4 - الفصل الرابع: وصول الملك روبرت**

الفصل الرابع: وصول الملك روبرت

كان صباح يوم جميل عندما وصل نبأ قدوم الملك روبرت إلى قصر الدوق هنري. كانت الشمس تشرق بلطف على القصر الكبير، وكانت الأشجار تتمايل مع نسيم الصباح العليل. داخل القصر، كان الجميع منشغلين بالتحضير لاستقبال الملك. كانت الدوقة ماريا تعطي التعليمات للخدم لتجهيز القاعة الكبرى، وكانت الأزهار الجميلة تزين كل زاوية.

في هذه الأثناء، كان فيليب وفريس يراقبان الأجواء بحماس من نافذة غرفتهما. قال فيليب بحماس: "لا أستطيع الانتظار لرؤية موكب الملك! لابد أنه سيكون رائعًا!"

فريس، الذي كان دائماً يميل إلى المغامرة، اقترح قائلاً: "لماذا لا نتسلق الجدار ونلقي نظرة أفضل؟"

ابتسم فيليب وقال: "فكرة رائعة، فلنذهب!"

تسلّق التوأمان الجدار بخفة، وتمكنا من الوصول إلى نقطة عالية تطل على الطريق المؤدي إلى القصر. بدأ الموكب الملكي في الاقتراب، وكانت الأعلام ترفرف والخيول تجر العربات الفخمة. كان المشهد مهيبًا ومبهرًا. كان شعار عائلة الملك، الأسد الأحمر، يزين الأعلام ويتألق في ضوء الشمس.

عندما وصل الملك روبرت إلى بوابة القصر، نزل من عربته بخطوات واثقة. كان الملك روبرت رجلاً طويل القامة بملامح قوية وهيبة ملكية واضحة. كان يرتدي درعًا براقًا وتاجًا يلمع تحت أشعة الشمس.

استقبله الدوق هنري عند البوابة، وانحنى له تحيةً. "مولاي، شرفٌ لنا أن تستقبلنا في قصرنا المتواضع."

ابتسم الملك روبرت ومد يده لمصافحة الدوق هنري. "هنري، صديقي القديم، سررت برؤيتك. أتطلع إلى قضاء وقت ممتع هنا."

تقدمت الدوقة ماريا وقدمت تحية ملكية، بينما وقف فيليب وفريس بجانب والديهما، وعيناهما تلمعان بالحماس. "أهلاً بك في قصرنا، مولاي،" قالت الدوقة بابتسامة.

ابتسم الملك وقال: "أشكركم على الترحيب الحار. أرى أن لديكم توأمين رائعين هنا."

رد الدوق بفخر: "نعم، فيليب وفريس، أبناءنا. إنهما يتدربان على ترويض التنانين."

ضحك الملك وقال: "إذاً، لدينا محاربين مستقبليين هنا! أنا متأكد أنهم سيكونون قوة عظيمة للمملكة."

في المساء، أقام الدوق هنري حفلاً كبيرًا في القاعة الكبرى للقصر. كان الحفل مليئًا بالألوان والزينة البراقة. الموسيقى تعزف، والطعام الشهي يملأ الموائد، وكان الجميع يستمتعون بالأجواء الاحتفالية.

تجمع جميع أتباع الدوقية في القاعة، مرتدين أبهى حُلَلهم، يشاركون في الاحتفال بقدوم الملك. كان هناك رقص وغناء، وألعاب نارية تضيء السماء.

في نهاية الحفل، وقف الملك روبرت وأشار بيده ليهدأ الجميع. "أصدقائي الأعزاء، يسعدني أن أكون بينكم اليوم. لقد قررت أن أعين الدوق هنري يد الملك، وسيرافقني إلى العاصمة فيونا لتولي مهامه الجديدة."

كان الجميع في حالة من الدهشة والإعجاب. لكن عندما انتهت التصفيقات، ظهرت علامات الحزن على وجه الدوقة ماريا. كانت تعلم أن هذا القرار يعني انفصالًا عن زوجها لفترة طويلة.

انحنى الدوق هنري بكل تواضع وقال: "إنه لشرف عظيم، مولاي. سأبذل قصارى جهدي لخدمة المملكة."

ابتسم الملك وقال: "أنا واثق من ذلك، هنري. سنبدأ رحلة جديدة معًا، وأعلم أن المملكة ستكون بأمان تحت قيادتك."

بعد ذلك، أضاف الملك روبرت بتفكير: "هنري، هناك أمر آخر أود مناقشته معك. لقد قررت إقامة زواج بين وريثك فيليب وابنتي الأميرة منار. هذا التحالف سيعزز قوة المملكة ويوحد صفوفنا."

شعر فيليب بمزيج من الدهشة والحماس. تساءل في نفسه عن شكل هذه الأميرة وكيف ستكون شخصيتها. كان قد سمع قصصًا عنها، لكنها كانت المرة الأولى التي يفكر فيها بأنها ستصبح جزءًا من حياته.

مع نهاية الحفل، بدأ الجميع في مغادرة القصر. كانت الدوقة ماريا تقف جانبًا مع فيليب وفريس، والدموع تلمع في عينيها. حاول فيليب أن يظهر قويًا، لكنه لم يستطع إخفاء حزنه، في حين كان فريس ينظر إلى والده بعينين مليئتين بالعزم، متعهدًا بأن يكون قويًا لأجل والدته وأخيه.

اقترب الدوق هنري من عائلته وعانقهم بحنان. "سأفتقدكم جميعًا، ولكن علينا أن نكون أقوياء. هذه مسؤولية كبيرة، وسأحتاج لدعمكم حتى ونحن بعيدون."

ردت الدوقة ماريا بصوت متهدج: "نحن فخورون بك، هنري. سنكون هنا في انتظارك."

ابتسم الدوق بحنان وقال: "وأنتم دائمًا في قلبي. سأعود قريبًا."

وهكذا، انتهى فصل آخر من قصة التوأمين، لكن الرحلة الحقيقية بدأت لتوها. كان فيليب وفريس يعلمان أن تحديات جديدة تنتظرهما، وأنهما بحاجة لاستخدام كل ما تعلموه لحماية المملكة وعائلتهم في غياب والدهم. بالإضافة إلى ذلك، كان فيليب متحمسًا للقاء الأميرة منار واستكشاف مستقبلهما المشترك.

2024/08/01 · 13 مشاهدة · 621 كلمة
نادي الروايات - 2024