرى... أننا لم نخرج من القفص قط. فقط تعلمنا أن نرقص فيه."
ضحكت ليلى. هذه الضحكة ليست ضحكة. بل صوت انكسار مرآة في الروح.
المرايا بدأت تهتز. الأرض تنفّست. الضوء انفجر إلى ومضات. والموسيقى... لم تكن موسيقى. بل كانت صرخات تُعزف.
كاي لم يعد يبتسم.
قال بهدوء: "العرض لم يبدأ الآن... العرض لم ينتهِ أبدًا."
ليلى اقتربت. ملامحها تغيّرت.
قالت: "مرحبًا بك في الدور الذي لم تطلبه، لكنك خُلقت لأجله."
و... سار كاي نحو المرآة.
وفي لحظة، انعكاسه ابتسم — قبله.
هذه فصول افتتاحية فقط لهذا كلمات قصيره