أمام غابه درول.

كان لاورو يقف الآن تماماً أمام الغابه.

لسبب ما, كانت الغابه تبعث شعوراً شنيعاً و مرعب. كانت الأصوات القادمه منها مرعبه للغايه لم تكن تبدو من الغابات الأخرى العاديه.

لقد بدت مميزه للغايه.

و لكن أيضا, بدت غامضه للغايه.

'رائحه مألوفه..'

بالاضافه الى ذلك, كانت هناك رائحه فريده من نوعها. رائحه لم و لن ينساها لاورو ابدا.

كانت رائحه الدماء الجافه.

رائحه الدماء الجافه هي الرائحه اللتي لن ينساها لاورو ابدا. و هذا لأنه كان محاطاً بها من جميع النواحي في يوم من الايام.

دخل لاورو الغابه مع بايوس. في البدايه كانت الغابه طبيعيه مثل اي غابه أخرى.

لكن عندما بدأ الاثنين في التعمق أكثر, بدأت أجواء الغابه في التحول من طبيعيه إلى غامضه و مرعبه.

"سكرييييييتش--!"

"كراااااككك--!!"

كانت هناك أصوات غريبه و مرعبه لم يسمعها اي من لاورو و بايوس من قبل. لكن الشيء اللذي اتفق فيه لاورو مع بايوس في تلك الأصوات هو أنها لم تكن اصوات حيوانات عاديه.

"بايوس, خذ وضعاً دفاعياً في الوقت الحالي. اشعر ان هنالك شيئاً ما يندفع بسرعه نحونا"

اومأ بايوس برأسه و اخرج سيفه من غمده بسرعه ثم اخذ وضعاً دفاعياً.

و كذلك فعل لاورو.

"سكريييييييييتش-!"

اندفع مخلوق يشبه النمر و لكن بأيدي تشبه الأشواك الحديديه نحو لاورو مباشرة و هجم عليه.

صريرررر!

رفع لاورو سيفه الي فوق قليلاً حتى يستطيع صد الهجمه.

"اكككك!"

استطاع لاورو صد الهجمه لكن بصعوبه بالغه.

نظر لاورو إلى الوحش الغريب اللذي كان قد تراجع بضع خطوات إلى الخلف عندما لاحظ أن الإنسان اللذي أمامه ليس بفريسه سهله.

ما أثار انتباه لاورو, هو أنه كان هناك شق صغير للغايه على سيفه.

و ذلك كان بسبب اصطدام الأيدي المشابهه للاشواك الحديديه بسيف لاورو.

"هل ايادي ذلك الوحش اقوى من سيفي..؟"

لم تكن ايادي ذلك الوحش لتكسر سيف لاورو أن كانت أضعف من سيفه. لذلك قام لاورو بإفتراض أن يديه اللتي تشبه الأشواك اقوى من سيفه.

"لاورو! كن حذراً انه يحاول الاندفاع نحوك مره اخرى!"

صرخ بايوس اللذي كان منشغلاً بالفعل بالتعامل مع بعض أنواع الوحوش الأخرى و لم يستطع مساعده لاورو.

"سكريييييييييتش-!"

كما قال بايوس, اندفع الوحش مره اخرى لمهاجمه لاورو.

أدرك لاورو موقفه بسرعه و قام بإطلاق الكثير من النيران ناحيه الوحش في اللحظه اللتي اندفع فيها إليه.

هذه المره, تجنب الوحش النيران بكل سهوله و اندفع بسرعه اكبر إلى لاورو.

لاورو, غير مصدق للذي حدث, قام بالرجوع بضع خطوات للوراء و لكنه استعاد موقفه بسرعه كبيره و لم يقف ساكناً لينتظر هجوم الوحش.

بدلاً من ذلك امسك لاورو بسيفه بقوه و اندفع نحو الوحش.

و هذا كان لأنه أدرك أن قوه سيفه لا تستطيع التعامل مع ايدي الوحش لذلك فكر في قطع ايادي الوحش قبل أن يستطيع فعل أي شيء آخر.

شكلت عيون الوحش قوساً, و هذا جعل لاورو يجفل بسبب أن الوحش بدا كما لو كان يبتسم في تلك اللحظه.

قام الوحش بالرجوع إلى الخلف بسرعه و قام بجعل يداه الحديده تتلقى هجوم لاورو.

"اللعنه! لا استطيع الرجوع!"

أدرك لاورو الوضع اللذي هو فيه متأخراً, و هكذا لم يستطع سحب هجومه و ضرب سيفه في ايادي الوحش.

تكسر!

بسبب قوه اندفاع لاورو, كسر السيف بالكامل.

و أصيبت ذراع لاورو اللتي كانت تمسك بالسيف و تم دفعه للوراء.

ابتسم لاورو و نظر بحقد شديد للوحش.

"انت وحش ماكر"

وووووش!

"هل تعلم؟ ربما السيف بلا فائده, و يجب أن اقاتلك و انا أعزل ليكون الأمر عادلاً لانك لا تمتلك سلاحاً الست على حق؟"

امتلأت نظره لاورو بالغضب, ثم قام بتحريك يديه إلى الامام و اخرج كميه هائله من النيران.

تلك النيران أحاطت بلاورو كما لو كانت تحميه.

ثم ببطء..

بدأت النيران في تشكيل دائره كبيره حول لاورو و الوحش.

حرك لاورو يديه الي الامام و اليسار بسلاسه, ثم بدأت كره ناريه كبيره في التشكل.

بوووووم!

ضربت عده كرات ناريه كبيره الوحش.

كان الأمر أشبه ببعض النيازك اللتي تضرب مكان واحد بثبات و بقوه.

بسبب الدائره الناريه اللتي وضعها لاورو حولهم, لم يستطع الوحش الهرب و تجنب هجوم لاورو.

"رووووووووور"

ثم من من المكان اللذي اصابه لاورو بهجماته, سمع صرخه مدويه غاضبه.

كانت النيران لا تزال في ذلك المكان, و تجمع أيضا الكثير من الضباب و هذا تسبب في حجب رؤيه لاورو.

'ما اللذي حدث له؟ هل نجحت على الأقل في قطع يديه؟'

كان لاورو يعلم أنه لن يستطيع قتل وحش مثل ذلك بهذا فقط, ولكنه كان يأمل بشده ان يكون قد قطع إحدى أيديه على الأقل.

'هذا الضباب.. انه يعيقني عن رؤيه ما حدث للوحش..'

عض لاورو على شفتيه بهدوء.

"لاورو!"

ثم سمع لاورو صراخ بايوس من بعيد. لم يكن لاورو يعلم لما كان بايوس يصرخ فجأة, لكن بعد ذلك اكتشف الأمر بعدها ببضعه ثواني.

اختراق!

كان هناك صوت اختراق شيء ما.

تقطر, تقطر.

ثم بدأ هذا الشيء اللذي تم اختراقه في النزيف.

"هاهاهاهاها!"

خرج ضحك هستيري من فم لاورو.

كان الوحش ينزف من عينه بشده و قطعت إحدى أيديه و هذا ما كان يريده لاورو, لكن بدلاً من ذلك, قام الوحش بمهاجمته, مستغلاً الضباب اللذي كان يعيق رؤيته.

لحسن الحظ, لاحظ لاورو أن الوحش كان يخطط لمهاجمته بعد صرخه بايوس. لكن لاورو لم يتجنبها بالكامل, لان ذراع الوحش كانت مغروسه الآن في ذراعه.

وووووش!

قام لاورو بإطلاق كم هائل من النيران على يد الوحش اللتي كانت مغروسه في ذراعه.

ابتعد الوحش بسرعه عن لاورو, تاركاً يديه مغروسه في ذراعه.

"اككك"

خرج انين صغير من فم لاورو قبل أن يسحب يد الوحش من ذراعه.

"انت وحش قوي حقاً.. لم اتوقع ان بهذه الغابه هذا النوع من المخلوقات"

حدق لاورو بهدوء في الوحش ثم لاحظ أيضاً أن عيون الوحش كانت مليئه بالغضب.

ابتسم لاورو بسخريه.

"لكن الآن.. انت تعلم... انت قد انتهيت"

"بدون يديك, هجمه واحده و ستموت, انت تدرك ذلك صحيح؟"

على عكس باقي المخلوقات, كان هذا الوحش ذكياً حقاً. لربما كان اذكى أيضاً من بعض البشر.

"روووووور"

نظر لاورو بسخريه اكبر إلى الوحش بعد أن سمع صرخته الغاضبه.

"هل هذه صرخه تدل على أن موتك قد اقترب؟"

"لا يوجد رد؟"

"همم حسناً وداعاً إذا!"

أطلق لاورو هجمه اخيره قويه حتى ينهي الأمور.

اصطدام!

اصطدم الوحش بالشجره اللتي كانت وراءه, ثم سقط على الارض بلا حول ولا قوه.

اقترب لاورو ببطء من الوحش الساقط.

"روو- روور"

كان الوحش يواجه صعوبه حتى في فتح عينه المتبقيه و استمر في التنفس بصعوبه حتى..

حتى قطعت أنفاسه تماماً.

"ايغ اللعنه.."

"هذا الوحش اللعين.."

جلس لاورو بجانب شجره ثم استند عليها و اخذ يتنفس بصعوبه.

"على الرغم من قضائي عليه, الا أنه كان قوياً للغايه. لقد استهلكت نصف قوتي و أصيبت ذراعي بجروح بالغه...."

اغمض لاورو عينيه قليلاً حتى يستريح لبعض الوقت.

لكن لسوء الحظ, لم يستطع فعل ذلك.

2023/02/14 · 50 مشاهدة · 1041 كلمة
White knight
نادي الروايات - 2025