تسلل شعاع دافىء يداعب جفوني المثقلة، لا اتذكر شيئا منذ البارحة حيث أني شربت كثيرا لدرجة أغمي علي في مكان ما، ربما سقطت في شارع او في المطعم نفسه
'سحقا هذا الصداع اللعين'
تمتمت بين شفتي بانزعاج ثم فتحت عيني ببطىء كان المكان مظلما ماعدا شق صغير في الجدار يتسلل منه ذلك الشعاع من الضوء
'ماهذا واللعنة، هل أنا في السجن ؟ هل اعتقلت بتهمة الشرب المفرط؟ "
شتمت ثم نهضت ببطىء ولكن ماهذا؟ يداي..... يداااااااي.. يداي تقلصتا، قدماي أيضا، لا هذا جنون هل اصبحت فأر تجارب بشرية؟ هل هذا نوع من احلام اليقظة؟
انقطعت افكاري المبعثرة بألم حاد اجتاح جسدي المليء بالجروح 'هل هذه آثار ركلات على قميصي؟'
زفرت ثم دلكت جبيني بإنزعاج، أخذت نفسا عميقا ثم بدأت باكتشاف المكان
كانت غرفة مظلمة وصغيرة جدرانها متشققة تسكنها بيوت العنكبوت، استدرت للجهة الأخرى كان هناك قضبان معدنية تسد المدخل كالسجن تماما، لم يكن هناك مرحاض كمرحاضات السجون فقط مجرد سرير معدني متهالك ملقى في الزاوية
تسرب ماء قذر بلون مصفر مائل للإخضرار من السقف جعلني اريد إفراغ كل ما أكلته، تنهدت ثم اقتربت من القضبان وأمسكت بها كانت باردة بشكل صادم للجلد، للحظة صعقت بدا الامر كأنه اكثر من حلم
'لماذا استطيع ان احس بالبرودة، مانوع هذا الحلم الواقعي بحق الجحيم؟ "
........
بعد عدة صراعات أجبرت نفسي على الصراخ
"هل هنالك احد هنااا.......!!!"
لايوجد رد
'طبيعي ايها الأحمق انت في حلم من تريده ان يجيبك مثلا'
زفرت بضيق من هذا الموقف فجأة سمعت صوت طرق على الحديد بشكل متتالي ولكنه فوضوي وكأن احدهم يضرب بشيء ما، بعد مدة بدأت اسمع خطوات تتابعت مع الصوت
'اللعنة، هذا الشيء يقترب اكثر فأكثر'
......
من الظل ظهر رجل أربعيني تجعد وجهه إثر كبره بعينان بنيتين رتيبتين وشعر غير مصفف ذو لون بني فاتح، شعرت بالإشمئزاز من نظراته القذرة وابتسامته المتعجرفة، اقترب ببطىء ثم وقف امامي، انحنى بجذعه الى الأمام ودحرج يده في الهواء لتنزل العصا الذي كان يمسكها على القضبان بجانب يدي تماما
قطرات عرق بارد تصببت من جبيني ولكنني حافظت على رباطة جأشي
'لابأس جيك انت في حلم انه مجرد حلم.. مجرد حلم؟ "
انطلقت من حلقه كلمات جعلت الدم يتجمد في عروقي
....: "اوه، انت مستيقظ؟ هل انت متحمس لرؤية سيدك الجديد؟ لاتقلق سأبيعك بسعر مرتفع "
رمشت ببلاهة غير قادر على استيعاب ما يقوله هذا الأحمق ثم فجأة ظهر رجلان من خلفه لم يظهر من جسدهما شيء كل ما لاحظته هو بنيتهما الضخمة والعباءة السوداء التي يرتديانها وخصوصا ذلك الرمز
سيفان متقاطعان تتوسطهما جمجة سوداء، تساقطت دماء ذات لون أحمر من العيون الفارغة للجمجمة، ذلك الرمز الذي جعلني أتيقن أنه ليس حلما لعينا
......
قبل ان اجمع شتات نفسي او أستوعب موقفي فتح باب الزنزانة ليمسك بي الرجلان ثم قاما بتغطية عيني بقماش وللمفاجأة كان ناعما كأنه صمم خصيصا حتى لا يجرح عيني
تم جري على طول طريق حجري وسط صمت تام، بعد العديد من الخطوات إلتقطت أذناي أصوات أشخاص متداخلة... ستة؟..... عشرة؟.... لا، يبدون كحشد غفير، ابتعلت ريقي بتوتر
'واللعنة على هذا المكان، اين انا بحق السماء؟ فيما أوقعت نفسي بالضبط؟'
تعالت اصوات الاشخاص كلما تقدمنا اكثر ثم اخترق الضوء عيناي بطريقة مؤلمة رغم القماش الذي يغطيهما، استبدلت الأرضية الحجرية بأرضية خشبية توترت حواسي يبدو انني في مكان واسع،
جمعت المعلومات التي تلقيتها منذ فتحت عيني حتى الآن، زنزانة قديمة تبدو من العصر الحجري، حراس غامضون، كلام ذلك الشخص المقرف عن بيعي، الأرضية الخشبية، حشد واسع.....
'هل أنا في مزاد للبشر؟'
زحفت قشعريرة على طول عمودي الفقري، مزاد بشري؟... لايعقل..... هذا الحلم لم يعد حلما هذا أصبح جنونا..... اخرجوني من هنااااااا
......
أزيلت قطعة القماش السوداء عن عيني بحركة خاطفة لأغمض عيني ثم افتحهما ببطىء لأعتاد على الضوء الساطع، تجولت نظراتي في المكان، كما توقعت تماما مزاد بشري لعين
كان هناك المئات من الأشخاص ان لم يكن ألفا، توسعت حدقتاي وحلت الصدمة على تعابيري، اولا ظننت انه تم اختطافي من قبل بائعي اعضاء البشر المجانين أما عن تقلص جسدي ربما حدث لي كما حدث لكونان المحقق الشهير.... ولكن المشهد الذي امامي دحض كل استباقاتي، كان هناك اطفال وبالغون مقيدون بسلاسل يقفون على جانبي
مالفت انتباهي أنهم من اعراق مختلفة، الشخص الذي لديه أذنان طويلتين لابد انه من الجن وهل هذا قزم سحقا، ابتعلت ريقي عندما وجدت فتى يزين رأسه قرنان أسودان
'رجاءا انقذوني، هل هذا شيطان؟'
.....
امامي جلس حشد من الاشخاص يرتدون بذلات غريبة الشكل وكشخص ذو خبرة عرفت انهم من الطبقة الأرستقراطية من القصص الخيالية ولكن واللعنة هذا يعني شيئا واحدا
'هل..... وبأي فرصة..... تجسدت في عالم آخر؟ لكن شاحنة تشان لم تصدمني، هذا ظلم'
قبل أن أفقد اعصابي أكثر دوى صوت لطيف ومرح ولكنه يحمل حدة خفية في أرجاء الغرفة
"والآن ننتقل للمنتج التالي، انه منتج عال الجودة ومناسب ليكون رفيقا للنبلاء الصغار، اقدم لكم فتاة الإلف فيرونيكا"
لقد كان المعلق الخاص بالمزاد، طويل وذو عيون عسلية وماصدمني هو آذان القط التي تهتز وهو يتحدث احيانا تنخفض واحيانا تستدير للجانبين
تقدمت فيرونيكا الى المسرح لتبدأ المزايدة، كان الاشخاص مجانين حرفيا حيث تقاتلوا بشراسة وكل واحد فيهم يطرح سعرا أكبر من الذي قبله
'حسنا اظن ان هذا طبيعي في مكان كهذا'
توالى العبيد يباعون واحدا تلو الآخر في هذه اللحظة تكلم الشخص بجانبي
" تبدو مرتاحا بنسبة لشخص على وشك ان يباع كعبد"
ارتجفت لا إراديا واستدرت ببطىء نحو مصدر الصوت الغليظ والقوي لم يكن سوى ذلك الشيطان، كان يملك عينان ذهبية مشتعلة ذو لمعة حادة ووميض شيء مظلم لكنه خافت، بنيته قوية وبشرته بيضاء، اجبت بهدوء ولكن صوتي خرج باردا ومستهزءا عكس ما توقعت
"هل يجب أن أبكي مثلا؟"
للحظة تجمد الهواء واختفت الاصوات في الخلفية، ضاقت عينا الشخص بجانبي وحدق في بنظرة مرعبة، ارتبكت وكدت اقع أرضا
'سحقا، انتهى امري'
.......
أدار الفتى رأسه عندما نادى المعلق بإسمه،زفرت بإرتياح وتمتمت بسعادة
' يبدو انني نجوت '
اصبحت لهجة المعلق سعيدة ومتحمسة بشكل غريب لينطق بفخر وهو يقدم ذلك الشيطان
"والآن مع المفاجأة الكبرى لهذه الليلة، وريث سلالة التنانين فاليريون كايرث"
ساد صمت ثقيل القاعة وكأن المعلق نطق بكلمات محرمة او تعويذة مدمرة، شحب وجهي عندما أدركت انه تنين وليس شيطان
'اللعنة علي هل استهزئت بتنين للتو، امي، قد تدمر مستقبلي'
بدا هذا الإسم مألوفا لي ولكن كنت كسولا جدا للتذكر خاصة مع الضجة الضخمة التي اجتاحت الغرفة كإعصار مدوي
تزايدت الأسعار بشكل جنوني بينما كنت انظر باشمئزاز لهؤلاء الحمقى لا الحمق يتبرأ منهم من يتخيل انه يستطيع ان يجعل تنينا عبدا لديه بحقكم انسيتم فخر التنانين العظيم سيقتلون انفسهم قبل السماح بذلك
'قد اكون غريبا في هذا العالم ولكن من عينيه فقط عرفت انه خطير ولايجب العبث معه، لحظة انا عبثت معه قبلهم...... أمييييييي'
......
رفع رجل عجوز ذو رأس أصلع وبطن منتفخة يده معلنا بصوت عال وحاد يبدو كصوت صرير باب قديم مزعج بمعنى الكلمة
"تسعمئة قطعة ذهبية ومئتا قطعة فضية"
كان الرقم جنونيا ولم يجرأ احد رفع يده ويزيد عليه، بعد دقائق ابتسم المعلق ابتسامة غامضة وقال "ستنتهي المزايدة هل من مزايد، ثلاثة..... إثنان....واحد.. بيع فاليريون كايرث إلى الكونت هارابراين فيلين"
لم ينطق فاليريون بأي كلمة ولكنني لاحظت ذلك، لمعة خافتة وقاتمة عبرت عينيه للحظة قبل ان يجر بعيدا قليلا عن المنصة، كل الاشخاص الذين تم بيعهم وقفوا على جانب المسرح وعلقت عليهم لوافت بأسماء مشترينهم، واخيرا ليس آخرا انه دوري انا
......
تم جري الى المنطقة الامامية للمسرح ليصبح كل شيء واضحا تماما، نظرت للمعلق ولكن كان هناك شيء غريب ليس كسابقه وجهه المرح أصبح جادا فجأة، عيونه نبضت بجنون، وارتسمت ابتسامة غامضة على وجهه تكلم بنبرة خافتة وحاسمة وكأن حبل المشنقة لفّ على رأسه
"سيداتي سادتي، أقدم لكم آرون فيسديفيديا"
بضع كلمات جعلت الجمع يصمت صمتا غير طبيعي، الوجوه شحبت، هناك من سقط كأسه وهناك من سقط فكه، حتى الأطفال الذين بيعوا قبلي نظروا إلي بصدمة، التنين الصغير نفسه لم يصدق ماسمعه
'اللعنة، هل انا شخصية مهمة، لماذا ينظرون إلي هكذا؟'
'.......' لما تلاقوا الرمز دا يعني البطل بيحكي مع حالوا، اتفاعلوا وقراءة ممتعة جميعا
🥁🥁🥁 باي باي 🍻