اغمض لاورو عينيه قليلاً حتى يستريح لبعض الوقت.

لكن لسوء حظه لم يستطع.

"لاورو! هل انت بخير؟!"

سمع لاورو صرخه بايوس القلقه من جانبه.

فتح عينيه ببطء ثم نظر بينما يتنفس بصعوبه إلي بايوس.

"انا..بخير. لا تقلق..."

"هل تقول بخير بينما ذراعك بهذا الشكل!؟" نظر بايوس بغضب إلى لاورو.

"لا تهتم ... بذراعي في الوقت الحالي. فقط ركز على الوحوش. لقد قتلت أقواهم لذلك, سيتبقى فقط من هم أقل منه في القوه"

ثم أضاف.

"ستستطيع التعامل معهم"

التوت زوايا شفاه بايوس ثم نظر بحده إلى لاورو.

"لاورو! نحتاج للخروج من هذه الغابه. هذا يكفي!"

"......." صمت لاورو قليلاً ثم تنهد و حول نظرته إلى الوحش الميت.

"... معك حق"

لم يجد لاورو ما كان يبحث عنه في المقام الاول. لم يحقق أي شيء سوى الحصول على جرح عميق للغايه في ذراعه.

حتى على الرغم من أنه لم يجد أي شيء يتعلق بالمطهرين لانه لم يتعمق كفايه, إلا أنه من الواضح أن هذا المكان لا علاقه له بالمطهرين على الاطلاق.

لذلك كان عليه الآن المغادره.

"كراااااااااك---!"

"رووووووووور--!"

"سسسسسسيي--!"

لكن يبدو أن هناك بعض الاشخاص اللذي اعترضوا على ذلك.

خرجت من بين الشجيرات العديد من أنواع الوحوش المختلفه. لكن, لحسن الحظ, لم يخرج اي وحش يشبه ذلك اللذي قتله لاورو.

تجمعت الوحوش حول لاورو و بايوس و حاصرتهم حتى لا يستطيعوا الهرب.

"بايوس, ساعدني لأقف"

مد لاورو يده حتى يمسكها بايوس و يساعده.

تنهد بايوس ثم امسك بيد لاورو.

"اغغغ" اخرج لاورو انين صغير قبل أن يستطيع أن يقف على قدميه مره أخرى.

"...!؟"

صدم لاورو من المنظر اللذي رآه.

اصطفت الوحوش في جانبين حتى تستطيع السماح لأحد بالمرور.

لم يكن هذا ما صدم لاورو. ما صدمه كان بالتحديد ما حدث تالياً.

كان هناك تنين بحجم نمر كبير يمشي في وسط الوحوش, و ما أثار انتباه لاورو, هو أن الوحوش بدأت بالإرتجاف عندما جاء التنين.

وقف التنين أمام لاورو و بايوس و نظر لهم بغضب.

ثم في تلك اللحظه بالضبط, فتح التنين فمه ليتحدث.

[من اللذي تجرأ منكما على قتل ذراعي اليمنى؟]

كان صوته قوياً لدرجة أن الوحوش بدأت تنزف من آذانهم و لكن لم يجرؤ أحد على أن يشتكي أو على أن يتحرك بسبب معرفتهم أن ملكهم كان غاضباً للغايه في تلك اللحظه.

غطى بايوس أذنه فوراً بسبب صوت التنين. أما لاورو فلم يؤثر عليه الأمر على الاطلاق.

"انا من قتلته"

تحدث لاورو بلا مبالاه.

[مجرد انسان وقح يجرؤ على---!]

صرخ التنين بغضب, تسبب صراخه في اقتلاع بعض الأشجار من مكانها و لكنه فجأه و بدون سابق انذار, توقف.

[....من انت؟]

نظر التنين بغضب اكبر إلى لاورو.

"الم تقل أنني مجرد انسان وقح؟ إذاً لماذا تعيد السؤال ان كنت تعرف من انا بالفعل؟"

[انت--!!]

[.......]

[...لما تمتلك طاقه سيدي؟]

امسك التنين غضبه و سأل بعد أن قام بتهدئة نفسه.

"؟"

ارتبك لاورو من سؤال التنين.

[انا اسألك, لما تمتلك طاقه سيدي السحريه؟ و لما تستخدم هذه القوه العظيمه في اشياء تافهه؟]

"... اي طاقه؟"

بعد سؤال لاورو, كان يبدو أن التنين كان قد فقد صبره.

قام التنين بالتقدم خطوه إلى الامام و رفع راحه يده ثم خرجت منها طاقه رماديه اللون.

تلك الطاقه أحاطت بلاورو و شكلت كرتين, واحده باللون الاحمر و الآخرى باللون الرمادي. ثم بعد ذلك, اختلطت الكرات ببعضها البعض و شكلت حاجز قوي للغايه حول لاورو و التنين.

[هذا الحاجز هو ما يربطني بسيدي. لقد كان حاجز قوه أسسه من اجلي]

"حاجز قوه؟"

مباشرة بعد سؤال لاورو, بدأ الحاجز في عزلهم عن الخارج, بدأ كل ما في داخل الحاجز في التحول إلى اللون الأسود.

كان الحاجز اسود بالكامل من الداخل.

لم يكن لاورو يرى أي شيء سوى ظلام.

ظلام دامس.

'مظلم للغايه...'

ثم فجأة من بين لا شيء, ظهر التنين مره اخرى أمام لاورو.

[لا اعلم حقاً لما انت تمتلك قوته. لكن بما أن قوته فيك فلا استطيع فعل أي شيء للاسف]

[انت لا تحتاج لمعرفه الكثير. سأجعلك تعرف فقط ما انت بحاجه اليه في الوقت الحالي]

بعد كلمات التنين, رفع التنين راحه يده و خرجت منه طاقه رماديه تشبه إلى حد كبير تلك الخاصه بلاورو.

[عليك أن تعلم ايها البشري, انني ما انا الا تجمع لطاقه عدو سيدي اللدود. و انت الآن عليك أن تكمل مسيرة سيدي بالتخلص من ذلك العدو]

"........." صمت لاورو ثم نظر إلى التنين بهدوء.

"هل تراني كدميةٍ ما؟"

استمر لاورو بالنظر بهدوء إلى التنين و لم يتزعزع موقفه.

[انت مجرد دميه منذ اللحظه اللتي دخلت فيها قوه سيدي إلى جسدك]

نظر التنين إلى لاورو بلا مبالاه, كما لو كان مجرد حشره لا يستحق حتى أن يتم الرد على استئلته بجديه.

"انت محق, قد أكون دمية ما"

في تلك اللحظه, تواصل التنين مع لاورو بصرياً.

"لكنني دميه لها إرادتها الخاصه. دميه قد تأكل مالكها ان تطلب الأمر"

تحدث لاورو بهدوء تام على الرغم تهديده لتنين موجود امام عينيه.

[هذا ما سيخبرنا به القدر و الوقت و ليس انت ايها البشري]

تواصل التنين للمره الثانيه مع لاورو. لاحظ لاورو أن عينا التنين كانت بلا مشاعر عندما قال تلك الكلمات. ليست فقط عيناه, بل أيضاً نبرة صوته كانت غير مباليه.

توقف التنين قليلاً في مكانه ثم تحدث بقوة.

[لكن ايها البشري, ما عليك أن تعرفه هو أن الطريقه اللتي تستخدم بها قوه سيدي هي تافهه للغايه]

و أضاف بقوه اكبر في صوته.

[إنها قوه عظيمه و لكن طريقتك في استخدامها مثيره للاشمئزاز]

"......"

[بالطبع, بشري مثلك لن يستطيع استخدامها كلها بشكل جيد. انت تمتلك إمكانيات كثيره لقتلك لذراعي اليمنى]

[لكن بسبب انك بشري, فللأسف لن تكون امكانياتك هذه ذات فائده كبيره]

'...ان كان البشر ضعفاء بالنسبه لهذا التنين إذا فما مدى قوته؟'

[عليك بلوم عرقك الضعيف على هذا الأمر]

بعد إعلان التنين الهادئ, اختفى الظلام اللذي كان يحيط بالحاجز.

"اعتقد انني يحق لي أن أعرف على الأقل بعض المعلومات بما أنني مالك لهذه القوه الآن الست على حق؟"

[ليس بعد, ما يزال امامك طريق طويل]

ضرب!

قام التنين بضرب الأرض بقدمه و انفجرت الأرض و تسبب هذا في شق كبير وصل إلى مئات الكيلومترات.

'ما هدفه من فعل هذا الآ-'

جفل لاورو بعد أن لاحظ أنه كانت هناك هاله مخيفه و كبيره تحيط بالتنين.

شعر لاورو كما لو أن التنين كان عملاقاً فاقه قوة و ارتفاع بعدة أضعاف. اسهل كلمه يمكنه بها وصف نفسه الحاليه هي أنه كان يشعر كما لو كان نمله صغيره.

شعر كما لو كان التنين يلعب به على راحة يده منذ البدايه.

شعر كما لو كان وجوداً صغيرا للغايه, وجوداً بلا فائده.

لم يشعر لاورو بهذا الشعور الا مرات قليله للغايه, شعر به مع الرجل ذو الشعر الابيض و سيرافين.

[ما لم تكن قادراً على ضخ مثل هذه الهاله الحاكميه, لن تكون مؤهلاً لحمل اسرار سيدي]

تحدث التنين بالقليل من الغضب في صوته.

2023/02/15 · 44 مشاهدة · 1052 كلمة
White knight
نادي الروايات - 2025