"؟؟؟"
"لقد أخبرني أنه سينقلني مباشرة الى مكان الفيكونت سيباستيان فيلد, لكن لما انا هنا؟؟؟"
كان لاورو في منتصف صحراء و بعيداً بشكل كبير عن المدينه.
بعد المحادثه اللتي أجراها لاورو مع سيرافين في الامس, خرج من القصر و ذهب الى القصر الامبراطوري للقاء ولي العهد و بعد مقابلته طلب منه أن يحضر الساحر لكي ينقله.
قال الساحر للاورو بوضوح أنه سينقله الى مكان تواجد الفيكونت بالضبط لكن الآن من ما يراه لاورو, لم يكن هناك أي بيوت بل فقط صحراء قاحله.
لم يكن لاورو متأكداً حتى من تواجده في مملكه كواليس, لكن اللذي خفف شكوكه قليلاً, كان وجود مدينه تبعد حوالى خمسين كيلومترا عن الصحراء.
لم يكن الإنسان الطبيعي ليرى تلك المدينه من هذا البعد, لكن بما أن لاورو لم يكن من ضمن اولئك الأشخاص الطبيعين, استطاع رؤيتها.
الأمر ليس له علاقه بالقوى الخارقه أو شيء من هذا القبيل. كل ما في الأمر أن لاورو وضع بعض السحر الشفاف الموجود في جسد كل انسان في عينيه حتى يستطيع رؤيه المدينه و تحسين حواسه بشكل عام.
"...هل تمزح معي؟"
تصلبت تعابيره ثم نظر الى المدينه مره اخرى.
"حتى وان كنت استطيع رؤيه المدينه على بعد خمسين كيلومتراً, هل تتوقع مني حقاً أن أمشي كل هذا!؟"
"انا حتى لم احضر اي شيء معي! لا ماء و لا طعام! لما انا سيء الحظ هكذا!؟"
أخذ لاورو نفساً عميقاً ثم وضع كلتا يديه على وجهه.
"....... اوه انا قد انتهيت الان"
"كيف تريد مني مشي كل هذه المسافه من دون اي شيء؟ فقط انتظر حينما ارجع! سأقتل ذلك الساحر على الفور!"
علي الرغم من تذمر لاورو الكثير, إلا أنه كان يمشي بينما يتذمر ليستطيع إنهاء تلك المسافه في وقت اقل.
استمر لاورو في المشي لمدة ربع ساعة تقريباً وكان قد قطع حوالي سته كيلومترات.
ثم توقف فجأة عن المشي.
"انتظر.. بغض النظر عن مدى غبائي.. لكن هل كانت مملكه كواليس تمتلك صحراء أصلاً؟"
ابتسم لاورو.
"......اوه نعم لقد تأكدت الآن. انا قد انتهيت"
"......"
"عليك اللعنه ايها الساحر اينما كنت! انا في مملكه رايف الآن وليس مملكه كواليس!"
انزل لاورو رأسه و نظر للأرض بوجه تعيس.
"لما حياتي صعبه للغايه؟ لما لا تسير الأمور بسلاسه فحسب؟" ثم تمتم بحزن شديد.
في تلك اللحظه, سمع لاورو صراخاً و رفع رأسه على عجل ليتأكد من مصدر الصوت.
"هاي!"
كان الصوت بعيداً لكنه كان يقترب تدريجياً من لاورو.
"هل انت ضائع؟!"
ثم أخيراً بعد بضع دقائق, اقترب رجل ببشره قمحيه و شعر بني من لاورو.
"هل انت بخير؟"
سأل الرجل بوجه مرهق. يبدو أنه كان يركض إلى حيث كان لاورو بما أن لاورو لم يستطع سماعه.
"اه, نعم"
"هاه! هذا جيد, لقد ركضت الى هنا لأنني ظننت أنك في مأزق ما!"
رؤيه شخص وحيد في الصحراء يجعل الناس اللذين يعبرون يظنون أنه بالتأكيد في مأزق.
'في الحقيقه.. أنا في مأزق حقاً الآن'
لم يقل لاورو ما كان يفكر فيه و اكتفى بشكر الرجل فقط.
"اه.. شكراً لك على اهتمامك"
"همم انت لست من مملكه رايف صحيح؟"
نظر الرجل بتمعن إلى لون شعر لاورو و لون بشرته البيضاء اللذي كان نادر للغايه في مملكه رايف.
ابتسم لاورو بإحراج.
'اوه.. تأكدت الآن, انا في مملكه رايف حقاً'
"كلا, انت على حق. انا لست من هنا"
"هل تعرف الطريق على الأقل..؟ لأنني اظن انك ضائع.."
"......" صمت لاورو قليلاً.
ثم قام بهز رأسه بالنفي.
"في الحقيقه.. كلا. لا اعرف الطريق.. انا ضائع .."
"ممم.. هل تريد مني ان اساعدك للوصول الى المدينه إذا؟"
".. شكراً لك سيكون هذا مفيداً حقاً بالنسبه لي" قام لاورو بشكره مره اخرى.
قام الرجل بتحريك كلتا يديه و نظر بإحراج إلى لاورو.
"اوه كلا! كلا! ليس عليك شكري فهذا شيء يجب علي فعله بعد كل شيء!"
"لكن لا يزال يجب علي شكرك"
قام الرجل بحك رأسه قليلاً ثم عاد للنظر إلى لاورو و سأل بنبره متردده.
"امم هل لي أن أسأل عن اسمك؟"
ابتسم لاورو بلطف ثم أجابه.
"إنه لاورو"
"اوه.. شكراً لك على اجابتي. أما أنا فأدعى بايوس"
تحت ابتسامه لاورو "اللطيفه" كان هناك افكار جهنميه و غاضبه للغايه.
'انا انتهيت.انا انتهيت. انا انتهيت. انا انتهيت. انا انتهيت. انا انتهيت. ماذا سأفعل الآن؟ كيف ساعود؟ انا سأقتل ذلك الساحر ان عدت حياً. كلا, حتى لو لم أعد, سأتى له من اعماق الجحيم حتى اسحبه معي'
...............
بعد المشي لمدة ساعتين, وصل الاثنان اخيراً إلى بدايه المدينه.
"لاورو, انصحك أن تضع الرداء على وجهك و تغطيه جيدا"
"حسناً لكن لماذا؟"
"هذا لان.. مملكه رايف تكره الغرباء.." تردد بايوس قبل أن يجيب على سؤال لاورو.
مملكه رايف, تعتبر أضعف مملكه. حيث أنه وصل العديد من الغرباء الى المملكه و بعد استقبال شعبها لأولئك الغرباء بكرم و بلطف, قام اولئك الغرباء بتدمير المملكه كرد لذلك اللطف و الكرم.
بشكل أدق, بعد وصول اولئك الغرباء الى المملكه مباشرةً, قاموا بمعاملة الشعب بعنف و بعدوانيه شديدين و تسببوا في حروب داخليه داخل المملكه. وهذا قام بإضعاف المملكه مع تقدم السنوات.
و الآن, هناك العديد من الغرباء اللذي يسكنون في المملكه في الوقت الحالي ويقومون بأخذ و الإستولاء على موارد المملكه.
"......." حول لاورو نظرته من بايوس الى المدينه.
كانت المدينه منيره و جميله, ان نظر لها أي أحد من الخارج قد يقول انها مدينه عاديه مثل اي مدينه اخرى.
لكن إن أمعنت النظر فيها و اقتربت منها قليلاً, سترى العديد من المنازل المهجوره و المتهالكة و سترى أيضاً العديد من المتاجر المغلقه.
على عكس عاصمه امبراطوريه نيبيس, كانت هذه المدينه خاليه تماماً من الأطفال المبتهجين اللذي يجرون في جميع أنحاء المدينه كما في العاصمه بالو.
"لما لم تخف انت ايضا مني بما أنني أحد اولئك الغرباء؟"
حول بايوس نظرته الحزينه من المدينه اللتي كانت تقريباً مهجوره إلى لاورو.
".. حسناً" ثم بعد ذلك اغمض عينه و نظر للسماء.
ثم فتح عيناه و نظر بحزم إلى لاورو.
"انا أؤمن أن الغرباء ليسوا جميعهم اشراراً مثل اولئك اللذين دمروا المملكه"
"......" لم يستطع لاورو الكلام عندما رآى أن عينا بايوس لم تهتز قط و ظلت ثابته مليئه بالمثابره.
قام لاورو بالابتسام و وضع يده على كتف بايوس.
"انت طيب للغايه. لكن أحياناً هذه الطيبه تكون السبب في موت المرء, تذكر هذا"
و أضاف.
"هناك أوقات ستضطر فيها لان تتخلص من هذه الطيبه لأنها ستكون بلا فائده حينها"
ثم قام لاورو بإزاله يده من على كتف بايوس و قام بالتحرك قبل أن ينتظر اجابه من بايوس.
"......"
"لما اشعر أنه يتحدث مع نفسه و ليس معي....؟" تمتم بايوس بذهول.
"!.." ثم نظر حوله و لم يجد لاورو, و أدرك أن لاورو كان قد سبقه بالفعل إلى منتصف المدينه بينما كان هو لا يزال يفكر في الكلمات اللتي قالها له.
"هاي! انتظرني لحظه!"
بعد هذه الجمله, بدأ بايوس في الجري ناحية المكان اللذي كان فيه لاورو.