---
رواية: المستولي على الألوهية – بداية زوي لينغ
الفصل الرابع: البوابة الأولى
مرّت سبعة أيام منذ أن بدأ زوي لينغ بتطبيق تقنية "صقل الجسد السماوي". وفي كل ليلة، كان يجلس متربعًا في الظلام، يقرأ التعاليم القديمة، ويحاول تنفيذها بأقصى دقة. الألم لم يتوقف، بل أصبح أشبه بطقس يومي، لكنه تعوّد عليه، بل بدأ يبحث عنه. فقد كان كل ألم يشعره بأنه حي… وبأنه يقترب خطوة أخرى من التحرر.
كان يعرف أن فتح النقاط الروحية في الجسد هو مفتاح الطريق نحو الزراعة. وفي كل جلسة تأمل، كان يركز على تنشيط تلك العقد الغامضة، يدفع طاقته بصبر، ويوجهها بحذر. وبعد عدة محاولات مرهقة، نجح في فتح أول نقطة طاقية – الـ"دان تيان" السفلي. ومعها، شعر بطاقة دافئة تتجمع في بطنه، كأن جمرة مستقرة أضاءت داخله.
وفي صباح اليوم الثامن، تغيّر كل شيء.
**
في ساحة التدريب، وقف العبيد في صفوف تحت شمس حارقة، يتلقون الأوامر من مشرف ضخم الجثة، يرتدي درعًا جلديًا سميكًا. كان اسمه "لي شين"، معروف بوحشيته وقسوته.
"اليوم لدينا اختبار قوة!" صاح المشرف، وهو يصفع كفه بعصا معدنية.
وُضع عمود خشبي أمام كل عبد، وطُلب منهم تسديد ضربة بكل قوتهم. كان هذا الاختبار يُجرى دوريًا، لتحديد من يستحق البقاء ومن يُرسل إلى المناجم أو يُباع لسوق القتال.
وقف لوه تشنغ في الصف، وقد بدا عليه التعب، لكنه حافظ على هدوئه. وعندما جاء دوره، ركّز طاقته في قبضته، ثم وجه ضربة صلبة إلى العمود. اهتز الخشب، وتشققت طبقته الأولى.
"مقبول." قال لي شين، ودوّن شيئًا على ورقة.
ثم جاء دور زوي لينغ.
تقدّم بخطى ثابتة، وسط همسات العبيد. لم يكن أحد يتوقع منه الكثير. حتى لوه نظر إليه بتعاطف، وكأنه يستعد للتدخل إن سخر منه الآخرون.
لكن زوي كان واثقًا.
ركز طاقته في ساعده، وسمح لها بالتدفق عبر المسارات الجديدة التي صقلها في الأيام الماضية. كانت القوة تتصاعد داخله، كأنها موجة تتكثف، تنتظر لحظة الانفجار.
ثم ضرب.
صوت غليظ انبعث من الخشب، وتبعته شقوق عميقة ظهرت على العمود. طبقتان من الخشب انفلقتا، تاركتين أثرًا واضحًا.
ساد الصمت للحظة.
حتى لي شين رفع حاجبيه بدهشة.
"هذا ليس طبيعيًا..." تمتم.
ثم صاح: "زوي لينغ! إلى الأمام!"
تقدّم زوي دون تردد، وقلبه ينبض بنشوة السيطرة.
"أنت... ستنضم إلى مجموعة التدريب الخاصة لحراس عائلة يي."
صدم العبيد، حتى لوه نفسه قال: "هذا سريع…"
زوي نظر إليه وابتسم: "أحيانًا، تأتي الفرص فجأة."
لكن الحقيقة؟ لم تكن فرصة... بل خطة.
**
في اليوم التالي، نُقل زوي إلى منطقة التدريب العليا، حيث يتدرّب العبيد الذين يتم إعدادهم ليصبحوا حرّاسًا شخصيين لأفراد العائلة. كان هذا المستوى الأخير قبل أن يُمنح "الحرية المشروطة"… خطوة واحدة فقط، وكان يُمكنه أن يغادر حياة الزنزانات.
التدريب كان قاسيًا، لكن زوي لم يكن يهتم. فقد كان هدفه الآن شيئًا آخر تمامًا.
من بين المتدربين، كان هناك شاب يُدعى "يي زانغ"، أحد أبناء الفرع الجانبي من العائلة، يتدرب أحيانًا بين الحراس لاستعراض مهاراته. كان مغرورًا، كثير الكلام، ويعامل الجميع بازدراء.
وفي ظهيرة أحد الأيام، دخل يي زانغ الحلبة، ونادى بصوت عالٍ:
"من منكم يجرؤ على مواجهتي؟ مكافأة للفائز: ثلاث قطع طعام إضافية اليوم."
سكت الجميع.
زوي خطى إلى الأمام.
"أنا."
ضحك يي زانغ، ثم قال: "عبد جديد؟ حسنًا، لنتسلى قليلًا."
بدأ القتال، والجميع وقف يراقب.
تحرّك يي زانغ أولًا، سحب سيفًا خشبيًا، وانقض كالعاصفة. لكن زوي تفاداه برشاقة، وانحنى في اللحظة المناسبة، ثم وجّه ضربة دقيقة إلى ضلع خصمه.
يي زانغ تراجع، مذهولًا.
"كيف...؟"
زوي لم يُجبه. بل تقدم، وأمسك بالخشبة في لحظة خاطفة، وأوقفها بحركة دوران. ثم أسقطه أرضًا.
صمت.
ثم تصفيق خافت من المدرب المسؤول، رجل أصلع يُدعى وانغ لاو.
"هذا الفتى... ليس عاديًا."
بعدها بدقائق، استُدعي زوي إلى مكتب جانبي، حيث كان وانغ لاو ينتظره خلف مكتب خشبي ضخم.
"من أين تعلمت القتال بهذه الطريقة؟"
أجاب زوي بهدوء: "درّبت نفسي… كثيرًا."
تأمله وانغ لاو طويلًا، ثم قال: "أنت لا تشبه بقية العبيد، وهذا واضح. إن كنت تخفي شيئًا، فأفضل أن تخبرني الآن…"
زوي انحنى باحترام، وقال: "كل ما أريده هو أن أرتفع. لا أحمل نية سيئة."
بعد لحظة صمت، أومأ وانغ لاو: "ابتداءً من الغد… ستبدأ تدريبات خاصة. أريد أن أرى إلى أين يمكنك الوصول."
**
تلك الليلة، جلس زوي على سريره في الغرفة الجديدة، وأخرج المخطوطة مجددًا. كان قد قطع نصف الطريق في تقنية "صقل الجسد السماوي"، وبات يشعر أن النقطة الثانية في جسده على وشك الانفتاح.
إن فتحها، سيكون قادرًا على مواجهة بعض المزارعين من الطبقة الدنيا.
أغلق عينيه، وبدأ التأمل.
طاقة العالم حوله، رغم ضعفها، بدأت تتجمع ببطء.
وفجأة...
شعر بانفجار داخلي جديد، أشبه بسيل من النار يندفع في عروقه. لم يصرخ، لكنه تعرق بشدة، وكل عضلة فيه ارتجفت.
عندما انتهى، شعر وكأنه خُلِق من جديد.
فتح النقطة الثانية.
وبذلك، عبر عتبة الضعف... إلى أولى درجات القوة الحقيقية.
ابتسم لنفسه، وهمس:
"لوه تشنغ... لقد بدأتُ
أتجاوزك."
---
النهايه