[ما لم تكن قادراً على ضح مثل هذه الهاله الحاكميه, فلن تكون مؤهلاً على حمل اسرار سيدي]

"......"

"أخبرني بشيء واحد فقط.. هل عدو سيدك هذا هو أحد المطهرين؟.."

كان سؤال لاورو غبياً لانه أن تم افتراض أن لاورو يحمل حقاً طاقة سيد هذا التنين, فهذا يعني أن سيده مات منذ زمن بعيد و طاقته تم توارثها من بين أجداده.

و هذا يعني أيضاً أن المطهرين كانوا موجودين منذ عقود كثيره.

فتح التنين فمه ليتحدث بعد أن نظر بغرابه إلى لاورو.

[....المطهرين؟]

كانت نبرة صوت التنين مرتبكه.

'كما توقعت. سؤالي كان غبياً حقاً'

تنهد لاورو ثم نظر إلى الأرض.

كما توقع لاورو, حتى التنين لا يعرف عن الأمر و هذا يدل على أن المطهرين لم يكونوا موجودين منذ عقود مثلما توقع.

لكن. كان هناك افتراض اخر.

"إذاً.. هل بإمكانك وصف عدو سيدك اللدود اللذي من المفترض أن اقتله؟"

[...لما بدأت بسؤال اسئله غريبه فجأه؟]

نظر التنين بغرابه اكبر إلى لاورو. في هذا الاثناء كان لاورو يهز كتفيه و ينظر إلى التنين بهدوء.

[عدو سيدي.. كان كابوساً. هذا هو الحد لما استطيع اخبارك به]

'كابوس…'

[أعطيتك بداية الخيط, جد انت نهايته]

تواصل الاثنان بصرياً.

كان لاورو يعرف كلمه كابوس, لكنه لم يكن يعرف ما اللذي تعنيه.

و هذا لأنه قرأ أحد الكتب في المكتبه الامبراطوريه اللتي ذكرت خروج كابوس واحد في الحرب قبل عشرة سنوات. و هذا الكابوس كان السبب في موت الكثير من البشر.

حتى أن هناك كتاب آخر ذكر أن الكابوس اللذي خرج كان أحد الأسباب اللتي جعلت فريق بليس يخسر كل هذه الخسائر الفادحه, كانت بسبب هذا الكابوس.

على وجه الدقه, كان لاورو يعرف ما اللذي تعنيه, لكنه لم يعلم إلى أي مخلوق تشير. حتى و إن لم يعلم, فهو قام بإفتراض أن هذا المخلوق اقوى بكثير من الشياطين العاديين.

"حسناً"

نظر لاورو بثبات إلى التنين ثم فتح فمه بهدوء ليتحدث.

"ما اللذي حدث في هذه الغابه؟ اعني.. كيف تم ختم مخلوقات مثلكم فيها؟"

[لم يتم ختمنا. نحن من ختمنا أنفسنا]

"؟"

[ابرمنا عقداً مع ملك مملكه رايف ليكون لنا مكان لنسكن فيه. و كان هذا المكان هو غابة درول لانها كانت غابه مهجوره تقريباً]

أبرمت هذه الوحوش عقد مع ملك مملكه رايف الثالث, ينص هذا العقد على أن يكون للوحوش مملكتهم الخاصه و لن يتدخل فيها أي بشري.

لكن بسبب شائعات انتشرت في ذلك الوقت و مفادها أن الملك هو من ختم الوحوش بقواه السحريه الخارقه, خاف ملك مملكه اڤينو و امبراطور امبراطوريه نيبيس. و هكذا تم التخطيط لقتله.

لكن كان خطأ انتشار هذه الشائعات يقع أيضاً على عاتق ملك مملكه رايف نفسه و هذا بسبب أنه هو من أمر بنشر هذه الشائعات في الأساس لكي يقوي منصبه و حكمه و ليخشاه الناس و لا يتجرؤو على خيانته.

على عكس الصوره اللتي كان يظهر بها ملك مملكه رايف كمنقذ و بطل, إلا أنه كان ملك جشع و اناني حقاً, فقط مثل بقية الملوك.

[على اي حال, اظن انك سألتني الكثير من الأشياء. لذا فلتجب على اسئلتي انا الآن]

[ما اللذي جاء بك الى هذه الغابه؟]

عاد التنين للنظر إلى لاورو بغضب.

".....اممم"

حرك لاورو رأسه إلى الجانب حتى لا يتلقى نظره التنين الغاضبه.

'ماذا افعل؟ ماذا سأخبره!؟'

تعرق لاورو بغزاره ثم أجاب بصوت ضعيف.

"اردت أن أرى مناظر الغابه الرائعه..."

[ما هذا الهراء؟ هل قتلت يدي اليمنى فقط من أجل الاستمتاع بمناظر الغابه؟! و من سيأتي الي غابه من أجل رؤية مناظر رائعه اصلا!؟]

صرخ التنين بينما ينظر إلى لاورو بغضب اكبر.

"اوه؟ هيا! هو من حاول قتلي أولا!"

[هذا طبيعي. هذه الغابه هي موطننا, لذلك ان تعدّى عليها اي شخص فبالتأكيد سنهاجمه و نحاول قتله]

'....معه حق......'

كان الأمر أشبه بترك باب بيتك مفتوحاً ليدخل إليه لص و ثم يسرق كل ما في البيت و تقوم انت بالترحيب به بعدها.

"......... حسناً.. لكن انا لا اهتم. هل كان يجب أن اتركه ليقتلني ام ماذا؟"

[انت اول شخص في هذا العالم من قام بالرد علي بهذه الوقاحه. حتى سيدي لم يجرؤ على فعل هذا]

"للأسف, فالاحترام تركني و هرب لذلك لم يعد لدي خيار سوى أن أكون وقحاً"

[............ان قتلتك الآن فأنا متأكد أنني سأشعر براحه نفسيه]

ابتسم لاورو على كلمات التنين.

"مع الاسف لا تستطيع ذلك"

[معك حق لا استطيع ذلك في الوقت الحالي. لكن عندما تنتهي من تلك المهمه الملعونه سآتي لقتلك]

توسعت ابتسامة لاورو.

"اوه؟ حسنا حينها سأرحب بك!"

نظر التنين إلى لاورو و تمتم ببعض الكلمات المرعبه.

[.... إن فكرت في الأمر فإقتلاع ذراع منك لن يجعلك تموت صحيح؟]

لكن لسوء الحظ, سمع لاورو ما تمتم به التنين.

'هاه؟'

'كلا انتظر.. كنت امزح..'

اقترب التنين من لاورو ثم لمس رأسه و ظهرت نفس الكرتان في البدايه و إعادتهم للغابه مره اخرى.

"لاورو!"

صرخ بايوس مفزوعاً من اختفاء لاورو المفاجئ.

"لا تقلق انا بخير"

[أخرج من هذه الغابه قبل أن اقتلع منك ذراعاً حقاً]

في كلمات التنين, قامت الوحوش اللتي كانت وراءه بالانحناء و الارتجاف.

"حسنا.."

اجاب لاورو بهدوء.

في تلك اللحظه تواصل لاورو بالعين مع بايوس.

فهم بايوس أن لاورو كان يخبره أن يخرج من الغابه في الوقت الحالي فأومأ برأسه بهدوء ثم سبق لاورو بالخروج من الغابه.

أما لاورو فوقف ساكناً يحدق بشيء ما.

بعدها ببضعه دقائق, تنهد لاورو و تبع بايوس و هكذا خرج الاثنان من الغابه.

2023/02/19 · 44 مشاهدة · 826 كلمة
White knight
نادي الروايات - 2025