13 - الوليمة الإمبراطورية

"سحقا لك داريوس!!"

صرخ آرون بإحباط ويأس وهو يركض دون توقف، منذ وصوله الى هذا المكان وهو يتمرن على الركض لا اكثر، مرت خمس ساعات على ذلك وأسوأ ما في الأمر هو ان روزاليا تلاحقه من الخلف

أراد ان يعيد استراتيجية المرة السابقة ولكن داريوس غير المكان، حيث جعله يركض على أرض سهلية مسطحة بعيدا عن الغابة وهذا اعطى الافضلية للثعبان

" ألا يوجد مخرج من هنا، بحقكم!!"

كانت قدماه تبطىء شيئا فشيئا، لهاثه السريع اثر على حاسة سمعه والعرق المتصبب ضيق رؤيته، كان جسد آرون صحيا لكنه كان يفتقر للبنية العضلية المناسبة التي تجعله يتحمل هذه التمارين

"هيا يا فتى، هل تريد ضربة اخرى"

سخرت روزاليا من خلفه وعيونها الحادة تومض بأذية، منذ أن بدأ آرون بالركض كان يسقط مرارا وتكرارا مما يعرضه لضربة من ذيلها

صك على أسنانه بغيض ثم حاول الإسراع اكثر، ولكن لافاىدة، لقد استنزف طاقته كلها حتى انفاسه لاتستطيع مواكبته، سقط على ركبتيه بتعب ثم استلقى على الأرض يلتقط انفاسه

'اللعنة على هذه الرواية، تبا لليوم الذي قررت فيه التجول في هذه الغابة'

تذمر بداخله محاولا إفراغ غضبه بالكلمات، وضع يده على جبينه ثم نظر إلى السماء الصافية حيث كانت تسبح الغيوم بحرية، تذكر أول أيامه كمتدرب في الشركة من حياته الماضية، كان يوما جميلا ومشرقا كهذا اليوم

اعتلت وجهه ابتسامة خفيفة لكنها سرعان ما تلاشت عندما حجب رؤيته ظل مزعج، كانت روزاليا، وقفت بجزئها العلوي وذيلها خلفها يتدلى تارة ويرتفع تارة اخرى، رفعت حاجبها على وضعيته المسترخية

"هل تظن نفسك في شاطىء البحر؟"

رمقها بطرف عينيه باستياء ثم اجاب بملل

"لا، لاتوجد مناظر بشعة مثلك في الشاطىء"

حدقت فيه للحظة ثم زفرت وابتعدت عنه ليزداد استرخاءه ولم يحاول إخفاء الرضى من ذهابها

"أخيرا، بعض الهدوء السلمي في حياتي"

«دينغ»

صدح صوت النظام المزعج في الهواء ثم انبثقت نافذته تومض امام اعين آرون

الاسم: آرون فيسديفيديا

✦ الرتبة: F

✦ المستوى: 1

✦ نقاط الخبرة: 50 / 100

【 الإحصائيات الأساسية 】

┏━━━━━━━━━━━━━┓

┃ القوة : 6 ┃

┃ الرشاقة : 6 ┃

┃ المانا : 5 ┃

┃ التحمل : 6»8┃

┃ الذكاء : 18 ┃

┗━━━━━━━━━━━━━┛

【 الحالة 】

✧ الحالة الجسدية: مجهولة

✧ الحالة العقلية: نشطة

✧ الطاقة الحيوية: 100 / 20

【 المهارات 】

☒ كافة المهارات مختومة

└ لا يمكن الوصول إليها حالياً...

[متطلبات الفتح: مجهولة]

【 الأدوات 】

☒ الحقيبة مغلقة بإحكام

└ نظام الأدوات غير مفعل بعد

【 الملاحظات 】

- تم رصد اختلال طفيف في بنية المانا

- مستوى الذكاء يؤهل المستخدم لتحليل المعلومات الخارقة

- يُنصح بعدم محاولة كسر الأختام قبل تفعيل "الذاكرة المفقودة"

【 المهام النشطة 】

- لا توجد مهام حالياً

⟦ يرجى الحذر: النظام في وضع المراقبة الصامتة ⟧

أغمض آرون عينيه مجددا ثم صرخ

"اتركووووني بسلاااام!!"

استدار إلى الجانب الآخر متفاديا النظر الى الشاشة ولكنه قوبل بوجه داريوس الذي يقف بهدوء يراقبه دون كلام أو تدخل

للحظة حل الصمت بينما إلتقت نظراتهم ببعضها، صدم آرون من رؤيته ثم استدار مجددا للجانب الآخر ووجد روزاليا في وجهه وانفاسها الساخنة تتضارب مع بشرته المتعرقة

"يا إلهي، هل هذا تفاهم جماعي؟"

ضحك داريوس على موقف آرون ثم اقترب منه ليساعده على النهوض

"لازال اليوم في بدايته، لم نبدأ بعد يا صغير"

تلوى وجهه إحباطا مما سمعه ليجيب بنبرة مشوبة بالإنزعاج

"لست صغيرا انا عمري....."

ابتسم له داريوس بغموض ثم التف عائدا الى الغابة، انحنت روزاليا بخفة والتقطت آرون بذيلها متبعة داريوس بينما الآخر لم يكف عن التذمر والصراخ طول الطريق

"انقذوووونييي، مقرف، زاحف ملتف حول جسدي 😭😭"

......

تساقطت الصحف من السماء كالمطر على شوارع وأزقة الإمبراطورية، انتشرت الهمسات والشهقات المتفاجئة عبر الحشود

صرخ أحدهم بفرح

"وليمة، إنها وليمة إمبراطورية"

حدق به صديقه بينما يضع كوب شاي على الطاولة البيضاء ، ثم رد بهدوء

"أخيرا، مر زمن على آخر وليمة اقيمت في القصر، اتسائل ماهي المناسبة؟"

قاطعهم صراخ الفتيات وخدودهن تحمر خجلا من تخيلاتهم الجامحة

"يا إلهي لا اصدق، اتمنى ان يحضر ولي العهد لوسيان"

حتى الإمبراطور لم يسلم من همسات النسوة المتحمسين وتعالت الهتافات في الأرجاء والجميع متشوق لهذه الوليمة الكبرى

.....

تردد صوت الإرتطام القوي للخشب عندما احتكت السيوف ببعضها، جلس داريوس براحة على كرسيه حاملا كتابا قديما اهترئت صفحاته من أثر الزمن، غلافه الاسود لم يملك عنوانا

رفع يده ببطىء وحركها بمهارة في الهواء فتحرك السيف مطابقا حركاته دون ان يلمسه ولكن كان ذلك كفيلا بجعل آرون يفقد أنفاسه محاولا

مجاراته

تنهدت روزاليا بملل من الاجواء ثم وضعت رأسها على الأرض وغطت في نوم عميق وذيلها تلوى بخفة ثم سقط على الارض بهدوء بجانبها الأيسر

"توقف، هذا يكفي، لن احتمل اكثر"

تذمر آرون وهو يشعر بجسده ينبض ألما، رفع راسه ثم مسح جبينه من العرق أراد ان يهرب من هنا ولكنه لم يجد مخرجا

فرقع داريوس أصابعه لتظهر عدة كتب أمام بطلنا، احتوت عنواينها على الثقافة وأساسيات النبلاء واللغة القديمة والسحر

"مالذي يفترض ان يعنيه هذا؟"

نظر إليه آرون ببرود وصوته مليء بالشك، لكن الآخر رمقه بعدم مبالاة ثم صرح بهدوء

"ستقرأها كلها، عليك تثقيف نفسك، لا اقبل التلاميذ ذوي الذكاء المنخفض"

أطلق آرون ضحكة جافة من الموقف برمته، امامه ستة كتب سميكة لن ينهيها ولو بعد عامين من الدراسة ولن يفهمها من الأساس، لم يكن جيك من محبي الدراسة أبدا، لم يصدق نفسه عندما انهى تعليمه الجامعي وبدأ العمل كان ذلك اسعد أيامه

"لديك يومان فقط، عد لهنا بعد قرائتها"

استقام داريوس من مضجعه ثم ربت على رأس روزاليا بخفة ودلف الى الكوخ متجاهلا الفتى بالكامل

ظل آرون جالسا مفغرا فاهه من صدمته، لايصدق ان كابوسه قد عاد إليه

"تبا لك داريوووووس!!!"

تذمر بعلو صوته وهو يشعر بالإحباط والهزيمة، ركل الكتب بقدمه يفرغ غضبه وكأن ذلك سيريحه،

'فكر بحل بسرعة....'

أمسك آرون بالكتب ثم اتخذ طريقه نحو اسوار القصر وانزلق من الحفرة الى داخل الحديقة، لم يكن هناك احد مما جنبه الإحراج والشكوك المترتبة على ذلك

لم يحب داريوس من البداية ولاينوي تقبل ذلك، هو حتى لم يقبل ان يكون تلميذه ولكن الآخر لم يعطه فرصة للمعارضة وقرر ذلك من تلقاء نفسه

من الواضح انه ليس شخصا عاديا يمكنه العبث معه، حذره النظام مرات كثيرة ان لا يقابله وان يهرب فورا دون تردد، إذا استند الى خبرته السابقة من أنميات الإيسيكاي والفانتازيا فقد يكون داريوس كائنا قديما في هذا العالم

كان كتابه احد اهم الادلة على ذلك إضافة إلى تصرفاته الغامضة، توقف آرون للحظة وأصابه الإدراك

"كيف علم أنني ملك الشياطين المستقبلي؟"

إرتبك عند التفكير في الأمر يبدو معقدا جدا، مهما كان كائنا قديما كالتنانين وغيرها من المخلوقات الغامضة من غير المنطقي أن يعرف المستقبل إلا إذا.....

"هل يعقل انه متجسد مثلي؟"

كانت تلك اولى استنتاجاته، كل شيء حدث الى الآن اشار الى هذا ولكنها في الاخير مجرد فرضية

مبنية على أدلة غير مكتملة، في الماضي عندما كان محاميا متدربا، كان زميله الاكبر سنا في العمل يوصيه دائما أن يبحث عن ادلة ملموسة أو اقوال موثوقة

تنهد آرون ونفى براسه الافكار المتضاربة ثم استلقى على سريره المغلف بالحرير جعله يشعر براحة تامة، منذ دخوله هذه الرواية وهو يعيش حياته كما يريد، كان كل شيء مفاجئا ولكنه تأقلم مع الامر بسرعة

هذه إحدى صفاته الاساسية كمحام وهي التأقلم، داخل المحكمة عليك ان تكون مستعدا دائما للمتغيرات المتفاجئة من الطرف الآخر حيث يمكن ان يقلب الطاولة عليك في اي لحظة لذلك تعلم ان يتاقلم مع الموقف بسرعة

لكنه في الوقت الحالي كان يفتقر لشيء واحد وهو خط رئيسي للأحداث، جيك لم يقرأ هذه الرواية من قبل إضافة إلى ان صاحب هذا الجسد قد فقد ذكرياته مما جعله في موقف غير مؤات باعتباره المضيف الجديد

النظام ايضا كان يعتمد على التدريب بشكل كبير في كل شيء وجمجمة مقيد بسياسة النظام ولايمكنه ان يكشف له كل شيء

" تبا فقط، لم يكن علي التفكير منذ البداية"

في تفكير جيك المحدود، بالنسبة له لايحتاج هدفا حتى يعيش في حياته، كل ماعليه فعله هو ان يتماشى مع التيار، اذا ذهب شرقا يذهب شرقا واذا ذهب غربا يذهب غربا

ابتسم بخفة ثم تمدد اكثر واغمض عينيه براحة محاولا الحصول على لحظة من السلام ولكن اخترق لحظته طرق خفيف وهادىء على ابواب غرفته

فتح الباب ودخل خادم ذو شعر فضي وعيون فضية حادة، انحنى باحترام ثم صرح دون ان يسأله احد

"مرحبا ايها الامير الرابع، انا خادمك الشخصي الجديد، ساكون في خدمتك من الآن فصاعدا"

رمش آرون باستغراب، لم يسمع خطواته عندما اقترب منه، لسبب ما احس بقشعريرة من وجوده معه في الغرفة

"ما إسمك؟"

رفع رأسه وعيونه تعكس مللا واضحا وهدوئا غير طبيعي

"رونان"

2025/09/10 · 38 مشاهدة · 1326 كلمة
Aron~♡♕
نادي الروايات - 2025