***

انقذني ليكسون بنجاح.

فقط حينما خرجت من ذلك المكان علمت أنني كنت في سوقٍ للعبيد.

أوه، يا إلهي، سوق عبيدٍ في القرن الحادي والعشرين.

ومع ذلك، تلك لم تكن نهاية تفاجؤي.

ما خطب وجهي؟

ذُهلت حين رأيت أنني تغيرت.

بدون أن أكون مخادعة، اصبح شعري فضيًا كما لو أنني ورِثتُ ضوء القمرِ.

كان لونه رائعًا شبيهًا بالباروكات المستخدمة للتنكر (cosplay).

علاوةً على ذلك، عيناي كانت زرقاوتين جدًا.

كأن سماء الخريف الصافية انتقلت لها.

بدا وجهي شابًا(صغيرًا)، وعيناي الناعستين(المتدليتين)قليلًا بدت كأعين الجراء، نظرت لنفسي مجددًا بعدم تصديق.

تحركت ذهابًا وإيابًا لأنني لم أفهم التغير في مظهري.

بفضل فعل ليكسون السابق أضطُرِرت لأكتشف ما كان هذا المكان.

رأيت كتابًا يحمل عنوانًا مألوفًا في أمتعتي ثم حزت جسدًا في هذه الرواية.

『خصم التنين 』

كانت روايةً انتشرت كالفيروس وارتقت لأعلى القائمة(قائمة أكثر الروايات قراءةً وما إلى ذلك).

الذي شعرت به حالما رأيت هذا الكتاب كان… الصدمة.

لأنني لم أقرأ هذا الكتاب قطُّ.

خطوت للخلفِ بتفاجؤ.

أختفى الكتاب في لحظةٍ ثم ظهر أماميَ مجددًا.

“اييكك!”

فجأةً، تفاجأت بالكتاب الذي أنتقلت إليه، وعيناي مفتوحتان بشدة.

بدأ الكتاب بالتحدث معي بينما يكتب بمفرده.

–مرحبًا، أنا مرشدٌ للمسافرين الذين أتوا للرواية.

“……”

– أأنتِ متفاجأةٌ لأنكِ لم تقرأي الرواية؟ لا تقلقي، هذا المرشد سيساعدكِ!

كنت متفاجأةً حين ظهرت الحروف على الكتابِ وتبعها صوتٌ مبتهج. لم أستطع تمييز إن كان الصوت الذي تحدث معي صوت فتاةٍ أم فتى. كان كأنه صوت ذكاءٍ اصطناعي.

‘مالذي يحدث هنا بحق خالق الجحيم؟‘

تحدث المرشد حين كنت شاردة الذهن بإحراج.

–أنتِ الآن تياروزيتي آيسول في ‘خصم التنين‘. ستستمر رحلتكِ حتى تنتهي الرواية.

“أنا لست مهتمة، لذا دعني أعد للمنزل!”

عندما عدت إلى رشدي أخيرًا وصرخت بصوتي الذي أكتشفته حديثًا، ارتجف الكتاب وأجاب.

– لا أستطيع قُبُول طلبكِ لأنه غير مقبول.

“لماذا!”

– لا أستطيع إعطاءكِ مكافأةً حتى تكملي الرواية.

“مكافأة؟“

– سأريكِ الـ‘مقابل‘.

تحرك الكتاب بصوت وخز.

حدقت بالمشهد بفراغ، وبعدها ظهرت كتاباتٌ في الكتاب على حين غرة.

[محتوى المكافأة: العودة للعالم الأصلي. شرط المكافأة: إكمال النهاية.]

كان تعويضًا لافتًا.

كانت تلك المكافأة التي أردتها كأنه قرأ ما يجول بخاطري، لكنني لم أحب الشرط المرتبط بها.

سألت بنبرةٍ مستخفّة.

“إذن أنت تريدني بأن أنهي النهاية إن كنت أريد العودةَ إلى المنزل؟“

– أنتِ تفهمين بسرعة!

أجاب المرشد بنبرةٍ مبتهجة.

رن الصوت بعد أن صارت الحروف التي كُتبت أبطأ قليلًا، وشعرت كأنه كان يضايقني.

شعرت وكأنني كنت أكرره مرتين.

كانت عيناي تحدق بالضبط على المكافأة.

كانت الجملة التي تقول ‘يمكنكِ العودةُ لعالمكِ.’

الموقف الذي يتم جرك به لمكانٍ غريبٍ فجأةً مثيرٌ للقلق حقًا.

أردت العودة.

أردت أن أُسَخن بقايا التيوكوبوكي(أكلة كورية)وأنهي الروايةَ التي لم أقرأها بعد.

لكنني لا أستطيع العودةَ بنفسي.

أشار لي المرشد كمسافرةٍ، وقال أن المسافر يمكنه العودةُ فقط حينما ينهي القصة.

سألت بغطرسةٍ بسبب طلب المرشد الغير معقول.

“ماذا إن لم أنهِ النهاية؟“

– إن كنتي سترفضين الدور المطلوب في الأصل، فلا يمكنكِ.

“لا شأن لي في كونك متورطًا.”

– هذا سببٌ سيءٌ قلتيه لتوك. أنا قلت لكِ كل شيءٍ بالفعل.

“إذن إن كنت متعاطفًا معي، فقط دعني أذهب حالًا!”

– لا أستطيع قُبُول طلبكِ لأنه غير مقبول.

أعاد المرشدُ ذات الجوابِ على طلبي.

وبعد عدةِ مشاحناتٍ، أستسلمت.

كان من المهين أكثر كوني أتشاجر مع آلةٍ بُرمجت لتعيد ذات الكلام لتجعلني أعاني.

“كيف يجدر بي أن أنهيَ النهاية؟“

– رجاءً أقرأي الكتاب ونفذي دوركِ المقصود.

قال المرشد كل شيءٍ بسهولة.

لا يسعني سوى قراءة الكتاب بعناية.

طلب المرشد شيئًا واحدًا مني.

أن أتولى دور تياروزيتي بأمانةٍ.

“المسافرون” هم الذين صاروا شخصياتٍ بعد أن أُختيروا بواسطة الكتاب وعليهم إتمام نهاية الرواية.

بدأت بحفظ الكتابِ مع مرورِ الوقت لأتمكن من العودةِ لمنزلي بأسرع وقتٍ ممكنٍ.

للعب دور تيا روزيتي، يأتي تحليل الشخصيات ورواية القصص في المقام الأول.

ومع ذلك، حينما أنهيت قراءة الرواية، أعتقدت بأنه لا يصدق.

أحتججت عند المرشد.

“قلتَ بأنني مسافرة. لماذا أنا شخصيةٌ داعمة؟”

أجل، دوري لسوء الحظ ليش البطلة.

المرأة رقم ١ معجبةٌ بالبطل، وأنا المرأة رقم ١.

أجاب المرشد على شكواي بجديّة.

– للتقليل من اضطراب الرواية. إن فشل المجرى، سيُعاقب المسافر.

“يعاقب؟“

– أجل. والعقاب هو أن تسير الرواية في أكثر مسارٍ الذي لا يرغب به المسافر.

“أوه، يا إلهي.”

أنا خائبةٌ وملعونةٌ في هذه الروايةِ الطائشة.

ولكن بعد أن سمعت كلمات المرشد التالية رفعت يديّ ورجليّ بغضبٍ.

– الشتم يُسيءُ للطرف الآخر ولا يناسب دور تياروزيتي آيسول.

“ليس من الضروري أن تشرح!”

لم يجب الكتاب حين صرخت.

إنه يُبقي فمه مغلقًا فقط حينما يكون في موقفٍ غير مؤات.

‘قوانين المسافر‘ سهلة.

حينما لا يظهر المسافر في الرواية فيمكنه التصرف بحريّةٍ.

ولكن في مَشاهد الرواية عليه أن يمشي على النصوص والأدوار المُعطية له بحذافيرها.

والا سأعاقب، والذي في حالتي سأذهب في الاتجاه الذي لا أريده.

وحتى ذلك الحين، لم أعتقد أن تلك العقوبة اللعينة ستمنعني.

“حسنًا، سأمثل حتى النهاية.”

وهكذا بدأت بلعب دور تياروزيتي بمثالية(أو تياروزيتي المثالية).

2021/03/14 · 772 مشاهدة · 762 كلمة
نادي الروايات - 2025