لم أصدق هذا النوع من الخيانة.
ارتجفت من إحساس بالخيانة يتصاعد من حفرة معدتي ، وأختبر القول المأثور عن طعني في قدمي بفأس موثوق به.
"أنت تعرف انني قد جمعت هذا المال بصعوبه !"
سارعت إلى جمع الأموال والمجوهرات التي سقطت من أيدي يوريك المرتبكة.
"أنت تحاول سرقة أموالي الآن!"
"أنيسة ، إن هذا سوء فهم."
“يا له من سوء فهم! أنت نفسك تعرف كيف جمعت هذه الأموال! "
رفعت صوتي مستذكرًا أيام المعاناة التي لا حصر لها التي مرت أمام عيني.
هل كان يعتقد أنه كان من السهل على الطفل فتح عينيه على مصراعيه والبحث عن المحتالين لإفراغ جيوبهم؟
"كانت هناك عدة مرات شعرت فيها بالتعب ومرض بسبب استخدام قدرتي لفترة طويلة."
"لا ، أنا أقول الحقيقة، أستمعي لي، في الواقع ، لم أقصد أن آخذ هذا ".
أمسك يوريك بكتفي عندما هزته بانفعال من ياقته.
"ثم؟"
"حسنًا ، من برأيك سيفكر في أخذهم؟"
ألقيت نظرة على الصوت القادم من خلفي.
لسبب ما ، كان ديتريش الذي عاد إلى غرفتي مرة أخرى يميل بشكل منحرف على الباب.
"تكلم ".
رفع زوايا شفتيه وضغط على يوريك .
نظرت إلى ديتريش ويوريك بالتناوب بينما كنت أحمل كنوزي بإحكام بين ذراعي.
"هاه؟ قلها ، يوريك، إذا لم تكن تخطط لأخذهم حقًا ، فمن الذي أمرك بذلك؟ "
"...لا آسف، أردت المال الذي عملت عليه بجد ، أنيسة ".
يوريك ، الذي فرك جبهته بشكل غامض بقسوة ، اعترف.
للوهلة الأولى ، بدا يوريك وكأنه متهم زوراً بأنه مجرم ، لذلك وضعت يدي على جانبي وضغطت على لساني.
"حقا أقول لك انها نهاية العالم ، أليس لديك أموال أكثر مني ، يوريك؟ أنت حقا جشعه ".
"أنت على حق، أنا قمامة، انا أسوأ شخص في العالم ، أنيسة ".
ابتسم يوريك ورفع زوايا شفتيه واعترف بهدوء.
هزت كتفي ، ورأيت المجرم يخفض ذيله بسهولة ، ولم يكن من الممتع استجوابه.
"حسنًا ، هل احتجت إلى المال بشكل عاجل؟ هل أقرضك المال؟ "
عندما سألت بعيون مستديرة ، هز يوريك رأسه ببطء.
بدأ يمشي ببطء ووجهه مكتئب قليلاً.
"لا ، لا بأس -"
"هل واجهتك مشكلة؟ أخبرني."
لن أحتاج إلى المال لفترة من الوقت ، لذا يمكنني إقراضه بما يكفي ، لكن يوريك هز رأسه فقط.
حدقت في يوريك الذي غادر الغرفة على عجل كما لو حدث شيء عاجل وأدار رأسي إلى ديتريش.
"ما خطاب يوريك؟"
"لا أعلم."
اهتز وجهه الأنيق قليلاً ، وبدا كل شيء بريئاً.
ومع ذلك ، كنت أشعر بالريبة بعض الشيء ، لذا قمت بإمالة رأسي وسألت.
"أنت حقا لا تعرف؟"
"نعم."
لا يمكن فعل شي إذا قال إنه لا يعرف.
أومأت برأسي بعد مشاهدة هالته التي لا تتزعزع بعيون ضيقة.
"إذا تعرض للخداع في أي وقت مضى في مكان ما ، يجب على ديتريش مساعدته، لديك الآن مبلغ هائل من المال ".
كان من الطبيعي أن تقع جميع الممتلكات الخاصة لدوقية لاغرانج الكبرى في راحة يديه.
كانت المشكلة الوحيدة هي أنه لم تكن هناك بنية تحتية في الشمال للاستمتاع بالرفاهية مثل العاصمة ، ولكن عندما يتعلق الأمر بالموارد ، كانت مماثلة للعائلة الإمبراطورية.
"أعتقد أنه كان هناك عدد قليل من المؤسسات التي ذهبت إلى الخارج."
"ماذا ستفعلين عندما يكون لديك المال؟"
سأل ديتريش ، الذي كان صامتا للحظة ، ببطء، شعرت أنه كان يحاول اكتشاف شيء ما ، لكني أجبته دون تفكير كثير.
"امم السفر."
"السفر؟"
"نعم."
"إذن يمكنك القيام بذلك الآن، هناك الكثير من المدن لزيارتها في الشمال ".
"لا ، أنا لا أتحدث عن ذلك، أريد الذهاب في حقائب الظهر، مثل الذهاب ورؤية العالم ".
لم أستطع المغادرة الآن لأنني قلق بشأن التوائم الثلاثة ، ولكن بمجرد أن يستقر لاجرانج ويصبح مستقرًا ، أردت ركوب سفينة فالير كروز الشهيرة.
"أرى."
"نعم! أريد حقًا أن أرى العالم! "
كنت آمل سراً أن يحقق ديتريش أمنيتي ، لذا مع الأحلام الكبيرة المتضخمة ، حدقت فيه بعيون متلألئة.
ثم نظر إلي بنظرة مغرورة وفتح فمه بهدوء.
"ليس لدي نقود."
"هاه؟ لماذا؟"
إنه أمر لا يصدق أن تعتقد أن دوقية لاغرانج الكبرى ليس لديها أموال.
فتحت فمي بدهشة.
"ليس لديك المال ، ديتريش؟"
"لقد أنفقت كل ذلك بكفالة، ليس لدي فلس واحد. "
"هل هذا ممكن؟ هل كانت كفالي بهذه الضخامة؟ "
لم يتم الكشف عن أنني فعلت ذلك حقًا ، فما الكفالة؟
علاوة على ذلك ، حتى لو تم الإفراج عنه بكفالة لقاتل متسلسل ، فلا ينبغي أن يكون كافياً لسرقة ممتلكات دوقية لاغرانج الكبرى الخاصة.
أومأ ديتريش برأسه بسرعة عندما سألت ، مصدومًا.
"نعم، كان ذلك هائلا ".
"إذن ، هل افلست الدوقية؟"
"نعم."
عندما كنا صغارًا ، كان يكره ذلك عندما قلت إن داليا كانت فقيرة ، لكنه الآن اعترف بسرعة أننا متسولون.
"لا! إذا طلبوا منك مثل هذه الكفالة الضخمة ، كان يجب أن تخبرهم أنك لا تستطيع إعطائها! "
"قلت أنك تريدين العودة إلى المنزل في أقرب وقت ممكن."
أغلقت فمي عند ملاحظة ديتريش الفظة.
عندما كان يحدق في وجهي الذي أصابني بخيبة أمل ، أكد بحزم.
"في الوقت الحالي ، ليس لدينا نقود."
***
"أميرة ، انظري إلى هذا، ربما لأن اللون غامق ، لكن كل هذا ذهب ".
ابتسم لانسل على نطاق واسع ، مشيرًا إلى النافورة الرائعة التي تتناسب مع حديقة الطبيعة الكبيرة.
وميض التمثال البرونزي للشيطان الذي بني في الوسط بعيونه الذهبية وانبثقت منه رائحة باهظة الثمن.
"هل تقول إنه ذهب؟ تلك العيون؟"
"نعم، خذي وقتك وانظر حول الحديقة أيضًا ".
الحديقة المليئة بأشجار الزعرور الخضراء التي عكست ذوقي ، كما قال ، كانت تستحق المشاهدة.
"أميرة ، ألم تقولي أنك تحبين الزهور؟ تذكرت أنك قلت أنه لا توجد أزهار في غابة الورود الذابلة ، لذا تا دا! "
كما لو كان يبحث عن الثناء ، أشار لانسل إلى جانب الحديقة حيث كانت أزهار الصيف ترفرف.
بدأ يتباهى بأنه حتى قام ببناء دفيئة صغيرة في وسط حديقة مليئة بزهور الكوبية الزرقاء الباهتة.
"هذا الزجاج ليس زجاجًا عاديًا ، يا أميرة لقد تم صنعه بقطعة أثرية ، لذا فهو عبارة عن دفيئة حيث يمكن أن تتفتح أزهار الربيع حتى في منتصف الشتاء ".
"قطعة أثرية ... أليست قطعة أثرية باهظة الثمن حقًا؟"
"هذا صحيح! هذه دفيئة بنيت من أجلك بعد كل شيء، بالطبع ، كانت باهظة الثمن للغاية! "
" يمكنك حتى شراء قصر واحد بتكلفة بناء هذا البيت الزجاجي ".
هذا الشرير فعل شيئًا بدون ان يسأل حتى!
ألم يكن ذلك بالتحديد لأن هذا الخادم أهدر المال على مثل هذا الإسراف لدرجة أن دفع بعض الكفالة انتهى به الأمر إلى تكلف ثرواتنا كلها ؟!
بالطبع ، نحن نفتقر إلى المال في الوقت الحالي ، لكن لا يوجد شيء اسمه عدم وجود المال.
ابتعدت عن الواقع الوشيك بعيون غائمة وسرت مع لانسل ، الذي أمسك بي.
على الرغم من أنه لم يكن كبيرًا في الحجم ، إلا أن الدفيئة الزجاجية التي يمكن رؤيتها عن قرب انعكست في ضوء الشمس وتألقت كما لو كانت على وشك الصعود إلى الجنة.
"إنها جميلة للغاية."
انفتح فمي على الزخرفة الكريستالية ذات الرائحة الباهظة التي أنتجت قوس قزح.
كان لانس يبتسم على نطاق واسع دون أن يعرف ما أشعر به في الداخل وفتح باب الدفيئة.
كانت الدفيئة ذات الرائحة الحلوة مغطاة بالحصى الأبيض والمفروشات المعلقة في كل مكان كانت مطرزة بالجنيات بخيوط ذهبية.
"كم سعر كل هذا؟"
بعد معرفة أن لاغرانج كانت تعاني من مشاكل مالية ، كان من المستحيل النظر بشكل مريح إلى الطبيعة الفخمة والمبنية بإسراف.
أخذت نفسا عميقا واتكأت على كرسي خشبي لا يمكن حتى مقارنته بكرسي داليا الفاسد.
"هل يعجبك ذلك كثيرًا؟ إلى النقطة التي تذرف فيها الدموع؟ "
مسح لانسل وجهي ببراءة.
حدقت في التجاعيد في عينيه التي بدت وكأنها تتطور في الوقت الطويل الذي لم أره فيه.
"أنت تعلمين أن هناك خطايا أرتكبها ضدك يا أميرة، لذلك حاولت تزيينها بطريقة ترضيك قدر الإمكان ".
"أنت لا تكرهني الآن؟ بسببي كاميليا ، أعني ، ماتت والدتي ولذا كنت تكرهني كثيرًا ".
"هل قلت لك هذا من قبل ، يا أميرة؟"
بالطبع ، لم يكن شيئًا يقال لي بشكل مباشر.
كنت قد سمعت فقط عن كلماته السيئة ، وهو يتمتم تحت جثته أمام طفل حديث الولادة.
لاحظت وجهه وهو يشعر بالذنب فجأة.
"هذا ... "
بوجه بدا وكأنه ينفجر بالبكاء في أي لحظة ، تلعثم لانسل واستمر.
"لابد أنني أصبت بالجنون بسبب الحزن، إذا كنت تريدين معاقبتي حتى الآن ، فسوف أقبلها باقتناع، لكن يا أميرة. "
"نعم."
"لم أتخيل حقًا أن السيدة كاميليا ستموت عبثًا هكذا، لقد كانت شخصًا قويًا حقًا ".
أومأت برأسي واستمعت بهدوء إلى عذر لانسل غير التوضيحي
"لا بأس، ليس لدي أي أفكار لمعاقبتك ".
كان السبب الذي جعل لانسل يكرهني كثيرًا بسبب تأثير اللعنة.
الآن بعد أن فكرت في الأمر ، فإن لانسل هي شخص تحت حكم كاميليا .
كان كاميل عضوًا في مجموعة غير معروفة ينتمي إليها ماركيز ديوس.
لا يبدو أنها كانت مجرد عبدة بسيطة.
"أي نوع من الأشخاص كانت امي ."
"لقد بدت تمامًا مثل الدوق الأكبر ." *يقصد ديتريش
إذا كان على أي شخص أن يشبه شخصًا ما ، فيجب أن يكون ديتريش هو الذي يشبهها ، لكنني لم أصحح كلماته.
واصل لانسل حديثه بصوت ضبابي وكأنه في حلم.
"لقد كانت شخصًا جميلًا وقويًا وفخورًا، كانت هي التي أعطتني الأمل في أن هذه الأسرة الجهنمية ستتغير ".
"تتغير؟ كيف؟"
"أنا لا أعرف ذلك أيضًا، لم تخبرني بالتفصيل قط، أخبرتني شيئًا عن نبوءة الخلاص - "
"ماذا؟"
أمسكت طوق لانس عند كلماته.
هل يقول أن كاميليا على علم بالنبوة؟
قيل أن النبوة كانت سر المعبد ، ولكن أي نوع من السر كان يعرفه الجميع في العالم؟
في اللحظة التي استعدت فيها لسؤاله المزيد عن كاميليا ، انفتح باب الدفيئة ودخلت الخادمة.
انحنت الخادمة لي بأدب وصفت صوتها.
"أميرة ، وصلت ضيفة."
"هاه؟ من؟"
"كانت شابة اسمها شارلوت فالانديا."
دفنت وجهي في يدي عندما سمعت الاسم الذي سئمت منه.
"...أغلقي الباب."
"عفوا ؟"
"لا ، ارفعي الجسر المتحرك حتى لا تقترب من الباب."