4 - الفصل الرابع: الأصوات التي لا تُسمع

الفصل الرابع: الأصوات التي لا تُسمع

لم أفتح النافذة، لكنها كانت مفتوحة.

ولم أخرج من البيت، لكنني وجدتُ ترابًا على قدمي.

ولم أكتب شيئًا، لكن الصفحة التي أمامي كانت مكتوبة.

أنا متأكد. متأكد جدًّا، لدرجة أنني أشك في نفسي.

الجملة هذه المرّه كانت بلا اسم.

لا "ريان". لا "قبو". لا "قتل".

فقط:

"في الليلة القادمة، ستسمع ما لم يُكتب."

لم أفهم.

لكن الجملة كانت مائلة... كما لو أنّها كُتبت تحت ضغط، أو أنّ اليد التي كتبتها لم تكن يدًا.

قرّبت وجهي من الورقة.

شعرتُ كأنها تنبض...

وكأنني أتنفّس من خلالها شيئًا لا علاقة له بالهواء.

هل فقدت عقلي؟

ربما.

لكن هناك صوت. هناك صوت... لا يُسمع، لكنه يُضغط داخل رأسي.

كأن الصمت صار له شكل. صار يلتفّ حولي مثل ضمادٍ قديم.

كل شيء في الغرفة كان في مكانه،

لكنّني لم أكن في مكاني.

نظرت إلى الجدار. الحائط الذي أكتب أمامه منذ سنوات.

كُتب عليه الآن، بحروفٍ رماديّة باهتة:

"هل تتذكّر القصه التي محوتها؟ لم تُمحَ."

لا أحد يعلم أنني محوت تلك القصّة. لا أحد.

كانت أول نص أكتبه عن أبي.

كتبت فيه كل شيء...

عن الليلة التي خرج فيها ولم يعد،

عن الرساله التي لم تصل،

عن الشكوك التي لم تثبُت.

ثمّ محوتها.

أقسمت ألا أكتب عنها، ألا أُخبر بها أحدًا، حتى نفسي.

لكن الرواية — أو أيًّا كان ما يحدث — تتذكّر.

الليل ثقيل. الثقوب في الذاكرة تتوسّع.

وأنا أسمع الصوت مرّه أخرى.

ليس كلامًا، ولا لحنًا. هو شيء يشبه ما بين الحروف، بين الأصوات،

كأن الواقع يتكلّم بلغه لا أفهمها، لكنها تفهمني.

في الساعة الثالثه و13 دقيقه...

استيقظت على صوت خطوات.

لم يكن أحد في البيت.

خرجت إلى الصالة.

الورقه كانت على الأرض.

مقلوبة.

وكتب خلفها:

"القصص التي تُمحى تعود بشكلٍ آخر.

والذين تكتب عنهم، سيكتبونك."

رفعت الورقه، وفي لحظة لم أفهم فيها من أنا، ولا لماذا أرتجف،

رأيت أن كل شيء في البيت... بدأ يتغيّر.

الساعة عادت إلى ال

خلف.

صورتي في المرآه لم تكن لي.

واسم "ريان"... كان مكتوبًا على كتفي.

2025/06/12 · 1 مشاهدة · 315 كلمة
جو_اكس
نادي الروايات - 2025