رمش ببطىء ليستيقظ في مكان غريب، كانت غرفة بسيطة ولكنها جميلة، رائحة الخشب الندي تختلط مع النسيم الذي ياتي من النافذة المفتوحة. على اليمين، طاولة صغيرة تتوسط الغرفة وسجاد مطرز تحتها
إستقام من مجلسه يتذكر الاحداث الماضية لتتسع عيناه رعبا، ركض فورا إلى الباب ليحاول فتحه وقد كان مفتوحا بالفعل، قابله درج طويل يمتد من غرفته إلى الأسفل
لم يأبه بالتفاصيل وخرج مسرعا من الكوخ، فور ان خطى للخارج قابله منظر الغابة في كل الأرجاء، تجمد للحظة عندما حطت انفاس ساخنة على رقبته استدار ببطىء ليجد الافعى الخضراء خلفه تقف بنصفها العلوي بثبات ونصفها السفي يتلوى خلفها بطريقة منسقة
حدقت فيه لمدة ثم بدأت تزحف حوله وكأنها تقرأ تفاصيله، كان آرون يكتم انفاسه ويديه ترتعشان من الصدمة والخوف ولكنه حاول الحفاظ على هدوءه
من خلفه ظهر داريوس، انحنى الى مستوى بطلنا ثم حمله من تحت ذراعيه كطفل صغير، صدم آرون، للحظة نسي كل خوفه السابق ثم بدا يركل ويشتم
"اتركني ايها اللعين، انزلني فورا"
أمال راسه باستغراب من مزاج الفتى ثم انزله ولكن الافعى لم تدعه وشانه وانقضت ناحيته بسرعة، تراجع آرون فورا وإلتصق بداريوس
" ابعدها...، ابعدها عني انا اكره الزواحف "
صرخ بقوة وهو يختبىء خلفه
نظر إليه الآخر قليلا كأنه يفكر هل يساعده ام لا اما آرون فكان صوته يرتفع اكثر فأكثر
تنهد داخليا ثم مد يده وربت على رأس الافعى بخفة، قال بصوت بارد ولكن يحمل شيئا من الدفىء
"إهدئي روزاليا"
أطلقت الافعى انينا خافتا تحت لمسته ثم اخذت تحتك براسها كجرو مطيع
استدار ليحمل آرون تحت ذراعه كطفل صغير واتجه به داخل الكوخ، اجلسه على كرسي في المطبخ ثم جلس مقابله
"إذن، آرون فيسديفيديا، كما قلت من قبل كان لقائنا أبكر مما توقعت"
لم يرد آرون، فقط حدق في عينيه السوداء للحظة يزن كلماته قبل ان ينطق بها
"هل تعرفني؟"
أومىء له واخذ يشرح بكل روية وعدم مبالاة
"أنا سأكون الوصي عليك من الآن فصاعدا، يا ملك الشياطين"
.............
'ماهذه السخافة بحق السماء'
خذا ماخطر ببالي وانا استمع لكلامه، اولا كيف عرف انني ملك الشياطين المستقبلي، ثانيا من يكون هذا الرجل، ثالثا لماذا يعاملني كطفل رضيع
زفرت بانزعاج وقد خف التوتر من حولي، بعد ما بدا كأنه دهر تشجعت وسألت
"اذن، هل يمكنك ان تشرح مقصدك بالتفصيل؟"
لم يبدي الرجل ردة فعل، حدق بي قليلا ثم بدأ الكلام بنبرة صوت اجش
"مهمتي هي أن ادربك لتصبح ملك الشياطين المثالي، لايسمح لك بالتقاعس ولا انوي السماح لك بالرفض"
لم اكد استوعب ما يقول حتى سمعته يكمل
"سأكون الوصي عليك، وصي الشرير"
سعلت بتعمد وجعدت حاجبي ثم قلت ببرود
"لا انوي ان اصير ملك الشياطين ولا نية لي للتدريب"
رفع داريوس حاجبه ثم وقف دافعا الكرسي خلفه، وكأنني كنت انفث بالهراء قام بحملي ثانية واقتادني الى خارج الكوخ مرة اخرى
"اركض"
كانت كلمة واحدة قالها بأكثر نبرة جافة سمعتها، فتحت فمي لأعترض ولكن لم أجد إلا ان اركض لأن تلك الأفعى اللعينة بدأت بملاحقتي
"ايها العجوز الخرف، سانتقم منك، انتظر فقط!!!!"
«تاك...... تاك»
«كليك....... تاك»
خلفي زحفت الأفعى بسرعة وكانها تلتهم الطريق تحتها، في كل مرة ظننت أني تجاوزتها وجدت انفاسها تحرق اذني
'سحقا لليوم الذي ادخلت فيه للرواية'
ارضية الغابة موحلة وزلقة والاغصان تتدلى في كل مكان، الامر اكثر صعوبة مما توقعت وحذائي لم يعد مصطلح'حذاء' مناسبا له بعد الآن
فجأة خطرت لي فكرة، طبقا للرسوم المتحركة من حياتي الماضية تعرض المغامرون دائما لمثل هذه المواقف، الاغبياء منهم تسلقوا الشجر ولكن المفضل لدي قام بالالتفاف حول الاشجار في شكل منحنيات
'ساجعلكِ تجربين الافعوانية ايتها الزاحفة المقرفة'
هذه الغابة التي بدت كمستنقع كانت افضل خيار لخطتي، دلفت بين الشجر وإلتففت من جوانبها، قفزت وتزحلقت واعد الكرة مرات عدة
لم احاول النظر خلفي، كل ما ركزت عليه كان تنفيذ الخطة باحترافية قدر الإمكان، بالفعل لم اعد اراها خلفي وحتى صوت انكسار الاغصان تحتها لم يعد يسمع
خرجت من الغابة كليا، طبعا لست احمقا لأعود الى داريوس، لن اعود للغابة مجددا، لن اخرج من غرفتي حتى
انزلقت في الحفرة التي في الجدار واتجهت نحو غرفتي بطريقتي المعتادة، اخذت بعض الملابس النظيفة ودخلت للحمام
.........
إستلقى آرون على السرير، ينظر للسقف بتأمل
تذكر قبل موته، كان مجرد محام مستجد يبلغ من العمر 26،لقد كان يتطلع الى مهنته الراىعة، حل كثيرا من القضايا رغم انها سهلة إلا انها كانت انجازا له في بدايات حياته المهنية
كان يتيما لا اب له ولا ام ولكنه لم يبالي بذلك قط، ليس من الاشخاص الذين يحبون الدراما والمآسي العائلية، تجاهل كل شيء فقط ولعلها كانت عادة طورها لحماية نفسه
رغم مجهوداته إلا انه طرد من شركة المحاماة التي كان يعمل بها فقط لأنه تشاجر مع موظف يملك علاقات جيدة
'سحقا للطبقية'
تمتم بخفوت ولكن قطع تأمله في حياته البائسة شاشة النظام التي لطالما كره صوتها
[تنبيه النظام]
تم التعرف على المستخدم: آرون فيسديفيديا
الرتبة: ملك الشياطين (ختم جزئي)
العمر: 11
المستوى: 1
[الإحصائيات]
القوة: 8 → 9
السرعة: 7 → 8
التحمل: 6 → 7
الذكاء: 9 → 10
السحر: 8 → 9
الحظ: 5 → 6
[المهارات]
- عين الشيطان (غير مفعّلة)
- إرادة الظلام (مغلقة)
- سيطرة على الكائنات السحرية (قيد التعلم)
[مهمة رئيسية]
العنوان: البقاء على قيد الحياة
الوصف: اكسب ثقة الوصي المعيّن لك.
المكافأة: فتح 5% من قوة ملك الشياطين.
المدة: غير محدودة
[مهمة جانبية]
العنوان: السيطرة على الخوف
الوصف: واجه "روزاليا" دون ارتباك.
المكافأة: +1 قوة، +1 تحمّل.
المدة: 3 أيام
[ملاحظة النظام]
تم رفع جميع الإحصائيات بنسبة 1،يرجى المواظبة على التمرين
توسعت حدقتااه من الصدمة، اولا لقد اصبح لديه مهارات، كان هذا كل همه
"واللعنة، اخيرا اصبح هذا الجسد ذو نفع ولكن مهلا...'
انخفض كتفاه عندما وجد ان القدرات لازالت مغلقة، طبعا فهو لم يمارس اي تمرين ركش عشرات الكيلومترات فقط
دلك جبينه بانزعاج واول شيء قام برفضه هي المهمة الجانبية
" اذهب للجحيم انت وتلك الافعى اللعينة "
دون تفكير تجاوز المهمة الرئيسية ايضا فهو قد وعد نفسه أنه لن يعود لتلك الغابة إلا على جثته،
كانت احصائياته عبارة عن قمامة ولكن على الأقل ارتفعت قليلا
زفر آرون بغيظ واغلق واجهة النظام ليقرر النوم ولكن كان لبطنه رأي آخر
«قرقرة»
«قرقرة»
«قرقرة»
تأفأف ثم غطى رأسه بالوسادة، الليل قد حل بالفعل وهو لم يأكل سوى الإفطار ولايوجد خدم ولا اكل في القصر الغربي الذي يسكنه
بعد التفكير في الامر قليلا استغرب آرون كون مالك الجسد السابق لايزال حيا حتى الآن ولديه جسد صحي وليس هزيلا
'قوة المؤلف بالفعل'
استنتج ذلك بسرعة ونفض افكاره، ليس من محبي التفكير في الامور المعقدة
ومض ضوء اسود مختلط بالبنفسجي القاتم في زاوية الغرفة ليظهؤ جمجمة
رمقه بنظرة منزعجة وقال
"هل عدت أيها الجبان؟"
لم يرد عليه تاراك وذهب للاستلقاء بجانبه
"تلك معلومات لا استطيع الاجابة عليها، لذلك توقف عن نعتي بالجبان"
تجاهله آرون واغمض عينيه ولكن لم يكن جمجمة ينوي السماح له بالنوم
اخرج جمجمة وعاءا من اللحم المشوي والارز المسلوق والفواكه الطازجة ثم بدأ يأكل بكل أريحية
استنشق بطلنا رائحة الطعام الزكية لينتفض فورا من السرير ويقوم بدفع جمجمة أرضا وسلب طعامه ليبدا هو بأكله
سقط فك الآخر من الصدمة
"ياااااا، ألا تستطيع الطلب باحترام"
واصل آرون أكل الطعام دون رد ثم قال ببرود
" من اليوم فصاعدا عليك ان تحضر لي خمس وجبات كل يوم "
صرخ بقوة
"وهل تظنني خادمك؟"
ابتسم بخبث ولمعت عيناه بشقاوة ثم قال
"لا، خادمتي ذات الرداء الوردي"
كان آرون يشير الى ثوب النوم الذي ظهر به جمجمة البارحة وهذا ما جعل الآخر ينفجر غضبا،
ولكن ذلك لم يحرك شعرة من بطلنا واكمل بهدوء بينما يضع فخذ الدجاج في فمه
"ألست انت من قال'انا تاراك سيرين قائد بلا بلا بلا، سأخدم سيدي آرون بلا بلا بلا....."
فتح فكه ثم أغلقه، لم يجد بما يجيبه، انسحب ببطىء واختفى من المكان بينما واصل الآخر طعامه دون حديث سوى ابتسامات الرضا التي تشق وجهه
"اخيرا، لا احتاج للتسلل الى المطبخ بعد الآن"
..............
الكابوس الثاني:
وجد آرون نفسه في غابة مظلمة، كانت الاشجار والنباتات مصبغة باللون الاسود والضباب الأبيض يملىء المكان
اصوات الغربان العالية مزعجة والأرض قاحلة لا حياة فيها، استنشق بعمق محاولا الهدوء
"مجرد حلم..... سأستيقظ قريبا..."
أعاد الجملة مرارا بينما يبحث عن مخرج
بين الضباب الذي بدأ بالانقشاع تدريجيا كانت هناك قلعة حجرية، جدرانها ضخمة لاتظهر ماخلفها تبعد عنه عدة امتار
«كليك.... كلاك.... تاك»
اصوات العظام الصدئة التي تحتك ببعضها ملئت الهواء، الغربان بدأت تصدر اصوات اقرب للعويل ثم طارت فزعا، هياكل عظمية تخرج من الارض جماجمها هشة على وشك الانكسار، مفاصلها متعفنة مغطاة بالتراب، عيونها فارغة ومظلمة
دق قلبه كالساعة الجدارية، كان الامر مرعبا لدرجة أنه عجز عن الكلام
خطوة، اثنتان
ثم بدأ بالركض، اشعت العيون الفارغة بلون أزرق وبدأت تلاحق آرون
صرخ بصوت متحشرج
"أنقذوووونييييييي"
لم يقوى على الكلام شعر وكأن شيئا يخنق صوته الذي بات ضعيفا لايسمع
توسعت عيناه رعبا، الهياكل العظمية كانت تؤكض بسرعة جنونية بدت كانها تمر عبر الاشجار
تضائلت انفاسه وشعر بجلده يحترق كلما اقترب من القلعة، تدريجيا ارتسم ذلك الوشم على رقبته
وجه تغطيه آلاف الايادي العظمية الرقيقة
لمست يداه جدران القلعة الحجرية، بحث بعينيه عن مدخل ولكن دون جدوى، نظر خلفه كانت تلك الهياكل تتقدم أكثر
«كليك..... كلاك»
الصوت بات اوضح لمسامعه، الهياكل العظمية تمسكت بجسده تغطي عيونه وتكتم فمه
نفس الصوت العميق بنبرة خطيرة ظهر مجددا
"الختم...... افتح الختم"