كان ڤيير صانع سيوف معروف في جميع انحاء مملكه رايف قبل بضع سنوات.
كان معروفاً كأصغر و امهر صانع سيوف في المملكه. حتى انه بسبب شهرته اللتي امتدت حتى لخارج المملكه, كان يأتي اليه العديد من الاشخاص من مختلف انواع الممالك.
ليس هذا فحسب, فقد كان أيضاً ساحر معالجه موهوب للغايه. لقد نافس أيضاً السحرة من المستويات المتقدمه. لكن هذه الحقيقه لم تكن معروفه لجميع الاشخاص.
لكن في يوم ما, عندما كان متجرة لا يزال مزدحم بالاشخاص و معروفاً في جميع انحاء المملكه, قام احد من النبلاء اللذين دخلوا المتجر لشراء احد السيوف اللتي كانت معروضه, "بإختبار" مدى حدة سيوف المتجر.
و لكن كيف؟
ببساطه, اختبر الامر على احد العامه اللذين كانوا في المتجر في ذلك الوقت.
ما قام النبيل بفعله هو طعن العامي في صدره بأحد سيوف السيد ڤيير عاليه الجوده.
سقط العامي على الارض بينما تسيل الدماء بغزاره منه. كان هذا العامي يتنفس بصعوبه و كان على حافه الموت, و ما اللذي فعله النبيل؟ لم يفعل اي شي. اكتفى فقط بالنظر الى العامي بنظرة ساخطه.
لان كل هذه الاحداث كانت تحدث في متجره هو بالذات, لم يستطع ان يقوم بتجاهل الامر و هرع الى مكان العامي.
جثا ڤيير على ركبتيه ثم بدأ في قول بعض الحروف الرونيه و فتح راحه يده و خرج منها ضوء فضي ساطع.
قام ڤيير بوضع يديه فوق صدر الرجل حتى بدأ الجرح على صدره في التعافي ببطء.
لكن بما ان الجرح كان خطيرا للغايه, فقد كان مرهقاً أيضاً بالنسبه لڤيير. هذا كان أيضاً بسبب انه كان لا يزال شاباً عديم الخبره في ذلك الوقت.
بعد بضعه دقائق, كان ڤيير يلهث و يلتقط انفاسه بصعوبه بينما يعالج العامي, لكن لحسن الحظ, استطاع ڤيير ان يعالجه و لكن ليس بالكامل لانه كان قد فقد طاقته تقريباً.
استطاع العامي ان يستفيق بعدها ببضعه ساعات و قدم شكوى في المحكمه.
بالطبع, تم دعوة ڤيير و أيضاً النبيل اللذي كان السبب في ما حدث.
لكن, ما حدث في المحكمه كان شيئاً لم يتوقعه ڤيير ابدا.
شيء لم يظن انه قد يحدث ابدا.
قام العامي بالاشاره الى النبيل على انه الجاني. لكن القاضي, كان قد تلقى رشوه بمبلغ كبير للغايه من النبيل في الليله اللتي تسبق المحاكمه.
و..
و تم في النهايه, الحكم على ڤيير كمذنب و كاذب قام برشوة العامي لينقلب على النبيل اللذي انقذه من الموت. و بموجب ذلك, كان على ڤيير تسليم الكثير من ممتلكاته الى النبيل و العامي.
السيناريو اللذي تخيله كل من اللذين حضروا في تلك المحاكمه كان: ڤيير صاحب متجر صناعه السيوف الاشهر في المملكه, قام بإختبار احد سيوفه على العامه و ثم لم يفعل اي شيء و اكتفى بمشاهدة العامي يموت, اما النبيل, فقام بإنقاذه بسحر المعالجه الخاص به.
لم يستطع ڤيير حتى الدفاع عن نفسه. من كان سيصدق ان مجرد شاب من العامه يمتلك سحر معالجه يفوق حتى السحرة ذوي المستويات العاليه؟
اراد ڤيير ان يريهم ان لديه هذا السحر في المحكمه, لكن بما انه كان قد استخدم سحره بالفعل منذ وقت قريب, فكان الامر مستحيلاً بالنسبه له.
و لانه كان مجرد عامي, لم يصدقه احد و تم فقط الحكم عليه كمذنب. و على الرغم من ان الشخص الاذي تم طعنه هو العامي و اشار الى ان النبيل هو من قام بطعنه الا ان لا احد القى بالاً لشهادته بما انه مجرد عامي مثله مثل ڤيير.
في النهايه, هجر العامه و النبلاء متجر ڤيير و تحول الى قمامه مع مرور السنوات.
مع مرور الوقت, فقد ڤيير الامل في نفسه و اقسم بعد استخدام سحر المعالجه الخاص به لمعالجه اي كان. و أيضاً ترك صناعه السيوف لانه لم يعد يستطيع تحمل تكاليف شراء المعادن.
كما انه اكتشف ان النبيل اللذي كان السبب في ما حدث, كان غريباً عن المملكه. و مع الوقت تولّدت مشاعر الحقد و الكراهيه تجاه الغرباء اللذي يأتون الى مملكة رايف.
و ازدادت تلك المشاعر بسبب رؤيته لحال مملكته اللتي بدأت في الانهيار ببطء.
في الماضي, كانت مملكه رايف مكاناً للسياح و كانت مملكه مشهوره جدا بمتاجرها الخلابه و المتنوعه. و كانت أيضاً موطناً للتجار الاغنياء اللذي يأتون من جميع انحاء العالم للتجاره و ايجاد مستثمرين.
اما الان, فهي مملكه غير معروفه تقريباً و مليئه بالفقر.
اصبحت قضيه ڤيير و النبيل مشهوره في جميع انحاء المملكه و تم اتخاذ ڤيير كشخص اناني متكبر في المجتمع. و هذا تسبب في طرده من كل مهنه كان يتقدم للعمل فيها.
حتى ان بعض النبلاء اللذي سمعوا عن المحاكمه, قاموا بمحاولات كثيرة لجعل صورة ڤيير تزداد سوءاً في المجتمع لكن لحسن الحظ لم يستطيعوا بسبب بايوس اللذي كان يعترض طريقهم في كل مره.
تعرف ڤيير على بايوس في احد الآيام بينما كان يائساً يقوم ببيع اخر سيوفه و وقعت الصدفه ان من اشتراها كان بايوس, الحارس الشخصي للامير. و مع مرور الوقت اصبح الاثنين تجمعهم علاقه وثيقه.
لذلك الآن, بعد كل ما حدث في الماضي, لم يتوقع بايوس ابداً من ڤيير ان يقوم بإستخدام سحر المعالجه الخاص به مره اخرى او ان يقوم بصنع سيف لواحد من الغرباء.
لكن الآن, قام ڤيير بمعالجه لاورو و قام أيضاً بالموافقه على صنع سيف له على الرغم من انه غريب عن المملكه و لم يهتم لردة فعل بايوس كما لو كان ما يفعله طبيعياً تماماً!
"...."
لم يستطع بايوس حتى ان ينطق بأي كلمه. جلس فقط على احد الكراسي الموجودين في المتجر و اخذ ينظر الى ڤيير بينما يصنع للاورو السيف اللذي يريده من اشواك الوحش الحديديه.
"...."
اما لاورو فقد قرر ان يجلس هو الآخر على احد الكراسي بالقرب من ڤيير ليرى خبيراً في مجال صناعة السيوف يعمل. كان هذا سيكون مفيداً بالنسبه له بما انه ما يزال عديم الخبره و في حالة ان قرر أيضاً في المستقبل ان يقوم بفتح متجر لصناعه السيوف هو الآخر.