الفصل الثاني: مغامرات وتحديات
مرت خمس سنوات منذ ولادة فيليب وفريس، وأصبح التوأمان مشغولين بتعلم الفروسية والدين وأسرار المملكة. كان الفارس إيفار، المعروف بمهاراته وقوته، هو المعلم الذي تولى تعليم فيليب وفريس فنون القتال وركوب الخيل. كان إيفار صارمًا لكنه عادل، وحرص على أن يكون التوأمان مستعدين لأي تحديات قد تواجههما في المستقبل.
في نفس الوقت، كان النبيل سيجرد يتولى تعليم التوأمين عن دين المملكة وتاريخها، بالإضافة إلى أسماء بيوت النبلاء والممالك الأخرى. كان سيجرد حكيمًا وصبورًا، وكان يستمتع بنقل معرفته للتوأمين اللذين كانا يظهران اهتمامًا كبيرًا بما يتعلمانه.
ذات يوم، قرر فيليب وفريس التنكر بزي العامة والخروج من القصر دون إخبار أحد. كان الفضول يسيطر عليهما، وأرادا رؤية كيف يعيش الناس في المملكة. ارتديا ملابس بسيطة وغادرا القصر في الصباح الباكر، متسللين عبر البوابات دون أن يلاحظهما أحد.
تجولا في الأسواق والشوارع، وشاهدا الناس يتنقلون بين الباعة والمحال. كانت الحياة في الخارج مختلفة تمامًا عما كانا يعرفانه داخل جدران القصر. وبينما كانا يتجولان، صادفا مهرجًا يحكي قصة أمام جمهور من الناس.
كان المهرج يتحدث عن "الأمير الموعود" الذي سيأتي يومًا ما ويوحد أركان العالم بنار ودم. كان الأمير الموعود شريرًا للغاية، يقتل أي شخص يقف في طريقه. استمع فيليب وفريس إلى القصة بشغف، لكنهما شعرا بالخوف من هذا الأمير الشرير.
بعد أن انتهت القصة، قررا العودة إلى القصر بسرعة. لكن عند وصولهما، كان الدوق هنري ينتظرهما عند البوابة. كان واضحًا أنه غاضب جدًا من خروجهما دون إذن. "كيف تجرؤان على مغادرة القصر دون علمي؟!" صرخ الدوق بغضب.
حاول فيليب وفريس تبرير فعلتهما، لكن الدوق كان غير مستعد لسماع أي أعذار. "أنتم أطفالي وواجبكم أن تكونوا آمنين داخل القصر. لا أريد أن أسمع عن مثل هذه التصرفات مرة أخرى!" قال بصرامة.
شعر فيليب وفريس بالندم على فعلتهما، ووعدا بعدم تكرارها. ومع ذلك، لم يستطع التوأمان نسيان قصة الأمير الموعود، وظلت تلك القصة تسبب لهما القلق والخوف من المستقبل.
استمرت الأيام، وواصل فيليب وفريس تعلم الفروسية والدين وأسرار المملكة، لكنهما كانا دائمًا يتذكران تلك القصة المرعبة. وعزما في داخلهما على أن يكونا مختلفين عن ذلك الأمير الشرير، متعهدين بأن يستخدموا قوتهم ومعرفتهم لحماية المملكة ونشر العدل والسلام.