وبعد مرور سنه ونصف.
كان اليوم يوماً غير عادي, كان يوم مختلف بشكل خاص عن باقي الايام, لماذا؟ ببساطه لان اليوم يوافق اليوم اللذي تم تتويج فيه الامبراطور الحالي!
كانت العاصمه مزدحمه للغايه اليوم, كانت الشوارع ممتلئه بالبالونات و المسوقيين, التجّار, و الاطفال المبتهجين!
في هذا اليوم عادةً ما يعقد الامبراطور حفله كبيره يستضيف فيها عائلات النبلاء, وبعض الاحيان, إن كان مزاجعه جيد على غير المعتاد, يتم دعوة أيضاً العامه.
وفي هذا اليوم بالضبط قرر لاورو المغادره مع سيرافين من مملكه اڤينو إلى امبراطوريه نيبيس.
"اذاً لاورو, هل انت مستعد؟"
"نعم"
احكم لاورو ارتداء رداءه الاسود حتى لا يظهر وجهه في العاصمه.
ابتسم لاورو.
"فلتلتزم بالخطه رجاءً!"
"نعم, نعم. لا تقلق" أجابه سيرافين.
انفصل الاثنان و ذهب كلٌ منهما في طريقه الخاصه.
"حسناً الآن, لسبب ما السيد امبراطور في مزاج جيد لذلك تم دعوه بعض العامه للقاعه الخاصه بالحفلات. وطبعاً لن اضيع هذه الفرصه. سأذهب إلى هناك"
"أمّا سيرافين يجب الآن أن يكون هناك هو الآخر من أجل ما طلبته منه"
"اتمنى ان تسير الخطه على ما يرام هذه المره" نظر لاورو إلى السماء و هو يأمل أن تسير الأمور على ما يرام هذه المره.
.....
..............
في قاعه الحفلات الخاصه بالامبراطور.
كانت القاعه مقسمه لثلاث اقسام, قسم جلس فيه النبلاء و قسم العامه و الاخير كان قسم العائله الامبراطوريه.
كان الامبراطور يجلس على العرش في مقدمه قاعه الحفلات أما ولي العهد ادوارد فان نيبيس كان يجلس أسفل الامبراطور تماماً, كان يجلس هناك لان الامبراطور قصد شيئاً ما الا وهو: لا احد هنا في هذه الامبراطوريه يفوقني في القوه و الهيمنة حتى ولي العهد نفسه!
طبعاً هناك من لم يفهم هذا الأمر و ظنّوا أن هذا كان لان الامبراطور يكره ولي العهد و يحتقره ولكي يجعل منه اضحوكه للآخرين قام بجعله يجلس تحته مباشرة.
كان قسم النبلاء مقسم هو الآخر, قسم للعائلات الراقيه و قسم للعائلات المنخفضه.
كان لاورو يجلس في مقعد امامي من قسم العامه وهذا بالطبع لانه اشترى هذا المكان بالمال.
"كل شيء بالمال ها؟" تنهد لاورو ثم راقب المكان بصمت.
قام الامبراطور من على عرشه ثم بدأ في الكلام, بشكلٍ مفاجئ, صمت الجميع عندما قام الامبراطور من على عرشه ليتحدث.
"اليوم كما يعلم الجميع, هو يوم مميز! أنه اليوم اللذي توليت فيه حكم هذه الامبراطوريه الرائعه! وطبعاً سيأتي اليوم اللذي سيتولى فيه ابني ادوارد حكم هذه الامبراطوريه, لذلك منذ ١٠ سنوات قررت أن اعقد مثل هذا الاحتفال حتى يتذكرني الناس عندما اتنحى عن منصبي!"
تصفيق! تصفيق!
بعد انتهاء الامبراطور من خطابه, امتلأت القاعه بالتصفيق و الصرخات اللتي تهنئه بمناسبه هذا اليوم الرائع.
قبل أن يعود الامبراطور لمكانه ليجلس على العرش, من بين حشد النبلاء, تم إطلاق هجمه بعيده المدى زرقاء جميله اللون, تستهدف الامبراطور.
ابتسم لاورو.
'ها هو ذا! معلمي رائع بحق!'
في نفس الوقت, اندفع من حشد العامه, شخص برداء اسود فضفاض يغطي حتى وجهه, وصد الهجمه اللتي كان من المفترض أن تصيب الامبراطور و تقتله. ولكن تلك الهجمه كانت قويه جداً, لذلك تم دفع الشاب ذو الرداء الاسود إلى الوراء قليلاً و اصضدم بالجدرام الخاصه بقاعه الاحتفالات و أصيب في ظهره.
"سعال!"
سعل ذلك الرجل المجهول اللذي كان في الحقيقه لاورو الكثير من الدماء.
القى لاورو نظره خاطفه من تحت الرداء اللذي كان يغطي عيناه على الوضع ثم ابتسم.
'رائع! الأمر يسير بشكل جيد حتى الآن!'
صمت. كانت القاعه في صمت شديد. كيف من الممكن أن يحدث هذا؟ كان الجميع خائفاً بشأن ما يمكن أن يفعله الامبراطور تالياً. هل كان سيقتلهم جميعاً الآن لانه لا يعرف من قتله؟ او هل سيقوم بقتل جميع النبلاء, لان الجاني خرج من بينهم؟ كان الجميع يشعر بالخوف الشديد و القلق .
لكن الامبراطور, لم يفعل مثلما كان الجميع يفكر.
"الآن! أحضروا المعالجين! فلتنقذوا هذا الرجل اللذي انقذني بأي طريقه!"
وقوع- وقوع-
وقع الجدار اللذي اصطدم به لاورو, وهذا كان لان لاورو كان قد استطاع الوقوف من ذلك الجدار.
"لا حاجه لذلك جلالتك. انا بخير كما ترى"
"كلا! كيف من الممكن أن تكون بخير و قد سعلت الكثير من الدماء؟!"
"انا لا اجرؤ على قبول العلاج من معالجي الامبراطور الشخصيين! فأنا كما ترى مجرد عامي!"
سيرافين اللذي كان في الخلف, كان يحاول كبح ضحكته.
"ان كنت لا تريد القبول لانك مجرد عامي فسأجعلك اذاً من النبلاء الآن!"
'ها؟ هل الأمر بهذه السهوله؟...' كان لاورو متصلباً في مكانه, لم يصدق حتى كيف كان الأمر سهلاً.
'هل هذه خدعه ما؟ لما خدع بسرعه؟ الا يقولون إنه داهيه؟'
"اوه, جلالتك! إن قلبك كبير حقاً! لكن هذا كثير جداً بالنسبه لي! أنا فقط أنقذت جلالتك لان من دونك كانت الامبراطوريه ستسقط!"
"هاهاهاهاها! لهذا السبب يجب علي أن اجعلك من النبلاء! انت شخص تظهر لي ولاء لا يظهره لي حتى ارقى النبلاء!"
"منذ اليوم سأجعلك الكونت التاسع للامبراطوريه!"
"انا اعترض! نحن لا نعرف حتى هويته! وأيضاً جلالتك! لقد تعرضت للخداع!" اعترض أحد الأرستقراطيين.
"من اللذي تجرأ و قال هذه الكلمات؟ انا؟ اتعرض للخداع؟ سأقطع لسان من قال هذه الكلمات في الحال"
"اوه, جلالتك! انا افهم ما يحاول قوله! فأنا مجرد عامي بعد كل شيء! لقد فعلوا الكثير من الأشياء لكي يتم اختيارهم كنبلاء أما أنا فلم افعل اي شيء بالمقارنة معهم!" أخذ لاورو دور المنقذ و الضحيه في نفس الوقت, وهذا جعل اللذين لاحظوا أنه يخدع الامبراطور يشمئزون منه.
"كل الأعمال اللتي فعلوها لا تقارن بإنقاذ الامبراطور" اجاب الامبراطور ببرود.
"الآن, اذهب الى هؤلاء المعالجين و تعالج معهم.. امم انتظر لحظه! اريد رؤيه وجهك اللذي تغطيه بالرداء و أيضاً اريد معرفه اسمك"
"ليس لي اسم محدد, لكن بعض الناس أطلقوا علي اسم لاورو بسبب شعري الملتهب" رفع لاورو الرداء اللذي كان يغطى وجهه, ثم طار شعره الاحمر الطويل في الهواء و لمعت عيناه الذهبيه أمام ذلك الحشد الكبير.
"كما هو متوقع, انت قوي, حسن المظهر و حتى طيب القلب. تستحق و بجداره أن تكون من النبلاء!"
"الآن اذهب!"
"جلالتك هل لي أن أساعده في الوصول إلى غرفه المعالجين؟" سأل ادوارد اللذي كان صامتاً طوال هذا الوقت.
"نعم"
غادر الإثنين القاعه الكبيره ولم يتوقف الناس عن النظر إليهم حتى عندما كانوا على وشك الخروج.
"لا اعرف حقاً إن كان انقاذك للامبراطور هو لانك تتمنى عدم سقوط الإمبراطورية او أنك شخص مخادع فحسب كنت تريد الارتقاء لهذا المنصب" في طريقهم إلى غرفه المعالجين, بدأ ادوارد في التحدث.
"لكن, سأعطيك نصيحه, احذر من الامبراطور. أنه افعى سامه للغايه" حتى على الرغم من قوله كلام يسئ لوالده الامبراطور أمام شخص غريب, لم يفقد ادوارد هدوءه ابداً عندما تحدث بهذه الكلمات.
"الا تقول هذا فحسب بسبب انك تكره الامبراطور؟" هذه المره, لعب لاورو دور الشخص الاحمق اللذي لا يعرف ما اللذي يتحدث عنه ادوارد.
".... حسناً, توقف عن قول الهراء الآن. اظهر معدنك الحقيقي. الست انت الابن المختفي للدوق هيدلوس؟"
ابتسم لاورو ابتسامه لطيفه.
"حسناً. اظن انني لا استطيع خداع جميع الناس و خصوصاً ذوي الذاكره الجيده, صحيح؟"
"جلالتك, الا تظن أنني من الممكن أن أكون أنا الافعى الحقيقه هنا؟ ألا تخشى من أنني ربما قد ادمر هذه الإمبراطورية؟"
"صدقني انا لا اهتم. لانه وعلى كل حال, أمر هذه الامبراطوريه سينتهي سواء بسببك أو بسبب تلك الافعى"
"ها! اتعلم أنه أن سمعك أحد الآن فسيتم اعدامك على الفور؟ كيف تستطيع التحدث بمثل هذه الكلمات أمام شخص غريب لا تعرفه حتى؟" تنهد لاورو بإعجاب شديد بسبب كلمات ادوارد الرائعه.
ابتسم ادوارد.
"اذا هيا. اذهب وأخبر الامبراطور بهذا, انا أفسح لك الطريق"
"ما اللذي يجعلك واثقاً من أنني لن اذهب لاخباره؟"
"شخص غريب انقذ الامبراطور للتو و اصبح من النبلاء, ثم في طريقه إلى غرفه المعالجين مع ولي العهد سمع ولي العهد يتحدث بطريقه سيئه للغايه عن الامبراطور فذهب و أخبره و هكذا تم إعدام ولي العهد. هل برأيك سوف يحدث الأمر هكذا؟ انت مجرد شخص غريب بالنسبه لهم. هل تظن أن شخصاً ما سيصدقك أصلاً أن قلت إن ولي العهد قال هذه الكلمات؟"
"كما أنني لا أعتقد انك ذلك النوع من الأشخاص"
كان لاورو هادئا, ولم يفعل شيئاً سوى الابتسام على كلمات ادوارد.
"انت ولي عهد غريب أطوار. حسناً, حافظ على هويتي و ساحافظ على ما قلته اليوم حتى أنني سآخذه معي إلى قبري, ما رأيك؟ "
"حسناً, وصلنا الآن إلى غرفه المعالجين" لم يجب ادوارد على اقتراح لاورو لكن لاورو فهم أنه قد وافق لانه كان يبتسم.
"شكراً لك جلالتك. جلالتك كان كريماً جداً لاصطحابي الى هنا" انحنى لاورو قليلاً ثم دخل إلى الغرفه.
"اعتنوا به جيداً" قال ادوارد هذه الكلمات ثم غادر الغرفه.
'إنه شاب غريب حقاً' طوال طريق ادوارد الى القاعه, لم تترك الابتسامه شفتاه.