خرج الاثنان من الغابه بأمان.
قبل أن يخرج, أخذ لاورو معه "تذكاراً" من دون علم التنين.
الا و هو, ايدي الوحش اللذي قتله في غابه درول.
كانت ايدي ذلك الوحش متينه جدا لذلك افترض أنها من الممكن أن تصنع سيفاً لا يكسر بسهوله مثل بقيه السيوف الرديئه.
بعد خروج لاورو من الغابه, طلب من بايوس أن يقوده إلى أقرب صانع سيوف.
حسنا؟ لقد كان هو الآخر يستطيع صنع السيوف لكنه لا يستطيع التعامل مع مثل هذا النوع من المعادن لانه متين و يفوق خبرته بكثير.
كان لاورو يستطيع التعامل مع بعض الانواع المحدوده من الحديد مثل حديد ڤانك اللذي كانت حديد سهل الانكسار, و بعض أنواع الحديد الأخرى متوسطة المستوى.
"...بايوس؟"
على اي حال, قاده بايوس الى متجر صنع سيوف متهالك.
كان المكان اللذي قاده إلى بايوس متهالك بشده لدرجه ان الجدار كان يتكسر ببطء. بدا الأمر كما لو كان هذا المتجر سيقع فوق رؤوسهم في أي وقت.
"نعم؟"
اجاب بايوس كما لو كان لا يرى أي مشكله في شكل المتجر.
"هل انت متأكد أن هذا متجر لصنع السيوف؟.."
نظر لاورو إلى المتجر بعيون غريبه ثم سأل بنبرة صوت متردده.
"هاه؟ هل هذا كل ما يقلقك؟"
اجاب بايوس كما لو كان لم يتوقع سؤال لاورو.
"لا تقلق انه أفضل متجر لصنع السيوف في مملكه رايف على الرغم من مظهره المتهالك...."
كانت جميع المتاجر بشكل عام في مملكه رايف متهالكه, اما بسبب عدم قدره أصحابها على دفع المال لاصلاحهم او بسبب عدم قدوم اي زبائن لهم و هذا كان يتسبب لهم في ازمه ماليه كبيره ثم في النهايه يقومون بإغلاق متاجرهم أو يقومون ببيعهم ليكسبوا بعض المال على الاقل.
المتاجر الوحيده اللتي كانت حسنة الشكل في مملكه رايف, كانت المتاجر اللتي قام الغرباء بالإستثمار فيها. او أيضاً المتاجر اللتي كانت مخصصه للنبلاء و لا يسمح للعامّه بدخولها لاي سبب كان.
على اي حال, اضطر لاورو إلى دخول المتجر المتهالك بسبب أنه كان في حاجه ماسه لسيف قوي و متين لا يكسر بسهوله.
كان المتجر من الداخل متوسط الشكل لكن كانت لا تزال هناك بعض الأغراض المكسوره و الموضوعه هنا و هناك.
كان هناك رجل في أواخر الأربعينيات من عمره بلحيه كثيفه و شعر اسود يجلس على كرسي في اخر المتجر.
على الرغم من دخول بعض الزوار إلا أن الرجل لم ينتبه و فقط استمر في النظر إلى الأرض.
"سيدي!"
عند صرخه بايوس, نهض الرجل من على الكرسي بهدوء و أقترب ببطء من الاثنين.
كان وجه الرجل بلا تعبير بل من الافضل القول إنه كان تعيساً.
"ماذا تريد بايوس؟ الم أخبرك أنني لم اعد لصناعه السيوف؟"
رفع الرجل رأسه ثم أجاب بصوت هادئ لكن كان بايوس قادراً على معرفة أن صوته كان يحتوي على بعض التعاسه.
"نعم..أعلم هذا, لكن هل يمكنك فقط للمرة الاخيره صنع سيف لهذا الرجل؟"
اجابه بايوس بينما يشير إلى لاورو.
"...بايوس"
حدق الرجل لبعض الوقت في لاورو ثم فتح فمه ليتحدث بنبره غاضبه.
"نعم؟......."
"لما جلبت أحد الغرباء الى هذا المكان!؟"
ثم صرخ بصوت عالي بينما يشير إلى لاورو.
"اهدأ. إنه ليس مثلهم"
"كلهم واحد! انهم مجرد ملاعين!"
"انا أؤكد لك أنه ليس مثلهم"
"انت-! هل جلبت لي احد الغرباء و انت تعرف ما اللذي قاموا بفعله لي!؟"
"قلت لك أنه ليس مثلهم!"
بعد أن صرخ بايوس و فقد هدوءه, قام الرجل بالنظر إليه و تحدث بنبره هادئه مستسلمه.
"اتعرف؟ الحديث معك بلا فائده"
استدار الرجل ثم ذهب ليجلس فوق الكرسي مره أخرى بينما يشير بيده إلى الباب.
"بايوس. اخرج من متجري حالاً انت و هذا الملعون"
"لكن-!"
تم مقاطعه بايوس من قبل لاورو اللذي تحدث بعد صمت طويل.
"قد لا اعلم ما اللذي فعله لك الغرباء, لكن هل تظن حقا أن كل الغرباء في العالم انانيون و جشعون؟"
على الرغم من أن الرجل كان ينظر إليه بعيون محتقنه بالدماء, الا أن لاورو اكمل ما كان يريده قوله و نظر بهدوء الى الرجل.
"ها"
"هاهاهاهاهاهاها!"
خرجت ضحكه هستيريه من فم ذلك الرجل.
"انت ايها الفتى, هل تظن أن لك الحق في قول مثل هذه الكلمات؟"
ثم أضاف.
"من مظهرك يبدو انك أحد النبلاء الأغنياء, لذلك انت لا تعرف حتى كيف يعيش العامه امثالنا. انتم النبلاء تعيشون حياة الرفاهيه و تأكلون من معلقه من ذهب"
"و على الرغم من انكم تملكون كل هذا! الا انكم تأتون و تدمرون متاجر العامه للاستمتاع!"
'همم؟ اه فهمت.. ربما تم تدمير متجره بواسطه أحد النبلاء الغرباء'
من ردة فعل الرجل, استنتج لاورو أن هذا المتجر تم تدميره من قبل أحد النبلاء.
كان تدمير المتاجر من قبل أحد النبلاء هو أمر شائع للغايه في جميع أنحاء العالم.
لكن تدمير متجر العامه الى هذا الحد لم يكن شائعاً ابدا لذلك فهم لاورو مدى حقد هذا الرجل على النبلاء.
"انا لست نبيلاً. يمكنك التحقق من خلفيتي اذا اردت"
و أضاف.
"كما انني اريد ان اخبرك أنني فقط اريد صنع سيف لا اكثر و لا اقل ثم سأذهب من هنا بلا عوده"
"و سأقوم بالدفع لك بمبلغ لا بأس به. قد تستطيع حتى أن تعيد المتجر لسابق عهده بهذا المال اللذي سأعطيه لك. لذلك هي ليست صفقه سيئه صحيح؟"
عقد الرجل ذراعيه على كلمات لاورو ثم قام بالنظر بحدة إليه و فتح فمه ببطء ليتحدث.
"كيف ستستطيع دفع لي هذا المال إن لم تكن نبيلا؟ هل تعلم أن إصلاح هذا المتجر قد يكلفك مالاً يكفي لبناء قصرين؟"
كانت الحياه في مملكه رايف صعبه للغايه, و هذا بسبب أن التجار يقومون ببيع الأغراض للعامه بسعر كبير للغايه و أما للنبلاء فيقومون ببعيهم بأسعارها الطبيعيه.
"لا تقلق بشأن هذا. سأسلم لك المال الآن إذا اردت"
اخرج لاورو من جيب رداءه كيس مال ممتلء بالعملات المعدنيه ثم قام بوضعها على الطاوله اللتي كانت أمام الرجل.
كان من الممكن تقدير وزن الكيس بعشرة كيلوجرامات.
"م-ما هذا!؟"
كانت عيون الرجل فارغه و شحب وجهه من كثرة المال اللتي كانت أمامه.
في مملكه رايف, لا يحلم العامه بلمس قطعتان ذهبيتان من المال حتى, لكن الآن وضع لاورو أمام الرجل كيس من العملات الذهبيه كما لو لم تكن شيئاً كثيراً!
"الآن هل ستقوم بصنع السيف؟"
وضع لاورو ايدي الوحش أمام الرجل على الطاوله ثم فتح فمه ليتحدث بهدوء.
"اريد منك صنع سيف بهذا المعدن. أريده أن يكون سيفا متيناً لا يكسر بسهوله. سآتي لأخذه بعد ثلاثة أيام"
كان الرجل عاجز عن التحدث, حتى ان فكه سقط مفتوحاً دون أن يدرك ذلك.
بعد هذه الكلمات استدار لاورو و غادر المتجر دون أن ينتظر حتى اجابه الرجل.