الفصل الخامس: الرحلة إلى العاصمة
بعد انتهاء الحفل الكبير، استعد الدوق هنري والملك روبرت للرحيل إلى العاصمة فيونا. كان الصباح قد بدأ يتلون بألوان الفجر عندما انطلقوا على ظهور الخيول، يرافقهم حراسهم المخلصين. على الطريق، كانت الطبيعة تبدو في أبهى حالاتها، مع تغريد العصافير ونسمات الهواء العليلة.
بينما كانا يمتطيان خيولهما، بدأ الملك روبرت يتحدث بصوت عميق: "هنري، لابد أن أخبرك بأمر يزعجني كثيرًا. ابني الأكبر، ثورفين، أصبح متمردًا جدًا في الآونة الأخيرة. يسبب لي الكثير من المتاعب والمشاكل."
تنهد الدوق هنري وقال: "إنه شاب، وروحه مليئة بالحماس. أذكر كيف كنت في شبابك. كم من مرة كنت تبحث عن المغامرات وتستمتع بصحبة النساء."
ضحك الملك روبرت وقال: "نعم، أذكر تلك الأيام جيدًا. لكن ثورفين تجاوز الحدود. يتسبب في مشاكل كثيرة مع النبلاء والشعب."
أجاب الدوق بتفكير: "ربما يحتاج إلى بعض التوجيه. أحيانًا الشبان يحتاجون إلى من يأخذ بيدهم إلى الطريق الصحيح."
عند وصولهما إلى قلعة النبيل تيون، استقبلهم الأخير بحفاوة كبيرة. كان شعار عائلة تيون، الذئب، يزين القلعة من كل جانب. قال تيون: "أهلاً بكم في قلعتي، إنه لشرف لي أن أستضيفكم."
بعد قضاء بعض الوقت في الضيافة، واصل الدوق هنري والملك روبرت رحلتهما إلى العاصمة. عندما اقتربا من فيونا، بدأت تظهر أمامهما جدران المدينة الضخمة. كان يمكن رؤية الأعلام ترفرف على أبراجها العالية.
دخلوا العاصمة، وكانت الشوارع تعج بالناس. كان هناك ما يقرب من 300 ألف شخص يعيشون فيها. لكن سرعان ما لاحظ الدوق هنري الرائحة الكريهة التي تنبعث من الأحياء الفقيرة ونظرات الناس غير المرحبة بالملك.
همس الدوق هنري للملك: "يبدو أن المنصب سيكون ثقيلًا، يا مولاي. هناك الكثير من المشاكل الداخلية التي يجب معالجتها."
أجاب الملك بصوت جاد: "أعلم ذلك، هنري. ولهذا السبب احتجت إلى شخص مثلك بجانبي."
عندما وصلوا إلى القصر الملكي، كانت العائلة الملكية تنتظرهم. كانت الملكة إليزابيث تقف بجانب الأميرة منار، مبتسمةً برقة. قالت الملكة: "أهلاً بكما في قصرنا، يشرفنا استقبالكم."
لم يكن الأمير ثورفين موجودًا. يبدو أنه كان مشغولاً في مغامراته المعتادة. رحب الوزراء بالدوق هنري بحفاوة، وأخذوا يشرحون له مسؤولياته الجديدة كيد الملك.
في نهاية اليوم، وبعد أن تفرق الجميع، كان هناك رجل وامرأة يتحدثان بسرية تامة في إحدى زوايا القصر المظلمة. همست المرأة: "يجب التخلص منه. لا يمكننا السماح له بالبقاء."
رد الرجل بصوت منخفض: "سنعمل على ذلك. يجب أن يكون كل شيء مخططًا بعناية."
وهكذا، انتهى اليوم الأول من رحلة الدوق هنري في العاصمة.