الفصل العاشر: خيانة ودماء
كان سيد الهمسات، فذار، يتوجه نحو الباب ليأمر أحد الأشخاص باستدعاء روب، عندما صرخ قائد الحرس الإمبراطوري، الجنرال هودرو، على الجنود: "أوقفوه!"
تجمد الجميع في مكانهم، وحدقت العيون بالجنرال الذي قال بصوت مليء بالندم: "سموك الأمير ثورفين، أنا أعتذر عن عدم احترامي لك وللعائلة المالكة. أنا نادم جدًا على هذه الخيانة التي اقترفتها، وأتمنى أن تعفو عني."
بدأت الهمسات تتردد في أرجاء القاعة، ووجوه الحاضرين تحمل علامات الاستغراب والريبة. في تلك اللحظة، كان هنري غاضبًا لدرجة أنه استل سيفه ووجهه نحو الجنرال هودرو، عازمًا على قتله.
وقبل أن يتمكن هنري من تنفيذ نيته، شعر بطعنة قوية في ظهره. استجمع كل قوته المتبقية ونظر خلفه ليرى من طعنه، ورأى هاري واقفًا خلفه بسيف مغروس في جسده. كانت صدمة هنري تعادل صدمة جميع الموجودين في الغرفة.
تبادل هاري نظرة مع الملكة، التي كانت تقف على جانب العرش بابتسامة خفية على وجهها. همس هاري بصوت لا يسمعه غيرهما: "الملكة ترسل تحياتها."
لم تمر ثوانٍ قليلة حتى سقط هنري على الأرض، ودماؤه تسيل من جرحه. كانت لحظة درامية ومؤثرة، حيث شعر الجميع بثقل الخيانة والظلم. كانت قاعة العرش تعج بالهمسات والذهول، ووجوه الحاضرين تعكس الصدمة والألم.
نظر هنري إلى السقف بعينين تملأهما الدموع، يشعر بالألم والخيانة، يحاول أن يتنفس بصعوبة، وكأنه يبحث عن أي شفقة أو رحمة في تلك اللحظات الأخيرة. كانت نهايته مأساوية، وغادر هذا العالم وقد ترك وراءه العديد من التساؤلات والشكوك.
بدأ ثورفين يتقدم نحو العرش، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة متكلفة. جلس على العرش، ونظر إلى الجميع بنظرة مليئة بالغرور والتحدي.
بعد انتهاء الفوضى واستقرار الأمور، اقترب ثورفين من الملكة، وسألها بنبرة مليئة بالسرور والغضب المكبوت: "أمي، هل أنت من خطط لكل هذا؟ لقد رأيت النظرة التي تبادلتها مع هاري."
نظرت الملكة إليزابيث إلى ابنها بثبات وقالت: "نعم، أنا من خطط لهذا. أخبرت هاري عن الوصية وأمرته بإقناع هنري بالانقلاب. كنا نحتاج إلى ضمان موته، لأن محاكمة عادلة قد تنقذه. فهو دوق ثاني أكبر دوقية في المملكة، وبالتأكيد سيحاول بعض النبلاء إنقاذه."
تضايق ثورفين من عدم معرفته بالخطة مسبقًا وقال: "كان يجب أن تعلميني بكل شيء. أنا الآن الملك، وأي خطة مستقبلية يجب أن تأخذي رأيي فيها."
ابتسمت الملكة بلطف وقالت: "أنت محق، يا بني. كان يجب أن أشاركك بكل التفاصيل. لكننا الآن نجحنا في خطتنا، وسأخذ دائمًا رأيك في المستقبل."
وفي مكان آخر في المملكة، في منطقة تسمى عين ذئب، كانت المرأة ذات الشعر البرتقالي تتحدث مع روب، شقيق الملك الراحل. قال روب بنبرة حازمة: "حان وقت التحرك. في البداية كنا نتحرك في الخفاء، لكن الآن، مع دعم كنيسة نور سبعة، يمكننا التحرك بقوة وبشكل علني."
أضاف روب وهو ينظر إلى أحد الجنرالات: "موراد، اذهب وجمع الجيش. حان وقت إنهاء هذه اللعبة."
رد الجنرال موراد بتحية عسكرية وانصرف لتنفيذ الأوامر. نظرت المرأة ذات الشعر البرتقالي، إلى روب وقالت: "كل شيء يتحقق أيها الأمير الموعود."
في العاصمة، بعد مرور ساعات على الحادثة، كان رأس هنري معلقًا في أحد أرجاء القاعة كتحذير للجميع. جلس ثورفين على العرش، وأمر سيد الهمسات بإرسال دعوات لجميع نبلاء المملكة لحضور حفل تتويجه بعد شهر، مع تفاصيل خيانة الدوق هنري.
قال ثورفين لسيد الهمسات: "أرسل رجالًا أذكياء إلى دوقية الغزال ليروا رد فعلهم. نريد أن نعرف إذا كانوا سيأتون للحفل أم سيحاولون الانتقام. ونفس الأمر مع عمي روب."
امتثل سيد الهمسات للأمر وغادر لتنفيذ التعليمات. بعد لحظة من الصمت، قال ثورفين: "لا يمكن أن يظل منصب يد الملك شاغرًا. بهذا، أعين هاري يد الملك الجديد."
ركع هاري بفرح أمام ثورفين وقال: "عاش الملك ثورفين!"
خرجت الملكة من جانب العرش وقالت: "لدي اقتراح حول وزير المالية الجديد."
ابتسم ثورفين وقال: "ومن يكون هذا الشخص السعيد الحظ؟"
أجابت الملكة: "رئيس الكنيسة. سيساعدنا دعمه المالي كثيرًا."
وافق ثورفين على الفور، وأمر بإعلام رئيس الكنيسة بهذا القرار. لم يكون جعل رئيس كنيسة أمر غير متوقع، ف على مر عصور كان الكثير من رؤساء الكنيسة يتولون منصب وزير المالية بسباب ثراء الكنيسة ومواردها لا محدودة .