الفصل الثالث:ترويض التنانين
مرّت سنتان منذ مغامرة فيليب وفريس في الأسواق، وأصبح التوأمان الآن في السابعة من عمرهما. رغم أن حياتهما عادت إلى الروتين اليومي من التدريب والتعليم، إلا أن القصة المرعبة عن الأمير الموعود لم تترك أذهانهما. كانا يعلمان أن عليهما أن يكونا مستعدين لأي تحديات قد يواجهانها في المستقبل.
ذات صباح، استدعى الدوق هنري التوأمين إلى قاعة الاجتماعات. كان هناك جو من الجدية في القاعة، حيث جلست الدوقة ماريا بوجه متجهم وواضح عليها القلق. "لقد حان الوقت،" قال الدوق هنري بصوت حازم. "سنذهب اليوم إلى كهوف التنانين."
نظرت الدوقة ماريا إلى زوجها بعينيها المملوءتين بالقلق. "هل أنت متأكد، هنري؟ إنهم ما زالوا صغارًا جدًا. ماذا لو أصابهم مكروه؟"
أجاب الدوق هنري بثقة: "التنانين جزء من تراث عائلتنا وعلينا أن نعلمهم كيفية ترويضها. القوة هي التي ستحميهم في هذا العالم المظلم. لا يمكننا تأجيل هذا الأمر أكثر من ذلك."
برغم خوفها وقلقها، لم تستطع الدوقة ماريا معارضة قرار زوجها. كان فيليب وفريس متحمسين، رغم شعورهم ببعض القلق من المجهول.
انطلق الجميع في رحلة إلى كهوف التنانين، التي كانت تقع في منطقة وعرة وجبلية بعيدة عن القصر. عندما وصلوا إلى هناك، كانت الكهوف تبدو مخيفة ومرعبة، لكن الدوق هنري بدا واثقًا وهو يقودهم إلى الداخل.
في الداخل، كانت الكهوف مليئة بالأصوات الغامضة والهمسات التي تملأ الجو. اقتربوا من منطقة واسعة ومضيئة حيث كانت التنانين تستريح. كانت التنانين ضخمة وجميلة، لكن قوتها وهيبتها كانتا واضحتين.
تقدم الدوق هنري نحو إحدى التنانين وأشار إلى فيليب وفريس للاقتراب. "عليكما أن تظهرا للتنانين أنكما تستحقان الثقة والاحترام. ابدأا بلمسها برفق، واتركاها تتعرف عليكما."
بدأ فيليب وفريس بمحاولة ترويض التنانين بحذر. كانت التنانين تراقبهم بعيونها الحادة، لكن تدريجيًا، بدأ فيليب وفريس يكسبان ثقتها. كانت العملية تستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين، لكن التوأمان كانا مصرين على النجاح.
في أحد الأيام، بينما كان فيليب يحاول ترويض تنينه الضخم، الذي سماه "دورغو"، اندفع التنين فجأة نحو فريس، مما جعله يسقط على الأرض. صرخت الدوقة ماريا بخوف، لكن الدوق هنري تدخل بسرعة وأمر التنين بالتراجع.
قال الدوق هنري بصرامة: "هذا هو سبب تعليمكم كيفية التعامل مع التنانين. يجب أن تكونوا حذرين وقويين. التنانين قد تكون خطيرة، لكن قوتها يمكن أن تكون حليفًا قويًا إذا تعلمتم كيفية ترويضها."
شعر فيليب بالذنب لأنه لم يكن حذرًا بما يكفي، لكنه لم يستسلم. واصل التوأمان تدريباتهما اليومية، ومع الوقت، بدأا يحققان تقدمًا كبيرًا. أصبحا قادرين على التواصل مع التنانين والتحكم في حركاتها.
في أحد الأيام، وبعد شهور من التدريب، نجح فيليب وفريس أخيرًا في ركوب تنانينهما لأول مرة. فيليب على ظهر "دورغو" وفريس على ظهر تنينه الذي سماه "أركان". كان الشعور بالتحليق في السماء مذهلاً، وشعرا بالقوة والثقة تتدفق في عروقهما.
عندما عادوا إلى القصر، كانت الدوقة ماريا تنتظرهم بقلق. وعندما رأتهم يعودون بأمان وعلى وجوههم ابتسامات الفخر، شعرت بالراحة والفرح. "أرى أنكما قد نجحتما. أنا فخورة بكما،" قالت بابتسامة دافئة.
ابتسم الدوق هنري وقال: "الآن أنتما مستعدان لمواجهة التحديات التي قد تأتي. تذكرا دائمًا أن القوة والمعرفة هما مفتاح البقاء في هذا العالم."
شعر فيليب وفريس بالفخر والثقة، وعزما في داخلهما على استخدام قوتهما لحماية المملكة ونشر العدل والسلام.