تقطر تقطر-
كانت هناك قطرات من سائل احمر تسقط على الأرض, لقد كانت دماء. رائحه تلك الدماء الطازجه ملأت المكان.
تقطر تقطر-
في وسط كل هذا, كان هناك جبل من الجثث اللتي يبدوا أنها ماتت للتو.
صريييير-
فتح باب ضخم قديم منقوشٌ عليه عين حمراء في وسطها نجمه حمراء.
من هذا الباب دخل رجلان طويلا القامه, كان أحد الرجلان يمتلك شعراً ابيض, لقد كانا يرتديان رداءً اسوداً طويلاً, كان الرداء مليئاً بسائل احمر. لقد كانت دماءً.
دماء أشخاص قتلوا على يد هؤلاء الرجال اللذين يسمون أنفسهم "المطهرين".
كان هناك العديد من ضحايا هؤلاء الرجال.
إنهم يجلبون الضحايا و يدخلونهم في غرفةٍ بلا ضوء, مليئة برائحة الجثث المتعفنه والدم الطازج.
"إذا كيف حال التضحيات؟" سأل الرجل ذو الشعر الابيض للرجل اللذي دخل معه الغرفه للتو.
"إنهم هناك سيدي, وهم في افضل حال منذ انك من طلبت الاعتناء بهم" أجابه الرجل الآخر.
"جيد"
أخذ الرجل ذو الشعر الابيض القفازات السوداء من الرجل الآخر ثم ارتدى القفازات.
اقترب الرجل ذو الشعر الابيض ببطء من"التضحيات" اللتي كانت في زاوية الغرفه.
"ل- لماذا تفعل هذا؟" سأل أحد من الرجال اللذين تم اعتبارهم "تضحيه".
"هل لديك أي ضغينه شخصيه ضدنا؟" سأل نفس الرجل مرةً أخرى.
"ضغينه؟"
ابتسم الرجل ذو الشعر الابيض.
"كلا لا شيء من هذا, كل ما في الأمر.. انكم مجرد حشرات تم التخلص منها ونحن سنعيد استخدامكم ايتها الحشرات"
أخرج الرجل خنجراً صغيراً من جيب رداءه الاسود, ثم بدأ في أخذ بعضٍ من الأشخاص الموجودين داخل الغرفه.
"أمي! لا اريد تركك!" صرخت طفله صغيره كانت متمسّكه برداء والدتها.
"ل-لا تقلقي انا سأبقى بجانبك دائماً" ردت المرأة محاولةً إخفاء خوفها لكي لا تقلق الطفله.
"لاورو, مهما يحدث لنا اعتني بأختك الصغيره و بنفسك. افهمت؟" همس شخص ما في اذن لاورو.
"أبي, رجاءً, ابقى معنا. انا لن استطيع فعل هذا, سنجد بالتأكيد حلاً ما." اجابه عليه لاورو بوجه قلق.
"لاورو, لا وجود للحلول في الوقت الحالي. فكر بعقلانيه, أعلم أن هذا صعب عليك فما انت إلاّ فتى في السابعه عشره من عمره لكن لا أستطيع أن اعهد بهذا الشيء إلا لك"
"لكن-!"
"!" صمت لاورو بعد أن رأي رجلان يطلقان سحراً اسود اللون امسك بجسد والده و والدته, و من ثم جاء نفس الرجلان ليأخذا والداه المقيدان بالسحر.
"كلا!" صرخ لاورو يائساً.
"رجاءً! ارجعوهم!"
على الرغم من صراخ لاورو اليائس ليعيدوا له والديه, لم يهتم له أي شخص. لقد تجاهلوه تماماً, كما لو أن صراخه كان طبيعياً.
أراد لاورو أن يتحرك, لكن لسوء الحظ قبل اختطافهم لهذه الغرفه تم القاء سحر قيّدهم بهذه الغرفه المرعبه, كان الأمر مثل السير بالأثقال على جسدك ولكن المختلف في الأمر هو أن هذه الأثقال كانت اثقل حتى من بيتٍ كامل. و المثير للسخرية, هو أن هذا السحر تم القائه فقط على عائله الدوق هيدلوس.
صريييييير-
اغلق الباب الضخم مع اختفاء والديه و الرجلان.
"ها ها ها" سمع لاورو صوت بكاء يأتي من خلفه.
لقد كان صوت بكاء أخته, كيارا.
'يا إلهي, لقد كنت مهملاً. إن بدوت أمامها هكذا فهي بالتأكيد ستخاف, يجب أن أتمالك نفسي واحافظ على هدوئي, فإن لم افعل كيف ستحافظ هي على هدوئها؟ أنها مجرد فتاه في التاسعه من عمرها..'
اقترب لاورو من كيارا و ربت على كتفيها
" كيارا, انا هنا بجانبك, لذا لا تبكي"
"لكن اخي! انا اعلم انهم لن يعيدوهم ابدًا! لقد رأيتهم ياخذون الكثير من الأشخاص ولم يعيدوهم ابداً!" صرخت كيارا في حزن.
كانت كيارا فتاةً ذكيه, حتى أن البعض لقبوها بعبقريه لن تأتي إلا مرةً كل قرن, لذلك, كان من المتوقع أن تلاحظ هذا الأمر.
"كيارا, لا تستبقي الأمر. لا احد يعلم ما قد يحدث, على كلٍ ابقيْ هادئةً الآن, افعليها من اجلي. رجاءً"
حاول لاورو طمأنة أخته الصغري اللتي لاحظت الأمر.
"حسناً, سأحاول البقاء هادئه"
مسحت كيارا دموعها وكشفت عن عيونها المحتقنه بالدماء.
على عكس المظهر اللذي كان يحاول لاورو أن يبدوا به, إلاّ أنه كان مليئاً بالقلق من الداخل. فكيف لا يقلق وهو في مكان معزولٍ بالكامل وبلا حولٍ ولا قوه وفوق كل هذا تم أخذ والديه و بجانبه أخته الصغيره وكان يحاول أن لا يقلقها؟
'ماذا افعل الآن؟ كيف سأخرج مع كيارا؟ كلا دعك من هذا.. كيف سأُخرج والداي؟ أحقاً لن اراهما مرةً اخرى؟'
كلاك-
في تلك الغرفه خانقة الصمت, سمع لاورو صوت وقوع شيء ما. هذا الصوت قطع حبل افكار لاورو وارجعه للواقع.
"هاهاها هؤلاء الحمقى لم ينتبهوا للخنجر اللذي معي!"
ضحك رجلٌ يبدوا أنه في أواخر الثلاثينيات من عمره بشكلٍ هستيري وهو ياخذ الخنجر الصغير اللذي وقع من جيبه الأيمن.
"انت! ارجوك! انت املنا الاخير للخروج من هذا المكان الملعون! افعل شيئاً! اقتل الرجلان عندما يدخلا مرهً أخرى!"
"هاهاها طبعاً! لكن لو خرجتم من هنا ستعطونني جميع أموالكم!"
" نعم! سنعطيك كل شيء! كل أموالنا! و حتي القصور اللتي كنا نعيش فيها!" أجابه ثلاث رجال معاً.
"اووه؟ قصور؟" أجاب الرجل اللذي يحمل الخنجر بوجه يبدوا أنه يقول أن يوضّحوا ما الهراء اللذي كانوا يقولونه.
"نعم سيدي! لقد كنت من النبلاء! لقد كنت ماركيزاً!, سأعطيك الخمس قصور اللتي كنت املكها إن أخرجتني من هنا!" صرخ رجل من الرجال الثلاثه.
'ماركيز؟ انتظر لحظه أليس هذا هو الماركيز هنري فرمان؟ كيف جاء إلى هنا؟'
"اخي, أليس هذا هو الماركيز فرمان؟"
"صحيح, أنه هو, إنني مندهش من حقيقه معرفتي أنه تم اختطافه هو الآخر"
حاول الاقتراب قليلاً من الماركيز للتأكد من أنه هو.
"إنه هو حقاً" همس لاورو.
"أيضاً, اخي, لمَ قد يثقوا بالرجل اللذي يحمل الخنجر؟ من الممكن أن يتسبب فقط في مقتلهم!" سألت كيارا لاورو ولم تستطع إخفاء دهشتها وارتباكها.
"هاهاها حسناً كيارا هذا لأنه رجل ذو بنيةٍ قويه و لديه الكثير من العضلات. امزح, حتى انا لا أعلم." أجاب لاورو عليها بوجه مازح.
"ربما من أجل هذا السبب اللذي قلته فقط كمزحه ومن الممكن أيضاً لأنهم اخيرا وجدوا شعلة املٍ من الممكن أن تخرجهم من هذا المكان. من يعلم؟ فالجميع يائسٌ الآن" تمتم لاورو, كان من الممكن سماع الحزن في صوته.
امسكت كيارا بشعر لاورو الاحمر و سألته سؤالاً.
"اخي اتعلم لما تتميز عائلتنا بالشعر الاحمر؟ ساخبرك انا! فانت جاهل وبالتأكيد لا تعلم هذا!" بصوت مرح و وجه مازح سألته هذا السؤال.
'انا أعلم... لكن ساتركك تخبرينني'
في الحقيقه لاورو كان يعلم, ولكنه ترك أخته تخبره لانه لم يرى وجهها المازح منذ مده.
"حسنا, سأخبرك! هذا لأنه منذ زمنٍ طويل وبينما كانت الوحوش والشياطين تهاجم و تقتل الناس وكانت المملكه تسقط, العائله الوحيده اللتي لم تسقط ولم تستسلم كانت عائلتنا, عائله هيدلوس! هي العائله الوحيده اللتي لم تفقد الامل و أكملت القتال ضد الوحوش والشياطين وفي النهايه استطاعت عائله هيدلوس جنباً إلى جنب مع الملك في ذلك الوقت هزيمه الشياطين."
"كان لدى الملك بعض القوى السحريه, لقد كانت قواه مذهلةً حقاً! على كلٍ, اعطى الملك فرد من عائله هيدلوس هديه وهذه الهديه تسببت في تغيير لون شعر هذا الفرد إلى اللون الأحمر المشتعل قال الملك لذلك الفرد أيضاً أنه وبسبب هذه الهديه اللتي حولت لون شعره للون الاحمر أنه في يوم من الايام سيولد بعض الاشخاص من عائله هيدلوس و سيمتلكون قوى النار السحريه و بعض القوى الأخرى, أليست هذه القصه مثيره للاهتمام؟" قصّت كيارا على أخيها القصه.
"احسنتي كيارا, انتِ حقاً عبقريه لن تظهر إلا كل قرن. كيف تعرفين هذا و انا اللذي اكبرك بثمانيه سنوات لا اعرفه؟ انا جاهل حقاً!"
"اعلم انك تعرف هذه القصه, انت فقط كنت تحاول مجاراتي في الكلام"
تمتمت كيارا مع ابتسامه مريره ولكن لم يسمعها لاورو لانه كان منشغلاً في مراقبه الباب اللذي خرج منه الرجلان مع والداه.
تقطر تقطر-
استمرت الدماء في التقطر من جبل الجثث الموجود في الغرفه.
وفجأة.
صرييييييييير-
فتح الباب الضخم ودخل منه نفس الرجلان اللذان أخذا والدا لاورو وكيارا.
امسكت كيارا بملابس لاورو. لاحظ لاورو عيون كيارا المحتقنه بالدماء و الغضب المكبوت بداخلها. حسناً.. لم يكن يستطيع أن يخبرها أن تحافظ على هدوئها لانه حتى هو لم يستطع ذلك.
.
.
.
إن كانت هناك أي ملاحظات و نصائح ستساعدني في تحسين اسلوب سردي فيرجى كتابتها في التعليقات. شكراً لكم على قراءه الفصل!