الفصل الثاني: البذور والدم

بعد ثلاثة أيام من فوزه في الساحة، نُقل زوي لينغ إلى قسم مختلف من ممتلكات عائلة يي، حيث يُحتجز العبيد "الواعدين". كانت الغرف أكبر قليلًا، والطعام أفضل، لكن القيود لم تُرفع.

خلال النهار، خضع لتدريبات بدنية مكثفة مع عبيد آخرين. لكن زوي لم يكن مهتمًا بالعضلات، كان يراقب. يراقب الوقت، الوجوه، المسارات، وتبديل الحراس.

في الليل، جلس في غرفته، يتأمل جدرانها الصامتة. لقد تذكر كل شيء من المانهوا، بدقة شبه مطلقة.

بعد سبعة أيام من الآن، سيتعرض شيخ عجوز من أسياد الطائفة لمرض حاد. ونتيجة لذلك، سيُرسل أحد التلاميذ للبحث في أرشيف الطب العتيق التابع لعائلة يي.

وهناك، في غرفة صغيرة بجانب رفوف الأعشاب المهملة، وُضعت بالخطأ مخطوطة قديمة جدًا، مغلفة بجلد مهترئ. تلك المخطوطة تحوي تقنية: "صقل الجسد السماوي".

هي نفس التقنية التي سيعثر عليها لوه تشنغ بعد أسابيع، وتكون انطلاقته الحقيقية.

لكن هذه المرة، زوي هو من سيصل أولًا.

في اليوم التالي، تطوع زوي للقيام بأعمال النظافة في الأرشيف الجانبي، متحججًا برغبته في "التقرّب من الطائفة".

أُعطي مهلة نصف ساعة للتنظيف.

ولم يحتج أكثر من عشر دقائق.

تسلل بين الرفوف، وعيناه تفتشان الرف العلوي الثالث من الجهة الغربية. أصابعه تحسست الكتب حتى وجد ما يبحث عنه.

مخطوطة قديمة، مغبرة، لا تحمل أي ختم رسمي.

فتحها بسرعة، وقلب الصفحات.

"نمط دوران الطاقة... خطوط تنقية العظم... هذا هو!" تمتم.

طوى الكتاب ووضعه تحت ثوبه.

خرج كأنه لم ير شيئًا.

في الليل، عاد إلى غرفته، أخرج المخطوطة ووضعها أمامه. جلس متربعًا، وبدأ ببطء يقرأ السطور.

كان يعرف أن التقنية خطيرة ومعقدة. لوه تشنغ احتاج أسابيع لتطبيقها.

لكن زوي لديه ميزة: الذاكرة والمعرفة المسبقة.

أغلق عينيه، وبدأ التأمل. روحه ترتجف. خطوط الطاقة في جسده بدأت تستجيب.

---

مرت ليلتان منذ أن بدأ في ممارسة تقنية "صقل الجسد السماوي"، لكنه تجاوز المرحلة الأولى التي استغرقت من لوه تشنغ أسبوعين، في يوم ونصف فقط.

ميزة المعرفة… والنية السوداء.

في الساحة الخارجية، كان العبيد يُجمعون مجددًا. اختبارات تحمل، تدريبات على السيوف الخشبية، مراقبة دائمة من الحراس.

زوي وقف في الصف الخلفي. تحركاته أكثر خفة من قبل، أنفاسه أكثر انتظامًا. لا شيء خارق… لكن كل شيء محسوب.

"هيه، زوي! ستتأخر، تحرك!" صاح أحد العبيد.

ابتسم زوي وسار بهدوء. لا داعي للفت الأنظار مبكرًا.

خلال الاستراحة، جلس لوه تشنغ بجانبه، وهو يمسح عرقه بقطعة قماش رثة.

"هل تشعر بشيء غريب هذه الأيام؟" سأل فجأة.

زوي أخفى توترًا طفيفًا، ورد: "غريب؟ كيف تقصد؟"

لوه تشنغ نظر إليه بتمعن. "لا أدري… وكأنك أصبحت أسرع، أقوى قليلاً. ربما أنا أتخيل…"

ضحك زوي بخفة. "ربما فقط لأننا ننام أكثر قليلاً الآن؟"

لوه أومأ، لكنه لم يقتنع تمامًا.

زوي بدوره ابتسم داخليًا. "لا يجب أن يشك… ليس الآن."

---

في الليلة التالية، تسلل زوي خارج غرفته بصمت. لقد راقب الحراس لعدة أيام، يعرف موعد تبديلهم ونقاطهم العمياء.

هدفه هذه الليلة: مستودع الأسلحة المهجور.

في المانهوا، هذا المكان لا يُفتش جيدًا، وهناك تحت إحدى الألواح الخشبية، تُرك خنجر صغير من معدن غريب، كان يُفترض أن يجده لوه لاحقًا ويكتشف أنه مصنوع من عظم وحش قديم.

زوي وصل إلى المكان. يده مرت فوق الألواح، يبحث.

هناك.

سحب اللوح، وظهر الخنجر. صدئ من الخارج… لكن طاقته تنبض بشيء بدائي.

"خطوة أخرى… وكل شيء يسير حسب الخطة."

---

عاد زوي إلى غرفته قبل أن يلاحظ أحد غيابه. نظر إلى الخنجر، ثم إلى المخطوطة أمامه.

"القوة وحدها لا تكفي… أحتاج إلى أدوات، أسلحة، وعلاقات."

ثم نظر إلى فراش لوه، الذي كان يغط في نوم هادئ.

"وأنت… يا صديقي ال

مخلص… ستساعدني في كل ذلك، دون أن تدري."

أغلق عينيه، وبدأ التأمل مجددًا.

وفي داخله… النار تشتعل بهدوء.

--

النهايه

2025/06/23 · 8 مشاهدة · 566 كلمة
فانيس
نادي الروايات - 2025