14 - الوليمة الإمبراطورية02

«دينغ....!»

صدح صوت النظام المزعج يطن في أذني ذلك النائم، صوته كجرس الحروب في العصور الوسطى، تململ آرون وفرك عينيه بنعاس يناظر نافذة النظام الطافية في الهواء

🎴 مهمّة جديدة

📍 الوليمة الإمبراطورية

🎯 المطلوب: ➕ إضافة تابع جديد لك

💰 المكافأة: ❓ مجهولة

⏳ المدة: أثناء الوليمة فقط

استقام ببطىء على سريره ولمعت عيناه على كلمة مكافأة مجهولة كان لهذا معنى واحد فقط انها مكافاة تستحق التعب

نقر على الشاشة في اماكن عدة محولا إيجاد معلومات اضافية حول شكل التابع او المتطلبات اللازمة ولكن دون جدوى فلم يذكر النظام شيئا عن التفاصيل

' نظام غبي'

صفر بملل وهو يتذكر الوليمة الإمبراطورية حيث ان رونان قد اخبره بذلك قبل نومه وبصق الكثير من الهراء حول الآداب وكيفية التعامل مع النبلاء

"انه ثرثار بشكل لا يصدق'

فتح باب الخزانة المصقول بعناية مزينا باحجار كريمة اختلفت احجامها والوانها، قابله منظر مبهر مزيج من الملابس متعددة التصاميم والمبهرجة بزخارف مبالغ فيها

كان جمالها مؤذيا للعين حتى غرف ملابس الاغنياء في العصر الحديث لاتضاهيها فخامة ورقيا

" سحقا لحياة الترف، فهمت لماذا احبت البنات الفانتازيا"

زفر بانزعاج ثم اغمض عينيه وردد تعويذة قصيرة كانت كفيلة بتكوين ثقب أسود في الأرض يبدو كحفرة رمال متحركة، تصاعد منه دخان امتزج مع رائحة الحريق وبعض الحلاوة

"اغغغ... ماهذا واللعنة؟"

صرخ آرون عندما اجتاح الدخان أنفه حاجبا تنفسه، ظهر جمجمة من تلك الحفرة يرتدي مئزرا ورديا مزينا بالورود و بيده كعك محترق وبعض النيران التي بدأت بالإنطفاء على عبائته السوداء

"بففففت، ماهذا بحق السماء، هاهاهاها!!"

كانت التعويذة التي ألقاها آرون عبارة عن تعويذة استدعاء كان قد تعلمها من النظام بطريقة عشوائية

عض آرون شفتيه محاولا كبت ضحكه ولكنه فشل فشلا ذريعا في ذلك

"هل تعرف ذات الرداء الأحمر؟، أنت ذات الرداء الوردي.... هاهاهاها!!!"

تعالت ضحكاته في الهواء وأدمعت عيناه من شدتها

فرك جمجمة جبينه بانزعاج ثم فرقع أصابعه ليقوم بترتيب المكان في ثوان عدة ولم ينسى إخفاء المئزر الوردي تحديدا

"إذن لماذا استدعيتني؟"

توقف آرون عن الضحك ومسح عيناه بخفة ثم وضع يديه على خصره قائلا

"ستختار لي ملابسي"

حدق به جمجمة لوقت طويل عاجزا عن الكلام ولكنه في نفسه اقسم مئة مرة انه لو عاد به الزمن لما قام بخدمة هذا الوغد الذي امامه

اقترب من الخزانة وبدأ بالبحث عن ملابس مناسبة لآرون بين كل تلك البهرجة والكشاكش والألوان الفاقعة بشكل مقزز، كان يردد شيء واحدا لا أكثر

" تبا لليوم الذي أنشئت فيه العقد معك "

بعد عدة اختيارات فاشلة وتذمرات آرون المستمرة أخيرا وجد جمجمة مايتناسب مع ذوق بطلنا، ارتسمت ابتسامة راضية على وجهه

"ذوق رائع خادمتي الوردية"

غمز في نهاية كلامه ثم غادر الى الحمام تاركا جمجمة يشتم حظه والنظام والمؤلف

(لا ذنب لي ♡)

.......

فتحت أبواب القاعة على مصراعيها مرحبة بضيوفها القادمين من كل حدب وصوب، ازدانت الجدران بستائر مخملية من أرقى انواع الأقمشة واللوحات الفنية النادرة

رصت طاولات مصقولة من الخشب الأبيض على طول القاعة وعرضها، في الأمام شيد عرش فخم بلون أحمر كالدماء، شُكِّلَ مسنداه كمخالب التنانين مع تعرجات فضية في الحواف

ازدحم المكان بالنبلاء والأرستقراطيين وانتشرت الاحاديث كالنار في الهشيم، في الجانب الآخر من القاعة وقف الحراس بثبات كالحجر، انحنوا بإجلال فاتحين الأبواب الجانبية معلنين عن دخول الإمبراطور وورثته

دخل إدوارد أولا يرتدي طقما أسودا مزينا بسلاسل فضية وعباءة ملكية حمراء ترفرف خلفه مع كل خطوة يخطوها ليجلس على عرشه بوقار

خلفه اصطف ورثته واقفين كتماثيل من الرخام شديدة الجمال، ولي العهد لوسيان فيسديفيديا بطقم أبيض مزين بسلاسل حمراء، زُيِّن معصمه بإسوارة فضية امتدت إلى سبابته تعانقها بثبات

على يساره، أضفى الطقم الأخضر رونقا جميلا على ملامح الامير الثاني، أدريان فيسديفيديا، حديث مجالس النساء ورمز الجمال الرجولي

على يمين لوسيان، كان الأمير داميان فيسديفيديا، طقم أسود بسيط طبع على خلفه شعار الإمبراطورية العظيم، تدلت على أطراف ساعديه سلاسل زرقاء كموج البحار العميقة

....

رفع الإمبراطور يده ليحل الصمت الفوري، اخترقت نظرته الذهبية الحادة الحشد بملل لا يكلف نفسه عناء إخفائه

"فلتبدأ الوليمة"

رغم رتابة نبرته الواضحة إلا أن كلماته حملت وزنا لا يُغفل. دون تردد، إنحنى الجميع احتراما وتوزع الخدم يقدمون كؤوس النبيذ والمشروبات المختلفة

إنشغلت النساء في التعبير عن حبهن وإعجابهن بالأمير الثاني، في حين كان الرجال يناقشون السياسة والإقتصاد ينتهزون الفرص التي أتيحت لهم بحضور الأعراق المختلفة من مختلف الانحاء

في منتصف القاعة، إستفتحت الفتيات ذو السادسة عشر عاما فما اكثر أول ظهور لهم في المجتمع الأرستقراطي برقصات متناغمة مع شركاء حياتهم، مقدمين بذلك عرضا لعل وعسى أن يختفي الملل وشؤمه عن امبراطورهم الفريد من نوعه

-وطبعا لم ينجح ذلك-

تدحرجت ذهبيتاه ليستدير لمساعده

"أين تلك الآفة الصغيرة؟"

أحنى الشاب رأسه بخفة لينبس

"إجابة لسؤالك مولاي، فإن الأمير آرون إعتذر قائلا انه سيتأخر قليلا بسبب ظرف طارىء"

رفع حاجبه قليلا ثم نفى بيده متناسيا الموضوع فهو لايثير اهتمامه البتة، لم يكن حال مساعده يختلف عنه، تعابيره الجامدة لم تخفف من حدة الأجواء

....

حسنا يا جماعة أين هو آرون؟ اوه صحيح، لنرجع بضع دقائق للخلف:

....

بعد أن شتم جمجمة آلاف الشتائم التي لم يلعن بها حتى أعداءه، انهى آرون اخيرا ارتداء ملابسه

عباءة سوداء على شكل نهاية جانبية، قميص أبيض من قماش العشدق، طقم اسود يناسب قوامه الصغير

حل الصمت للحظة ليصفر جمجمة بإعجاب

"واو، جينات الإمبراطور لا مثيل لها حقا"

إنزعج الآخر بشدة، ماذا يقصد بجينات الإمبراطور، هذا جماله هو وليس ملكا لذلك الاخرق

"أصمت، هيا لننطلق قبل أن نتأخر، لا اريد محاضرة أخرى من رونان"

توجه إلى باب الجناح وفتحه على مصراعيه ثم خرج ماشيا بكل تبختر، حيث قد زاده مديح جمجمة غرورا لا أكثر

أطلق تاراك ضحكة ساخرة ثم فرقع بأصابعه جاعلا البساط الأحمر ينكمش تحت خطوات آرون ليتعثر منكبا على وجهه

"بففففتههههههههههههه... يا إلهي!، تستحق ذلك حقا!"

إنفجر ضاحكا على الآخر الذي إحمر من الحرج يكاد ينفجر

"وجه الطماطم!!، هههههههههه!!"

وقع فك آرون من الصدمة ليستقيم فورا محافظا على آخر ذرات كرامته التي اصبحت حصيرة للبلاط، وكأن هذا لا يكفيه، سمع صوت الحراس يعلنون دخول العائلة المالكة الى قاعة الوليمة

"رائع، هذا ماينقصني، رائع حقا، تبا لك ايها المؤلف اللعين!!، اقسم اني سألعنك حتى مماتك!!"

زفر بحدة ثن وجه انظاره للآخر الذي يتقلب على الأرض لشدة ضحكه

"هاهاها، يالك من تافه ابن تافهة"

ركل الأرض بقدمه ثم اكمل طريقه يسب ويشتم كل ما يراه أمامه، استقام جمجمة خلفه يتعبه بينما يمسح دموعه الوهمية، نبس بمكر

"هل تعرف الطريق، اميري العزيز؟"

توقف آرون فجأة وقد أدرك انه لا يدري أين يذهب، نظر حوله ليتأكد أنه تائه تماما وأين الخادم رونان؟ في الجحيم السابع، تركه وذهب

"ااااااااه، لمااااذاااا !!"

إنفجر تاراك بالضحك للمرة الألف غير قادر على مقاومة إنتحاب الآخر الذي كان يصرخ بأعلى صوته، ولايخفى عليكم انه كان يصور كل ذلك بتقنية التسجيل السحري ليبتزه فيما بعد

«احذر من عدوك مرة ومن صديقك ألف مرة»

[نافذة النظام]

الموقع: القصر الإمبراطوري - قاعة الوليمة الكبرى

المدى الحسي: 27 مترًا من موقع المستخدم

الطاقة المرصودة: توقيع ولاء منخفض-غير مستقر

الهوية: غير مؤكدة

الاحتمال: 62% قابل للارتفاع عند الاقتراب

التنبيه:

يوصى بالمراقبة الهادئة.

اكتشاف نوايا الفرد يتطلب تفاعلًا مباشرًا أو نظرة مطوّلة لمدة 3 ثوانٍ على الأقل.

نظر آرون إلى الشاشة بيأس وقد ارتفع امله قليلا، لربما اذا سأل النظام فسيريه الطريق إلى قاعة الولائم

{ملاحظة جانبية}

[هذا إذا كنت تعرف الطريق أساسا (◠‿◕)]

(...)

صدح صوت ضحك جمجمة ااذي لم يعد يحتمل، هذا كثير عليه في بضع دقائق

أما آرون فقد جن جنونه

"تباااااااا !!، تبا للمؤلف وللنظام وللهيئة العليا ولي ولكل من على الكوكبة الأرضية اللعينة"

....

آسفة على التأخير o(╥﹏╥)o

2025/11/21 · 38 مشاهدة · 1167 كلمة
Aron~♡♕
نادي الروايات - 2025