بعد أن تم فحصي من قبل ذاك العجوز بدأ بإلقاء اسئلة مزعجة
"هل تتذكر إسمك؟"
"لا، لكنني سمعته من قبل شخص ما"
"ماآخر شيء تتذكره؟"
"أنني كنت في زنزانة مقرفة"
"هل تتذكر شيئا قبل ذلك، ماذا أحسست بالضبط عندما فتحت عينيك في الزنزانة؟"
زفرت بملل ثم اجبته
"لاشيء، احسست بصداع خفيف فقط"
أومىء الطبيب ثم استدار إلى إدوارد وقال
"إنه يعاني من فقدان ذاكرة"
ربت أليريون على صدره بارتياح
"عرفت ذلك، مستحيل ان لايتعرف علي أحد"
غادر العجوز أخيرا بعد ان اعطاني بعض النصائح عديمة الفائدة، إستدرت للثلاثة الواقفين امامي ثم سألت "إذن من أنتم؟ من انا؟ أين نحن؟"
مع انني كنت اعرف بعض المعلومات بالفعل من النظام إلا ان سماعها من المصدر اكثر موثوقية، إضافة ان شاشة النظام عرضت بوضوح ان علي تفعيل الذاكرة المفقودة مايعني ان صاحب الجسد تعرض لإصابة افقدته ذاكرته او ان هناك خطأ لا اعرفه
وقف أليريون بفخر يعرف عن نفسه
"أنا الدوق أليريون لوكسهارت، أكثر شخص محبوب في المملكة، شهرتي امتدت إلى...."
قاطعته بتقزز
"حسنا حسنا فهمت سيد مشهور"
ضاقت عيناه قليلا ثم تحمحم واستدار لصاحب الشعر الأبيض والذي اخيرا ساعرف إسمه
"هذا هو الدوق كايلوس داراكثايل"
رمشت ببطىء، اسمه جميل جدا ولكن انه يوحي بشيء قاتم عكس مظهره المنير، كنت استمع إليهم وأسجل المعلومات في نفس الوقت، قبل ان يعرف اليريون بإدوارد، اقترب هو نفسه مني، عيناه الذهبية تجذبني دون وعي كدت ان امدح جمالهما لكنني تمالكت نفسي بسرعة وسألت
"ماذا؟ هل ستعرف بنفسك ام تريدني أن أحزر؟"
رفع حاجبه قليلا لكن تعابيره لم تتغير قيد انملة، طال تبادل النظرات بيننا حتى بدا كأنه دهر.
اخيرا اطلق زفيرا ثم قال
"أنا إدوارد فيسديفيديا، إمبراطور مملكة فيجغيريا وانت هو آرون فيسديفيديا الأمير الرابع"
تصلبت قليلا توقعت هذا ولكن ان يقولها هكذا دون إنذار جعلني أشعر بالارتباك
"إذن؟ انت أبي"
حل الصمت على المكان، للحظة ظننت أنني سأموت من الإختناق، بعدها استدار ذلك الرجل وخرج من الغرفة وكأنني لم اسأله منذ قليل
حدق اليريون وكايلوس بي كأنني كائن غريب ثم خرجا أيضا
.........
'اللعنة، هل قلت شيئا خاطئا؟'
تمتمت في نفسي أفكر بردات فعلهم لكنني تجاهلت ذلك بسرعة عندما سمعت صوت بطني الجائعة،
نظرت حول الغرفة إلى الطاولة التي تقبع امام الأريكة، كانت تحتوي بعض الطعام والفاكهة، اقتربت منها لأخذ تفاحة حمراء بدت شهية من بعيد ولكن عندما حملتها وجدت أنها متعفنة
"ايوووو، ماهذا القرف"
نظرت إلى الطعام كان غير قابل للأكل أيضا
بعد تفكير استنتجت انه تعفن لأنني كنت بعيدا عن القصر، لكن صدقا مالذي اوصلني لمزاد بشري، هل اختطفت؟ رفضت التعمق ورضيت بهذه النتيجة، اعدت التفاحة لمكانها
"دينق....."
أصدر صوت طفيف في رأسي لتظهر واجهة النظام بصورة مصغرة
⌈ شاشة استرجاع الذاكرة ⌋
【 استرجاع الذاكرة: قيد التقدم... 】
✦ النسبة الحالية: ▓▓░░░░░░░░ 15%
✦ الحالة: مشوشة
⟡ المعلومة المسترجعة:
- تم التعرف على جزء من هوية المستخدم
- ⚠︎ الكيان غير مستقر ⚠︎
【 التحذيرات 】
- محاولات الاسترجاع القسري قد تؤدي إلى انهيار النظام
- ينصح بالوصول إلى المستوى 5 لتفعيل اجزاء اكثر من الذاكرة
⟦ ملاحظة ⟧
❝ تم تقييد الوصول للذاكرة من قبل الهيئة العليا ❞
قمت بجمع المعلومات وترتيب افكاري، اولا لايمكنني فعل اي شيء إلا إذا رفعت مستواي، ثانيا الهيئة العليا تراقبني ولديها سلطة على هذا العالم، ثالثا هناك كيان غير مستقر ولكن من هو هذا الكيان؟
قبل ان افكر اكثر اصدرت معدتي صوتا آخر تطالب بالطعام، تنهدت بانزعاج ثم خرجت من الغرفة
كان هناك ممر طويل يمتد إلى الجانبين ورغم اشعة الشمس كان مظلما في بعض الزوايا
'هل وبالصدفة دخلت رواية رعب من نوع ما؟'
ذلك اول ما راودني عندما تذكرت الكابوس الذي خضته بعد ان اغمي علي
تمشيت في الأروقة ولكنني كنت اعود لنفس المكان، بدا الأمر وكأنني ادور في متاهة
'سحقا لتصميمات القصور'
تنهدت واول فكرة جئت بها هي القفز عبر النافذة، اقتربت من احد النوافذ القريبة وأطليت برأسي، كانت هناك حديقة ممتدة في مدى البصر لايفصلها إلا حائط مرتفع عن الغابة
كان المكان مرتفعا نسبيا ولكن ليس قاتلا، وكشخص من العالم الحديث اعتاد على هروب البطلات اثناء المسلسلات الكيدرامية، قمت بربط الأغطية ببعضها ورميتها من النافذة
نزلت بحذر خيفة ان تنفك العقد، تنهدت بارتياح حين لامست قدماي الأرض لكن قاطعت لحظتي شاشة النظام مجددا
⌈ إشعار النظام ⌋
【 تم فتح أحد الأختام 】
✦ المهارة المكتسبة: التسلل الناجح (Silent Infiltration)
└ القدرة: التنقل دون إصدار صوت، خفض نسبة الكشف 70% في المناطق المظلمة
【 تهانينا 】
✦ تم الحصول على اللقب:
"المتسلل اللص" (The Shadow Thief)
┏━━━━━━━━━━━━━━━┓
┃ الأثر الفوري:
┃ - رفع الرشاقة +2
┃ - رفع الذكاء +5
┗━━━━━━━━━━━━━━━┛
حقا؟ المتسلل اللص هل يمزحون معي، هل هذه مهارة ام لعنة، نظام أحمق،تنهدت مجددا منذ وصولي الى هذا العالم وانا اتنهد باستمرار
تمشيت في الحديقة لقد كانت جميلة حقا، الاشجار الضخمة والعشب الاخضر والازهار المتنوعة، بدا كل شيء جميلا ولكن عند اخذ نظرة قريبة، كانت النباتات جافة على وشك الذبول والعشب غير ملقم والاشجار في حالة يرثى لها
لكنني لم أكن بستانيا لذلك لم اهتم بالأمر كثيرا، نفضت كتفاي واكملت المسير، بعد نصف ساعة تقريبا وجدت نفسي في حديقة مختلفة،
هذه المرة كانت اكثر جمالا من سابقتها ويبدو ان شخص يهتم بها كثيرا، لكنني تجاهلت الموضوع واتبعت رائحة الطعام التي شدت انفي إليها
توقفت عند احد النوافذ، بالداخل كان هناك الكثير من الطباخين هذا واضح من قبعاتهم والخدم من ملابسهم، أصناف الطعام رصت على طاولة من الخشب، كان الخدم يدخلون وياخذون الاطباق ثم يغادرون
بعد تفكير دام لمدة ثانيتين قررت انتظار الجميع حتى يرحلوا ثم اتسلل للداخل
......
شعرت بالملل من الإنتظار لذلك بدأت اتمشى ثانية حتى اصطدمت بفتاة، لعنت بشدة عندما وقعت أرضا وأنا امسك رأسي الذي اصطدم برأسها
"واللعنة عليك، هل تملكين رأسا أم حجر"
مسدت جبهتي التي يبدو انها ستحمر بعد هذه الضربة، استقمت من الأرض ونفضت ملابسي من الغبار ، فجأة شعرت بألم حاد إثر صفعت حطت على خدي، نظرت للفتاة والتي بدورها نبست بحدة
"هل تحاول إغوائي بأفعالك هذه ايها الاحمق، يا لعنة الإمبرا-..."
قبل ان تكمل كلامها رددت لها الصفعة بكل برود وقلت
"كلمة اخرى وسأحلق شعركي ايتها الغبية"
تغيرت تعبيرات الفتاة واحتدت عيناها البنيتين ثم رفعت يدها إلى الأعلى، لم افهم ماتحاول فعله ولكن قبل ان اتمكن من قول شيء وجدت مخروطا يخترق ذقني من الاسفل
وقعت ارضا اهسهس من الألم الذي اجتاحني، نسيت تماما اني في عالم يسوده السحر
'اللعنة على هذا العالم، اي ملك شياطين لايملك مهارات'
زفرت بضيق ثم نهضت مجددا لن ادع هذا يمر مرور الكرام، بالغ في السادسة والعشرين يضرب من فتاة صغيرة، اين كرامتي بحق السماء، نظرا لجسدي الصغير وقوتها لن استطيع فعل الكثير لكن فعلت ما يفعله الجميع، امسكت بشعرها ذي اللون البني وبدأت بشده بقوة جيئة وذهابا
صدمت الفتاة للحظة وصرخت
"آرون، ايها الحقيررررر!!"
امسكت شعري هي الاخرى وبدأت بشده
(ง •̀_•́)ง
تعال الصراخ والشتم بيننا مما جعل الخدم يلتفون حولنا ليعرفوا ماحصل
صرخت الفتاة ثانية
"فلتتركني أيها الوغد"
"اتركي انتي اولا"
"لا"
"لا"
استمررنا هكذا إلى ان اصدرت معدتي صوتا آخر، في نفس الوقت اصدرت معدتها صوت قرقرة، تصبغت وجنتاها باللون الاحمر بينما ادرت راسي للجانب الآخر احاول تعديل شعري الذي اقتلعته تلك المجنونة
نظرت للخدم الذين ينظرون بصدمة ثم صرخت
"مالذي تنظرون إليه بحق الجحيم، انقلعوا من هنا"
تبدد الحشد في ثوان ولم يتبقى غيري انا وهي
نظرت إليها كانت فتاة جميلة ولكنني لم اكن رومانسيا ابدا
نظرت نحو النافذة فوجدت ان الجميع قد خرج من المطبخ، تجاهلت الفتاة تماما ثم فتحت النافذة ببطىء ودخلت للداخل، توجهت نحو الاطعمة الموضوعة على الطاولة وبدأت بالاكل بشراهة متناسيا ماحدث قبل قليل
جلست الفتاة امامي تناظرني كأنني مخلوق من عالم آخر
"ماذا؟ الم تري احدا ياكل من قبل؟"
رمشت الفتاة ببطىء وعلى وجهها نظرة الاستياء، ضحكت داخليا من مظهر شعرها المبعثر
"رايت ولكن ليس مثلك، تبدو كالخنازير"
"حسنا على الاقل شكلي ليس شكل بقرة استفاقت للتو من النوم مثلك"
احمر وجه الفتاة من الغضب وقبل ان تصرخ ثانية دفعت الطعام في فمها حتى اسكت الموجة القادمة
صدمت الفتاة للحظة لكنها بدات تاكل ببطىء هي الاخرى