الفصل السادس: المستولي على المرجل – سقوط البطل وولادة المزيف

في تلك الليلة، لم يكن زوي لينغ يتأمل لتقوية جسده، بل كان يُراجع ما فاته.

جلس على الأرض، أمامه المخطوطة القديمة، ومخطط بسيط مرسوم بالفحم على الجدار:

"الفرص المأخوذة ← الفرص المسروقة ← الفرص غير القابلة للسرقة ← الحلول البديلة."

"سرقتُ التقنية... سرقتُ المشهد... سرقتُ الثقة… لكن هناك ما لم أستطع الوصول إليه."

كان يتحدث عن أمرين: المرجل الداخلي الذي لم يشعر به رغم كل التأمل، وتنانين الطاو التي لم تظهر رغم تجاوزه لمرحلة "صقل العظم".

حدّق في أصابعه قليلًا، ثم شد قبضته.

"إذا كانت تلك القدرات جزءًا من روحه... فربما الحل بسيط. أحتاج روحه."

في اليوم التالي، تطوّع زوي لينغ لتنظيف جناح الأعشاب القديم المهمل. لم يكن يبحث عن تقنية، بل عن عشبة تُدعى "روح الحرق الخافت"، مكون أساسي في تقنية ممنوعة تُستخدم لربط روحين أثناء موت أحدهما، لنقل "جوهر الزراعة".

وبعد بحث دقيق، وجدها… أوراق ذابلة رمادية، تنبعث منها رائحة رمادٍ عتيق.

في تلك الليلة، نظر إلى لوه تشنغ النائم، تنفس بعمق، وهمس دون أن يسمع:

"ستمنحني أعظم ما فيك، يا لوه... وسأُحيي المرجل بداخلي. لن أكون مستوليًا على فرصك فقط… بل على قدرك."

...

في اليوم التالي، رُتبت رحلة إلى بحيرة الصخر لجمع أعشاب مائية نادرة، وكان لوه ضمن المجموعة.

انتهز زوي الفرصة، واقترب منه بينما يشرب، وحقنه بإبرة صغيرة تحوي مزيج دمه وعشبة روح الحرق.

وفي عمق الليل، عندما عاد الجميع للنوم، جلس زوي في وضعية التأمل، بدأ يُفعل الطقس.

داخل وعي لوه، عبر زوي جسورًا من طاقة الدم، حتى وجد نفسه في بعد داخلي محاط بالضباب الأزرق، والتنانين تحلق حول مرجل أسود ضخم.

اقترب منه، مد يده، حاول التسلل إلى روحه، لكن التنانين زأرت.

صوت خفي اخترق الوعي:

"أنت لست المختار."

وفجأة، طُرد من الوعي بقوة.

تقيأ دمًا، ارتعش، وسقط على الأرض.

لكنه ابتسم، وتمتم:

"سأحطمه أولًا، ثم آخذه وهو يصرخ."

...

في اليوم التالي، التقى بعجوز غامض في الساحة، يبيع أدوات قديمة. تحدث إليه بصوت منخفض:

"هل تبحث عن وسيلة لربط الأرواح؟"

أجابه العجوز بابتسامة: "جرب خيط الروح. يُغرس في الوعي، ويسحب ما تشاء... بالقوة."

في الليل، جلس زوي مجددًا، جهز الخيط، واستخدم بقايا الإبرة كنقطة دخول.

مدّ الخيط الروحي إلى داخل عقل لوه تشنغ.

واجه مقاومة… التنانين مجددًا… دوامات من الهالة النقية، لكن هذه المرة، كان مستعدًا.

رفع صوته، وردد كلمات الطقس المحرمة:

"دمك، روحي. قلبك، اسمي. ما أنت، أصبح أنا."

صرخة ارتجّت في البعد الداخلي.

نواة روح لوه اهتزت… ثم تحطمت.

المرجل بدأ في التحرك… دخان أسود تدفق إلى أعماق زوي.

أنفاسه توقفت للحظات. جسده ارتجف. عينا لوه تشنغ تفتحتا للحظة… ثم أُغلقتا للأبد.

كان الجسد ساكنًا.

أما زوي… فقد فتح عينيه ببطء، وهو يشعر بقوة جديدة تنبض فيه.

...

في اللحظات التالية، احتضر لوه تشنغ.

في البُعد الداخلي، سقط ظله، وتفتتت نواته.

انفجرت روحه بنار بطيئة، وصار رمادًا.

زوي وقف، يراقب كل شيء. قال بهدوء:

"شكراً لأنك صدقت صداقتي. هذه كانت نهايتك."

أدار وجهه، وغادر دون أن ينظر خلفه.

...

حين عاد إلى مكانه، جلس، وتأمل.

المرجل ينبض في داخله. التنانين الخفية تطوف حول روحه.

شعر أن عضلاته... دمه... وحتى عظامه، ليست كما كانت.

رفع قبضته… ضرب صخرة في الغرفة.

تهشّمت إلى غبار.

ابتسم.

لكن فجأة، وفي غمرة النشوة، سمع صوتًا في رأسه… صوتًا مألوفًا، باردًا، كأنه يأتي من قبر:

"إن كنت سرقتني، فهل تستطيع الهروب مني؟"

تجمد للحظة.

ثم تمتم:

"حتى إن بقيت بقاياك... سأطحنها."

نهض من مجلسه، نظر إلى الأفق البعيد،

وأعلن:

"سأدخل الطائفة بقوتك، يا لوه... وسأصعد بها فوقك."

ثم عبر البوابة، وغادر ممتلكات عائلة يي.

---

النهايه

2025/06/24 · 5 مشاهدة · 560 كلمة
فانيس
نادي الروايات - 2025