🌑 الفصل السابع: طريق بلا ظلال

كانت السماء رمادية حين خرج زوي لينغ من ممتلكات عائلة "يي". لا أصوات، لا وداع، لا جثة تُحمل.

لوه تشنغ... كان الآن مجرد رماد، دفن في جسده.

لكن داخله لم يكن ساكنًا.

في صدره، كان المرجل القديم ينبض بهدوء، يتنفس كما لو كان قلبًا ثانٍ.

وحول خطوط طاقته، سبحت تنانين الطاو في صمت، لا تتحدث، لا تهاجم… فقط تُراقب.

مدّ يده إلى جذع شجرة صلد بجانب الطريق، وضغط بأصابعه.

تشققت لحاء الشجرة، وتساقطت أوراقها قبل أن يُكمل الضغط.

لم يبتسم.

"قوتك، يا لوه… لم تكن كافية. لكنني سأجعلها شيئًا يستحق الذكر."

...

قبل الغروب، وقف أمام بوابة حجرية سوداء محفورٍ عليها:

"طائفة السيف الفضي – حيث يُصقل الحديد بالدم."

كان الحارس شيخًا عجوزًا بعين واحدة، يحمل رمحًا صدئًا. نظر إلى زوي بتفحّص.

"ما شأنك أيها الفتى؟"

رد زوي بنبرة ثابتة:

"جئت لأتقدّم كمتدرب. أمتلك جسدًا مزروعًا بتقنية: صقل الجسد السماوي."

سكت العجوز لوهلة، ثم غرز رمحه بالأرض وأرسل شعاع طاقة إلى الداخل.

لم تمضِ سوى دقائق، حتى خرجت فتاة بثياب رمادية، عيناها كالسكاكين، لا شفقة فيهما.

"أنا يانغ شوان، تلميذة داخلية. اتبعني."

...

كان الممر المؤدي إلى الداخل طويلًا، بلا زينة، بلا كلمات ترحيب.

كل من مرّ بهم من التلاميذ الآخرين، كانوا يرمقونه بنظرات فاحصة:

– من هذا؟

– ما هذا الشعور الغريب؟

– جسده لا يُظهر طاقة خارجة، لكنه يُشبه حافة نصل مغموس في دمٍ قديم.

عند الساحة الأولى، وقف شيخ يرتدي ثوبًا أبيض مزخرف، خلفه كريستالة ضخمة.

"إن كنت تطلب الانضمام، فدعنا نختبر نبض جسدك. ضع يدك على الكريستالة."

لم يتردد زوي.

بمجرد أن لامست راحته سطح البلور، بدأت خطوط خضراء تتراقص على سطحها.

ثم تحولت إلى ذهبية.

ثم… انفجرت الكريستالة في شرخٍ مفاجئ.

الشيخ شهق.

يانغ شوان ارتدت للخلف نصف خطوة، لأول مرة تنكسر ملامحها.

"هذا ليس مجرد جسد صقل… هذه بنية غير مسجلة."

لكن زوي لم يقل شيئًا. فقط تراجع خطوة، وانحنى انحناءة بسيطة.

"كما وعدتكم، أظهرت ما لدي. القرار لكم."

نظر الشيخ نحو تلميذ قريب، وأومأ.

"أحضروه إلى قسم الفحص الكامل. هذه موهبة نادرة… وربما شيء أكثر."

...

في تلك الليلة، كان زوي لينغ في غرفة حجرية منفردة، يطل من النافذة الصغيرة على ساحة التمرين.

جلس متربعًا، وأغمض عينيه.

في الداخل، كان المرجل يدور ببطء، والتنانين تفتح عيونها الواحدة تلو الأخرى.

لكنه لم يتهيب.

"أنا الآن داخل الجبل الذي حلم

به لوه تشنغ.

سأصعده… لا كالبطل، بل كالسارق الذي قتل البطل وسرق اسمه."

---🌑 الفصل الثامن: عيون الجبل

في صباح اليوم التالي، رنّ جرس معدني في ساحة الطائفة.

خرجت جموع التلاميذ من حجراتهم كجداول من الطاقة تتدفق نحو الساحة الرئيسية، حيث تبدأ "مراسم التقييم" لكل المنضمين الجدد.

وقف زوي لينغ في الصف الأمامي، بجسده المستقيم وعينيه الهادئتين، كأن لا شيء حوله يستحق الانتباه.

لكن في داخله، كان المرجل يدور بهدوء، والتنانين تحوم داخله بفضول.

"لا أحتاج أن أكون الأقوى هنا الآن… فقط أن أكون كمن لا يُرى."

...

تقدّم شيخ مرتدٍ ثيابًا سوداء، ندب قديم يشق نصف وجهه.

"اليوم تبدأون الطريق. إما تصعدون، أو تُسحقون."

بدأ التقييم.

مرّ تلاميذ واحدًا تلو الآخر على "حلقات الطاقة"، أجهزة تقيس القوة البدنية، وسعة الطاقة، ونقاوة الجسد.

عندما جاء دور زوي، صعد بثبات.

– ضعه يده على القرص الثالث.

فعل.

القرص لم يتوهج فورًا كما فعل مع الآخرين.

لكن فجأة، انطلقت نبضة طاقة رمادية داكنة، غير مصنّفة… جعلت أحد الشيوخ يحدّق فيه بعينين ضيقتين.

"هذا ليس نوعًا معروفًا من الطاقات…"

قالها أحدهم.

لكن الشيخ الأعلى رفع يده:

"كفوا عن التحديق. إن لم يكن سُمًّا، فهو قوة."

أُعلن:

"زوي لينغ، مُسجّل كـ تلميذ داخلي مشروط – يُراقب لمدة ثلاثين يومًا."

...

بعد الظهر، استُدعي زوي إلى غرفة منفردة، حيث تجلس يانغ شوان خلف مكتب بسيط. عيناها ما زالتا كالسكاكين، لكنها الآن لم تعد تنظر بازدراء.

"هل تعرف كم من التلاميذ انضموا كـ تلاميذ داخليين مباشرة؟"

لم يُجب.

"ثلاثة فقط… في آخر خمس سنوات. وأنت أصبحت الرابع."

صمتت للحظة، ثم أضافت:

"لكن لا تخطئ. هنا… كل من يراقبك يريد أن يراك تسقط. وهذا يشملني."

ابتسم زوي، لكنه لم يجب.

في داخله، دوّى صوت تنين خافت… كأن روحه تتذوّق التهديد كنكهة مألوفة.

...

في الليل، صعد إلى سطح قاعته الحجرية، وجلس هناك، يحدق في النجوم.

استدعى المرجل… ليس ليستخدمه، بل ليستشعر حجمه.

التنانين لم تتحرك. كانت تراقب بصمت، كأنها تختبره.

"أنتم تعرفون أنني لست صاحبكم الأصلي… لكنني لست مجرد سارق أيضًا.

أنا من صهر هذا القدر بدمٍ لا يعرف الرحمة."

أغلق عينيه.

وتحت قبة السماء، بدأ تدريبًا داخليًا جديدًا، لا يعرفه أحد، لا يشبه أساليب الطائفة.

أسلوب زوي لينغ.

أسلوب المستولي على الألوهية.

---مرت الأيام الثلاثة الأولى داخل طائفة السيف الفضي بثقلٍ خفي.

كل تلميذ جديد يحاول إثبات نفسه، وكل تلميذ قديم يختبر الآخرين بنظرات، بكلمات، أو بضربة عابرة في الساحة.

لكن زوي لينغ؟

كان كالظل.

هادئًا، غير مثير للريبة… يراقب الجميع، يُسجّل خطواتهم، أنماط تدريبهم، قوتهم، غرورهم، وحتى انكساراتهم.

ثم أتى اليوم… الذي كُسر فيه الهدوء.

...

"زوي لينغ! اسمك في لائحة التحدي اليوم!"

قالها أحد التلاميذ بابتسامة خبيثة، وألقى لوحًا حجريًا بين يديه.

– "المبارزة الثالثة: زوي لينغ ضد كاي، من فرع عائلة ليو."

كاي، ذلك التلميذ الضخم ذو الشعر المحلوق والندبة فوق الحاجب، كان معروفًا بجسده الفولاذي وتقنية قبضات الحديد السوداء.

عند الساحة، تجمّع العشرات، بعضهم يشرب الشاي، وآخرون يراهنون.

قال أحدهم:

"الوافد الجديد؟ ضد كاي؟ سيكسر كتفيه خلال خمس أنفاس."

قال آخر:

"أوه، لا تكن قاسيًا. ربما يكسر فقط ضلعين."

...

وقف زوي على أرض الساحة، يتأمل الغبار يرتفع، والريح تدور حول قدميه.

كاي ابتسم بسخرية، وانحنى نصف انحناءة:

"جاهز لدفنك، دخيل؟"

لم يردّ زوي، فقط رفع يده، وقال للحكم:

"لن أستغرق طويلًا."

انطلقت صافرة البداية.

كاي اندفع أولًا، قبضته تشتعل بطاقة حمراء قاتمة، وهدير انفجر من حلقه:

"قبضة الانفجار المزدوج!"

لكن زوي لم يتحرك.

بل... انحنى نصف انحناءة، ورفع قدمه اليمنى.

ضربة واحدة.

ركلة مائلة إلى الفك.

انفجرت العظام، وتدحرج كاي أرضًا ثلاث لفّات، يتقيأ دمًا وأسنانًا.

صمت.

حتى الهواء لم يتحرك.

حاول كاي النهوض، لكنه سقط مرة أخرى على ركبتيه، ينظر إلى خصمه بعينين متصدعتين.

اقترب زوي، ببطء. جلس القرفصاء أمامه، وهمس:

"أمامك خياران، كاي... تعيش كالظل... أو تموت كفرصة."

...

رفع كاي يده المرتجفة، بصعوبة.

"أنا... أستسلم."

أعلن الحكم النتيجة، لكن معظم الحضور كانوا ما زالوا يحدقون بذهول.

في عقل أحد المراقبين قال شيخ للطاقة الداخلية:

"لا مرجل يتحرك… لا تقنية خرجت… فقط ضربة نظيفة. ما هذا النوع؟"

...

في تلك الليلة، جلس زوي في مكانه المعتاد، ينظف رمحًا خشبيًا أعطته الطائفة. لم يكن بحاجة له، لكن المشهد ضروري.

تقدّمت فتاة صغيرة من فرع يانغ، ووضعت زهرة عند مدخل حجرته.

"لقد... قاتلت مثل سيف لا صوت له."

لم يجب.

لكن في داخله، دوّى صوت مرجله... أبطأ، أعمق، كأنه يتأقلم معه

أكثر.

والتنانين؟

واحد منها فتح عينه، للحظة.

ثم أغلقها.

وكان الصعود قد بدأ.

---

🌑 الفصل العاشر: ولادة المزيف

كان الليل كثيفًا تلك الليلة، لا قمر فيه، والنجوم محجوبة بسحب داكنة.

جلس زوي لينغ في منتصف قاعته الحجرية، ساقاه متشابكتان، ويداه على ركبتيه.

لكن تأمّله لم يكن للصفاء... بل للغوص في أعماق شيء لا يُشبهه.

المرجل في داخله… كان يهمس.

والتنانين بدأت تتحرك.

ببطء... كأنها تستفيق من سبات طويل.

"لقد اندمجت مع ما كنتَ عليه، يا لوه…"

قالها زوي بصوت خافت، وعيناه مغمضتان.

"لكن بقاياك... لم تختفِ تمامًا."

...

في البُعد الداخلي، رأى نفسه واقفًا على صفيح من طاقة سوداء، والمرجل أمامه ينبض بلون رمادي غريب، لا هو ضوء ولا ظلام.

ثم سمعه…

ذلك الصوت.

"إن كنت سرقتني، فهل تستطيع الهروب مني؟"

صوت لوه تشنغ.

لم يكن غضبًا... ولا بكاءً... بل شيء أعمق.

كان كأن أحدهم يتكلم من وراء جدار من الرماد.

زوي لم يبتسم هذه المرة.

قال بهدوء:

"أنت لست حيًا بما يكفي لتُخيفني، ولست ميتًا بما يكفي لتُنسى."

ثم مدّ يده إلى المرجل، ودفع طاقته داخله بقوة.

اندلعت التنانين فجأة.

ثلاثة منها التفت حول جسده الروحي، الرابع اختفى في الهواء، والخامس... استدار نحوه ببطء وفتح فمه.

هاجم.

...

صرخة خافتة اخترقت الجبل.

لكنها لم تكن مسموعة إلا داخله.

فتح زوي عينيه.

الدم ينزف من زاوية فمه، وجسده يرتجف.

لكنه كان يبتسم هذه المرة.

"قاومتني، أليس كذلك؟ حتى وأنت رماد، ما زلتَ متمسكًا بالمرجل.

لكنني... الآن أنا المرجل."

نهض، واستدار نحو النافذة.

في الخارج، كانت القاعة الكبرى تتهيأ لإعلان دورة التصفية القادمة.

أصوات الحشود، أسماء المتبارزين، مشاعل معلقة، تحديات تدور.

لكنه لم يكن ينظر إلى أي من ذلك.

كان يرى شيئًا واحدًا فقط:

الطريق إلى القمة.

...

قبل أن يخرج، لبس رداءه الأسود، وثبّت علامة التلميذ على كتفه، وأغلق عينيه للحظة.

قال بصوت لا يسمعه أحد:

"من اليوم… لن

أكون مجرد زوي لينغ.

بل سأكون... الإله الكاذب."

ثم فتح الباب، وخرج.

---

2025/06/24 · 3 مشاهدة · 1354 كلمة
فانيس
نادي الروايات - 2025