استطاع لاورو تهدئة اليكس الغاضب للغايه بسبب كسره لقدمه, و ادخله لداخل القصر.
كان لاورو, اليكس و سيرافين يجلسون في نفس الغرفه اللتي كان قد جلس في ولي العهد ادوارد و لاورو من قبل.
كان ما مجموع ثلاثه سحرة معالجه يعتنون بقدم اليكس اللتي كسرت ولم تتوقف عن النزيف حتى عندما وضعوا عليها الضمادات و حاولوا شفائها بالسحر وهذا يوضح مدى قوه الهجمه اللتي تلقاها اليكس من لاورو. لذلك كان يتعين على لاورو استدعاء ثلاثه سحرة من أجل معالجته بالكامل.
أخذ السحرة حوالي نصف ساعه من أجل أن يوقفوا النزيف الحاد. بعد أن انتهوا من عملهم و غادروا الغرفه, وقعت الغرفه في صمت خانق. و كان ما يزال اليكس ينظر إلى لاورو بغضب و حقد شديد.
'الهي.... ماذا يمكنني أن أفعل لكي اجعله يتوقف عن النظر إلي هكذا؟ و ليس و كأنني أنا من بدأت! إنه هو!'
بينما كانت افكار لاورو هكذا, كانت التعابير على وجهه لطيفه للغايه و هذا لأنه لم يجرؤ على أن يعترض بعد أن كسر قدم اليكس.
"احممم.." سعل سيرافين قليلاً بعد ان لاحظ نظرات اليكس المليئه بالحقد للاورو.
'نعم هذا هو! لقد لاحظت انت أيضاً! الآن ساعدني!'
نظر لاورو بأمل لسيرافين لكي ينقذه من اليكس و نظراتة الحاقدة.
لكن سيرافين خاب توقعاته تماماً.
"لاورو! كيف من الممكن أن تكسر قدم الماركيز الشاب هكذا!"
نظر سيرافين بحدة هو الآخر للاورو.
".………"
ابتسم لاورو بإشراق.
'اوه نعم. هذا هو معلمي. دائماً يخيب توقعاتي و تقف مع الطرف الآخر'
"تنهد" تنهد اليكس بعمق.
"إذاً, اريد ان اعرف الآن ما اللذي تخطط له يا لاورو. و أيضاً إن كان ممكناً اريد ان اعرف لما.."
بادر اليكس بالتحدث و نظر بشك قليلاً لسيرافين.
"لما القائد السابق لفرقه نايك, البارون السابق سيرافين سيلياس هنا؟ ولما يساعدك من الأساس؟"
ثم نظر للاورو وطرح السؤال اللذي يريده.
"على حسب ما اذكر, قيل إنه مات. كيف نجوت؟ و أيضاً.. على حسب معرفتي, أن القائدان اللذان تم اختيارهما هما الاقوى على الاطلاق في الإمبراطورية في ذلك الوقت. فلما يساعدنا شخص بمثل قوتك؟"
أعاد اليكس السؤال بصيغه مختلفه هذه المرة و انتظر أجابه سيرافين.
"لا سبب محدد" اجابه سيرافين مع نبرة غير مبالية.
"...هاه؟" نظر اليكس إلى سيرافين بتعبير غير مصدق.
"ها.. توقعت ردة فعلك هذه يا اليكس"
نظر لاورو إلى اليكس بشفقة كما لو كان يحاول أن يخبره أن لا يحاول فهم سيرافين لأنه رجل غريب أطوار و مجنون.
"لا يوجد سبب محدد لي لمساعدة لاورو. كل ما في الأمر أن حياتي كانت ممله للغايه و بما أن مساعدته ستكون ممتعه قليلاً فقررت مساعدته"
"اما بالنسبه للمصادر اللتي قالت بأنني مت, فهي محض شائعات لا اكثر. انا غادرت الامبراطوريه بعد تلك الانتصار في تلك الحرب بالضبط, ولكن لم يتم رؤيتي من قبل اي أحد أو العثور على جثتي, لذلك تم اعتبار أنني ميت"
"اذا.. الا تقول الآن انك غادرت الامبراطوريه في منتصف الحرب؟.." كان اليكس مرتبكاً للغاية من اجابات سيرافين الفوريه و الغير منطقيه للغايه.
"ليس تحديداً. لأنني غادرتها بعد تحقيق الانتصار, لذلك يمكننا القول إنني غادرتها عندما انتهت الحرب" أجابه سيرافين بوجه غير مبالي.
'ما هذا الرجل؟ هل شارك في الحرب و حقق الانتصار ولم ينتظر حتى يتم تقديم له الجوائز قبل أن يغادر؟'
كان اليكس لا يزال ينظر بغرابه و ارتباك لسيرافين ولم يستطع أن يتوقف عن التفكير في الكثير من الأشياء.
قبل عشرة سنوات, كل اللذين كانوا قد شاركوا في الحرب و حققوا الانتصار ثم عادوا بسلام, تمت ترقيتهم جميعهم, بما في ذلك والد لاورو, و حصلوا على الكثير و الكثير من الجوائز و الشرف.
الآن كان الأمر غريباً للغايه بالنسبه لأليكس, لان القائدان في ذلك الوقت كانا هما الشخصان اللذان عانيا أكثر من أي شخص آخر في تلك الحرب. ولكن الآن, يقول سيرافين أنه ترك كل تلك الجوائز, الشرف و المكانه بعد تحقيقه للانتصار و خرج من الامبراطورية ببساطة من دون اي ندم.
"هاه" تنهد لاورو الصعداء بعد أن رأى أن الشخص اللذي كان يعتبره عبقرياً ذات مره لا يستطيع فهم اسباب سيرافين الغريبه.
"حسناً اليكس.." نظر لاورو إلى الاثنين.
بعد أن بدأ لاورو في التحدث, ترك الاثنين ما كانا يفعلانه و نظرا للاورو بهدوء.
"ما أريده ببساطه هو معرفه ما حدث لوالداي, و أيضاً اود تدمير تلك المنظمه المجنونه" عقد لاورو ذراعيه معاً و تحدث بنبره جادة.
"الآن, القرار سيكون لك اليكس. سواء أردت مساعدتي ام لا, فهذا لا يهمني حقاً, لأنني حزمت امري بالتخلص منهم بمفردي منذ البداية" نظر لاورو بهدوء لأليكس.
"........"
بعد تلك الكلمات الجادة, وقعت الغرفه في صمت شديد مره اخرى.
اغمض اليكس عيناه قليلاً و ابتسم بسخرية.
"هيه!" خرجت ضحكه صامته من اليكس.
"لا تزال كما انت, لا تحب اللف و الدوران و تدخل في صلب الموضوع مباشرة. لقد اضطررت للتضحيه بقدمي المسكينه من أجل جعلك تطلب مني هذا!" فتح اليكس عيناه و عاد للنظر بحقد للاورو.
"...……" لم يرد لاورو لكن بدلاً عن ذلك, ابتسم و نظر إلى اليكس.
"اذاً هل اعتبر هذا قبولاً؟"
"همم ربما نعم" رد اليكس بتعبير غاضب.
'هؤلاء الفتيان.. انهما ناضجان للغايه على الرغم من أنهما ما يزالان شابان' نظر سيرافين بثبات إلى الاثنين قبل أن يبتسم.
'هل هما نبيلان حقاً؟ ما اعرفه أن من في عمرهما كان سيهرب و يترك كل شيء لكي يحافظ على حياته. في الأصل, هكذا هم النبلاء جشعون و انانيون, لكن هذان الاثنين هنا مختلفان للغايه'
'بالطبع, لست نبيلاً الآن لكن حتى انا كنت نبيلاً ذات مره ولكنني انا الآخر جشع و اناني للغايه مثل النبلاء الاخرين' بدأت ابتسامته في الارتفاع أكثر فأكثر حتى كادت أن تصل إلى أذنه.
لاورو, اللذي لاحظ ابتسامه سيرافين, فهم الأمر بشكل خاطئ ولم يعرف بماذا كان يفكر سيرافين الآن و شعر بقشعريرة في مؤخرة رقبته.
'........اوه.. ماذا ارتكبت في حقه ليبتسم لي الآن؟'
'هل سأموت اليوم؟'
أظلمت تعابير لاورو ببطء.
"... سيدي..." رن صوت لاورو في تلك الغرفه. و بشكل مفاجئ, تحدث لاورو بإحترام في مناداته لسيرافين.
"همم؟" سيرافين, اللذي كان متفاجئاً من اتصال لاورو به بإحترام لاول مره منذ فتره, اجاب دون وعي.
"ه-هل بأي فرصه ارتكبت اي خطأ في حقك اليوم؟.."
"؟"
'ماذا هناك؟ هل كانت ابتسامته تلك محض هلوسه بسبب تعبي؟.. احتاج لان أخذ قسط من الراحه..'
".... اوه. لا, لا شيء" ابتسم لاورو ثم بدأ في التعرق بغزاره.
"هاه ..تسك" تنهد سيرافين ثم نقر على لسانه. لقد ظن أنها صفقه كبيره بما أن لاورو قام بمناداته بإحترام منذ مده طويله لذلك اجاب على الفور و لكن, الأمر لم يكن كذلك في الحقيقه.
"على اي حال لاورو, احتاج للمغادره الآن" قام اليكس من على الكرسي و أضاءت يده بضوء ابيض ساطع.
"هل ستستخدم سحر الانتقال؟"
اومأ اليكس برأسه.
"حسناً إذاً. وداعا" قال لاورو وداعاً بدون اي مبالاه في صوته.
"وداعاً" أضاءت الغرفه بأكملها باللون الابيض و عندما اختفى ذلك الضوء, لم يعد اليكس موجوداً في الغرفه.