"لاورو!"
كان بايوس قد ألقى نظره على الرجل قبل أن يخرج من المتجر و يلحق بلاورو اللذي خرج من المتجر دون أن ينبس ببنت شفة.
كان الرجل في المتجر شاحب الوجه و كانت عيناه مفتوحه على مصرعيها, كل ما فعله كان التحديق في كيس النقود امامه بينما كان فمه مفتوحاً دون ان يتمكن من التحدث بأي كلمه.
يبدو انه حتى لم يلاحظ ان لاورو و بايوس كانا قد غادرا المتجر بسبب شدة صدمته.
اما لاورو فكان قد خرج من المتجر سريعاً و اتجه الى مكان ما و الآن كان بايوس يجد صعوبة في ايجاده.
اضطر لاورو لانهاء الحديث من الرجل و الخروج سريعاً بسبب انه شعر بألم شديد في ذراعه اللتي تمت اصابتها من الوحش.
استند لاورو على شجره صغيره في مكان مهجور و اخذ يحدق في ذراعه اللتي اصبحت بنفسجيه بالكامل الآن.
"ما اللذي يحدث الآن؟"
عندما خرج لاورو من غابة درول قام بتضميد جرحه ببعض القماش الابيض نظراً لعدم وجود متاجر طبيّه في الانحاء.
و لكن حتى و ان لم يوفر لاورو لجرحه العلاج لم يكن من المفترض ان تكون ذراعه بنفسجيه هكذا!
"هل كانت.... تلك الاشواك مسمومه؟"
كان الامر الاكثر افتراضاً هو انه من الممكن ان تكون ايدي الوحش مسمومه. و لكن نظراً لان السم لم يؤثر الا على ذراع لاورو فهذا يعني انه سم بكميه قليله للغايه او انه سم غير مميت.
"حسناً, على اي حال-"
اظلمت تعابير لاورو.
"ما اللذي سيحدث لذلك الرجل الآن ان كانت ايدي الوحش مسمومه فعلاً؟...."
ان كان ذلك المعدن مسموماً حقاً, فبالتأكيد سيؤثر على ذلك الرجل لانه اثر على لاورو.
"هاااه. احتاج لأن ارجع و اقوم بتحذيره"
قام لاورو من على الشجرة اللتي كان يستند عليها ثم بدأ في السير ناحيه المتجر مره اخرى.
****
بعد ان وصل امام المتجر دخله بسرعه فوجد الرجل كان يقوم بإرتداء القفازات السوداء ليقوم بلمس الاشواك.
"انتظر!"
قام الرجل بتحويل نظرته الى لاورو اللذي كان بالكاد يتنفس.
"ماذا الآن؟"
ارتبك الرجل لانه لم يعرف سبب رجوع لاورو الى متجره مره اخرى. و بعد سؤاله, قام لاورو بالإقتراب من الطاوله اللتي كان عليها المعدن.
"ها؟"
اشار لاورو الى المعدن ثم فتح فمه ليتحدث.
"هذا الشيء الملعون مسموم"
"...؟"
نظر الرجل بنظره مستفهمه الى لاورو, لم يجب لاورو و اكتفى فحسب بأن يقوم بكشف الضماده عن ذراعه حتى يراها الرجل.
فتحت عيون الرجل على مصرعيها و سقط فكه.
"لما تريني هذا الآن؟"
أشار لاورو للجرح البنفسجي على ذراعه. كان الجرح يزداد سوءاً مع مرور الدقائق.
"هذا هو ما يفعله السم الموجود في هذه الاشواك"
ثم اضاف.
"لذلك كن حذراً عند التعامل معه, لانه قد يكون هناك بعض السم عديم اللون المتبقي"
لم يلاحظ لاورو السم الموجود على الأشواك الا بعض بضع ساعات لذلك فهذا يعني انه سم بلا لون و بلا رائحه. في الواقع, كان هذا اشرس انواع السموم.
لكن لحسن الحظ, لم يكن هذا السم مميتاً او على الاقل بالنسبه للاورو. فبالتأكيد سيكون الامر مختلفاً بالنسبه للبشر العاديين اللذين لا يمتلكون سحراً.
"لا تقلق, هذه القفازات لن تدع السم يلمسني"
"و أيضاً.. لما لم تقم بمعالجه هذا الجرح؟"
صمت لاورو قليلاً ثم اجاب.
"هذا بسبب عدم وجود اي متاجر طبيه في الانحاء"
"..."
"على اي حال, لقد اخبرتك ما كنت اريده لذلك سأغادر الآن..."
استدار لاورو ليذهب من الباب عندما سمع صوتاً اوقفه.
"يا"
"..."
"انا ساحر معالجه"
"....حسناً؟"
ارتبك لاورو من اعلان الرجل الهادئ.
"الم تفهم بعد؟"
تنهد الرجل بعمق قبل ان يبدأ في قول بعض الحروف الرونيه.
بعد ذلك, قام الرجل بفتح راحه يده ليخرج منها ضوء فضي ساطع.
"تعال هنا"
"...."
لم يكن امام لاورو سوى تنفيذ ما قاله, اقترب منه و قام الرجل بوضع يده اللتي كانت فيها الضوء على ذراع لاورو و استمر في قول بعض الكلمات الرونيه القديمه.
بعد بضع ثواني, ازال الرجل يده من على ذراع لاورو.
"تأكد من ذراعك الآن ثم اخرج من المتجر لانني اريد العمل"
ازال لاورو الضماده و ثم فتحت عيناه على مصرعيها من شدة الصدمه.
وجد ان ذراعه كانت قد شفيت بالكامل!
في العاده, لا يشفي سحرة العلاج الا جزء صغير من الجرح بما ان شفاءه بالكامل يفوق قدراتهم. اما السحره من المستوى المتقدم فيستطيعون ان يقوموا بشفاء الجرح تماماً تقريباً و لقد قد تتبقى بعد الندوب, كما انهم نادرون للغايه.
أما الآن, قام هذا الرجل بشفاء ذراع لاورو تماماً دون ترك اي ندوب حتى!
لكن في تلك اللحظه بالتحديد, سمع لاورو صوتاً قطع حبل افكاره العميق.
لقد كان بايوس.
"سيد ڤيير! هل رأيت-"
بعد رؤية لاورو امام وجهه تماماً, صدم بايوس بشده و توقف عن الحديث. حتى ان فكه سقط مفتوحاً من شده الصدمه.
"..."
ابتسم لاورو بإحراج.
"اهلا؟"
لم يسمع بايوس ما قاله لاورو بسبب ان كان يركز على شيء اخر.
"سيد ڤيير؟"
أدار ڤيير رأسه الى الجانب حتى لا يتلقى نظره بايوس المعقده.
"الم تقل انك لن تستخدم سحر المعالجه مره اخرى...؟"
"..."
"كلا انتظر, لما من الاصل قمت بإستخدامه؟"
في تلك اللحظه, تحدث لاورو.
"لكي يعالجني.."
"و لماذا يعالجك؟"
نظر بايوس بنظره غريبه الى لاورو.
"اتّضح ان الاشواك الخاصه بالوحش اللذي قاتلته في غابه درول كانت مسمومه"
"و بينما عدت لاخبره بالأمر و ان يكون حذراً في التعامل مع الاشواك, قام بمعالجتي"
على الرغم من شرح لاورو للامر, الا ان بايوس بدا كما لو كان لم يفهم اي شيء.
"اه.. حسنا"
"لا تنظر الي, بايوس"
لاحظ ڤيير ان بايوس كان لا يزال ينظر اليه و اخبره بأن يتوقف عن هذا الامر.