دعاني ليكسون بـ“إسول” حينما رآني للمرة الأولى؛ لأنني من قبيلة إسول.
إسول قبيلةٌ نادرة، ولكنّ ليكسون لم يكن متفاجئًا بمدى ندرتهم.
حتى أُبيدوا بواسطةِ تنينٍ شرير.
تياروزيتي إسول هي شخصٌ لديها الكثير من الندوب.
هي الوحيدةُ التي نجت من هجوم التنين الشرير.
في أول مرةٍ قرأت الكتابَ استعنتُ بالمرشد ليساعدني في اسم القبيلة الغريبة.
“ما هي قبيلة إسول؟“
ثم أراني تاريخ قبيلة إسول.
قلَّبَ الكتابُ الصفحات.
حينما وصلت لآخر فصل، كُتِبَت إعدادات(أو أحداث)الرواية كموسوعة.
أراني الكتابُ ‘منطقة القيادة‘.
[- اسم العرق: إسول (الاسم: المعالجُ ذو الوجهين)]
– خصائصٌ خارجية: شعرٌ فضيّ. على وجه الخصوص، الشعر الفضيُّ الفريد من نوعه والذي لا يمكن نسخه بِواسطةِ أيِّ سحرٍ، ولهذايُستعملُ لتمييزهم.
– قدرة أساسية: الشفاء بإستخدام الحيوية(الشباب). لاستعمال القدرة المذكورة، يجب على المُستخدِمِ قول “ابدأ“، والذي من شأنه أيضًا أنيسمح لهم بإستخدام سحر التخييل كـ“السيف” و“الدرع“. لديهم القدرة على حماية شخصٍ ما.
قدرات مخفية: [لا يمكن الوصول إليها بعد.]
“ما الذي يعنيه بأنني لا أستطيع الوصول إليها بعدُ؟“
– نحن لا نعرف المناطق التي لم تظهر في الرواية. وإن ظهر في وقتٍ لاحقٍ فيمكنكِ الوصول إلى المحتوى المحدَّث.
المرشدُ هو شخصٌ لا يجيب إلا عندما يُسأل.
نظرت للتطورات دون مزيدٍ من الأسئلة.
في الكتاب، فقط أول لقاءٍ بيني وبين ليكسون كان أسودًا زاهيًا.
أما بقية المحتوى غير المطور فقد كان مكتوبًا بحروفٍ باهتة.
بيّن المرشدُ ردًا على ذلك بأنه كلما أنكشف المحتوى، ستتحول هذه الحروف الباهتة لحروفٍ زاهية(كلما صار حدث من الكتاب الحروف الباهتةبيصير لونها أسود نفس اللي صار مع مشهد لقاء تياروزيتي وليكسون).
المحتوى الرئيسي حول ‘خصم التنين‘ بسيط.
القصة تدور عن ليكسون سبارو، البطل الرئيسي، وهو ينقذ العالم بقتل التنين الشرير، الكيان الشرير في هذا العالم.
التنين الشرير هو مخلوقٌ عاش على المشاعر السلبية، كالحقد، الشهوة الجنسية، والعداء.
أستمتعَ بالقتل لتضخيم تلك المشاعر.
ومن بينهم، كان آل إسول هم غير المحظوظين.
عاشوا في مجموعاتٍ معارضين ترك قدراتهم الشفائيّة النادرة تُستخدم من قِبل العالم.
السبب في إنقراضهم كان لأن التنين الشرير أتى للقريةِ حيث يعيشون وأبادهم.
في الوقت الحاليّ، تياروزيتي هي التي نجت لحسن الحظ.
رغم أنها الإسول الوحيدة، إلا أنها وُجدت أولًا بواسطة تاجرٍ خبيثٍ وكانت ستباع في سوقٍ للعبيد.
بعدها، وجد ليكسون تياروزيتي وأنقذها.
وصفت الروايةُ أول لقاءٍ بيني وبين ليكسون.
[العينان السوداوتان اللتان نظرتا للأسفلِ كانت عميقتينِ ومُعتمتين.]
شعرت تياروزيتي بالراحةِ في الهاويةِ حيث النهاية مجهولة.
بدا كمنقذٍ لي لأنه وجدني في هذا الوحل.
شعره الأسود الذي بدا كأنه جزءٌ من أكثر الأشياء رعبًا في العتمة.
وعيناه التي بدت وكأن الضباب قد ابتلعها.
كانا كالضوءِ لتياروزيتي.
قفزت تياروزيتي إلى ليكسون دون تأخير.
وهنا.
في ذلك اليوم، وقعت تياروزيتي في حب ليكسون من النظرةِ الأولى.
“هذا سريع.”
أشفق عليكِ لعدم معرفتك بمحتويات الحب!
نظرت للكتاب بازدراء.
لم يفتح المرشد فمه مجددًا حين نظرت إلى عينيه.
تياروزيتي هي امرأةٌ عانت من صدمةٍ لثلاثة أيامٍ لأنها دُفِنَت في كومةٍ من جثث قبيلتها التي أُبيدت.
وبسبب ذلك لم تتمكن من التحدث جيدًا وتبعته كبطةٍ حديثة الولادة مطبوعةٍ على ليكسون.
كان الأمر محبطًا بعض الشيء، ولكن كان من السهل تمثيله(او القيام به).
لأن نمط سلوكها ثابت.
كثيرًا ما يتأذى ليكسون بسبب جسده الضعيف. ألن يكون من السهل عليه الوقوع بلا تردد؟
حتى عندما يرفض ليكسون، لا تهتم له وتساعده.
حتى وإن أُغمي عليه أثناء المداواة، حتى وإن عانى من حمى، تياروزيتي مكرسةٌ لليكسون، دون أن تقول أي شيءٍ يبغضه.
في المبارزةِ الأخيرة، ستموت تياروزيتي لتنقذ ليكسون الذي أصيب بجروحٍ مميتةٍ من قِبل التنين الشرير.
كانت تلك نهاية مهمة تياروزيتي في هذه الرواية.
وبفضل تضحيتها، كان زواج ليكسون من الإمبراطورةِ، التي اعتبرتني أذًى للعين، نهايةً لـ‘خصم التنين‘.
كانت نهايةً للبطل فقط.
وبالطبع، كانت تلك نهايةً سيئةً لي، أنا التي أصبحتْ تياروزيتي.
ظننت أنها لم تكن حياتي، وتبعت مطالب الكتاب فقط.
على أيِّ حالٍ، يجب عليّ أن أمثل دور تياروزيتي باستقرارٍ حتى النهاية.
رغم أنها كانت تتلعثم في مشاهدَ غير موجودةٍ في الرواية، إلا أنها تظن بإنها أدت اداءً جيدًا جدًا.
وبعد فترةٍ وجيزةٍ أتت النهايةُ التي طال انتظارها.
***
“ليكسون!”
هرعت إلى ليكسون الذي أصيب بجروحٍ مميتةٍ بواسطة التنين الشرير.
بدا ليكسون مشوشًا، وكان لديه ثقبٌ في معدته.
وهنالك الكثيرُ من الدماء حولهُ.
وفي الحافة، كان التنين يتجوّلُ بينما يرفرفُ بجناحيه.
على الرغم من أن نهاية الروايةِ قريبةٌ، إلا أن عقلي كان فارغًا كورقةٍ فارغة.
هذا هو المشهد الذي كنت أتطلع إليه، ولكن لمَ أنا مشلولة؟
عندما انهار نازفًا، بدا الأمر غير واقعيٍّ وبحركةٍ بطيئةٍ.
كان قلبي ينبض وبدا الدم ينتشر للوراء.
ومن الواضح أن المنطقة المحيطة تعج بصرخاتٍ وطعنات، ولكنني لم اسمع أي صوت.
ضغطت على بطنه بيدين مرتعشتين.
لم أستطع إيقاف الدم من التدفق.
ابتسم ليكسون بضعفٍ وقال.
“………لا تبكِ.”
ثم مسح بيديه وجهي المبتل.
بللت قطراتُ الدموعِ وجهه أكثر.
كان قلبي ينبض كالجحيم، وعلمت أن ما يحدث أمامي مجرد مشهدٍ في رواية وليس واقعًا. ولكنه كان واضحًا جدًا لدرجة أنني لم أستطع تحمله.
لم أستطع إيقاف نفسي.
أردت أن أنادي اسمه على الفور، ولكنه كان نصًا مرفوضًا لي.
“كيوك.”
أطلق نَفَسًا متألمًا.
تألم قلبي حينما سمعت ذلك.
شعورٌ يحبس الأنفاس.
شعرت باليأس وكأن العالم يتهاوى.
ألأنني مثّلت لوقتٍ طويلٍ جدًا؟
قبل أن أعلم بذلك، كنت حقًا واقعةً في حبه. تمامًا كتياروزيتي في الرواية.
لم أرد أن أحبه.
كنت حذرةً من ألا أصادفه إلا في مشاهد الرواية، وكنت خائفةً في الشوارع وأفكر بموقعي كل يوم.
ومن الغريب أنني غالبًا ما صادفت ليكسون في أماكن خارج المشاهد التي أظهر بها.
طالما كنت مسافرًا لا يمكنه الهرب من إعدادات الرواية، فلا يمكنني أن أكون الشخصيةَ الرئيسيةَ البتة.
ولكنني لم أتمكن من التوقف من الشعور به رغم أنني عرفت كل شيء.
ومن وقت الى آخر، اعتاد ان يراني في عينيه ويعاني من السطور التي يتكلم بها.
تألم قلبي حينما ذهب ليكسون إلى سيرين، البطلة.
في أول مرةٍ شعرت بحبي له حاولت أن أكون متعقلة، قائلةً بأن ذلك حدث لأنني في دور تياروزيتي.
حاولت جاهدةً أن أمحو مشاعري نحوه بقولي أن هذا المكان كتابٌ وأنني سأعود لعالمي قريبًا.
ظننت أنني سأتمكن من التخلي عنه بسهولة.
هذا ما حدث.
لم يكن لدي خيارٌ سوى الاعتراف بأن أعماق قلبي لم تكن سطحية حينما واجهت ليكسون(؟؟؟؟)، الذي كان يتقيّأ دمًا ويحتضر.
“لا تفعلِ.”
هز ليكسون رأسه بينما أمسك يدي.
كانت تلك أول مرةٍ يحدثني بها بغير رسمية.
حتى وإن أخبرته بأن يتحدث بأريحية، مالم يفعله هو جزءٌ من شخصيته.
ولكنه تغير الآن.
أهو يحاول تحقيق أمنيتي حينما حان وقت موتي؟
شعرت بفراغٍ قليلًا.
لكنني لم أكن الشخص الذي لم يقل أنه سيوقفني.
إعداداتي هي شيءٌ لا يمكن تغييره مع اقتراب النهاية.
حينما يتأذى ليكسون، ستكون مهمة تياروزيتي هي أن تستخدم قواها دون إحداث ضجة.
كان التغيير والتطور امتيازاتٍ مُنِحَت للشخصية الرئيسية فقط.
وبينما كان يتكلم، رأيت رؤيته تومض.
هي أيضًا خصمٌ قويٌ له، الذي وصل إلى رتبة الـ“متفوق” والتي هي أعلى من رتبة السيد.
هذا العالم مليءٌ بالخبث.
إنه يحتضر أمامي فقط لأجل كل شيء.
لا يمكنك.
لا يمكنك الموت.
كلُّ ما أستطعت التفكير بهِ هو إنقاذه.
ذلك لم يكن تمثيلًا، كان ذلك بدافع حسن نيتي.
– بدأ العد التنازليّ. رجاءً اقرأي النص.
أسرع المرشد بوضع النصوص في ذهني.
انفتح الكتاب أمام عينيّ.
الكتاب المُنَشَّطُ مرئيٌّ لي فقط.
حاول ليكسون فتح فمه المرتجف ليقول شيئًا، ولكنه أُغرِقَ في الدموع.
– ١٠، ٩، ٨، ٧……
مسحت الدموع بأكمامي.
لقد حان الوقت حقًا لقول الوداع.
نطقت بآخرٍ نصٍ لتياروزيتي.
“يجب عليك أن تكون سعيدًا.”
“تيارو…”
امسك ذراعي بإحدى يديه بقوة.
وضع بها قوةً وحشية.
لكنني لم أستمع له.
كالعادة.
“[شفاء.]”
وضعت يديّ على بطنه و بدأت أتلو الكلمات الأولية.
نظر ليكسون إلي بوجهٍ شاحبٍ.
تجمع ضوءٌ أزرقٌ حول جرحه.
ومع الانخفاض السريع بالقوة البدنية شعرتُ بتعبٍ شديد.
شعرت بالغثيان والدوار.
الآن أدركت بأن الموت أمامي تمامًا.
ربما يمكنني إنقاذه باستنزاف حيويتي فقط.
“سعال!”
تدفق الدم من حلقي.
اهتزت عينا ليكسون بعنف.
بدت عيناه حزينتين في اللمحة الأولى.
ربما أكون مخطئةً لأنني معجبةٌ به.
إن كنت معجبًا لفترةٍ طويلة، ستفسر أفعال الآخرين اللاإراديةَ بشكلٍ خاطئ.
أجل، ولكنه أشعرني بشعورٍ جيدٍ.
إن بكى لأجلي.
حاولت جاهدةً الإبتسام بإشراق.
بما إنه آخر مشهدٍ لي.
أردت أن أبقى مبتسمةً على الأقل لآخر مرة.
“سأشتاق لك.”
هدأته بأشرق إبتسامةٍ أستطعت بناءها.
كان ذلك نصًا لم تقله تياروزيتي في الكتاب.
ولكنه كان ما أردت قوله حقًا.
سيكون بخيرٍ من دوني ولكنه سيشتاق إلي.
وبعد فترةٍ، سقطت دموعٌ ساخنةٌ على خديّ.