فضاء أبيض إجتاح المكان. لم تكن هناك أرض ولا سماء، استدار خلفه يبحث بعينيه عن الباب الذي اختفى من غير أثر
بلع ريقه بصعوبة
'أين انا؟ ماهذا المكان؟ "
وميض أسود لاح في الأفق، تم سحب جسده بسرعة نحوه وكأن الجاذبية مجرد كذبة،
آلاف المشاهد والذكريات المشوشة تكونت من حوله، اصوات بعيدة ومختلفة تدفقت من كل الإتجاهات
طفل صغير في الخامسة من عمره ذو شعر أسود وعيون حمراء يركض في الحديقة بسعادة، لقد كان هو آرون...... لا.... بل صاحب الجسد السابق
' تلك المرأة لقد رأيتها من قبل "
تمتم في نفسه بينما يناظر الفتى الصغير وهو يرتمي في حضن إمرأة شديدة الجمال ذات شعر أبيض طويل وعيون فضية
'إنها صاحبة الجناح..'
إقترب جيك بتردد من المرأة ولكن كلما حاول لمسها يشعر بأن المسافة تتسع اكثر، كأن هناك هاوية تفصله عما يراه
يد بيضاء شاحبة شدت قميصه، إلتفت للشاب على على يساره، شعر ابيض طويل وعيون قرمزية طغت على الحدقة البيضاء
قطب حاجبيه بحيرة، لقد رأى هذه النسخة من قبل، عندما قام بعقد الروح مع تاراك تحول إلى هذا الشكل الغريب، ولكن الشخص الذي امامه يمتلك عيونا مختلفة، مرعبة
صوت أجش وخافت إخترق الصمت واختفى المشهد في الخلفية ليعود إلى نفس الفضاء
الأبيض
"هل قابلت امي؟"
اومىء متذكرا المرأة ذات الشعر الأبيض
"أجل"
إبتسمت نسخة آرون الشابة ثم رفع يده ومررها على شعر جيك بخفة
"اسمها رينا، اياك ان تنساه مرة أخرى"
تشقق الفضاء الأبيض ثم ابتلع الظلام كل شيء
وقع جسد آرون على الأرض وجد نفسه في غرفته، استقام فورا لايعرف السبب لكنه أراد ان يعود إلى هناك، اراد رؤيتها، رؤية رينا
فتح الجناح ودلف إلى الداخل، لم يتغير شيء سوى أن الجدار الذي قام بتحطيمه عاد لطبيعته، الصندوق قد اختفى
مد يده يتحسس تلك الصورة المعلقة، لقد كانت اجمل في الواقع
" ترى ماهي الاسرار حول هذه المرأة؟ ماهي اسرار القصر الغربي؟"
ظهر جمجمة من خلفه، لقد كان ينتظره هناك منذ اختفاءه
"إذا؟ هل استرجعت ذكرياتك"
أومىء آرون ونظره معلق على الصورة
"أجل، تذكرت أم صاحب الجسد السابق، اسمها رينا"
توقف قليلا بتفكير ثم أكمل
"لكن لماذا اخبرني ألا انساها مرة أخرى وأنا لا أعرفها من الأساس؟"
عم صمت متوتر الغرفة، تنهد جمجمة بعمق ثم أجاب "ربما يشير إلى فقدان الذاكرة"
أشرق وجهه بالفهم ثم جمع نفسه وصفق بيديه
"انا أريد أن أعرف أكثر، والحل هو التدريب"
أمال تاراك رأسه بحيرة ثم أطلق ضحكة ساخرة
"هل أنت جاد؟ حسنا، لنذهب الى داريوس"
صرخ آرون فورا وعيونه متوسعة، كانت الفكرة بالنسبة إليه كأنه يساق لحتفه
"مستحيل، لا وألف لا"
زفر بحنق من الموقف ثم حدق به من الأعلى الى الأسفل وابتسم بخبث
"انت من سيدربني، تاراك سيرين"
صدم الآخر من كلامه وقبل ان يرفض قاطعه قائلا
"هذا أمر مباشر من سيدك"
صرخ جمجمة احتجاجا
"سيد مؤخرتي، أتظن أنه ليس لدي امور اخرى غيرك"
طنين مزعج صدح في المكان تلاه تشكل خاتم وهمي باللون البنفسجي حول إصبع كل منهما، تجلى الخاتم في مظهر صغير مزين بنقوش قديمة ورموز ذهبية
كان كافيا ليترك جمجمة عاجزا عن الكلام وابتسامة الانتصار شقت وجه بطلنا
"إتفقنا، خادمتي اللطيفة"
غمز في آخر كلامه مستفزا جمجمة الذي اصبحت عيناه المشتعلة باللون الأزرق تشع بلون أحمر من الغضب
.
.
.
.
أصوات الخطوات المتسارعة على الأرضية الحجرية، شعره الاسود المبلل بالعرق يتطاير خلفه والهواء البارد يرتطم بوجهه بينما يلهث من الركض المتواصل
صوت الطنين المزعج المألوف يصاحبه ظهور شاشة النظام.
✦
الاسم: آرون فيسديفيديا
✦ الرتبة: F
✦ المستوى: 1
✦ نقاط الخبرة: 0 / 100
【 الإحصائيات الأساسية 】
┏━━━━━━━━━━━━━┓
┃ القوة : 6 ┃
┃ الرشاقة : 5>6 ┃
┃ المانا : 5 ┃
┃ التحمل : 6 ┃
┃ الذكاء : 18 ┃
┗━━━━━━━━━━━━━┛
【 الحالة 】
✧ الحالة الجسدية: مجهولة
✧ الحالة العقلية: نشطة
✧ الطاقة الحيوية: 100 / 20
【 المهارات 】
☒ كافة المهارات مختومة
└ لا يمكن الوصول إليها حالياً...
[متطلبات الفتح: مجهولة]
【 الأدوات 】
☒ الحقيبة مغلقة بإحكام
└ نظام الأدوات غير مفعل بعد
【 الملاحظات 】
- تم رصد اختلال طفيف في بنية المانا
- مستوى الذكاء يؤهل المستخدم لتحليل المعلومات الخارقة
- يُنصح بعدم محاولة كسر الأختام قبل تفعيل "الذاكرة المفقودة"
【 المهام النشطة 】
- لا توجد مهام حالياً
⟦ يرجى الحذر: النظام في وضع المراقبة الصامتة ⟧
إستيقظ آرون منذ بزوغ الفجر بفضل نقيق جمجمة المتواصل، كل مافعله هو الركض والركض وفي الأخير إرتفت إحصائيات الرشاقة بمقدار 1
إستلقى آرون على الأرض وصرخ بإحباط
"سحقا لك جمجمة"
نفض الآخر كتفيه بعدم مبالاة
"انت تفتقر للأساس وهو البنية الجسدية وانا ادربك"
رمقه باستياء واضح ثم صرخ مجددا بيأس
"تبا لك ولتدريباتك، احضر لي الفطور"
"تحتاج للإستحمام وتغيير ملابسك اولا"
"هل انت مربيتي أم ماذا؟"
"وهل شكلي شكل مربية؟"
حدق به آرون، هيكل عظمي ذو عينان تشتعلان باللون الأزرق وعباءة سوداء تغطي أجزاء جسده، رفع حجبه ثم استهزء قائلا
"معك حق، تبدو كجدتي دون مكياج"
ضرب جمجمة جبهته بكف يده ثم تنهد بضيق
"ليتني لم اخدمك يوما"
.
.
.
راجع محتوى شاشة النظام مجددا ثم استدار الى جمجمة بحاجبين معقودتان
"لحظة؟ ألم تتغير شاشة النظام هذه في المرة السابقة؟ لماذا عادت لحالتها الأصلية؟"
سخر تاراك ثم قال
"هذه شاشة النظام الخاصة بك كآرون، وتلك شاشة النظام الخاصة بك كملك الشياطين"
رمش محاولا إستيعاب كلماته
"كم يوجد من شاشة نظام؟"
"يوجد نظامك الخاص، نظام ملك الشياطين، نظام معلومات الرواية، والاخرى لم تفتحها بعد، لا اعرف الطريقة فلا تسأل"
تنهد آرون ثم استقام واتجه نحو غرفته، لقد اصبح يعرف الطريق ولم يعد بحاجة لتسلق النوافذ، كيف عرف؟، بالطبع استغل جمجمة
أغمض عينيه يسترجع ذكرياته، لم تكن أمه هي الذكرى الوحيدة التي استرجعها
آرون فيسديفيديا أو لعنة الإمبراطور، هذا ما أطلق عليه عامة الناس ونبلائهم، سبب ذلك لم يعرفه بعد
والده هو إمبراطور إمبراطورية فيجغيريا
لديه ثلاثة إخوة أكبر منه
ولي العهد _لوسيان فيسديفيديا
الأمير الثاني _أدريان فيسديفيديا
الأمير الثالث_داميان فيسديفيديا
كانت هذه هي المعلومات الوحيدة التي تذكرها آرون اما عن ذكريات النظام فلم يعطه كثيرا من المعلومات سوى انه ملك الشياطين المستقبلي واسمه وعمره
زفر بانزعاج بيننا يناظر خزانة ملابسه، خمسة ملابس لا أكثر، طقم اسود رسمي، ثلاث سراويل، ثلاث قمصان بسترات، وكلها ذات كشاكش وزخارف
وثوب نوم
'هل هذا الشخص متأكد أنه أمير؟'
تمتم ثم نزع المنشفة الملتفة على خصره وارتدى ملابسه، كلها كانت نفس اللون والزخرفة ماعدا الطقم الأسود
'يال التواضع، اكاد اذرف دموعا يا صديقي'
بدأ آرون بالصفير وتسريح شعره الأسود وتأمل مظهره
فجأة سمع خطوات تقترب من غرفته، تجعد حاجباه بحيرة ثم
Boom!!!!
فتح الباب بعنف لتظهر منه فتاة تبدو في العشرينات من عمرها، شعر بني مغلق الى الخلف بعشوائية، نمش انتشر على خدودها ذات البشرة البيضاء، ملابس خدم وعيون بنية حادة
نظرت له الخادمة بازدراء واضح ثم قالت بنبرة آمرة
"انت ايها اللعنة، أي مصيبة ارتكبتها"
رفع آرون حاجبه ونظر لها بسخط ثم عاد لتسريح شعره في المرآة
'يقولون أن من لا يجادل الفتيات يتضاعف عمره'
احمرت الخادمة غضبا واقتربت منه لتمسكه من طرف ياقته الخلفية وجرته خلفها
" الإمبراطور يريد رؤيتك، فورا"
تفاجىء من كلامها، لم يتوقع ان يناديه ذلك الرجل مجددا بعدها تمتم قائلا
'صحيح، انه ابي بعد كل شيء'
جرته الخادمة الى القصر الرئيسي، كل ماقابله هي نظرات الخدم المشمئزة والمحتقرة لكن آرون لم يكلف نفسه عناء الإنتباه لهم، نظر إلى السقف الذي زين بالذهب الخالص والألماس النقي
المزهريات والمفارش التي قد تجلب ثروة طائلة، الجدران مزخرفة بتنانين وطيورو وثعابين، صور لأشخاص لم يرهم من قبل معلقة في كل مكان
'يا إلهي، حتى مدينة أتلانتس لا تضاهي ما أراه'
قطع شروده توقف خطوات الخادمة أمام أحد الأبواب، كان باب من قسمين يحرسه حراس يحملون ما يشبه الرماح في أيديهم
دفعته الخادمة للأمام ثم رحلت
'تلك اللعينة، انتظري فقط وسترين ما سأفعله بك'
تمتم بإنزعاج لتفتح الأبواب امامه فيجبر نفسه على الدخول
طاولة من الخشب الفاخر توسطت القاعة زينت بنقوش ذهبية، الجدران صبغت بلون رمادي قاتم مع ستائر بيضاء على النوافذ الزجاجية
على رأس الطاولة جلس الإمبراطور إدوارد فيسديفيديا وحوله جلس أليريون لوكسهارت وأليكسيوس داراكثايل
على يمين الإمبراطور، كانت هناك شخصية لم يراها من قبل، شاب ذو شعر أبيض وعيون حمراء، بشرة بيضاء شاحبة، جلس يقرأ كتابا بلا عنوان غير آبه بما يحدث حوله
لفت انتباه آرون صورة ضخمة معلقة في الخلفية
الإمبراطور عند قدميه ثلاث شخصيات ذكور وبجانبه إمرأة ذات شعر أبيض، كانت رينا
بطنها منتفخة دليلا على حملها وابتسامة دافئة تشق ملامحها المشرقة
تراني تعبت في الفصل، يلا علقوا، علقوا بدي تفاعل لو سمحتم حتى ولو بنقطة